الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه العاري للإخوان المسلمين

جاك جوزيف أوسي

2013 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن تصريحات رجب طيب أردوغان الغاضبة، على ما حدث ويحدث في مصر، ودعوته الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية مقاطعة مصر، وإسقاط النظام الجديد، وأخيراً اتهامه إسرائيل بأنها وراء الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، لتشويه سمعة النظام الجديد، وبالذات قائد الجيش الفريق الأول عبد الفتاح السيسي، متناسياً العلاقات الدبلوماسية والتجارية، حيث أصبحت إسرائيل المنفذ الوحيد لتركيا على المنطقة، والتعاون العسكري بين بلاده والعدو الصهيوني، وبأن تركيا أول بلد إسلامي اعترف بالعدو الصهيوني، وانضم لحلف الناتو في عهد عدنان مندريس ذو الميول الإسلامية، وعمل مع أميركا للإطاحة بعبد الناصر، كل هذه الأمور وأكثر، تؤكد حجم الخسارة التي لحقت بالمشروع التركي .. وعمق الألم الذي آلم بأردوغان وحزبه، بعد أن رأى إن حلمه بدأ يترنح تحت ضربات القوية والحاسمة للجيش المصري، الذي قرر أن يُنهي حكم الإخوان ويحفظ وحدة البلاد، مستنداً إلى قاعدة شعبية عريضة، وتفويض لم يحظ بمثله زعيم مصري “أكثر من 30 مليونا خرجوا إلى الشارع استجابة لنداء الجيش في 26 تموز 2013 “كما أكدت مختلف وسائل الإعلام المصري والدولية.
سقوط الإخوان في القاهرة، وتصاعد حدة تصريحات أردوغان كشف الوجه المخفي لمشروع الإخوان، المشروع الذي حاول حزب العدالة والتنمية التركي تقديمه إلى العالم كنموذج لإسلام حضاري يرتكز على التعاليم الصوفية وخصوصاً تعاليم شمس الدين التبريزي وجلال الدين الرومي، الإسلام الذي يُعلي من قيمة الإنسان بغض النظر عن دينه أو جنسه أو عرقه، لنرى أنفسنا أمام نموذج إقصائي يستمد من تعاليم حسن البنا وسيد قطب مبادئ الحاكمية ورفض الأخر المخالف فكرياً وعقائدياً، فما بالك بالمخالف دينياً. هذا التوجّه بدأ يتوضّح بعد أن بدأ الإخوان يهاجمون، ويشكل منظم، الممتلكات العائدة للمواطنين المصريين الأقباط بحجّة أنهم كانوا وراء سقوط نظام حكم الإخوان في القاهرة.
وفي بيان لها طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات المصرية باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الكنائس والمؤسسات الدينية ضد هجمات من وصفتهم "بالغوغاء". وقالت المنظمة في بيان لها اليوم إنه منذ 14 أغسطس/آب 2013، "وقد تم إحراق ونهب عشرات الكنائس والممتلكات المسيحية في جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل". وطالبت السلطات المصرية بالتحقيق في سبب غياب قوات الأمن وعدم تدخلها في ظل هذه الهجمات.
كما لفتت المنظمة إلى أنه بعد فض اعتصام رابعة العدوية في 14 آب قامت مجموعات منظمة بمهاجمة ما لا يقل عن 42 كنيسة وحرق أو إتلاف 37 من المؤسسات الدينية المسيحية في محافظات المنيا، وأسيوط، والفيوم، والجيزة، والسويس، وسوهاج، وبني سويف، وشمال سيناء. وشدد جو ستورك، القائم بأعمال مدير منطقة الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" على أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين اتهموا المواطنين المسيحيين بأنهم سبب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، وقام البعض منهم بمهاجمة الكنائس في محافظات مصر، ما أدى لاختباء عشرات الأسر من المسيحيين خوفاً من البطش بهم.
وتحدّثت "هيومن رايتس ووتش" مع 43 شاهداً على الأحداث منهم الكهنة، والنشطاء الأقباط، الذين أكدوا أن الهجمات وقعت على 42 كنيسة، والعشرات من المؤسسات المسيحية والمدارس، والأعمال التجارية المملوكة للأقباط، وقال سكان في مدينة المنيا إنه بعد إزالة مرسي من الرئاسة كان هناك من يضع علامة “X” سوداء على المباني المملوكة للمسيحيين لتمييزها عن المباني المملوكة للمسلمين، وليتم مهاجمتها فيما بعد .
إلى ذلك، أضافت المنظمة "أن تلك الهجمات تأتي بعد أسابيع من الخطاب الطائفي التحريضي من قبل أنصار الإخوان المسلمين في النهضة ورابعة العدوية وهي اعتصامات طالبت بالتعدي على الأقباط لاعتقادهم أن لهم علاقة بإسقاط نظام حكم الإخوان المسلمين. وقد وثّقت "هيومن رايتس ووتش" شهادة مينا لمعي من سكان حي المعصرة في القاهرة، والتي قال فيها: إن إمام أحد مساجد حي المعصرة في القاهرة دعا عبر مكبرات الصوت الخاصة بالمسجد، يوم 15 أغسطس/آب، لإجلاء السكان الأقباط. وقال الشيخ "الأقباط وراء كل هذا، فقد شاركوا في 30 يونيو/حزيران... لا بد من حرق الكنائس". وقال إن الآلاف تجمعوا الساعة 11:30 مساءً وبدأوا يهتفون "الشعب يريد إجلاء الأقباط". لم تتعرض أية كنيسة في تلك المنطقة لهجوم فعلي، بحسب شهادة لمعي.
لكن كما يقال ربما ضارةٍ نافعة, فقد عرفت مصر من يقف في خندقها ويقاتل معها ومن يتربّص بها ويعمل ضدها, وبات لدى المسؤولين في مصر الآن خريطة سياسية وإعلامية واضحة تماماً تكشف الصديق والشقيق الحق, كما تكشف العدو والخسيس. وعرفت أيضاً من يمكنه أن يتحمل المسئولية في اللحظات الحرجة, ومن لا يقدر إلا علي الهروب والقفز من السفينة بدافع أناني باحثاً عن مجد شخصي. وما أكثر الضرر الذي تعرضت له مصر طوال الشهرين الماضيين, والذي وصل إلي قمته يوم الأربعاء 14 آب 2013, والذي شهد الفصل ما قبل الأخير من ملحمة الجماعة التي حلمت بفتح مصر طوال80 عاما, فظنت أنها قادرة على تحقيق حلمها على رأس أسنة الرماح التركية المدعومة من الناتو ومصحوبة بالدعايات السوداء من قنوات إعلامية عربية حفرت اسمها في التاريخ كقنوات باعت شرفها وتنكرت لرسالتها وحرضت على سفك دماء أبناء جلدتها، وحين قدر لها الوصول إلي السلطة في لحظة عبثية غير قابلة للتكرار, لم تتمالك نفسها وتصورت أنها قادرة علي هضم شعب قوامه 90 مليون نسمة لديه تراث حضاري – ديني، وتاريخي - مدني يمتد آلاف السنين, وحين بدا لها استحالة تحقيق ما تسعي إليه, لم تكترث كثيراً واستمرت في عنادها, وتصورت أن لديها قدرات خاصة تمكنها من معاقبة كل الشعب وكل المؤسسات وأن تخلق مؤسسات موازية وأن ترفع السلاح في وجه الجميع, مستعينة بذلك بتنظيم عالمي عابر للدول وبعض الحكومات الخاضعة له وعدد كبير من المرتزقة والإرهابيين من جنسيات مختلفة زرعوهم في مناطق محددة في مصر ليصار إلى استخدامهم عندما يحين الوقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر