الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين بوذا وابن الوليد

سالم الصادق

2013 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ليس هذا عنوان مناظرة ، أو مخطوطاً محفوظاً في مكتبة الكونغرس ، أو رقُماً فخارياً عثر عليه في قم أو تورا بورا، أو إحدى المراسلات بين الملوك والقادة ، بل هو قراءة قد تخطر على بال الكثيرين من أبناء هذه الأمة المغيبة فكرياً والمغلوبة على أمرها أخلاقياً.
إن الحضارة الإنسانية لا تعني شيئاً بالنسبة لهذه الوحوش المقنعة بوجوه بشرية.
بين الحادثتين ( تدمير تمثال بوذا وضريح ابن الوليد) وقبلهما و بينهما وبعدهما دُمرالكثير من آثار الحضارة الإنسانية في شرقنا المسلم البائس ، ولم يحتج أحد بما يتناسب وحجم هذه الجرائم .
أهو الغرب والشرق أم الشرق والشرق على حلبة المصارعة القذرة ؟ !
وحشية تكشف عن بشاعة كلا الطرفين وما يتفرع عنهمامن أطراف أخرى.
حين دمرت طالبان تمثال بوذا وهو صاحب ديانة عالمية يدين بها مئات الملايين قامت الدنيا ولم تقعد على هذه الجريمة النكراء ، وهذا ما يجب أن يحدث تجاه أي جريمة من هذا النوع وفي أي مكان في العالم ، حتى إن كثيراً من مشايخ المسلمين أصحاب النجومية التلفزيونية الذين يكفرون بوذا وأتباعه أصلاً احتجوا على الفاعل هناك وناشدوا بأعلى أصواتهم وعلى جميع منابرهم ، ولكنهم اليوم يصمتون ويصمت العالم العربي والإسلامي والغربي عن الفاعل هنا عن جرائم لا تقل بشاعة عن تدمير بوذا( المسجد العمري ومسجد بني أمية الحلبي وكنيسة أم الزنار في حمص وقلعة الحصن وغيرها )، وهذا ما ينبئ عن خطر قادم ليس من الشرق والغرب بل من بين ظهرانينا أيضاً. ضريح ابن الوليد رمز حمص عاصمة الثورة بل رمز سوريا والعرب والإسلام ، هذا الصحابي الذي حقق له الجبناء -الذين لن تنام أعينهم بعد اليوم - ما كان يتنمناه قبل استشهاده الأول .
إن مجرد المقارنة بين الحدثين الفادحين لا من حيث المفعول به بل من حيث الفاعل ( طلبان هناك، وأدعياء العلمانية هنا وهما رأسان لوحش واحد ) نتساءل : أي دول عربية ومنظمات أممية وإسلامية وأي عالم يدعي المدنية يصمت هنا ويصرخ هناك.؟؟ وأي .. وأي.... .؟؟
هنا تتضح حروب الوكالة التي تشنها عصابات العقائد الفاسدة والفكر المأفون ومن ورائها من بني جلدتنا المتحامين ببلاد العيون الزرقاء على البشر والحجر، ففي خضم هذا المحيط من الصمت العربي الذي يمتد من نجد إلى يمنٍ ومن مصر إلى تطوانِ، هل يطلع علينا يوماً ما أحد قادة العرب والمسلمين ليقول :" إن للبيت رباً يحميه ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة