الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهد الحضارات الجريح

سالم الصادق

2013 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


صارت سوريا نموذجاً فريداً للقتل والتدمير والوحشية.
صارت علامة فارقة مخزية للتاريخ الإنساني المعاصر .
صارت عبرة لمن يعتبر ....ولمن لا يعتبر.
كأن أنين موتاها لا يعنيكم
، وعويل مآدنها لا يصفع آذانكم .
كأن مشاهد نحر أطفالها لم تعتصر قلوبكم .
كأن استغاثة حرائرها لم تجرح شرفكم .
تدعون بأنكم أحفاد خالد وعمر وسعد والمعتصم ، ووو..
تتنافخون باليرموك والقادسية ونهاوند ووو .
تتبجحون بحضارة لم تحافظو عليها ، ومبادئ لم تتمثلوها .
تتكسبون باجترارها على شاشاتكم ومنابركم .
تتناسون أفضالها على أهل المشرق والمغرب ؛
لم يلف النسيان أزيز طائرات العدوان الثلاثي حين قصف دار الإذاعة المصرية في 30 أكتوبر 1956فإذا بالصوت يأتي من دمشق " هنا القاهرة".
احتضنت أشقاءها أبناء النيل الفارين من بطش إبراهيم باشا ، آوت المستغيثين من الشيشان والشركس والأرمن ، ضمت بقلبها إخوتها أبناء القدس ؛ عروس العرب المغتصبة ، لملمت أشتات الفلسطينيين في نكباتهم المتلاحقة.. فتحت أبوابها للكويتيين حين غدر بهم جيرانهم ، فرشت للبنانيين صدر بيتها في نكباتهم المتعددة، مدت يديها وانتشلت أخوتها أبناء الرافدين حين نزفت بغداد مداد تاريخها.
هاهي اليوم تضيق على أبنائها بما ارتكب الآبقون منهم وبنو جلدتهم المتخاذلون وأعداؤهم المتربصون .
يتناسى العربان العاربة والمستعربة أن اغتيال دمشق اغتيال لبقايا المروءة والكرامة المطرقة رأسها في الكتب الصفراء والقصائدالمنسية.
ليست منة على أحد أن تحتفي دمشق بزوارها، وأن تكرم عابري سبيلها
ومسافري قوافلها ولاجئيها ووافديها .
فمنذ القدم لولاها لما كانت طليطلة وإشبيليا وقرطبة ولا ازدانت بغداد بأيدي وعقول المبدعين.
غسلت بطيب برداها وجوه المحزونين ، وطهرت بفراتها جلود المجذومين،
رضع من ثدييها الظمآى
والمرتوون ، كانت ملاذ الأحرار، تلقفتهم حين لفظتهم بلادهم .
هاهي اليوم تنزف ، لا دمها بل كرامتكم و شهامتكم ..لا ينتهك شرفها بل شرفكم ، وأنتم اليوم بين صامت بعيد وشاك ومتذمر ومتآمر وشامت قريب ،
فثوبوا إلى رشدكم إن بقي فيكم بعضاً منه .

دمشق سوريا فعلاً قلب العروبة ولكن يحتاج إلى عملية ( قلب مفتوح ).
ليست بحاجة إلى دموع فاقدي الضمير وعديمي الإحساس.
ليست بحاجة إلى قصائد رثائكم ، ولا إلى كلمات تكتب هنا وهناك ، فقد سكب أبناؤها نيابة عن أدعياء العروبة ومنافقي الإسلام أنهار دماء . قدمت عنهم قرابين شهداء غير معروف آخرهم ، ودفعت فواتير الصمت والتخاذل .
سوريا لا تحتاج إلى دعواتكم ...... فقط .
فقد غصت سماؤها بدعاء مظلوميها ومعذبيها ومحروميها وأيتامها وثكالاها.
ذرف أيتامها من الدموع ما يكفي لغسل شرفكم الضائع وكرامتكم المهدورة .

هتاف حناجر أبنائها يكفي لملء ساحاتكم وشوارعكم التي لم تتحرك بمظاهرة احتجاج واحدة ، إلا وقفة هنا وتجمع هناك على استحياء .
إن ضاعت فلن يكون لكم وجود ، فستبتلعكم الريح الصفراء
اقرؤوا التاريخ جيداً ، فقد تحتاجون لخرائط الصحراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية