الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية هي العنصرية بامتياز

نجيب الخنيزي

2013 / 9 / 1
القضية الفلسطينية



تعين الوقوف أمام تنامي دور وفاعلية «المجتمع المدني الدولي» والمنظمات غير الحكومية في رسم وصياغة المهام والأهداف الإنسانية المشتركة، ومواجهة سيطرة الدول والقوى المهيمنة في نظام العولمة، وهو ما يحفز الأمل في تبلور خيارات إنسانية (عالمية) أخرى غير تلك التي ترسمها وتفرضها العولمة بآلياتها المختلفة، وفي مقدمتها سياسات وتوجهات البنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية التي تمثل الأذرع الأخطبوطية الممتدة لهيمنة الغرب (الشمال)، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، وتحكمه في مصير الأغلبية الساحقة من البشر (الجنوب) تلبية لمصالح وأهداف الشركات الرأسمالية المتعددة الجنسية. وفي هذا الصدد، نشير إلى ظاهرتي التركيب والتفكيك في الحياة الدولية المعاصرة، فمن جهة هنالك ظاهرة تنامي التشابك والتداخل ما بين القضايا والمشكلات والتحديات التي تواجهها البشرية على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية، حيث يتطلب إيجاد الحلول الناجعة والعملية لها تضافر الجهود المشتركة لكافة الدول والشعوب (المجتمع الدولي)، ونشير هنا إلى مؤتمرات عالمية أصدرت قرارات مهمة واكتسبت أهميتها من الدور المتنامي الذي أخذت تلعبه منظمات غير الحكومية، مثل: مؤتمر قمة الأرض (ريودي جانيرو 92) ومؤتمر السكان (القاهرة) ومؤتمر المرأة (بكين) ومؤتمر حقوق الإنسان (فيينا) ومؤتمر المنظمات الاجتماعية (كوبنهاجن) ومؤتمر مناهضة العنصرية ( 2001) في دوربان بجنوب أفريقيا وغيرها من المؤتمرات. غير أن الدول الغربية غالبا ما تلجأ إلى فرض تصوراتها ومفاهيمها وفقا لمصالحها الذاتية أو تسعى للالتفاف على تلك القرارات. اتسمت الرأسمالية منذ نشأتها بالوحشية والاستغلال البشع للشعوب ونهب خيراتها وثرواتها وبتر وتجميد تطورها المستقل واستخدام خطاب وأيدلوجيا عنصرية لتبرير هذه السياسات مثل القدر والدور التاريخي والديني للرجل الأبيض إزاء البرابرة، في حين تميز التطور الرأسمالي في القارة الأمريكية (الولايات المتحدة) بخاصيتين أساسيتين هما أولاً: إبادة السكان الأصليين (الهنود الحمر) وتدمير المقومات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية والثقافية لديهم، وثانياً: نظام العبودية والسخرة القائم على جلب واسترقاق عشرات الملايين من الأفارقة السود للعمل في الأراضي والحقول والمناجم ومختلف الأعمال الشاقة، حيث تنعدم أبسط مقومات الحياة الإنسانية اللائقة بالبشر، ما أدى إلى موت وهلاك الملايين منهم، سواء أثناء مطاردتهم واصطيادهم كالحيوانات من مناطقهم الأصلية أو أثناء انتقالهم إلى القارة البكر أو من جراء الوحشية التي عوملوا بها من قبل السادة (البيض) الجدد. صحيح أن نظام العبودية قد ألغي في الولايات المتحدة إثر انتهاء الحرب الأهلية، غير أن سياسة الفصل والتمييز العنصري استمرت في الولايات المتحدة ولم يوضع حد لها سوى في الستينيات من القرن الماضي بفضل كفاح ونضال منظمات الحقوق المدنية للسود. مثال جنوب أفريقيا (سابقاً) وإسرائيل حاليا حالتان تعبران تعبيراً مكثفا عن العنصرية في عالمنا المعاصر. وفي حين استطاع شعب جنوب أفريقيا نيل حريته وإنهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتيد). بفضل الكفاح والنضال الطويل المعمد بالدم والتضحيات التي استمرت عشرات السنين. أما الشعب الفلسطيني فإنه لا يزال يكافح ضد العنصرية الصهيونية التوسعية ويناضل من أجل البقاء وحق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة. إنه معروف تماما الدور الذي لعبه الغرب في إقامة دولة إسرائيل ودعمها بكل أسباب القوة والتفوق على جميع جيرانها العرب. حيث تقاطعت المصالح الأوروبية مع المصالح الصهيونية في إقامة هذا الكيان العنصري التوسعي على حساب الحقوق والمصالح الوطنية والقومية العربية. لقد سعى الغرب من خلال قيام إسرائيل إلى إيجاد حل لما سمي بالمسألة اليهودية وتداعياتها الأخلاقية (الهولوكوست) عبر ترحيل الأزمة إلى قلب العالم العربي، وتحويل إسرائيل إلى قاعدة أمامية لحماية المصالح الغربية (الأمريكية لاحقا)، ولتكون عامل فرقة وتقسيم وتبديد لمصادر القوة والمنعة والوحدة لدى العرب. وقد ركزت إسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية على الدوام إلى تذكير العالم والغرب على وجه الخصوص بالمآسي التي تعرض لها اليهود، وبأنها تمثل واحة للديمقراطية والحرية والتقدم وسط منطقة يسودها الاستبداد والديكتاتورية والتخلف، غير أن انكشاف السياسات العدوانية لإسرائيل القائمة على التوسع واحتلال أراضي الغير، وقمع تطلعات الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه الوطنية المشروعة عبر سياسة القبضة الحديدية والمجازر والحصار والتجويع في تركيع الشعب الفلسطيني أدى إلى حدوث تغير وإن يكن محدودا لدى الرأي العام العالمي. وفي هذا السياق، نذكر قرار أكثر من ثلاثة آلاف منظمة غير حكومية شاركت في مؤتمر دوربان (2001) لمكافحة العنصرية باعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية، كما جرت مسيرات ومظاهرات على هامش انعقاد المؤتمر الدولي لمناهضة العنصرية في جنوب إفريقيا ندد المشاركون خلالها بالممارسات الوحشية لقوات الاحتلال الإسرائيلية وأدانوا الطابع العنصري للصهيونية. وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. وأدى إلى انسحاب وفدي البلدين لاحقا من المؤتمر بحجة أن المؤتمر تحول إلى محكمة لإدانة وفضح جرائم إسرائيل والصهيونية. في حين سعت الدول الغربية إلى محاولة التوصل إلى صيغة وسط للبيان الختامي للمؤتمر، خصوصا إزاء الموضوعين الرئيسيين المدرجين على أعماله، وهما: الاعتذار عن الممارسات المرتبطة بالعبودية وتجارة الرقيق الذي يعتبر الغرب مسؤولا عنها بالدرجة الأولى وما يمكن أن يترتب عليه من تقديم تعويضات مادية، والموضوع الثاني: هو الموقف من الصهيونية وسياسة التمييز العنصري التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وكالعادة فإن الموقف الأمريكي الموالي لإسرائيل على طول الخط ظل ثابتا، والجدير بالذكر فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة سبق لها في 1975م أن صوتت لصالح قرار يساوي بين الصهيونية والعنصرية، غير أن الضغوط الأمريكية نجحت في إلغاء ذلك القرار (1551) إثر انعقاد مؤتمر مدريد للسلام. وهو ما يتعين على العرب (حكومات ومنظمات المجتمع المدني) الاستناد إلى قرارات مؤتمر دوربان وتكثيف الجهود السياسية والإعلامية الرسمية والشعبية لكشف وفضح جوهر الصهيونية. باعتبارها أيدلوجية عنصرية متخلفة تقوم على التفوق العرقي والتميز الديني وازدراء جميع الشعوب والأعراق والأديان والثقافات الأخرى. إن إدانة الجرائم التي تعرض لها اليهود لا يعني إطلاقا تبرير الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الذي يواجه خطر التصفية والاقتلاع على يد قوات الاحتلال والمستوطنين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حول الجذر القومي
حسن نظام ( 2013 / 8 / 31 - 23:08 )
آثار -القومية العربية- بادية فيما تطرح يا زميل
لستُ مدافعا عن الصهيونية
ولكن ما شدني هو قولك الآتي: أن جوهر الصهيونية عبارة عن أيدلوجية عنصرية متخلفة تقوم
على-التفوق العرقي والتميز الديني- وازدراء جميع الشعوب والأعراق والأديان والثقافات الأخرى
وهل حقيقة اليهود كشعب يزدرون الشعوب الأخرى؟.. ممكن كخصلة شعبية. ولكن العرب أكثر ازدراءً من اليهود تجاه الشعوب والقوميات الأخرى!.. وإلا هل نسيت مصطلح الشعوبية؟
سؤالي إليك: لماذا التلاعب بالكلمات وانت الماركسي، وتدرك جيدا جوهر المصطلحات؟!.. أو أن الماركسيين السعوديين إرتدوا على أعقابهم وأضحوا : قوميين !.. ربما

فهناك فرق بين التفوق العرقي / والتمييز الديني
من الممكن أن نتفق حول التمييز الديني ( يهود- شعب الله المختار) ولكن كلمة -العرقي- ليست دقيقة ولاتعطي المعنى الفعلي
العرقي كلمة لها علاقة بالجنس البشري : أبيض / أسود/ أصفر

لا أعتقد أن اليهودي المتطرف قوميا وحتى دينيا يختلف في جوهره عن القومي العروبي في تطرفه القومي والديني.. (كلاهما وجهان لعملة واحدة !) الاثنان شوفينيان (قوميان متطرفان) ولكنهما ليسا بعنصريان
وجب الدقة أيها الرفيق السابق


2 - حول الجذر القومي مرة أخري
محمد البدري ( 2013 / 9 / 1 - 18:22 )
لم يكتف العرب بعنصريتهم انما استعاروا وعبدوا ايضا اله بني اسرائيل الصهيونية. الافدح هو ما يجري الان من ترويج للجاهلية العربية تحت مسمي الاسلام السياسي بينما غادر الصهاينة جاهليتهم واصبحوا من اهل المعرفة ومنتجيها. فهل يراجع السيد كاتب المقال تاريخ العرب وما صنعوه خاصة وان اليوم يجتمعون في مبولة الدول العربية بالقاهرة من اجل سوريا التي ساهموا في تخريبها باكثر الف مرة مما ساهمت اسرئيل


3 - كل تحدث عن نفسه
محمد البدري ( 2013 / 9 / 1 - 18:43 )
تحدث الصهاينة عن انفسهم في قديم الزمان حسب اساطيرهم التوراتية التي جري تجديدها علي قاعدة عربية فقالوا -فضلنا الله علي العالمين- وعندما استعار العرب اله بني اسرائيل من اجل لعب الدور العنصري قالوا في اساطيرهم القرآنية: خير أمة اخرجت للناس. فهل نفس اللسان؟ اعتقد ان الاجابة بنعم خاصة في العلاقة الوطسيدة بين مملكة آل سعود واسرئيل رغم الفارق الواسع جدا بين الجهل والمعرفة علي التوالي عندهما.

اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية