الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سني شيعي ...اكو فرق كبير
خالد المنصور
2013 / 7 / 20الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سني شيعي اكو فرق
تتردد العبارة التي تقول سني شيعي ماكو فرق فاضافة لاستهلاكها ولكونها اصبحت لاقيمة لها من كثرة ترديدها بلا جدوى بحيث نسمع كل يوم عن استهداف طائفي من قتل او تهجير او احتقان شعبي او اصطفاف طائفي سياسي والسؤال المهم اذا لم يكن فرق بين السني والشيعي فلم يحدث كل هذا ؟ولم تطلق العبارة المستهلكة ؟ السنة والشيعة مصطلحان يقصد بهما مذهبان من مذاهب الدين الاسلامي لهما اتباع بالملايين ويختلف هذان المذهبان مع بعضهما اختلافا كبيرا في الكثير من الامور الفقهية والتفسير ولكن وللاسف الشديد وبسبب سياسات انظمة الحكم الخاطئة والتي تحارب الحديث بين الناس عن شئ اسمه سنة وشيعة ففي العهد البعثي توضع اشارة على من يتعاطى لكذا امور في الجامعات والاماكن العامة والجيش بحيث وصل الحال بانه عندما يلمح احدهم في الحديث عن هذا الموضوع سرعان مايبادر احد الحضور ويغير الموضوع وعلى عجالة كان يكون عن النساء وهو القاسم المشترك بين الرجال وافضل مايبعد اسماع الاستخبارات عن المجلس
ونتيجة لماتقدم تولد لدى الطرفين مفهوم خاطئ وتصور محدود عن احدهما الاخر بحيث اصبح السني بنظر الشيعي هو ذلك الذي لايحب اهل البيت او لايؤمن بالمهدي المنتظر وفي المقابل فان الشيعي بنظر السني هو ذاك الذي جاء بدين جديد بواسطة الفرس المجوس وهذا التصور كان بالامكان لم يحدث لو ان القائمين على الامر وبواسطة الاعلام اعطوا المجال لكل رجال الدين المجتهدين من الطرفين ان يوضحوا للناس السند الفقهي لكل مايختلف فيه المذهبان لاان يتركوا الجمهور يقع تحت خزين الخزعبلات والجاهليات فمثلا للان يعتقد الكثير من اهل السنة بان سبب تحريم اكل الجري عند الشيعة هو لانها قد خبطت الماء امام فرس الامام علي عليه السلام وراحوا اي السنة والجهلاءمنهم طبعا يتداولون النكات عن هكذا موضوع بينما نجد ان العذر الشرعي عند علماء الشيعة بالنسبة لتحريم الجري هو لانها ليست من ذوات القشور حتى لو كانت من البحر الحلال اكل ميته وحيه عند اهل السنة ولكل فريق دليله والبحر هنا يقصد النهر والبحر.. ولي قصة مع مهندس شيعي وكان الحديث في مجلس يضم موظفين من كلا المذهبين وكان يخص المهدي المنتظر فقال ذلك المهندس [والسنة شجابهم ع المهدي المنتظر ] فتدخلت لكوني احمل بعضا مما [ ابحوش ] عنه هنا وهناك وهذه مهمة من يتصدى للكتابة الاجتماعية قلت له استاذ واقول له لانه مهندس وانا فني استاذ المهدي المنتظر متفق عليه عند السنة والشيعة وانه سيظهر في يوم من الايام ليملا الارض عدلا بعد ان امتلئت ظلما وجورا ولكن الاختلاف هو انه عند الشيعة قد ولد سابقا ولكنه غاب وسيظهر في يوم ما اما عند اهل السنة فانه سيولد في يوم ما
من مراجعتنا لهذين المثلين سيتضح لنا كم عميق جهل الفريقين ببعضهما والامثلة كثيرة وهي براينا السبب الرئيس في وصولنا الى ماوصلنا اليه واستنادا الى راي علماء الانثربولوجي بان من الاسباب الرئيسة لوقوع النزاعات المسلحة هو عدم فهم الانسان للاخر الذي يعيش معه فهم معتقداته وانماط سلوكه وفهم طريقة تفكيره حتى وان كان من اسباب الصراع هو الطبقي وخاصة بين السنة والشيعة كما يرى الكاتب محمد الاخرس في كتاب المكاريد فنحن نرى ان الاختلاف في نمط التفكير وممارسة الطقوس وغيرها مما يتصف به الانسان ويربطه مع الغيبيات والاخرين كل هذا يسبق الصراع الطبقي وانه اي الخير يصبح في كثير من الاحيان النتيجة لا السبب ... واذكر يوم كنت صبيا في سبعينات القرن الماضي ان من يسرق بضم الياء يعلن في القرية وكذلك القرى المجاورة انه قد خصص لكل [عرب ] اي ديرة صغيرة كان تكون فخذا او مجموعة متشكلة لكن يضمها حيز جغرافي مشهور بانه يخصص اليوم الفلاني لتحليف العرب الفلانية وان من توجد عنده السرقةعليه وضعها او دفنها في المكان الفلاني ويسلم الجميع بحيث تحفظ كرامة السارق ولايعرف شخصه كما انه لايمكن لاحد ان يخون حظه وبخته بحيث يسلم عمره واطفاله لبو فاضل ابو راس الحار وهو الامام الذي كان يذهب بالمحلفين اليه وهنا نقطتان يكرسان مانذهب اليه الاولى الطريقة النفسية والاجتماعية التي يعمل بها اهل القرية لاظهار المادة المسروقة واسترجاعها بغض النظر عن السارق ولو جاء رجل دين او حاكم بوليسي ومن دون ان يفهم ويخبر هؤلاء لتصرف بما يمكن ان يؤدي الى الاقتتال بين طرفي القضية
والنقطة الثانية هو المقسوم به [ العباس ] عليه السلام فلو تزمت رجل دين وتدخل وفق فقهه بان القسم بغير الله هو شرك واعمل ضجة بين هؤلاء المنسجمين مع تفكيرهم وتمشي حياتهم نحو السلام بما يعتقدونه منسجما مع ثقافتهم ولو ان قاضيا اصر ان يكون القسم بالصيغة الرسمية تصور ماذا سيحدث انذاك وفعلا يروي البعض ان في اواسط القرن الماضي جئ بمتهم واقسم امام القاضي بالقسم الرسمي وكان عكس مامتوقع وكان القاضي [ حضريا ]غير فاهم بثقافة الديرة المنحدر منها ذلك المتهم وكرر عليه القاضي ذلك دونما فائدة وماكان من محامي الضحية الا ان يتدخل وكان من نفس الديرة تدخل بان طلب من القاضي ان يكون القسم بما هو منسجم مع معتقد ذلك المتهم وفعلا فعل القاضي فبان الحق تامل عزيزي وتصور فضاعة الامر لو لم يكن المحامي صاحب وعي وفهم لاهل منطقته المتعايش معهم
وعليه نحن نؤكد على ضرورة ان يعطى المجال لعلماء الدين المعتبرين ومن كلا المذهبين ان يوضحوا وعبر الاعلام وبمساعدة علماء النفس والاجتماع لتوضيح العلم الشرعي للناس وتصحيح مفاهيم خاطئة موروثة عن جهل كما من الضروري ان تدخل مناهج الاجتماع والنفس في دراسة الخطباء اضافة الى الاعلام النفسي ودراسة علم النفس الشعبي ومذاهب السلوك البشري ودراسة فلسفة المجتمع وفق احدث النظريات مع بث ثقافة النقاش في امور الدين بمختلف مذاهبها والتي وللاسف الشديد لحد الان نجد الكثير ممن يتذمرون عندما يسمعون بجانبهم او وسطهم من يخوض في اختلاف المذاهب مما سيولد الظلامية والسوداوية لدى الفريقين ويستمر الاحتقان او ربما سيزيد
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا.. عمل أقل، حياة أفضل؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. جنوب لبنان جبهة -إسناد- لغزة : انقسام حاد حول حصرية قرار الح
.. شعلتا أولمبياد باريس والدورة البارالمبية ستنقلان بصندوقين من
.. رغم وجود ملايين الجياع ... مليار وجبة يوميا أُهدرت عام 2022
.. القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.. هل تحقق إسرائيل هدفيها