الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعانك الله ياعراق

محمد الدليمي

2013 / 7 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أرجوكم ان لاتتحسسوا من كلامي، فعندما أتكلم، فأنا أتكلم بعراقيتي وانسانيتي، فلنناقش الامور بهدوء ولنكن صريحين مع بعضنا البعض، دون حساسية او طائفية أو مجاملات زائفة، او رمي التهم جزافاً، ولنسأل أنفسنا بكل صراحة وموضوعية
أين يكمن الخطأ في المشهد السياسي العراقي؟
من هي الجهة التي عليها أن تبدل تصرفاتها؟ أهمْ السياسيون أم ان المشكلة تكمن في الجماهير وطريقة تفكيرها؟
ماذا لو نجحت المظاهرات سواء التي في البصرة او الناصرية اوالمظاهرات الغربية؟ وماذا لو استقال المالكي وحكومته وجرت انتخابات مبكرة؟ هل سينتخب العراقيون الرجل المناسب لتنتهي المشكلة؟
انتخب المصريون الاسلاميين ولاسباب يعرفها الجميع لكن وبعد عدة أشهر اكتشفوا مافيهم من غش وضحاله، ثم بعد سنة أقالوا من انتخبوه بمظاهرات خرج فيها الاقباط والمسلمين وحتى الذين ايدوا مرسي ثم ندموا على ذلك ، لم ينفع معهم لا فتاوي القرضاوي ولاتهديدات الارهابيين، لامؤامرات دول الجوار ولاالمخابرات الغربية والشرقية.
في الانتخابات العراقية الاولى حصل الحزب الاسلامي في المناطق الغربية على معظم المقاعد المخصصة لمحافظاتها، فما ان جرت الانتخابات الثانية حتى حصدت القائمة العراقية كل المقاعد لتتراجع الاحزاب الاسلامية الى الصف الاخير،أما انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة فقد اظهرت ان الاسلاميين في طريقهم الى الانقراض.
أما نتائج انتخابات المحافظات الجنوبية وبغداد، فتدل على أن الاسلاميين يتبادلون المقاعد او الادوارفقط. فبعد ان كان المجلس الاسلامي متصدرا في الانتخابات الاولى جائت الانتخابات الثانية ليتصدر المالكي ليخسر ولتحل بدله كتل المواطن والاحرار وليتزحزح للمرتبة الثالثة في انتخابات مجالس المحافظات.
يخطأ كل من يتصور ان رحيل المالكي سيحل القضية، فبعد رحيل المالكي سوف تأتي عباءة أخرى ورجل دين جديد وأعذار وتخويف من شر قادم.
على ماذا نتظاهر إذن، إذا كنا سنأتي بهم أنفسهم أو بمثلهم في اول فرصة قادمة...
المصريون ينادون بأنتخابات قادمة لانهم يعرفون مايريدون وماسيفعلون، لكن لماذا ننادي نحن بانتخابات مبكرة أن كان الشعب لازال يفكر بنفس العقلية .
التقيت مع اشخاص عراقيين كثر من سكنة السويد قبل الانتخابات البرلمانية الاخيرة، كلهم كانوا يعانون ويلعنون اليوم الاسود الذي انتخبوا فيه الاسلاميين...فما الذي حدث بعد ذلك، لقد انتخبوهم انفسهم وعندما تسألهم عن السبب تجد لديهم من الاسباب والتبريرات مايعجز عن اكتشافها كل الفائزين بجائزة نوبل....يقولون كل شئ ماعدا الحقيقة التي يعرفها الجميع،نحن شعب يجيد فن التبريرات لأخطائه بشكل غير طبيعي.
ايهما الاسهل لنا؟
هل هو التظاهر من اجل ان نقلب حكم لم يبق من عمره الا أشهر بمظاهرات ربما تذهب بالوطن الى مستقبل مجهول أم ان الاسهل هو ان نضع علامة صح امام الشخص الذي يستحق ان يكون زعيما للعراق.
أمن المستحيل ان لاتجد شخصا من محافظتك وطائفتك من هو مثقف واكاديمي وشريف من هو اهل للقيادة من غير الاسلاميين...هل فرغت محافظة مثل ذي قار مثلاً من المثقفين لتنتخب عمائم لايفقهمون من الدنيا غير حفظ المقتل ودعاء كميل...هذه المحافظة التي انجبت أكبر سياسيي وفناني ومطربي وأدباء العراق. هل تعجز البصرة، أقدم مدن الدنيا وام الشعراء وعلماء الادب والفن عن انتخاب ممثلين لها من غير هؤلاء.
نحتاج أن نغير من انفسنا قبل ان نطالب بتغيير من انتخبناهم....نحتاج الى جلد الذات وان نراجع الماضي، وان نشعر بألم الضمير، وأن نؤمن بحسرة بضرورة التغيير، نحتاج إلى الصدق مع النفس. مانحتاجة هو ليس ان نتظاهر بل ان نعرف مانريد وان نترك هذه الاخلاق المزدوجة ...
يقول ارسطو
أفضل وأقصر طريق يكفل لك أن تعيش في هذه الدنيا موفور الكرامة، هو أن يكون ما تبطنه في نفسك كالذي يظهر منك للناس.

ويقول غاندي غيّر نفسك اولا ثم بعد ذلك قم بتغيير العالم.

أعانك الله ياعراق ...
والسلام





















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة