الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة الى الرأسمالية -الحقيقية-!

توما حميد
كاتب وناشط سياسي

2013 / 7 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لقد برزت في السنوات الاخيرة ظاهرة فريدة، حيث يمكن الاقرار بسوء وضع البشرية وبالماسي والازمات التي تواجهها ونقد الوضع الحالي من مختلف الزوايا بدون المساس بالنظام المسؤول الحاكم على مستوى العالم والتشكيك في اهليته للحكم وبدون ان يؤدي هذا الى مجرد التفكير في بديل لهذا النظام. تقوم البرجوازية واعلامها بالفصل بين الوضع الماساوي التي يواجة قسم كبير من البشرية في انحاء العالم وبين النظام الرأسمالي الحاكم والمسؤول عن هذا الوضع بشكل بارع بحيث يتعذر التفكير في حل لهذا الوضع.
لقد كانت الطبقة البرجوازية واعلامها لحد سنوات قليلة توعد البشرية ب"الجنة" التي يمكن ان تتحقق فقط تحت حكم النظام الرأسمالي. كان النظام الرأسمالي يعتبر مصدر للحسنات لمعظم البشرية ولكن مع اشتداد الازمة الاقتصادية منذ 2007 والتقهقر الهائل في المستوى المعاشي لقطاعات واسعة من الجماهير حتى في الدول الامبريالية والازمات البيئية والاجتماعية والسياسية التي تواجه البشرية وتوسع الاحتجاجات الجماهيرية على نطاق العالم لم نعد نسمع بمثل تلك الوعود الا من قلة تافهة متغطرسة اوجاهلة. اذ اصبحت الرأسمالية مصدر للسيئات للقسم الاعظم من البشرية.
لقد طرأ تغير هائل في موقع الطبقة الحاكمة في المجتمع وان كان هذا الامر غير واضح للكثير منا الا انه واضح للطبقة الحاكمة نفسها. في مواجهة هذا الواقع لقد تبدل في السنوات القليلة الماضية خطاب هذه الطبقة بشكل كبير وقد اتخذ دفاع البرجوازية عن نظامها شكلا ملتويا وغير مباشرا. نسمع من قادتها ومفكريها وخبرائها ومروجيها باستمرار اقرارهم بوجود الازمات والمصاعب في كل مكان ولكن جدالهم يتركز على ان تلك الازمات والمصاعب التي هي حصة الغالبية العظمى من الجماهير هي ليست بسبب النظام الراسمالي بل لان النظام الذي يحكم الان هو ليس نظام رأسمالي" حقيقي او نقي" بل نظام رأسمالي " مشوه" بسبب الكثير من الشوائب التي تفرضها عوامل خارجية تتعارض مع طبيعة النظام الرأسمالي "الحقيقية".
على سبيل المثال، قال الرئيس الفرنسي اليميني السابق، نيكولاس ساركوزي في قمة ازمة النظام الرأسمالي الحالية " ان فكرة وجود سوق مطلق القوة الذي لايمكن التعارض معه باي نوع من القوانين او اي تدخل سياسي هي فكرة مجنونة". واضاف " ان فكرة كون السوق دائما على الصواب هي فكرة مجنونة". هذا التصريح هو مثال لالاف التصريحات التي يطلقها قادة ومفكرو و مناصرو ومدافعو هذا النظام بشكل يومي. فالمشكلة حسب ساركوزي ليست في النظام الرأسمالي بل في النموذج الذي يعتمد على سوق مطلق القوة! ان المقصود من مثل هذا النوع من الجدال هو التاكيد على ان المشكلة ليست في النظام الرأسمالي بل في هذه الشائبة او النقيصة او تلك التي تعترض عمل النظام الرأسمالي الذي هو نظام مثالي ويجب ان لاتفكر البشرية باستبداله باي نظام اخر. في هذه الايام وخاصة في الدول المتقدمة التي تعصف بها ازمة اقتصادية عميقة برزت تلل الجدالات واصبحت جزءا مهما من تفسيرات البرجوازية للوضع ومن مسعاها لايهام الجماهير والدفاع عن نفسها.
الاستنتاج السياسي الذي ياتي من وجهة النظرهذه، هو وجوب العودة الى النظام الرأسمالي "الحقيقي" الذي لابد ان يحل كل المشاكل التي تواجة البشرية بما فيها الازمة الاقتصادية الحالية! هؤلاء الذين يقفون خلف هذا الجدال ينددون باستمرار بالقوى والحكومات والمؤسسات والاشخاص وكل التوجهات والعوامل التي تمنع الرأسمالية من ان تكون "حقيقية ونقية" والتي بالتالي تمنع الازدهار و الخلاقية و العدالة الاقتصادية الناتجة من قدرة الرأسمالية على تخصيص المداخيل بشكل عادل حسب مساهمة كل شخص ومشروع في الانتاجية. هذه العوامل الخارجية الشريرة تشوه النظام و المكافأة المادية حسب المجهود المتاصلة في هذا النظام لخدمة مصالح معينة. ولذلك يعاني الاقتصاد والمجتمع وتستفيد قلة فاسدة.
هذه العوامل الخارجية المتطفلة والمتناقضة مع الراسمالية " الحقيقية" والغريبة عنها والتي تعيق الكفاءة الكامنة في هذا النظام تختلف حسب وجه نظر يمين ويسار الطبقة البرجوازية وحسب موقع الدولة المعينة في تقسيمات النظام الرأسمالي العالمي. ففي الدول الفقيرة فان الامبريالة المستبدة ووجود الانظمة الدكتاتورية" غير الوطنية" التابعة للامبريالية ،و سيادة العلاقات الاقطاعية، والتخلف التكنلوجي ،و القوى الاسلامية، وسيادة الدين والتدين و النزعات العشائرية والبدائية الاخرى بين الجماهير، وتدني وعي الجماهير ، وغياب الثقافة الديمقراطية وغيرها هي اهم تلك العوامل.
عندما كانت الرأسمالية في وضع انتعاش تضمن حد من الرفاهية و الحقوق والحريات في الدول المتقدمة كان جدال قسم من البرجوازية في الدول الفقيرة التابعة للسيطرة الامبريالة يتركز حول كون الرأسمالية في تلك الدول مشوهة وحول ضرورة النضال من اجل بناء رأسمالية على الطراز الغربي. وكان هذا الجدال مقنعا لقسم كبير من الجماهير. ولذلك كان يتمحور الجدل حول ماهية العوامل التي تجعل وتبقي الرأسمالية في تلك الدول متخلفة. ومن بين كل تلك العوامل المذكورة برزت مسالة تدخل الامبريالية وتنصيب انظمة تابعة لها والتخلف التكنلوجي وتدني وعي الجماهيروتدينها الذي يتناقض مع الديمقراطية كعوامل اساسية.
ولكن ينسى هؤلاء ان النظام الرأسمالي هو ليس ماموجود في الغرب فقط بل ماموجود على مستوى العالم. اي ان ان النظام الرأسمالي هو حزمة واحدة غير قابلة للتجزئة و التي تشمل الغرب والدول الفقيرة. لايمكن فصل بين حد معين من الرخاء و الحقوق والحريات التي حققت في الغرب وبين التعاسة والفقر والشقاء وغياب ابسط الحقوق والحريات في الدول المتخلفة. لايمكن فصل الغرب عن بقية العالم واعتباره لوحده النظام الرأسمالي. والاهم ان مسالة اقامة نظام على طراز الرأسمالية في الدول الغربية في كل العالم هو ضرب من الخيال. من الواضح ان لكل دولة او مجموعة دول موقع في النظام الرأسمالي الحالي. الانظمة القمعية في الدول المتخلفة التابعة للامبريالة، هي البناء الفوقي الذي يتوافق مع النظام الرأسمالي في تلك الدول. ان وجود انظمة قمعية هي في مصلحة البرجوازية العالمية بمافيها البرجوازية في تلك الدول. ان تخيل وجود برجوازية "وطنية" غير تابعة تسعى لاقامة ديمقراطية برجوازية هو وهم.
والاهم من كل هذا هو ان النموذج الغربي المرغوب به و الذي كان هدفا منشودا بدأ يتراجع. الغرب لم يعد المركز او المتربول لان الرأسمالية فيه في ركود والنمو ليس فيه بل في دول مثل الصين واندونيسيا والبرازيل والهند وغيرها. والنمو في تلك الدول لايرافقه الرفاهية والحقوق والحريات التي رافقت في السابق النمو في الغرب لاسباب سوف اتطرق لها في مكان اخر. يشهد الغرب اليوم ازمة اقتصادية لاتقبل ان تزول و بطالة متزايدة وانخفاض مستمر في الاجور الحقيقية و تدهور ظروف العمل و الوضع المعيشي للطبقة العاملة.
من جهة اخرى ان الاحداث الاخيرة قد بينت بشكل ساطع تفاهة الادعاء حول كون تدني وعي الجماهير وكون المجتمعات في العالم العربي بشكل خاص مجتمعات اسلامية تنقصها الوعي السياسي والثقافة الديمقراطية سبب تازم الرأسمالية في تلك الدول. ان الاعمال الثورية وخروج اكثر من 20 مليون انسان في مصر الى الشوارع ضد نظام مرسي واخوان المسلمين وجهت 20 مليون صفعة لمروجي تلك الافكار السخيفة. ان تدني الوعي هو نتاج الرأسمالية الحاكمة نفسها وليس العكس.
اما في الدول المتقدمة تلك العوامل الخارجية الشريرة هي وجود حكومة مترهلة وكبيرة والاحتكارات والبنوك المركزية، ونظام الضمان الاجتماعي، والضرائب، والنقابات العمالية، والمهاجرين وغيرها.

الجناح اليمني للبرجوازية في الدول المتقدمة يركز على ضرورة تحديد تدخل الدولة في الاقتصاد والحد من القوانين التي تنظم الاقتصاد و التخلص من النقابات العمالية التي "تشوة العلاقة بين صاحب العمل والعامل وتحدد حرية الرأسمالي في توظيف وطرد العمال" وتقليل الضرائب على الاغنياء التي " تحد من الاستثمارات". في حين ان يسار البرجوازية يجد ان تلك العوامل الخارجية الشريرة هي القوة المطلقة للسوق وضعف دور الدولة وغياب المنافسة وزيادة التفاوت الاقتصادي في المجتمع وضعف النقابات. لذا يطالب اليسار البرجوازي بالمزيد من تدخل الدولة في الاقتصاد بما فيه تنظيم عمل المشاريع والشركات الاقتصادية الخاصة وتشجيع المنافسة والحد من الاحتكار وبتوزيع اكثر عدلا للثروة من خلال زيادة الضرائب على الاغنياء و تقوية النقابات التي تدافع عن حقوق العمال وبالتالي تؤدي الى تقوية القوة الشرائية .
لقد رافقت الحكومة النظام الرأسمالي بشكل دائمي. ففي بداية بروز النظام الرأسمالي، الحكومة كانت اداة في يد الطبقة الرأسمالية الصاعدة لتقويض وهزيمة وتدمير الطبقات الاخرى. لقد تمكنت البرجوازية في الثورات البرجوازية من الامساك بالحكم واستخدام السلطة في القضاء على الاقطاعية . كما استخدمت الدولة لتسريع نمو الرأسمالية بطرق لاتحصى. وفي كثير من الاحيان استخدمت الدولة لشن الحروب على السكان الاصليين والاستيلاء على اراضيهم، والتخلص من الاحتلالات والاستعمار وفي بناء البنى التحتية الجوهرية مثل ( الموانئ والسكك والطرق والمطارات) وفي تنظيم النظام البريدي والقظائي( الشرطة والمحاكم والصراعات القانونية)،ونظام التعليم الحديث وغيرها. ان تخيل الرأسمالية بدون حكومة هو وهم. لقد خبرت البشرية كل درجات تدخل الدولة في الاقتصاد الرأسمالي وهناك انظمة تمثل كل تلك الدرجات من التدخل في الوقت الحاضر وكلها في ازمة. ان ازمة 2007-2008 أتت بعد حقبة طويلة من تدخل محدود من الدولة في الاقتصاد كما ان ازمة السبعينات جائت بعد حقبة طويلة من تدخل مكثف للدولة في الاقتصاد لذا فان مستوى تدخل الدولة في الاقتصاد لا يقي من الازمة الاقتصادية والمصاعب المرتبطة بها.
الاحتكارات ايضا دائما رافقت الرأسمالية. كل مشروع رأسمالي يهاب باستمرار من المنافسة ويسعى الى تقويضها لان المنافسة بالنسبة للمشروع الرأسمالي تعني عدم الاطمئنان واحتمال نهاية المشروع ولذلك كل مشروع يحاول باستمرار اقامة احتكارا لما يبيعه.
وفي نفس الوقت كل مشروع اقتصادي يسعى من اجل عرقلة او تقويض الاحتكارات داخل الصناعات التي يتوجب عليه شراء المواد منها التي تدخل في الانتاج الذي يختص به. الدافع للربح يحض على كلا السلوكين في ان واحد. لذا فان المنافسة تؤدي الى الاحتكار وبالعكس. الرأسمالية دائما تشهد بروز الاحتكارات ( تقويض المنافسة) واضمهلال الاحتكارات ( تقوية المنافسة). لذا فان راسمالية بدون احتكارات هو وهم ايضا.
البنك المركزي قد حل محل المؤسسات النقدية الاخرى لان كل المؤسسات النقدية الاخرى اصبحت اما عاجزة او غير مقبولة لدى الرأسماليين. كل الاقتصاديات الرأسمالية الحديثة قد اسست بنوك مركزية تنظم كمية النقد ومعدل الفائدة وحتى معدل صرف العملة وغيرها من الوظائف التي هي امور اساسية لتنظيم الاقتصاد. ان دور النقد والائتمان في الاقتصاد الرأسمالي تطور بشكل تدريجي ورافقه ظهور مؤسسات تنظمه. ان رأسمالية متطورة وعصرية بدون بنك مركزي وبدون تدخل مكثف منه في تنظيم الاقتصاد هو ضرب من الخيال.
مككنة الاقتصاد الراسمالي المدفوع من قبل الربح احيانا يؤدي الى درجة من البطالة. والبطالة خاصة عندما تكون طويلة وبنسبة كبيرة تولد معاناة وغضب وفي النهاية تولد التمرد. كما ان الرأسمالية المعاصرة تميل الى خفض الاجور والمستوى المعاشي لقطاعات من الطبقة العاملة والتي تؤدي الى المعاناة والتمرد ايضا. للحد من مثل هذه التهديدات تقوم الراسمالية بتحديد المعاناة عن طريق اقامة اشكال مختلفة من الضمان الاجتماعي و المشاريع الخيرية للعاطلين عن العمل والان حتى لقسم من الطبقة العاملة التي لها وظائف ولكن لاتدر دخل كافي للعيش. انظمة الرعاية الاجتماعية هي ليست تجاوزات خارجية على الرأسمالية بل اقيمت وطورت لحماية الرأسمالية من نتائج ادائها السيئ. ان التوظيف الكامل كان امرا نادرا جدا في تاريخ الرأسمالية. البطالة كانت ولاتزال هي القاعدة ولذا كان هناك دائما حاجة الى نوع من الضمان الاجتماعي. ان النقاش حول كم من الثروة سوف توجه لدعم العاطلين من خلال نظام الرعاية الاجتماعية ومن من تجمع تلك الثروة كان دائما موضوع خلاف في الرأسمالية. ولكن تصور راسمالية بدون نوع من انواع الرعاية الاجتماعية خاصة في هذا العهد هو وهم اخر.
من جهة اخرى ان ميل الرأسمالية المتكرر نحو خلق عدم مساواة متعاظم في الدخل والثروة ادى دائما في كل مكان الى اقامة ميكانيزمات اجتماعية لاعادة توزيع محدود للدخل والثروة. الضرائب كانت احد هذه المكاينيزمات حيث عملت كوسيلة لجمع المال لفعاليات الحكومة. يتم التحول بين نظام ضرائبي تقدمي ( حيث تزداد نسبة الضريبة مع زيادة الدخل) و نظام ضرائبي تقهقري( لاتزدادالضريبة كلما ازداد الدخل) لتوزيع الدخل او الثروة حسب الظروف الاجتماعية و التوترات السياسية في المجتمع. الضرائب هي طريقة لاعادة توزيع الدخل والثروة بين الرأسماليين وبين الرأسماليين وبقية السكان. ان رأسمالية بدون نظام للضرائب هي فكرة سخيفة.
النقابات العمالية هي ايضا نتاج الرأسمالية. ان المصاعب التي تواجه العمال في الاقتصاديات الرأسمالية تحثهم دائما للمحاولة لتشكيل نقابات ومنظمات عمالية اخرى. الرأسماليون دائما حاولوا منع و تدمير واضعاف المنظمات العمالية ولكنهم لم يفلحوا ابدا بشكل كامل. الاقتصاد الامريكي المتازم والذي يشهد تراجع لاتتعدى نسبة العمال المنتمين للنقابات في القطاع الخاص فيه عن 7% في حين ان الاقتصاد الصيني الذي شهد نمو اقتصادي هائل لحد الان يشهد غياب شبه كامل للنقابات فيه. من جهة اخرى توجد اقتصاديات رأسمالية تلعب فيها النقابات دور كبير وهي في انتعاش واخرى في ازمة عميقة. هذه الشواهد هي دليل على سخافة الادعاء عن كون النقابات العمالية سبب ركود او انتعاش الاقتصاد الرأسمالي. في المحصلة النهائية، النماذج العالمية تؤيد تفوق محدود للاقتصاديات التي تعطي دور اكبرللنقابات لانها تحافظ على مستوى معاشي اعلى للطبقة العاملة مما يخلق طلب عام على البضاعة والخدمات مما ينعش الاقتصاد. بشكل عام نوع من التنظيم العمالي هو امر لامفر منه في النظام الرأسمالي و النقابات هو شكل التنظيم المقبول لدى البرجوازية. النقابات ليست مؤسسات خارجية مفروضة على راسمالية "حقيقية". وجود راسمالية "نقية" بدون نقابات هو نوع من التمني الساذج من قبل الرأسماليين.
ان كل هذه الادعاءات والتوهمات التي تحدثنا عنها تخدم ايدولوجيات معينة.ان الايمان في امكانية او حقانية او محبوبية " العودة الى رأسمالية نقية وحقيقية" يحول انظار الطبقة العاملة عن المسالة الاصلية وتحرمها من امكانية العمل من اجل تغير اجتماعي يساعد البشرية على تجاوز الرأسمالية وكل مأسيها. بدلا من الوقوف ضد النظام الرأسمالي برمته يكون على الطبقة العاملة النضال ضد الحكومة والاحتكارات والبنوك المركزية ونظام الضمان الاجتماعي والنقابات وغيرها. في الحقيقية حتى عندما تتمكن الطبقة العاملة من تحقيق اهدافها من تلك النضالات فانها لن تحل اي من المشاكل الاساسية التي ترافق الرأسمالية . الرأسمالية التي تولد هذه المؤسسات دائما تستجيب الى اي تدمير جزئي لهذه المؤسسات من خلال اعادة انتاجها او انتاج بدائل لها.
عن طريق الاحتفاء بالراسمالية "الحقيقية والنقية" يمكن نقد الازمة الراسمالية والوضع المأساوي دون معاداة الرأسمالية بل حتى مع اعلان الولاء لها. اي يتم اعلان الولاء للرأسمالية كمسالة تجريدية من خلال نقد الرأسمالية الواقعية والملموسة . الخدعة في كل هذا هو ان يتم تعريف النظام الحالي وازمته الدائمية والعميقة كنظام غير النظام الرأسمالي الواقعي.
الازمة الاقتصادية والازمات البيئية والاجتماعية التي نواجهها سوف لن يتم التغلب عليها من خلال فنتازيا العودة الى العصر الذهبي للرأسمالية الحقيقية والنقية. الرأسمالية " غير النقية" هو كل ما خبرته البشرية على مر 300-400 سنة الماضية من تاريخ الرأسمالية وليس هناك اي امل في تحقيق الفنتازيا المسماة بالرأسمالية الحقيقية او النقية. لذا فالبشرية بحاجة الى النضال من اجل تجاوز الرأسمالية و بناء نظام افضل منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عجيب أمر هؤلاء القوم
فؤاد النمري ( 2013 / 7 / 15 - 11:33 )
ليس في عالم اليوم دالة واحدة تدل على أن النظام الرأسمالي ما زال حيّاً يعمل في العالم وقومنا يقولون .. نعم إنها عنز وتطير!!

في العام 1952، قبل ستين عاماً أكد ستالين وهو الإبن العبقري للماركسية اللينينية أن الإمبريالية ستموت قريبا أي في الستينيات وليس في السبعينيات حين أعلنت الأمم المتحدة عن موتها في العام 1972
لكن الأشاوس وعبقريي البورجوازية الوضيعة يؤكدون أن الرأسمالية ازدادت توحشاً عما كانت علية في الحرب العالية الأولى والثانية وفي قصف المدنيين بالقنابل الذورية في اليابان

الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن المفلسين سياسيا وبعد أن ضيعوا عمرهم في رهانات سياسية لن يبرر استمرارهم في الرهان غير الإدعاء باستمرار الرأسمالية الإمبريالية وإلا ترتب عليهم أن يخرسوا ويغادروا المسرح دون رجعة


2 - التحريف هو اساسا يخدم النظام الراسمالي
علاء الصفار ( 2013 / 7 / 15 - 13:04 )
تحية السيد توما
اشكال الالاعيب التي نعيشها! بتحريف ديماغوجي للسادة المتبجحين بغياب الراسمالية النقية بل وموتها! وما الى ذلك من الطرح السقيم الذي يتحفنا السيد النمري! بقال علان وفلان! كتب ماركس حول ضرورة اتحاد العمال ووجود الاحزاب الشيوعية والعنف الثوري لاجل ازاحة نظام الاستغلال الراسمالي وهو طريق اساسي لاختصار مآسيه! لم يقل ماركس ان الراسمالية ستموت بسكته قلبية! انهيار الاحزاب الشيوعية خلق ظرفا جديدا في ظل الامبريالية, كشكل اعلى للراسمالية ومزيتها سيطرة البنوك على البشر! فطورت الراسمالية شكل جديدا للعيش الا وهو النيو ليبرالية! ففي الزمن الراسمالي النقي دخلت انكلترا وفرنسا بجيوشها لنهب الشعوب,بعدها توجت ملوك ومن ثم ساعدت على ايجاد نظم بدول قومية من اجل تطوير حركة اسواق المستعمرات من اجل السيطرة على اقتصياتها الضخمة! كماحدث في عراق العبث من توريد ضخم للنفط ,وشراء العراق الرهيب,من سيارات دبابات طائرات الامبريالية!الان امريكا تدمر الدول من اجل بيع جديد ولحساب امريكا! نيو ليبرالية وليد نقي من رحم الراسالية مزيته حرب عولمة لجر العالم الى ابشع استغلال مصحوب بحروب قصف ناتو وتفجير القاعدة!ه


3 - بشاعة و شراهة ولكن ليست من بديل!
حميد كركوكي ( 2013 / 7 / 15 - 15:43 )
37 عاما من عملي النقابي AFL-CIO أكبر نقابة عمال في أمريكا! فقد عشت مراحل دامية للقلب عندما بدأ الصعلوك رانلد ريگان بضرب وقتل النقابات العمالية في السبعينات الماضية، حيث بدأت المرحلة الأنتحارية الشرهة للرأسمالية العالمية، ولم تبقى حتى ورقة التوت على عورة الأمپريالية الأمريكية،أصبح صاحب الممثل الشامپازي مفكرا عضيما لهم و سميت حركته الجنونية البشعة ب {ريگناميك❊-;-REAGANMIC❊-;- } ولحد الآن الطبقات الفقيرة والمتوسطة فقدت قدرتها الشرائية و أنحدرت ذكاء هذه الطبقات إلى درجة مرثية حيث يقوم الطبقة الفاحشة في الثراء قيادتهم كاالخرفان و إعطائهم جرعات سخيفة من ثقافة هليودية منحطه و تلفاز غبي {فاكس نيوز} وكذلك استفحلت المسيحية المستحمقة إلى درجة الأستغراب حيث الأمريكان يقومون باالصلات من أجل الدعاء لنزول المطر والشفاء من الأمراض، لا أدري إلى أين يتوجه قطار هذه الأمة المستحمقة والسمينة الكسلانة؟ بديهي سوف تتحطم ولكن من البديل؟ شيوعية؟لاء ! أم إشتراكية ؟ طبعا لاء! رأسمالية من النوع الطازج ؟ أيضا لاء ،،،أو النوع الصيني( شيوعيرأسماليعبودي) ؟ لا ولن ، أم شاڤ-;-يزي ڤ-;-نزويلي؟ المستقبل لناظره لقريب.

اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟