الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهلاً و سهلاً بكل منشق جديد

علي الأمين السويد

2013 / 7 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


النفس البشرية تلعب الدور الأعظم في حياة الانسان شئنا أم أبينا. و عندما يرى شخص ما بأن الخطوة التي سيقدم عليها لن تعود عليه بأقل مقدار من النفع لما أقدم عليها. و قد كان للاقصاء دوراً سلبياً جداً في بداية الثورة و سأوضح بالامثلة.
بعد أن انشق العقيد رياض الاسعد قام بتشكيل الجيش الحر مشكوراً و جعل من نفسه قائداً له. و صار الضباط من بعده ينشقون لينضموا للجيش الحر وليأخذوه أماكنهم في تراتبية الجيش الحر العسكرية المفترضة و التي يستحقونها، فالجيش الحر للوطن و جيش الوطن أكبر من أن يترأسه "عقيد فني" مع كامل الاحترام لشخص رياض الاسعد.

و لكن رياض الاسعد كان يرفض تسليم القيادة للرتب الأعلى تحت ذرائع شتى ليس لها علاقة بإحترام الرتب و لا التسلسل العسكري. فكانت النتيجة أنه كلما انشق ضابط برتبة عليا حاول أن يشكل جسماً عسكريا خاصاً به، و أحجم كثير من الضباط الكبار عن الانشقاق لانهم شعروا بـــ "البهدلة" إن هم انشقوا ليخدموا تحت قيادة رتبة أقل ذات اختصاص بعيد عن القيادة.

تخيلوا معي ما كان سيحدث لو أن رياض الاسعد، غفر الله له، كان قد صرح التالي: "أعلن أني القائد المؤقت للجيش الحر بإنتظار الرتب الأعلى"؟
على الأقل لرأينا تسارعاً في الانشقاق، و كسبنا تنظيماً أكثر بحيث ننتقل من صف جيش منظم يقتل الشعب الى جيش منظم يدافع عن الشعب و لما رأينا هذه "الآلاف من الكتائب". و من المؤكد أنه و إكراماً لرياض الاسعد حينها كان سيطلق عليه "أبو الجيش الحر". و لكن قدر الله و ماشاء فعل و الكل يعلم بما آلت اليه الأمور على ارض الواقع.

و مازال الكثير يقع في نفس الخطأ حالياً، فقد صار البعض يتهكم على المنشق بشتى العبارات التي ترعبه هو و ترعب من لم ينشق بعد، علما أن الذي ينشق الآن أخطر بمئات المرات ممن انشق في بدايات الثورة. فإنشقاق مجند بدون بندقيته حقيقة لا يقدم كثيراً ، بينما انشقاق ضابط استخبارات في الوقت الحالي يعد ضربة موجعة للنظام و امراً عظيما في صالحنا تماماً.

لذلك أرجو أن نتوجه بالتشجيع لمن لم يغادر صفوف النظام بعد ، و أن نقدم المسامحة مع بعضنا البعض منذ الآن، فالمنشق اختار صفنا بالمحصلة و العدو مازال قويا و مازال اجرامه بعيدا عن التوقف. فإن كنا لا نتسامح مع من اختار صفنا الان ، فكيف سنفعل بعد سقوط النظام؟ هل سنقتل كل من لم ينشق؟ هل سنجري الدماء أنهاراً في وطننا الذي يحتضر أصلاً؟ أم أننا سنكون عادلين في الاحكام ، و ان نثبت أن في قلوبنا متسع دائما لاحتواء من لم يكن مجرماً بطبيعته؟ أذكركم يا أخوتي أننا قد نكون سبباً في معاداة عشرات آلاف الناس لنا في ظرف دقيقة و لكننا سنحتاج عشرات السنين حتى نكسب ودهم ثانية. والوطن لا يصبح وطناً الإ بالمحبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي