الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ..وتضعضع ركائزالهوية

ميثم مرتضى الكناني

2013 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



يمثل الرمز والمناسبة اهم عنصرين من العناصر الواجب توفرها لخلق الهوية الوطنية الامر الذي يفتقر اليه العراقيون منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 وحتى الان, ولطالما كانت السياسة والقراءة القاصرة للتاريخ سببا في انتاج هذا الوضع الشاذ الذي يعيشه العراق فلا وفاق ولا انسجام في اي جزئية تتعلق بالحاضر فضلا عن التاريخ ليس المعاصر منه فحسب بل تعداه الى التاريخ السحيق ايضا ولقد شهدت بغداد في العام 2003 حدثين لهما من الدلالة المغنية عن الشرح المستفيض وهما تفجير نصب ابي جعفر المنصور وسرقة تمثال رئيس الوزراء العراقي الاسبق عبدالمحسن السعدون واللذان لم يكشف النقاب عن مرتكبهما حتى يومنا هذا, اذ يؤشر ذلك في ثناياه الى اشكالية الاختلاف على العراق توصيفا وهوية ووجودا وكينونة سياسية في ظل غلبة التفسير التاريخي والديني لمفهوم الدولة واسلوب الحكم الذي تبنته ومازالت قوى دينية سياسية قفزت الى واجهة الحدث العراقي معبئة بتفسيرات احادية للهوية العراقية تتناقض مع اسس التعايش في بلد متنوع كالعراق ونتج عن ذلك عدم توافق عراقي على رمز او مناسبة ذات دلالة وطنية عامة لكل العراقيين اذ لم يحض مؤسس المملكة (فيصل الاول) ولا مؤسس الجمهورية(عبدالكريم قاسم) بصفة الرمز الجامع للعراقيين , كما لم يكن لقادة ثورة العشرين او ثورة 1941 نصيب في نيل هذا الشرف ولم يقتصر الامر على الاشخاص فقط بل تعداه الى الاختلاف على المناسبات الوطنية فالاحتفال بالعيد الوطني هو محل نزاع هو الاخر بين من يقترحه ان يكون يوم الثلاثين من حزيران وهو ذكرى انطلاق ثورة العشرين او الثالث من اكتوبر وهو تاريخ انضمام العراق لعصبة الامم او الرابع عشر من تموز وهو تاريخ قيام الجمهورية العراقية عام 1958 ومنهم من اقترح ان يكون يوم التاسع من نيسان من كل عام عيدا وطنيا بمناسبة ذكرى سقوط نظام صدام وهكذا نجد تفاوتا واضحا في فهم مدلولات كل مناسبة تبعا لمزاج كل فريق سياسي ولم يقتصر الامر كذلك على اختيار العيد الوطني بل تعداه الى شكل العلم والذي شهد في فترة قياسية بين الاعوام 1958 وحتى العام 2004 خمس تعديلات بالشكل والمضمون ونفس الشئ ينطبق ايضا على النشيد الوطني للبلاد والذي تم التلاعب به اكثر من مرة تبعا لمزاج الحكام المتعاقبين على حكم العراق, ان بلدا منقسما الى هذا الحد لم يثبت اساسيات انتمائه لايمكنه ان يصنع اجيالا تؤمن به كوطن وكوعاء حاضن ,ان دور النخب الواعية المثقفة ان تنزل بثقلها لخلق حالة توافق ايجابي (بخلاف حالة الابتزاز والمقايضة الرخيصة التي تمارسها الاحزاب المتسلطة اليوم في العراق بعنوان التوافق) لدراسة تاريخ العراق المعاصر وتثبيت دعائم وركائز وعناوين عراقية محايدة تلم شمل الوطن وتدفع باتجاه عرقنة التاريخ وتخليصه من كل التفسيرات الكيفية والانفعالية للرموز والعناوين والا فلا وطن ولا مواطنة في ظل حملة تسقيط التاريخ العراقي التي تمارسها عن علم او عن جهل جهات سياسية ودينية الامر الذي سيودي بالهوية العراقية وسيعجل بفنائها المادي والمعنوي.
د.ميثم مرتضى الكناني
[email protected]
ناشط مدني عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا