الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة إنقاذ مبارك والتمرد على من تمرد

حسين عبد المعبود

2013 / 7 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


جبهة إنقاذ مبارك والتمرد على من تمرد
هي ليست جديدة على البعض ولكن أول الغيث قطرة مفاجئة من العيار الثقيل للرأي العام حيث أعلن وزير داخلية العسكر في مؤتمره الصحفي صباح السبت 27 يوليو بمناسبة انتهاء فعاليات جمعة التفويض وتعليقا على أحداث الجندي المجهول والتي راح ضحيتها برصاص الشرطة والبلطجية ما يقرب من 150 شهيدا وآلاف المصابين منهم أكثر من 50 إصاباتهم مميتة عن عودة جهاز مباحث أمن الدولة ( الأمن الوطني) وإعادة هيكلته إلى ما كان عليه قبل ثورة 25 يناير ، وانه قد أمر بإعادة إنشاء الإدارات التي كان قد تم حلها عقب أحداث ثورة يناير والخاصة بمتابعة السياسيين والنشطاء الحزبيين حاشرا الجهاديين والتكفيريين والإسلاميين حتى لا يصدم الرأي العام ، كما أمر بعودة الضباط الذين كان قد تم تسريحهم أو توزيعهم على الإدارات الأخرى بالوزارة .
قتل وتشريد واعتقالات ممنهجة ومدبرة وسط بروبجندة إعلامية مزيفة ساقطة تدعي قيام المعتصمين بالاعتداء على رجال الشرطة بالخرطوش والرصاص الحي أو رشق قوات الأمن بالحجارة مدعمة بمقاطع فيديو ممنتجة بعناية تظهر المعتصمين في مناوشاتهم بعد الحدث أوفي نهايته وكأنهم هم المعتدون متجاهلين مقاطع الفيديو التي تبثها القنوات الأخرى غير المصرية ، ونحن نتساءل : لماذا لم يظهر في كل أحداث القتل التي تنسب لمجهولين أو إلى الأهالي مقطع فيديو واحد يصور لنا بداية الحدث حتى نعرف الحقيقة ونتبين ما إذا كانت الشرطة وبلطجيتها بريئتين أم لا ؟ وإذا كانت الشرطة لم تستعن بالبلطجية ولم تطلق الرصاص فمن قتل هؤلاء ؟ إن كنت أنت فهي عار ومصيبة .. وإن كنت لست أنت فالعار شنار والمصيبة أكبر.
كل ذلك بمباركة النخب وجبهة الموافقة على القتل بالرصاص التي خدعت الجماهير عبر الإعلام المضلل الذي تديره المخابرات والجنرالات بضرورة النزول لتفوض القيصر ليقتل أبناءنا وأشقاءنا بتفويض منا ونسوا ونسي المفوض له أن جرائم القتل لا تسقط بالتقادم وانه لابد من أن يأتي يوم يحاسب فيه القتلة والمجرمون ، فما كان أحد يظن أن رجال مبارك سوف يحاسبون ! وإن أفلت منهم البعض أو عاد أكثر شراسة من ذي قبل فلسوف يأتي اليوم الذي يحاسب فيه القتلة كل القتلة وكل المجرمين .
ومن أفلت من القانون فالتاريخ لا يرحم ومحكمة التاريخ أعظم من المشانق ، ماذا قال التاريخ عن : كليبير وعن : سليمان الحلبي ؟ ماذا قال عن : عرابي وعن : خنفس باشا ؟ ماذا قال عن : مصطفى كامل وعن : كرومر ؟ وماذا سيقول عن النخب وجبهة الموافقة على القتل بالرصاص المسماة بجبهة الإنقاذ ؟ إلا إذا كان المقصود هو إنقاذ نظام مبارك ، ماذا يقول التاريخ عن : تمرد ؟ إلا إذا كان تمردا على من تمرد على مبارك ؛ أفيقوا قبل فوات الأوان وكفى بالنار اشتعالا ، وهل كراهيتكم للإخوان تدفعكم للاتحاد مع من كنتم تسمونهم فلولا وتستعينون بالعسكر وتفوضونهم لقتل أشقاء في الوطن مهما كانت الخلافات السياسية وإن قلبوها دينية ؟ هل ترضون بعودة نظام مبارك بعد أن قمتم عليه وانتفضتم ضده ؟
إن نظام مبارك يطل علينا برأسه وعصاه الغليظة ، وها هي ممارسات الشرطة وتصريحاتها تثبت بكل وضوح وبجاحة أن العادلي برجاله مازال هو الذي يدير الداخلية وإلا بماذا نفسر أحداث القتل المستمرة وفي كل مرة تدعي الداخلية أن مجهولين أو أهالي هم الذين قاموا بالفعل وأن رجال الشرطة لم يطلقوا رصاصة واحدة منذ ثورة يناير ؟ وأن الشرطة تستخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين أو المعتصمين ، والأغرب الادعاء بأن المعتصمين يقومون بخطف بعض من رجال الشرطة أو بعض مخالفيهم في الرأي من المدنين والقيام بتعذيبهم ، والأكثر غرابة الادعاء بأن المعتصمين هم الذين يطلقون النار على أنفسهم لتأليب الرأي العام المحلي والدولي ضد السلطة القائمة ، يا محترم خليك في الكذب المساوي .
وبماذا نفسر عودة إنشاء إدارات كان قد تم حلها بجهاز أمن الدولة عقب ثورة يناير لتتبع السياسيين والنشطاء أليس ذلك عودة للخلف وبداية لعودة نظام مبارك ؟ أيها النخب ، يا إنقاذ ، يا تمرد إن كنتم حقا وكما تدعون عشاقا للحرية والعدل فلتتركوا أماكنكم وتستقيلوا من مواقعكم احتجاجا على أحداث القتل والاعتقال أو تسحبوا تفويضكم للعسكر فكفى قتلا وتشريدا ، وأخشى ما أخشاه أن تأكل الثورة نفسها وتشتعل نارا تحرق رجالها فإن لم تعودوا فالثورة القادمة ضدكم ، وتحياتي لحركة الميدان الثالث : ضد العسكر وضد الإخوان وضد الفلول ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء