الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الزعيم الخالد و سور الصين والسيارات آن الهلاك فليأت هولاكو

فراس سعد

2005 / 5 / 8
الادب والفن


آن الهلاك فليأت هولاكو
عن السيارات و الزعيم الخالد و سور الصين

( إلى حبيب صالح , رياض الصالح حسين , حسين عجيب , منذر مصري , محمود درويش , و كل المعذبين في أوطانهم )

نموت قرب الحائط قريباً من القيامة لا نعرفها و لا تعرفنا لكننا نفوح بروائح الليمون فتعرفنا الملائكة و العصافير
لأنها كانت تمارس رياضة الشم فوقنا و تلعب بحكايتنا القصيرة مثل ساعات نومنا تلعب قرب عذابنا الطويل
كنّا نعطي طعامنا لمن هم أفقر منّا يقصدنا الفقراء دوماً لأننا فقراء فقط-
فالأغنياء لا يطعمون احداً سوى الأغنياء / رأيت الطفل المضرج بالبياض الزاهي يغمز بعينيه و وجهه يطلب رشوى
كيلا يبوح باسمي للسواطير المهرولة
تبرّأت من سوريتي أفسدها العسكر و طلائع البعث
فليأت هولاكو آن الهلاك
لأن الضرع ما عاد يطعم إلاّ حليباً أسوداً و ليس سوى رائحة العفونة تكاد تقتلنا بصمت مهول
فليأت كل الهلاك نحن لسنا سوى أضغاث أشباح مات فيها الزمان آلات تجتر الحاضر تفخّخ الآتي فيفرّ أو يقع في فخ الأجساد
فليأت مشكوراً آن أواننا فليأتي الهلاك ليكون بوسع الآتي أن يأتي .
هل ينفع الجيش الهزيل أن يبدّل لباسه الخاكي بألبسة سرايا الدفاع أو الوحدات ...
من قال أننا لا نشتهي الموت على وقع القنابل يكفي رؤوسنا قنابل القمل و سرايا المخابرات
بربكم هل هذا وطن أم حقل قمامة أم معتقل أشواك أم براد جثث ليس أمامها سوى التجمد أو التعفن في الهواء الطلق و الحكم المطلق
و الحزب المطلق و الحاكم المطلق و الأمن المطلق و الرعب المطلق ..
السيارات أكثر من القبور, مقبرة سيارات بلادنا
أنا لا أملك سيارة من يعطني سيارته و يأخذ قبري , فقبري ملك يدي , بلادي كلها مقبرة يقول الضابط الكبير في سيارته المهرهرة
وأنا أهوى الصعوبة هاوي صعوبات
أتعبني النهار و الشرق , ها أنا أنتظر الشمس كل ظهيرة لتحملني غيمة الإغماء إلى تهويم الحشيش بالمجّان
أضرب رأسي بالشمس أناطح ظلي علّ ملائكة دون أجنحة تحملني إلى السراب حيث كليب العربي و المهلهل
ينطح كؤوس الشراب برؤوس محظيات بعيون سوداء حارقة السواد من ليلها و شمسها تذوب فيها شموس و نجوم
و حيث غجريات يهرعن إلى الفيء فيطلع لهنّ زير أحمل وجهه
اهربن أيتها الكاملات الرغبة أني أواطئكنّ على دمي ,غبن خلف الصخور علّي أسرع في
التعري من دمي
لأطلع لكنّ في الزهور , في خمر الرغبة

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من يطهّرنا الآن طبيب الأطفال ؟ المطهّر ؟ صوت عبد الباسط ؟ أم كلثوم ؟
من ينقذنا الآن جلحامش أم دونكيشوت .. حمار الموت ؟
قف قل لي يا أخي لماذا نموت بالمجان نحن أبناء الأرض هذه الأرض التي وطن هذا الوطن وطني الذي اسمه قبل البلاد أو ألفي عام
سمته الجنيات أو الملكات سمته سورية , لم نلعن قدر رمانا في ترابه و كنا نقبل قبل أيام ترابه ؟
ماهذا الفصام ما رغبة الموت الأنتحار , ننتحر به منه له فيه ؟أو نبسمل بسم الله الآب نتدثر من وهج الأمن العهر الفقر الحيرة العجز" زملوني " يا ثقاتي إن في خوفي حياتي ألا من لا يخف يا أبي لا تكتب له نجاة
نحن لا نحب الموت لكننا نكره حياتنا و لا نحب الحرب لكننا نكره الجلاّد
نكره بلادنا من كثرة القهر المقطّر كل يوم في عيوننا و آذاننا و أفواهنا قبل النوم و بعد الطعام
صرنا ننبض بالقهر قهراً من القهر ...
و نحن لا نحب قنابل المغول و لا سنابك البيض لكننا شعب أدمن الأنتهاك حتى صرنا نولد من بعضنا
نلد دونما نكاح
الآن الآن حقاً لم يعد للساحرات عمل جعلن كل ما في الأرض خراب
ربما الآن الآن صار بوسع الساحرات أن يفرحن و يبدأن تكوين العالم
من أين يبدأن ؟ من حيث الخراب , من حيث الأكثر خراباً
من هنا , من حي الدويلعة أو الدعتور , من عش الورور
حيث تتكدس البيوت كعلب الكبريت في رزم مصفوفة
في السفح المتهالك شمال شرق يرمي قاذوراته باتجاه الأرض
هذه التي تتلألأ تحتنا في الليل ,
الأرض التي اسمها دمشق ....


فراس سعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد