الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظاهر والخفي في أحداث مصر.

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2013 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لقد كانت مقالاتي واضحة في تناولها للشأن المصري ، و هي التي نشرت بمواقع مختلفة وببلدان عديدة ، ويمكن لكل من يهمه التعرف على موقفي مما يجري بمصر العودة إلى شبكة كوكل أو ياهو للبحث وقراءة مقالين تحت عنوان: الانقلاب العسكري على الانقلاب الإيديولوجي بمصر ثم مقال أخر تحت عنوان : الإسلاميون بين الانقلاب العسكري بمصر و الطرد العسكري بالمغرب. فموقفي مما يجري بمصر واضح وضوح الشمس في النهار ،إذ أنني لست لا مع الحكم الإسلامي ، و لا مع الإخوان كتيار أو توجه ، بل مع الديمقراطية ، و مع الانتخابات الشفافة و النزيهة التي على كل ديمقراطي حقيقي حر أن يقبل بنتائجها ، ولو كانت مؤلمة ، فإذا كان الإنسان الحر الديمقراطي ، الحقوقي يدافع عن الإنسان حقا قولا و فعلا ، نظريا و ممارسة ، فإن نفس هذا الإنسان هو بذاته من صوت على الإخوان ، و على مرسي، ولما كان الإخوان مثلا حسب ما يروج البعض لذلك سيؤون إلى هذه الغاية ، فلماذا ذهبوا معهم إلى صناديق الاقتراع من أصله يا ترى ؟ إن الحقيقة كل الحقيقة هي أن الشعب المصري هو من اختارهم ، بتصويته عليهم أما الجيش فلم يختره أحد، بل قام بانقلاب عسكري بكل المعاني و المقاييس ، ليس على الديكتاتورية كما هو مطلوب و منتظر بالمغرب ، وبالمحميات الأمريكية بالخليج ، كما يفرض المنطق ذلك ، بل حدث بمصر كانقلاب عسكري واضح على نتائج صناديق الاقتراع ، أعد له سلفا، وما خروج الشارع المصري بتجييشه مما سمي بحركة التمرد إلا النقطة التي يريد بها العسكر منح الشرعية الشعبية لانقلابه العسكري على الديمقراطية ، خوفا منه من الضغط الدولي ، و حرمان مصر من المساعدات المالية التي تعيش من أجلها . فالجميع يعرف أن مصر قد سبق و أن حكمها كل من عبد الناصر ، و السادات ، و مبارك و كلهم عسكريون ، و الجيش لا يريد ، و لن يستسلم ، بل لم يتقبل بسهولة أن تحكم مصر من قبل أي مدني بعد ، وكواليس الجيش يعد العدة لتولي طنطاوي الذي استقل لهذا الغرض ، بعدما أخذ لنفسه وقتا كي يظهر و كأنه قد غاب عن المشهد السياسي و عن القرار بمصر، كي يعود من جديد في صفة ، و في ثوب مدني ، أو هي نفس الحيلة ، ونفس العملية التي سيقوم بها الانقلابي السيسي عن المدى القريب ، أتعرفون لماذا ؟ لأن العرب من الفاسدين و المفسدين تحركهم عقد الخوف من الحساب ، و القوة و العنف و رغبة التحكم في السلطة ، و النفوذ و المال ، وهم لا يقبلون بالهزيمة رغم أنهم امهزومين من أصله على جميع الأصعدة ، لأن ما يحدث الأن في مصر قد سبق له و أن حدث بالجزائر لما ألغيت الإنتخابات من قبل الجيش النتائج بالرغم من الضمانات و العروض السخية ، و التنازلات القوية التي قدمتها جبهة الإنقاذ للجيش الجزائري لاقناعه بقبوله ، و تقبله لنتائج الصناديق الإنتخابية أنداك ، ومع ذلك فضل الجيش إراقة وديان من الدماء ، على أن يقبل بالعملية الإنتخابية ، و بنتائج صناديق الإقتراع ، لأن الجيوش بالمجتمعات المتخلفة العربية و الإسلامية و الشمال إفريقيا لا تؤمن ، ولا تؤمن استمرارية الحاكم الطاغي إلا عبر الدم ، و العنف ، و القوة ، و الأوامر ، لأنها جيوش فاسدة تعيش و تستمر و تنمو بين أحضان، وظل الحاكم الطاغي ، الذي يستمر على عرشه ، و ينمو بدوره في ظل و تحت حماية القوى الصهيونية و الإمبرالية و الرجعية ، التي تحافظ على مصالحها الاستراتيجية من خلال دعمها لحكم الطغاة بهذه المجتمعات.
إن الديمقراطية و الحرية وحقوق الإنسان ليست مجرد كلمات يرددها من أراد وقت ما أراد ، بل هي سلوك ، و فعل ، و ممارسة ، و قناعة ، و تعامل ، و تصرفات.... وستريكم الأيام من سيحكم مصر ، اللهم إذا استيقظ شعبها من سباته العميق الذي وضعه العسكر فيه ، ولن يتحقق الحكم المدني بمصر إلا إذا تلونت مياه نهر النيل بدماء أحرار مصر ، و صارت مياهه حمراء ، حينها قد يفوز الشعب بالحكم المدني ، و عندها سينتحر السيسي و من ركب معه مركبة الانقلاب العسكري ، كما انتحر هتلر من قبله. و إذا كان البعض لازال يؤمن بالخرافة التي يراد من خلالها تجيش عاطفة البسطاء من المصريين و غيرهم على أن مصر أمو الدنيا ، فإن المحميات الأمريكية بالخليج قد حولوها إلى عاهرة الدنيا بأموال البترودولار. التي تأتي من هنا وهناك بهدف إجهاضهم للديمقراطية بها ، لأنهم يخشون عاصفة هذه الديمقراطية التي قد تعصف بعروشهم ، وبحكمهم القبلي ، والعشائري البدائي ، الميزاجي المطلق. فلا حرية ، ولا ديمقراطية ، و لا حقوق الإنسان في مجتمع يتلقى دعما من طغاة المحميات الصهيونية بالخليج.
و عندما يرى الإنسان الحر الطغاة كمحمد السادس و خنازير الخليج يهرولون لتقديم الدعم المالي ، و المساندة ، و بعث التهاني ، و برقيات الترحيب للانقلابين العسكريين على الديمقراطية بمصر ، فاليعلم هذا الإنسان الحر على أنه على صواب في اعتباره لما حدث بمصر إنقلاب عسكريا ليس إلا . لأنه إنسان حر، واقف إلى صف الشرعية الانتخابية بحق لا يملي عليه أحد رأيه ، ولا يحركه أحد لا من بعيد ، و لا من قريب كما تحرك الكراكيز من قبل الأيادي الخافية . إن ما يقع في مصر هو ليس بمجرد حدث عابر ، أو رغبة في تحقيق و ضع سياسي ديمقراطي مستقر ، وكأن مرسي هو العائق من عدم تحقيق ذلك ، إن الأمر في بعده الاستراتيجي أكبر بكثير من مرسي و من جماعة الإخوان ،إنه تكريس لحكم العسكر ممن ساهموا في نهب مصر وافقار شعبها طيلة عقود من الزمن بدون حسيب ولا رقيب ، تحت غطاء مؤسسات صورية منتفعة من الوضع ، بتحامل المحميات الأمريكية بالخليج ، وكل الحكام الطغاة من المغرب إلى المشرق، بدعم صهيوني ، وهؤلاء الطغاة هم من مول وخطط لوئد الثورة ، و الديمقراطية ، و الحرية ، وحقوق الإنسان في مهدها ، لإعتبارات أهمها : ضمان الإستقرار و أمن إسرائيل بضمان استمرار التعامل مع الاتفاقيات التي تربط بين مصر و اسرائيل ، القضاء على أي حلم في تغيير المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة ، وذلك بمحاربة أي تقارب سياسي ، و اقتصادي ، أو تعاوني بين مصر ، و حماس ، و إيران كأعداء لأمريكا ، ثم الخوف من إمتداد المد الديمقراطي من مصر و توسعه ليشمل كل الطغاة الحاكمين و المتحكمين في القرار السياسي من المغرب إلى المشرق، و بذلك يتم مواجهة كل القوى التحررية الهادفة إلى تحرير الإنسان من التبعية ، و الإستغلال ، و الإستعباد و العبودية... و لإنجاح هذه المخططات الصهيونية تم استعمال قوة العسكر لاحداث الإنقلاب العسكري بخدعة التفويض الشعبي . ومن أجل تحقيق هذه المصالح الاستراتيجية الصهيونية الإسرائيلية الأمريكية الخليجية العسكرية المصرية ، فإن المأساة و دم الشعب المصري لا يساوي أي شيء أمام هذه المصالح الاستراتيجية. بالرغم من أن القتلة يتفوهون في خرجاتهم الإعلامية بخدعة أن الدم المصري غالي.
التاريخ لا يرحم المتخاذلين و المتأمرين ،و المذابح و القتل العمد رميا بالرصاص الحي لا يدع أي شك للمخطط الجهنمي ، الذي تم و يتم نسجه في الفنادق الفاخرة ، و في اللقاءات الحميمية التي تسرف فيها أموال الشعب الطائلة ، و لكل شيء لذا الطغاة ثمنه ، ولكي يكون الإنسان ديمقراطيا ، حداثيا ، علمانيا ، اشتراكيا ، شيوعيا ، بوديا أو سميه ما شئت ، عليه أن يدرك أنه لابد عليه قبل أن يدافع عن هذه الإديولوجية و القناعة و التوجه أن يدافع عن حقوق لإنسان وحقوق الطبيعة و الحيوان ، و إلا فإنه إنسان بدون مباديء و لا قيم .

علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هي الديموقراطية؟
محمد بن عبدالله ( 2013 / 7 / 29 - 16:46 )
يا استاذ مهروشي

(((أنني .... مع الديمقراطية ، و مع الانتخابات الشفافة و النزيهة التي على كل ديمقراطي حقيقي حر أن يقبل بنتائجها)))

تتكلم من منطلق الديموقراطية لكنك تبدو غير فاهم لها فهي لا تقتصر على أصوات ناخبين وصناديق

الرئيس (المنتخب) الذي ما انفك منذ الدقائق الأولى يخالف القانون ويعلن من نفسه إلها ويمنح سلطة تأليف دستور لجماعة انتخبها 7% من الشعب لمهمة محددة (استشارية)وتنتج هذه العصابة دستورا عنصريا متعصبا في ساعات الليل إلخ من الأفعال المجرمة أتعتبر هذا الدكتاتور المأفون يستحق التمسك بمنصب كانت كل برلمانات العالم ستطيح به في لحظة
impeachment
ولما لم يكن في مصر برلمان يا مهروشي فلم يجد الشعب سوى الجيش يخلصنا من هتلر الاسلام

ليس من واجبي أن أسرد لك بالتفصيل تاريخ هذا المسخ فعد لقراءة الصحف الصادرة خلال العام الماضي ولا أن أعلمك أسس وفلسفة اليموقراطية فلو كنت جادا في البحث عن فأمامك المئات بل الآلاف من كتب الفلسفة والسياسة تفضل بقراءة ولو واحدا منها لتدرك أن معلوماتك قاصرة فلا تضلل من يقرأ لك

مع تحياتي


2 - الدجل الاعلامي
محمد بن عبدالله ( 2013 / 7 / 29 - 21:02 )
مما يثير الانتباه هذا الدجل السخيف الذي تستخدمه كافة الاطراف لتأليب الجماهير ضد معارضيهم
يتهم اليساريون والليبيراليون الاخوان المسلمين بأنهم ينفذون مخطط صهيو أمريكي خبيث ونجد الاخوان في المقابل _مع من انخدع بخطابهم كالسيد المهروش_ يلصقون نفس تهم العمالة للصهيونية وللولايات المتحدة بالثوار المصريين

كلا الجانبين كاذب متجن

دعوا الصهيونية لحالها فحروبكم القذرة نتاج لأطماعكم ودكتاتوريتكم وأعلموا يا سادة أن أعداد الضحايا المسلمين الذين سقطوا بأيدي مسلمين تفوق بمئات المرات أعداد من ماتوا في الحروب ضد اسرائيل
احترموا عقولنا أو

اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات