الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فض الاعتصامات فى مصر وردود الأفعال الأجنبية
أحمد سوكارنو عبد الحافظ
2013 / 8 / 26الثورات والانتفاضات الجماهيرية
انزعج الأمريكيون والأوربيون عندما فض رجال الأمن اعتصام رابعة العدوية والنهضة فى 14 أغسطس المنصرم وعبروا عن اعتراضهم على أسلوب الفض الذى أدى إلى إصابة ومقتل الكثير من المعتصمين ورجال الأمن (578 قتيل و4200 مصاب من الجانبين). ولعل هذه المواقف مردها إلى أن الصورة لم تصل بشكل كامل إلى دوائر صنع القرار فى العاصمة الأمريكية والعواصم الأوروبية بل هى صورة مغلوطة مفادها أن هذه الاعتصامات كانت سلمية ولم يحمل المعتصمون أية أسلحة ولم يطلقوا الأعيرة النارية على رجال الأمن. ومن المؤكد أن هناك أطرافا لعبت دورا فى عدم وصول الصورة الحقيقية للأحداث، منها قناة الجزيرة التى انحازت تماما إلى الأخوان المسلمين ولم تكن منتبهة أو حريصة على تطبيق معايير العمل الصحفى والإعلامي. كما إن الإخوان المسلمين استعانوا بكوادرهم وأعضائهم فى التنظيم الدولى الذين لجأوا إلى مصادر الخبر العالمية كالسى ان ان وصحيفة الواشنطن بوست والاندبندنت وغيرها.
من المعروف أن اعتصامات رابعة والنهضة كانت تعج بالعنف اللفظى الذى يؤدى إلى العنف البدنى. فالخطباء على منصات رابعة والنهضة لم يتوقفوا عن التحريض والتهديد. فهذا صفوت حجازى يهدد بالدم لكل من يقترب من الرئيس وهذا عاصم عبد الماجد والظواهرى يهددان بقتل وسحل كل من يشارك فى مظاهرات 30 يونيو. الغريب أن هذه التهديدات كانت تذاع على الهواء مباشرة عبرة الجزيرة مباشر وتصل إلى قرى ونجوع ومدن المعمورة مما أدى إلى انتشار الرعب فى نفوس المواطنين. كما إن كل من يقترب من هذه المواقع كان معرضا للتعذيب والقتل وكلنا شاهدنا بعض المواطنين الذين تعرضوا للتعذيب والقتل فى هذه الأماكن. كما يمكن قول إن سكان منطقة رابعة تعرضوا للانزعاج واستبد بهم القلق والخوف حيث كانوا يتعرضون للتفتيش والتهديد وكانت صرخاتهم تصل إلى مسامع الجميع من خلال مداخلاتهم التليفونية فى البرامج التى تبثها القنوات الفضائية. وخلاصة القول إن السلمية لم تكن السمة السائدة فى هذه الاعتصامات. وقد شاهدنا كيف رفض المعتصمون على مغادرة مواقعهم بطريقة هادئة حيث أعلن صفوت حجازى أنهم لن يغادروا المكان إلا جثثا هامدة وهم على استعداد للموت ومعهم الأكفان جاهزة. وبالفعل رأينا صفوفا من الأطفال الصغار يحملون الأكفان ويعبرون عن كونهم مشاريع شهداء.
اندهشت عندما استمعت إلى بيان البيت الأبيض الذى أدان الطريقة التى تم بها فض الاعتصامات فى مصر. واندهشت أكثر لان أحدا لم يذكر الأمريكيين أن ما حدث فى رابعة والنهضة لا يختلف كثيرا عن أحداث مدينة واكو تكساس فى عام 1993م حيث علمت السلطات أن جماعة دينية "برانش دافيديان" يقودها رجل دين يسمى ديفيد كوريش قد قامت بتخزين أسلحة بطريقة غير قانونية. من المفيد أن نشير أن هذه الجماعة التى اتخذت مقراتها فى منطقة تبعد عن واكو بحوالى 14 كم حيث كانت تعتقد أن حرب ارماجدون على وشك الحدوث وان كوريش هو المسيح القادم. لذلك كانوا يستعدون لهذا اليوم. لقد تزوج ديفيد كوريش 140 امرأة بينهن أطفال لا يتعدى أعمارهن 12 عاما. الجدير بالذكر أن النائب العام جانيت رينو وافقت على توصية المباحث الفدرالية بالتوجه لاقتحام المبانى حيث تدهورت الأحوال داخلها ويتعرض الأطفال لسوء المعاملة وقامت جانيت بنقل هذا التصور للرئيس الامريكى كلينتون الذى طالب بضرورة استخدام نفس الأسلوب الذى اتبع فى حصار اركنساس (فى 19 ابريل 1985) الذى انتهى نهاية خالية من الدماء غير أن رينو استطاعت إقناع كلينتون أن رجال المباحث استبد بهم التعب وأن الحصار يكلف الحزينة مليون دولار فى الأسبوع وأن أعضاء الجماعة تستطيع أن تصمد مدة طويلة حيث يتعرض الأطفال لخطر الاعتداء الجنسى، فقال لها كلينتون: إذا كنت تعتقدين أن هذه طريقة سليمة فعليك المضى قدما لتنفيذها.
قام البوليس بمراقبة المقرات ثم اتخذوا قرارا بإنهاء هذا التجمع غير أن المحاولة الأولى فشلت حيث سقط 4 من رجال المباحث و6 من أعضاء الجماعة. وجاءت المحاولة الثانية بعد حصار استمر 51 يوما من 28 فبراير حتى 19 إبريل 1993م تم بعدها الهجوم على مقرات الجماعة بالقنابل المسيلة للدموع مما أدى إلى اندلاع النيران فى المقرات وسقوط 76 من أعضاء الجماعة بينهم أطفال ونساء. هل يعلم القارئ أن المادة الثانية فى الدستور الامريكى تسمح للمواطن الإمريكى باقتناء أسلحة ورغم أن الكثير من المجازر قد حدثت فى الولايات المتحدة وتعرض أكثر من رئيس للقتل إلا أنهم لم يستطيعوا إلغاء هذه المادة. هل يعلم القارئ أن البوليس إذا استوقف مواطنا وطلب منه التوقف ووضع المواطن يده فى جيبه فمن حق رجل البوليس إطلاق النار على الفور وإذا كان المواطن فى سيارة فعليه إخراج يديه قبل أى جزء آخر من جسمه وإذا لم يفعل فقد يعرض حياته للخطر. هل يعلم القارئ أن البوليس إذا علم أن شخصا أو جماعة تنتوى القيام بعمل إجرامى فى مكان ما فللبوليس الحق فى مهاجمة الشخص أو الجماعة ولا تنتظر حدوث العمل الإجرامى.
خلاصة القول إن الأوربيين والأمريكيين خاضوا تجارب عنيفة ولا يتسامحون مع الإرهاب ومخالفة القوانين حينها لا يتحدثون عن حقوق الإنسان وحقوق الحيوان. إنهم يلجأون إلى هذه المفاهيم كلما تعرضت مصالحهم للخطر.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني