الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن .. والمعجزة المصرية

حسن إسماعيل

2013 / 7 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حين أتأمل المعجزة المصرية الأخيرة (حركة 30 يونيو) وهي تطيح بحكم الأخوان المسلمين الساعين لإقامة دولة ثيوقراطيه في القرن 21 أشعر كعراقي بالخذلان حيث ما يجري هناك لا يشبه ما يجري عندنا . وحين أحاول أن أتبين ألأسباب لتفسير ذلك لا أجد بأن العراقيين أقل استعداد لتقديم التضحيات وتأريخهم في القرن العشرين شاهد على ذلك نخب . ثم أمضي لأقارن بين النخب في كلا البلدين لأجد ضالتي هنا بالضبط فالنخب المصرية نخب ناضجة وتمتلك الوعي السياسي والاستعداد يخوض الصراع حين تكون البلاد على مفترق طرق تاريخي وهذا ما أثبته القضاة والإعلاميون والأكاديميون وقادة الشبيبة والأحزاب الرافضة لحكم الإسلام السياسي .
الرئيس المؤقت القاضي عدلي منصور يخوض اليوم معركة مصيرية حامية ضد مقاومة الأخوان المسلمين وهو مصمم على صياغة دستور جديد يضمن حقوق المواطنة والحريات الشخصية والسياسية العامة . هل هناك مقارنة - على سبيل المثال - بين هذا القاضي الرصين والقاضي العراقي مدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية حالياً ومستشار صدام حسين القانوني سابقاً والمشمول بقانون اجتثاث البعث ؟ إن المقارنة تبدو كاريكاتورية حيث الأول يخاطر بحياته ويتحدى حزبا أصولياً متطرفا بينما الثاني يتنقل بين الأحضان مقدما خدماته لمن يأكل على مائدته . واستطرادا هل يمكن المقارنة بين الليبرالي الثوري محمد ألبرادعي الذي تشهد له ميادين الاحتجاج الساخنة وبين أي سياسي ومثقف عراقي يدعي الليبرالية متصورا أنها التبعية للولايات المتحدة ! وأخيراً هل لدينا أديب أو فنان (يساري تحديدا) يشبه خالد يوسف ؟!
نعم ثمة استثناءات ولكنها الاستثناءات التي تؤكد القاعدة السلبية حيث معظم النخب تعيش النهلستية السياسية وحتى العمى السياسي فيما تتصدر الساحة دكاكين سياسية تنفذ أجندات إقليميه ودولية معروفه تزيد من تعقيد الأزمة العراقية وتهدد بشطب العراق من الخريطة السياسية .
وحتى نكون موضوعيين علينا أن لا ننكر بأن من أسباب مأساوية المشهد العراقي الراهن هي مخلفات النظام ألبعثي العبودي الذي لا يمكن إزالة آثاره بين ليلة وضحاها.ولكن هذا ل يعفينا من مسؤولية المراجعة - حتى لو كانت مؤلمة - للذات واللحظة العراقيتين . فقد وفر الاحتلال الأمريكي نفسه فرصه للتحرك الشعبي والمقاومة السلمية التي ستجبره على مراجعة حساباته الأمبرياليه مثلما إن هذه المقاومة الشعبية ستسحب البساط من تنظيم القاعدة وفلول البعث وتؤدي إلى عزلهما إن المضحك المبكي أن تناقش مثقفاً او مناضلاً قديماً تربى على اليقينيات والمرجعيات الخارجية فيطرح عليك في نهاية المطاف سؤاله الأثير: من هو الأفضل في رأيك صدام أم أميركا ؟ جاهلاً الحلف اللا مقدس المنعقد اليوم بين الأمريكان والإسلام السياسي الشيعي الذي يحرم الديمقراطية (شرعاً) ويسعى لإقامة دولة ثيوقراطيه طائفيه تصادر الحريات الشخصية والعامة كما هي المملكة العربية السعودية الحليفة العتيقة للولايات المتحدة .
ماذا يمكن أن نستفيد من المعجزة المصرية أيتها النخب العراقية ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الداعين للتغيير..هم من جلبوا العنف والأرهاب لشرقنا
الأشورية _من أرض أشور _ العراق ( 2013 / 7 / 25 - 13:11 )
أولأ حكم الرئيس صدام حسين كان علمانيا بكل ما للكلمة من معنى,فالعبادة والدين كان في الكنيسة والجامع فقط ,والسياسة كان لها أماكنها و أصحابها ولم تخلط الحكومة أنذاك أبدا بين العبادة والسياسة لأنهما طريقان لأ يلتقيان أبدا...فكل من يرمي كل أوساخه وقله فهمه وأدراكه على شماعة حزب البعث فهو أكبر كاذب وفاشل مئة بالمئة...فالشعب المصري شعب متماسك لم يبيع شرفه وضميره للعملأء والخونة الملتحين المحسوبين من أبناء مصر بالهوية فقط .اما بالنسبة لعملأئنا والخونة لعراقنا أيضا والمحسوبين من مواطنيه بالهوية فقط ,والذين بتخطيطاتهم الخبيثة والدنيئة ومن تحت الطاولأت السرية مع الخارج وهنا وهناك(لم يتركوا شيطان واحد الأ وصافحوه,صافحوا أجناد شر العالم كله لخراب وتقسيم العراق) وقرروا بتفتيت وسلخ جيشنا العظيم مع كل مؤسسات الدولة العراقية الحبيبة... ليضعفوا جسد العراق ويصبح مهلهلأ وهزيلأ وضعيفا .أين ديمقراطية هؤلأء الخونة لشعب العراق,فالذي حققوه هو سلب العراق وتقسيمه لأهلهم وقومياتهم وعشائرهم,وترك الأخرين يأكلهم الفقر والجوع ومفخخات الأرهاب الأسلأمي المستورد.__ إذا كان الغراب دليل قوم... يمر بهم على جيف الكلاب __ .

اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي