الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة -الحديد - .. تغزو الجامعة

سمير عبد الرحيم اغا

2013 / 7 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


انتشرت حديثا في المجتمع الجامعي موجة جديدة " مصنوعة من مادة صلبة" بلا طعم ولا رائحة ، موجة جامدة من ثقافة "الحديد" تمثلت في " مكيجة " ساحاتنا وحدائقنا بسياج ومظلات وأبواب من مادة الحديد في ساحات وحدائق وأرصفة وشوارع الكليات . بقصد حماية طلابية أو حماية أمنية أو حرارية أو جمالية ، وقد تناسلت هذه الثقافة في كل مكان وتسابقت الكليات على "التقليد" فيما بينها ومنها من قلد أو استنسخ ما رآه بعد ساعات وأيام وانجر عمله ليكون مثل غيره ...من هذه الإعمال " سياج حدائق بارتفاع مترين ،مظلات حديد كبيرة ، باب حديدي عملاق في الشارع الرئيسي وهذه أول سابقة في تاريخ الشوارع إن توضع أبواب في الشارع بعرض اثنا عشر مترا او اكثر ، مظلات عملاقة على طول الرصيف الرئيسي ، كأن المفاهيم الجمالية قد جفت وربت وليس من طريق آخر نعالج به جمالية مجتمعنا الجامعي . إلا بهذه الهياكل المعدنية ، بالإضافة إلى الكلفة المالية العالية لهذه "المكيجة " .... أليس بمكاننا إن ننسج سياجا من أشجار اللبلاب ، ومظلات...من أشجار الياسمين وأشجار النارنج أو أبوابا من خشب النخيل او الليمون .. اليس نحن اهل بساتين البرتقال والنارنج والليمون والرمان والجوري اليس ...
ان أنشاء مرافق الحياة المدنية في المجتمع الجامعي يجب إن تكون ذات طعم ورائحة وروعة في الجمال وبراءة في الأبصار . فهناك فكرة تقول أن عوامل الطقس والمناخ هي التي جعلت الشرقيين خاملين ..إذا من حقنا نقول أن كليتنا أصبحت بيئة جامدة , هل لان ساحاتنا لم تسع بعد من باقات الزهور وقصائد شعر يحملها عشاق الياسمين . فما قيمة الربيع دونما زهر .
فكل البحوث أكدت إن العائد الاقتصادي الناتج عن "تنمية الإنسان" يفوق بكثير الناتج عن استغلال الموارد الطبيعية آو رؤؤس الأموال أو غيرها من الجوانب ذات الطابع الاقتصادي ، فالمناظر الخلابة التي تتمتع بها بلادنا مبهجة وكثيرة وحتى يصعب علينا عدها وعلينا ان نثري حياتنا الجامعية بها والبيئة الجميلة الهادئة تجلب تنمية عالية المستوى . وهذه "المحجرات " لا تلائم الظروف الحالية التي نمر نحن بها ، ألا يكفي الهياكل الإسمنتية التي تملا الشوارع ومداخل البيوت والموجودة لدواع أمنية وهي هياكل لا تفرح ولا تحزن ....ولو صبغت بألوان الذهب ، ولن تبكي ولن تحن ، فالبيئة الجميلة تجعلك تمضي فيها وقت أطول يبعث على الانبعاث والسرور، بينما الهياكل المعدنية لا تستطيع إن تعاني من الحب كما نعاني ولا تذوب حنينا كما نذوب نحن ...
..... نريد "بيئة طبيعية" تتمزج فيها كل الألوان .... فيها الأزرق والبرتقالي والوردي والليلكي وكل ألوان الطيف الشمسي ولتكن لكل كلية لون خاص بها وبطلابها كما لكل شركة طيران لون خاص بها ،
هذه هي ثقافة "الحديد" التي غزت بيئة جامعتنا... لقد هزمتنا المحجرات ، حتى انني رأيت الزهور تبكي ........ ورأيت العصافير تجمع أوراقها وكشكولها المدرسي وتغادر الجامعة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف