الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام المبلطج

حداد بلال

2013 / 7 / 26
الصحافة والاعلام


لعقد من الزمن كان الاعلام بمثابة المراة العاكسة لتطور المجتمعات وتقدمها بما يحمله في مدلوله الاصطلاحي الدافع نحو تزويد الناس بالاخبار الصحيحة والمعلومات الدقيقة والحقائق الثابتة حسب تعريف الدكتور"عبد اللطيف حمزة" له،لكن اليوم هذه البوصلة الاعلامية تغيرة حدة نبرتها وتحولت من نعمة الي نقمة لا تحسد عليها ولا يفرح لها الكثير نظير ما ستعكسه برامجها المعبدة لطريق العنف والبلطجة التي تزامنت نسبيا مع شب لهيب ثورات الربيع العربي التي غطرسة الاعلام العربي وجعلته يفقد مكانته واهميته لدي الجماهير العربية.
ومن مناهج الدلالات السيميائية الدالة علي مظاهر العنف في الاعلام العربي كابسط مثال لاحظناه ونحن في رحاب فضيلة شهر رمضان المبارك الذي نلهف فيه بشكل ملفت علي متابعة البرامج الرمضانية المبرمجة في مختلف الفضائيات الاعلامية،والتي نجد من بينها الدرامة المصرية والسورية قد نالت فيها حصة الاسد من المتابعة الجماهرية العربية لها مقارنة بتلك البرامج الاخر التي تقلصت نسبة مشاهدتها.
وان في ذلك خلال تتبعنا وملاحظتنا لبعض ملامح الدرامة المصرية والسورية نري بانها قد غيرت منهجيتها متعمدتا في ذلك علي النقل التمثلي لملامح الثورات العربية بدلا من المشاهد الاجتماعية التي تضفي عليها نوعا من الكوميديا كما كنا نعهدها في السابق وخاصة ونحن في هذا الشهر المبارك ،فبرغم من نبل هدف هذه الدرامة في كشف معاناة الشعوب التي مر عليها الربيع العربي الا انه في نفس الوقت قد تزيد من وتيرة الحقن وعلة العنف التي تولدها روح الانتفاضة والانتقام لما تبعثه تلك المشاهد التي تمثلها شخصيات تمثلية بارزة في هذه الدرامة والتي لها صدي واسع في الاوساط الشعبية العربية الي تعميق جرح هذه الثورات بدلا من تضميدها لانها مهما وصفناها فلا تزال هاته الثورات ميسورة الحال ولا حاجة لاعادة اسطوانتها.
وقد دق بذلك ايضا الاعلام العربي ناقوس الخطر ليس فقط بشخنه الروح الانتقامية داخل البيت الاجتماعي للشعب الواحد بل تعداه ليصل الي اثارة النرفزة والمعادات الشعوبية لبعضها البعض علي غرار مثلا ما افرزته مؤخرا الثورة المصرية الثانية من حرب اعلامية نذلة شنها للاسف بعض فلول الاعلامي المصري علي السوريين والفلسطنين الامرالذي ولد شيئا من الابتغاض والكراهية بين هذه الشعوب نتيجة نجوم الفتن التي لا تتوان في تحقين غرائز هذه الشعوب بما لا يمد اي صلة بالاعلام النزيه بمثل ما حدث في 2009 بين الجزائر و مصر من اجل مباراة كرة قدم اهتزت لها ارضية الشعبين واصبح كل اخر يتوعد الاخر لسبب واحد ادخلهما في دوامة العنف وهو متمثل في الاخذ والرد المتجاذب بين اعلاميين من كلتا الطرفين.
وتزداد علة الاعلام العربي بمجرد الحديث عن الفضائيات العربية العملاقة التي سيجد فيها المشاهد العربي مناله وافتخاره في انها النموذج الناجح لعصرنة هذا الاعلام،لكن غدوي الربيع العربي قد يتعجل له ذلك في ضل انقياد بعض الفضائيات الي الانسلاخ نحو الذاتية في تغطية احداث وتجاوزها لاحداث اخر عمدا منها لنفس المقاس الذي حدث في مصر وكان سببا في اسقالة العديد من الصحفين في قناة "الجزيرة" نتيجة انحياز هذه الاخري في تغطيتها لاحداث دون اخري ونفس الشان فيما يخص قناة "العربية" التي شهدت استقالة بعض صحفيها وسقوط نوعية مصداقيتها في تغطيتها لاحداث الربيع العربي،فانما يدل هذا علي ان الاعلام ادي بالعنف حتي علي اعلامييه وصحفييه الذين خدموه لسنوات طيوال ليطردهم بعدها باستقالات متوالية نحو البطالة وذقن التهميش الذي طالهم خاصة و ان بعض الاعلاميين تعرضوا بسبه الي انتقادات وشتائم من الثوار بسب تلك الفضائيات التي اتبعوها في سياستها.
و في مقابل ذلك نري بان نجومية هذه الفضائيات العربية قد بدات تضمحل شعبيتها ومصداقيتها من اعين جماهيرها التي اعلنت شعار "التغرب الاعلامي" اي اللجوء الي الفضائيات الاجنبية كا"بي بي سي" و"سي ان ان" من اجل تقصي الحقائق،علي الطريقة التي فعلت بها الجماهير العربية في تعقب حقائق الثورة المصرية والتي وجت نفسها بسب الاعلام العربي مشلوشتا ذهنيا باي صنف ستقف مع "الاخوان"او "الجيش" نتيجة عدم وجود رؤيا حقيقة تبين لنا من الظالم و من المظلوم بسبب الانقسام الطبعي لهاته الوسائل الاعلامية بين مؤيد لشرعة الاخوان وعدمها،ما ولد نوعا التذبذب في مصداقيتها لدي الجماهير العربية.
ونلمس من كل هذا لاسف تغير في مرجعية بعض الاعلاميين والفضائيات الاعلامية من وسائل رفيعة المستوي في نقل المعلومات الدقيقة كما هي والي وسائل متعفنة مهتمة بصناعة الاحداث وفقا لايديولجيتها وسياستها التي تريدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا