الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفخ الأميركي

جاك جوزيف أوسي

2013 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف اثنان على أن وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في تونس ومصر كان جزءاً من صفقة أمريكية تركية، لكن السؤال المهم هو: هل كان سماح الأمريكيين بوصول الإخوان إلى الحكم يهدف إلى تعريتهم وتمهيد الطريق لحرب أهلية في تلك البلاد، أم إن الهدف أبعد من ذلك ويرتبط بالصراع مع روسيا والصين وموقع تركيا في ذلك الصراع المرتقب؟ ذلك أن تيارات الإسلام السياسي عموماً والإخوان خصوصاً عادَوْا الأنظمة القائمة في بلادهم منذ انطلاقة تنظيمهم الأم على يد حسن البنا. وعلى الرغم مما تعرضوا له من اضطهاد وسجن ونفي، لم تستطع تلك الأنظمة القضاء على فكرهم، بل على العكس ساعدت على ظهور أفرع متشددة وعنيفة. ولكن وصولهم إلى الحكم كان الضربة القاضية لهم، لأنه قد كشف عن شبق شديد للسلطة، وطموح لإقامة دكتاتورية دينية أقسى من تلك التي أطاحت بها رياح (الربيع العربي).
وهنا نستطيع القول إن واشنطن قد نجحت في تقديم الصورة الحقيقية لتيارات الإسلام السياسي التي أرعبت الرأي العام العربي والدولي. فما عجزت الأنظمة العربية عن تحقيقه خلال عشرات السنين قد حققته واشنطن خلال عامين وجعلت شعوب بلاد الربيع العربي تثور مجدداً لمنع أسلمة البلاد.
يؤكد وجهة النظر هذه ما ذكره الكاتب جان عزيز في جريدة (الأخبار) اللبنانية حين قال في مقالته (واشنطن: حرب شيعية بضحايا سنية؟): إن واشنطن منذ عقد ونيّف تضحك على كل هذا العالم السني. هي منذ زلزال 11 أيلول تناور على السنة في كل العالم. هي لم تغفر تلك اللحظة، لم تنس الاعتداء الثالث في التاريخ على أرضها، منذ كانت (أمة عظيمة). وهي مذ ذاك قرّرت الانتقام من فاعليه، والاقتصاص من مرتكبيه. لا من رفاق محمد عطا، وتلاميذ عبدالله عزام، وجهاديي أسامة بن لادن وحسب. بل هي منذ سقط البرجان، قررت أن تُسقط المنظومة الفكرية والسياسية والاقتصادية التي تعتقد وترى أنها كانت خلف هؤلاء، حاضنة لهم، منبتة لأفكارهم، وحقلاً ليُنوع جهادهم ونضوج سلوكهم.
وفي المقابل يرى الكاتب لؤي المدهون في مقالته: (الانقلاب على مرسي... تجديد لدوامة فشل سياسي مصري) المنشور على موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي... أن التحالف المضاد لمرسي قد أضاع فرصة تاريخية يتم فيها ترك الإخوان المسلمين، أبرز ممثلي الإسلام السياسي، يفشلون سياسياً. وبدلاً من ذلك، فقد مُنِحَ الإسلاميون الفاشلون أساساً ذريعة للعب ورقة الضحية مجدداً. وبعد التجربة التي عاشتها الجزائر سنة 1992 حين قام جنرالات الجيش بالانقلاب على جبهة الإنقاذ الإسلامية بعد فوزها بالانتخابات، وبعد تجربة القاهرة سنة ،2013 سيزعم الإسلاميون من التيار السائد أن مصيرهم بعد الفوز في انتخابات ديمقراطية سيكون دائماً إما إفشالهم أو الانقلاب عليهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة