الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر تفضح الكل !

حداد بلال

2013 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لقد اثبت الشعب المصري مرة اخري علي غرار ثوراته علي ارض الكنانة نموذجا ناجحا بارزا في التحدي والاندفاع نحو الحرية والتحرر من خلال ثورتين احداهما ضد الديكتاتورية والاخري ضد اخونة الدولة،وهذه الاخيرة بالذات كانت عموما نقطة فاصلة حاسمة في كشف الكثير من الحقائق،التي ابانت فيها لاعبوا الديمنوا السياسين ومن يحركهم ضد مصر بمثل تكالبهم في ذلك علي باقي الثورات العربية الاخري،التي من خلال افرزاتنا لغوامض الثورة المصرية نري بان امر هؤلائي المتربصين بها قد بدا ينكشف.
وكان من بين المفاعلات التي كشفتها ثورة مصر فهي متمثلة في امريكا وحلفائها بدعمهم اللامتناهي لاسرائيل،فان لم تبدوا حقيقة وجهة نظرها تجاه الثورة فهي بصدد انتظارما ستسفرعليه الايام القادمة حتي يتبن لها الخيط الابيض من الاسود فيما ستنحازاليه من ارادة الاخوان ام ارادة الشعب المدعومة من العسكر،للعب من ثم كعادتها دور الوساطة وكعضو ناشط في نصرة الارادة الفائزة،التي من ارجح بالرغم من محاولتها لاخفائها فان الحقيقة واضحة للعيان بتشجيعها لاخوان المسلمين لعدة اعتبارات منها سهولة ووجود راحة في تعامل امريكا معهم اكثر من هؤلاء العلمانيون،اضافة الي اعطاهم مهلة قد يرجح فيها الاخوان الكفة لصالحهم من خلال مليونية "رابعة العدوية" مما يدل هذا في محافظتها علي مرسي بقرار من الكونغرس حول مراجعة تقديم المساعدات لمصر بحجة الانقلاب العسكري،ومطالبة برلين باخلاء سبيل مرسي.
اما عن لبنيات قد تكشفها الكنانة المصرية من خلال "البحبوحة" المالية التي تلقتها من بعض دول الخليج و التي يرفعها البعض حسب اخر ما ورد في الصحف بانها عبارة عن "رشوة" تلقاها "السيسي" من اجل الغاء مشروع قناة السويس وبعض الامورفي غاية السرية،وان كانت هذه العملات المقدمة لمصر حسب راي هذه الدول الخليجية ليس سوي عربون محبة حتي تخلص مصر من ازمتها الاقتصادية،ومن هنا نسالهم لماذا لم يتقدموا بهذه البحبوحة المالية في ثورة يناير ضد مبارك الم تكن هي مفتاح سبب بداية الفجوة الاقتصادية بمصر؟ام ان هناك نوايا اخري يخفيها هؤلاء الخلجيون من صبهم هذا الكم البذيغ من المال في جعبة مصر؟
وتسمر بذلك ايضا كومة المهازل السياسية التي تفضحها ام الدنيا مصرالان عن بعض دويلات شمال افريقيا بشان تايد الكتل الاسلامية في تونس و المغرب والجزائر من اجل بقاء نظام الاخوان في مصر،ليس محبة فيهم بل لان سقوط الاخوان يعني بتمامه بداية زوالهم وانهزامهم بدليل ما يحدث الان في تونس من شرارة انقلاب المعارضة عليهم ما قد ينعكس بدوره ايضا علي الكتل الاسلامية في المغرب والجزائر لما قد تفقده من شعبية علي مضمار الرئاسيات المقبلة التي قد تضيع منهم بلا رجعة هذه المرة فرصة الفوز بمعقد السلطة .
و نفس الهم نراه عند بشارالاسد ودولة ايران الذين يتداعيان بوقفهما مع ارادة الشعب المصري،لان الاول يدرك بان الاخوان الامسلمين اكبر عدو له ويجب اسقاطهم قبل ان يسقطوه،اما الثاني فهي دولة ايران التي تخفي تايدها للاخوان خاصة بعد تحسن الوضع بين مصر وايران في ضل حكم الاخوان بدليل الزيارة الاخيرة "لنجاد" عند "مرسي" في مصرالتي قيل عنها الكثير،ومن جهة اخري تبقي تايدها المزعومة لارادة الشعب حتي تقف موقف يوازي الراي العام الدولي لتولد الاستعطاف لها حتي تصرف بذلك نفسها مع برنامجها النووي قليلا عن انظار العالم.
وكما نري من ذلك وهومعهود دائما بان تحشر فلسطين في عنق الزجاجة من خلال الطابع العربي المتضبب نحوها ومحاولة توريط بعض الشخصيات السياسية للفلسطينين و "حماس" بانفاق تهمة التدخل في الشؤون الداخلية لدولة مصروبتايدهم لاخوان للمسلمين،لكن الحق يقال في الثورة المصرية التي ابانت هشاشة الشخصيات العربية ومدي مقتها ومبايعتها فلسطين لاسرائيل،والا كيف نفسر معاهدة "كامب ديفيد" و اتفاقية تبادل الاراضي الفلسطينية التي تمت بواشنطن الا يعد ذلك تدخلا في شؤون فلسطين الداخلية ،فكيف يقولونا اليوم بان فلسطين تدخلت في شؤون مصر،وعما قيل ايضا بمساندتهم لاخوان المسلمين بمصر فيحدث ذلك لانهم اكتفوا بالعلمانيون الذين قادهم مبارك 30 سنة من التهميش والسماح في القضية الفلسطينية كما هو الشان في ذلك لعلمانين بقية بعض دول العرب.
اما فيما يخص عن كشف المستور لتطاول الفتاوي التي كانت في السابق قد اسقطت صدام حسين والقذافي ومحاولتها اليوم ازاحة بشارالاسد من سوريا وتدعيم الاخوان المسلمين بمصر قد اتضحت بفضل الثورة المصرية و اصبحت محل سخط الجميع لتضع اصحابها وموكليها في هستريا بما يسميه المغردون علي توتر"بهستيريا الفتاوي" ورهنها عند الاقامة الجبرية للممانعتها من مغالطة الشعب الذي لم يعد يؤمن بها.
و فيما يخص ايضا دراما الفضائيات الاعلامية المتقلبة والتي يرجعها البعض في ان تقف من ورائها "اجندة اجنبية"من خلال بيان تركيزها علي احداث دون جوانب اخري منها،ما افقدها بذلك الكثير من المصداقية وعزوف المشاهدين عنها وهروب واعتزال بعض صحفيها اللامعين نتيجة ما يحدث في بلدانهم بمثل ما كانت عليه الثورة المصرية حين انسحب العديد من الاعلامين المصريين من قناة "الجزيرة" بحجة انحيازها في التغطية لتيار مرسي و اخوانه ،ولكن الابرز من ذلك هو ما ادلي به هاؤلاء الاعلامين المصريين في تصرحهم من ذلك"بان شرفهم تجاه ثورة الشعب المصري هي السبب الرئيسي وراء قرار استقالتهم"وقد نسئلهم من ذلك هم ايضا،اين كان شرفهم ولماذا لم تحرك مشروع استقالتها قبيل قيام مشاهد الثورات العربية من تونس وليبيا وسوريا خصوصا هي الاخري التي انسحب اعلاميوها من بعض القنوات الفضائية العربية،مايبن ان الثورة المصرية لم تكشف فقط عار هاته الفضائيات بل فضحت ايضا اعلاميها الذي يتغنون بالشرف الدائم تجاه هذه الثورات.
فنعمة هي اذن ارض الكنانة المصرية التي فضحت الكل،وابقت علي راس ثورة شعبها مرتفعا بارتفاع رغبتها في تحقيق هدف التحرر والديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة