الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس عدوة الحياة

سونيا ابراهيم

2013 / 9 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لن يسمحوا لكِ بأن تكوني
قررتُ مؤخراً أنه ليس بمقدوي أن أغير أي شئ في حال كانت الشرطة المشوهة- لحماس، و رجالها غير قادرين على حماية حياتي، و حماية ممتلكاتي.. قررتُ أنه ليس من الضروري على من يريد أن يكون انساناً أن يحلم كثيراً بالوعد الفلسطيني- باختصار؛ تحرير فلسطين كما يُروج له سياسياً- بل أن كل ما عليك الحلم به لتكون انساناً كونياً أو حتى عالمياً هو الشعور بالرضا و الامتنان- من دون التهميش أو التقليل من مآسي الناس بلا شك- عليكم أن تحلموا كل يوم بأن تكونوا بشراً أفضل- هذا ليس بعيداً عن حالة باقي دول الشرق الأوسط المزرية بدون تحديد- و أنا أقول هذا؛ أهنئ كل من لا يحاول أن يحلم بها كباقي الدول الشرقوسطية- غالباً!
و أنا أرى في هذا التعبير الرأي السليم تماماً، أقول أنه ليس من الواجب على كل من يردد كلمة الأخلاق، و الصمود، و النضال، و التمجيد في الحياة و الآدمية بشكل عام؛ أن يردد الحرية و العدالة، و هو بنفس الآن يعيش على هذه الأرض.. كل ما تملّكته في يوم ما أني أتيت إلى هذه الأرض و بعدها كل شئ كان و كأنه بالضبط لم يحدث..
أتحلمون أن يعيش أطفالكم كل يوم معاناة تعنيف- بأنواعه المختلفة- في المدرسة، أو الشارع أو حتى البيت؛ زيادة عن قصف الاحتلال لمدارسهم، و هدم لمنازلهم، و أسر آبائهم؛ فلكم أن تزوروا الأراضي الفلسطينية..
أتحلمون أن تتعاملوا مع عقليات متخلفة، و رجعية قديمة تتذرع بحجة الاحتلال كلما يصيبها مكروه، و هناك بالفعل من يحاول أن ينقذهم لإبطاله او الحد من قسوته، إذن عليكم أن تزوروا الأراضي الفلسطينية..
إن الاحتلال الاسرائيلي قد نهب الأرض، و زرع حواجز التفتيش، و أقام الجدار العنصري العازل كل هذا نفهمه.. نراه، و يقلل من شأنه الاعلام العالمي الموجه.. حتى أنكم ترون على شاشة التلفاز نساء يمتن قهراً بانتظار تصاريح- متاحة من حكومة الاحتلال الاسرائيلي- للعلاج داخل الأراضي المحتلة أو القدس.. و قبل أن يمنحوها لهن، يكون الأطفال قد انتقلوا إلى عالم أنقى كثيراًمن هذا.. عالمنا الوضيع!
قبل أن تكونوا فلسطينين، إذا تحدثنا عن الشرقوسطيين؛ فسأكون أكثر انصافاً عندما أتحدث و أنا أعلم أن نصفهم يعانون من الفقر، و الفساد، و المحسوبية.. و كل هذا محسوب من أعمارهم و أعمار أطفالهم- الجيل الجديد.. أما عندما يتعلق بالفلسطينين، فإنه ليس الفساد الوحيد، أو الانقضاض على الآخر المشابه لك؛ بعد الحرب و أثناءها، هو ما نعاني منه فحسب كفلسطينين... نحن نعاني من أننا نشعر كل مرة بأنه كُتبتْ علينا هذه المأساة دون أي ذنب..
كُتِب على أطفالنا- بحالة تزداد سوءاً عن الباقيين- أن يحملوا هموماً تزيد عن أعمارهم، كُتِب علينا أن نتحمل فساد حكوماتنا، كُتب علينا بعد طول سنين الاحتلال و الحروب أن نعاني من عقليات شرقية ذكورية تلاحقنا- نحن النساء- في أي مكان..
كُتب علينا نحن كَنِساء شرقيات أن نُعاقَب دون أي ذنب لميراث آبائنا المتخلف و المحذو من العادات و التبعية، كُتب علينا نحن زيادة على ما تعانيه الشرقوسطيات، أن نتمنى الموت بدلاً من الانتظار للخروج من معبر مغلق، من الحصول على التصاريح دون أي أمل و لو حتى كان بعيداً..
كُتب علينا أن نفترض أنه بوجودنا على هذه الأرض.. هذه البقعة بالتحديد بأنه يجب نكون صفراً بالنسبة للعالم المتحضر إلّم نصل لحالة السالب؛ بسبب ذكورية المجتمع و عنجهية الحكومات تحت الاحتلال؛ بالأخص حماس..
كُتب علينا أن نشاهد كل يوم، دون توقع أو أمل جديد، كل العالم إما ينحدر حاله في السوء، أو يزداد بوتيرته قليلاً.. أما نحن الفلسطينيات فلا شئ لنا سوى الهم، و الهم و الهم... إلى ما لا نهاية!!
كُتب علينا أن نُطعِم الأطفال وعوداً من القهر، و المعاناة دون أن نعلم سبب ميراثنا لها، مهما تدافعت التحليلات النظرية في آن واحد- كتعويض عن نقص العمر من الفرح والمرح و السعادة ..
كُتب علينا كفلسطينيات أن يدينونا، مستغلين قضيتهم و ما توارى من الاسلام؛ حتى ينجحوا مرة واحدة في الانتخابات و لا ينتخبوهم- من تدافعوا من أجلهم- بعدها.. كان علينا في ضوء عمر قليل أن نتراجع مئات السنين إلى الخلف! قلتُ قضيتهم، و ليست قضيتنا؛ لأني أؤمن أن قضيتي و لا حتى أي قضية انسانية في العالم يمكن أن نحلها بهذه الواجهة من التعصب و السادية.. الاسلامية!
و قلت أيضاً أني تعبتُ لأنه من الواضح جداً أني أعلم بكارثة عمري- الرابعة و العشرين قريباً- لن أحلم، و لن أكون قادرة على حل أي مشكلة بالعالم.. و لو حتى كان لدي حلم نزيه بحلها.. قبل أن نحل مشاكل البيت الفلسطيني.. من أجل هذا أكره ما يعتقدون به- تعصباً- ما يسمّونه الانتماء و المواساة التي تعبر عن جمع المأساة.. أكرهها حد الخيال دون أن يكون لكم مقدرة على تقييم هذا.. أكرهها و أقولها بغيظ و حنق شديدين.. أكرهها و أنا أعلم أن منهم الوقح- ذاتياً- ، و أن منهم المغرور و الأناني، و أن منهم من يوقظ بداخله شعوراً من الشوفينية.. أنا لا أعدكم بالأوهام.. كلما رغبتُ به هو أن أعيش حياتي دون أن يتعرض لي مرضى أفراد شرطتكم الساديين، أو المشوهين من ذكور عائلتي .. هل هذا كثير علي يا عالم المجانين و الأبرياء- في آن واحد؟؟ لا أشعر بالامتنان؛ إن حلمتُ بنيل الحرية يوماً ما، دون أن أشعر أن من هو حولي بمقدرتهم الدفاع عني.. حرياتي.. مملتكاتي.. بل وجسدي مثله مثلما أهتم بروحي أيضاً! حينما أقولها عاجلاً أم آجلاً لكل المسئولين و المُدانين : لقد شوهتم ما تبقى من تاريخ فلسطين- بأعماقنا.. فإذا مِتُّم لن نرتاح؛ بل سيغمرنا الفرح و نشعر بالسعادة أيضاً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حماس
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 9 / 1 - 17:09 )
نعم هذا صحيح إلى حد كبير ودقيق ومؤسف لحد الإحساس بالألم
من تحكمه هذه العقليات من حماس وما يشبه هذه العصابة الإجرامية
لن يكون إنسانا أبدا
كيف يمكن أن تعيش في فضاء محكوم بعقليات لا يؤمنون بالحرية
إلا في إطارها المخنوق
لا يؤمنون بالمرأة كإنسان إلا إذا كانت تحت رحمتهم وتحت إبطهم
النتن
المرأة بالنسبة لهم لا تخرج عن مفهوم قطيع من المعز ينتقون منه
واحدة أو مثنى أو ثلاث ليستمتعوا فقط بلحمها وبسلخها إن هي خرجت
عن بيت طاعتهم
أما الأطفال فلا يصلحون بالنسبة لهم إلا كجثث يتباكون بها على
العالم حينما يقضون تحت قصف الصهاينة عندما يهيئون الأسباب
والدرائع للعدو لكي يقصف أطفالهم
أما هم فيختبئون كالفئران حينما يبدأ القصف
هذه هي حماس لا تحيا إلا في الفتنة
ولا تقتات إلا على التهديدات الزائفة والمقاومة العرجاء
أما المصالحة التي توافق عليها حينما يشتد الحبل حول عنقها
فذلك ليس إلا زعما يبعث على الإمتعاض والتقزز
فلسطين إنتهت على أيديهم


2 - حماس لا تمثل الاسلام هي من المقاومة
مرتضى رضا ( 2013 / 9 / 2 - 22:32 )
لا يالم الجرح الا به الالم،من حقك ان تحزني ان تجهري على من ظلمك ،ولكن ليس من حقك ان تتجني وتظلمي،فلا حماس ولا كل مسلم على وجه البسيطة يمثل الاسلام وان ادعى فهو كاذب.ماذا تعمل حماس اذا كان حصارها عربيا قبل ان يكون صهيونيا او صليبيا.ما الذي جناه الرئيس عرقات او محمود عباس من المفاوضات التي جرت؟هل اوفى الكيان الصهيوني بالتزاماته منذ اوسلو ولحد هذا اليوم؟ كم عدد المعتقلين والمعتقلات من الضفة ومن القدس وباقي المدن الخاضعة للسلطة الفتحاوية.اما رد المفتري والكذاب والذي اظنه صهيوني(ناس)صاحب التسلسل(1) فشهداء غزة اكثرهم من حماس ومنهم وزير الداخليه رحمهم الله جميعا.واخيرا ففلسطين ليست قضية عربيه بل هي قضية كل مسلم رغم انف كل زاعق وناعق،واول المجرمين بحقها هم القادة والزعماء(العرب) قبل صليبي الغرب.

اخر الافلام

.. اعترضتها شرطة الأخلاق.. امرأة تفقد وعيها وتنهار خارج محطة مت


.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب




.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة


.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات




.. المحتجة إلهام ريدان