الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 1 -

حسن خليل

2013 / 8 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 1 -

بداية أشعر أن علي تفسير لما استخدم تعبير "ثورة يونيو" لان كثيرين يعتبرونه غير صحيح و خاطئ و يفضلون تعبيرات من نوع موجة يونيو أو حراك يونيو و أن الثورة تطلق فقط علي انتفاضة يناير 2011 . و رغم أن الموضوع يبدو هامشيا إلا أنه يفتح الباب أمام فهم الثورة بمعني معين.
المؤكد و الذي يتفق عليه الجميع هو أن مصر تعيش مرحلة ثورية بدأت حتي ربما ثورة يناير و مستمرة صعودا و هبوطا و ستتواصل لفترة قادمة. و أن هذه المرحلة الثورية المصرية مرتبطة و مترابطة مع مرحلة ثورية عربية بل و عالمية. و لكننا رغم ذلك لا نطلق علي ثورة يناير اسم موجة يناير فلم نطلق علي ثورة يونيو أسم موجة يونيو رغم أن كلاهما يتميز بكونه جزء من سلسلة مترابطة اقتحمت فيها الجماهير ساحة الحياة العامة بقوة مظاهراتها المليونية و قوة انتصارها علي آلة الشرطة القمعية مدفوعة بتناقضات اقتصادية – اجتماعية اصبح كبتها غير ممكنا أكثر مما جري. و العناصر التي تنطوي عليها ثورة يناير هي نفسها العناصر التي تنطوي عليها ثورة يونيو من حيث أن في كلاهما يتشابك الصراع بين الطبقة الحاكمة بعضها و بعض من ناحية و الصراع الرأسي بين من يملكون و من لا يملكون من ناحية أخري. و في كلاهما لعب الجيش دورا حاسما في الوصول للنتيجة التي وصلت لها كل من هاتين الحركتين الاجتماعيتين الجبارتين. و ربما خلف هذا الحرص علي عدم أطلاق صفة ثورة علي يونيو يكمن الخوف من "سرقة" ثورة يناير . و العودة إلي نظام أقرب إلي نظام مبارك – كما لو أننا كنا ابتعدنا عن مثل هذا النظام في أي مرحلة !! - أن الثورة ليست مولودا ميتا . الثورة عملية اجتماعية حية تنمو و تتطور و تتقدم و تتراجع و تنتصر أو تهزم حسب سياق الصراع الطبقي المعقد الذي تسير فيه. فثورة يناير ليست صنما محنطا ظهرت للوجود ثم كفت عن الحياة. فمثلا ثورة يناير كانت تحمل دوافع وطنية لا تخطئها العين في رمزها العلم المصري و في اتهامها لنظام مبارك "بإهانة" مصر و إذلال قدرها في العالم. نفس التهمة التي وجهت لمرسي علي نطاق أوسع. لكن ثورة يونيو و ما استتبعها من تدخل إمبريالي عنيف لصالح الوكيل الإخواني هو ما أطلق العقال لقضية التبعية التي لم تلتفت أليها ثورة يناير. أننا نلاحظ أن ثورة يناير تنضج هنا و تكتسب بعدا جديدا سيرافقها فيما بعد و هو رفض التبعية بما له من أثار اقتصادية و اجتماعية. و علي العكس فأن ثورة يناير التي عزلت رموز نظام مبارك جاءت ثورة يونيو كي تعيدهم للمشهد السياسي و أن بأسماء جديدة. و رغم ذلك فثورة يناير رفعت رموزا أشد رجعية و تخلفا من رموز مبارك ممثلين في الإخوان و حلفائهم بما فيها إرهابيين مدانين بالقتل. و هذا يعنى في المحل الأول أن كلتا الثورتين لم تنجحا في استبدال الطبقة السياسية بطبقة سياسية ثورية و أن كان من الإنصاف القول أن بعد ثورة يونيو ظهرت بعض العناصر الأقرب للثورة في قمة الحياة السياسية بشكل أو أخر. كما يبدو لي من ناحية أخري أن التراجع عن أطلاق أسم ثورة علي حركة يونيو نوعا من الخضوع للإمبريالية و لحلفائهم الإخوانيين الذين يطلقون عليها اسم انقلاب كما هو معروف.
في تصوري أنه بعد 20 سنة سيظهر كتاب يحمل عنوان الثورة المصرية الكبري و سيسرد كل هذه المراحل الثورية علي أنها حلقات من عملية ثورية واحدة. أو انها ثورات متتالية أو انفجارات ثورية متتالية ضمن نفس المسلسل.
يتبع
حسن خليل
11 – 8 - 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انهم يبلعون الزلط للعسكر
احمد مجدي ( 2013 / 8 / 14 - 07:24 )
الاعلان الدستوري
مجاز المنصه والحرس
وزراء الزراعه والاسكان والاعلام والحكم المحلي
وزير الداخليه
حركه المحافظين
فض اعتصام السويس للصلب بمعرفه الجيش الثالث
اقتحام طائره اسرائيليه وقتل مصريين جنوب رفح
نائب عام ملاكي للسيسي
تلفيق القضايااعلام موجهجوكله بالثوره

اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ