الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آب ضيفا في رحاب تموز

مصطفى بالي

2013 / 8 / 9
القضية الكردية


ذات ظهيرة قائظة من صيف كردي حارق كان الشامتون من أعدائنا و اليائسون من أبناء شعبنا يتمعنون في رسم كاريكاتوري مهين في الجرائد التركية،عبارة عن صورة لجبل آغري مكتوب عليه(هنا تم دفن حلم الكرد ببناء كردستان)وبينما كان الكرد في مراسم دفنهم أحياء في الحياة ،و الشامتون يتبخترون غرورا و زهوا غبيا،قال التاريخ كلمته على فوهة رجاله،(أحلام الشعوب لا تدفن،قد تؤجل،لكن للتاريخ رجاله الذين يوقفون الزمن في محطاتهم).
في الخامس عشر من آب كان معصوم قورقماز يقف عاليا كالنسر فوق قمة شماء،و دونه وضاعة العالم المتحضر,كل لصوص التاريخ,وعقوق أبناء الدار,يسمو على وضاعتهم,يستنشق نفسا عميقا من هواء نقي ليطهر داخله من كل أسباب الحقد و الانتقام,يطلق في وجه حاضري الدفن صرخة مدوية(هنا كردستان أيها الشامتون,هنا أبناء الجن و الجبال.قد يختفون لحظة غفوة,قد يصيبهم التعب في استراحة المحارب،لكنهم مطلقا لا يعرفون ما هو اليأس).
كان الخامس عشر من آب إيذانا بميلاد الكردي الجديد الخارج من سربال القدر اللعين و الرافض لكل أنواع الترسيمات التي أقنعوه بضرورة الالتزام بها باعتبارها قدرا لا مفر منه,ولد ابن القهر و الحرمان من رحم الجبال التي كانت دائما و أبدا رحما يحمل جنين الثورة في أحشائه,الجبال التي كانت دائما موئلا لتداعيات آلهة الشعر و فخا للصوص التاريخ بدءا الفرس مرورا بالاسكنر وصولا إلى كل أباطرة الحضارة الحديثة و ما بينهم من صغار اللصوص الذين مروا من وديان تلك الجبال فاتحين،غازين،مستعمرين لكنها دائما كانت تلفظهم في أغوارها و يخرج منها الكردي كطائر الفينيق اكثر قوة أكثر إشراقا.جبال تشمت بأنكيدو قهقة عالية و تمسد شعر همبابا ،تهمس في أذنيه(لا عليك ستسخر منه)و تصرخ في وجه أنكيدو،(ستكون ملعونا أبد الدهر كما الأفعى التي عاقبتها الآلهة بأكل التراب و الزحف على بطنها أبد الدهر).
تناسل أبناء الخامس عشر من آب.ارتقى معصوم قورقماز سدة تاريخنا ملكا متوجا بالغار,حلما بهيا في مخيلة كل شاب كردي, يمتطي صهوة المجد فارسا على حصان أبيض,يوقظ حسناواتنا من نومهن الصباحي ليسمو بهن للعلا حيث القمم العالية التي تليق بالمرأة الكردية في عنفوان جمالها مضمخة برائحة التراب بعد زخة مطر،أو ممتشقة البندقية ترتدي بياض الثلج ثوبا لعرسها المرتقب،كشامة حسن في وجنة جبالها.
و نحن على بعد أيام من استقبال الذكرى السنوية التاسعة و العشرين لانطلاقة الخامس عشر من آب نكون قد ودعنا الشهر الأول في عامه الثاني من ثورة التاسع عشر من تموز الابن الشرعي و الطفل المدلل لتلك الانطلاقة,و نحن اكثر إيمانا بحتمية النصر و أكثر ثقة بالنفس,و أشد إصرارا على المضي قدما في نهج المقاومة التي أطلقت صرختها بين جدران السجون في آمد،حيث كان يعتقد أن لا صوت يعلو على صوت السوط اللاسع للظهور العارية.
هنا حيث ما زال لصوص التاريخ يحومون حول بيت أوليس،ما زالت هي واثقة بعودة فارسها المرتجي و لن تستسلم لهم بكل مغرياتهم,مهما تعاون معهم أبناء الدار فأوليس قالتها قبل الأعراب بآلاف السنين(الحرة تموت ولا تأكل بثدييها)،و غرب كردستان,لن تقع في فخ التاريخ هذه المرة,مهما تكالب عليها الأعداء(داخلا و خارجا),ومهما كان الوعد و الوعيد,مهما كانت المغريات,ستكمل ثورة التاسع عشر من تموز أغنيتها صادحة بحناجر أبنائها و بناتها,و هذه الرقصة الكردستانية ستستمر
الخامس عشر من آب أهلا بك ضيفا عزيزا في رحاب التاسع عشر من تموز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا


.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين




.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب




.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا