الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤمنة التي صارت كافرة!!

مصطفى ملو

2013 / 9 / 2
الادب والفن


قصة مهداة إلى الشباب المغربي الباحث عن عجوز أوربية لانتشاله من براثن العطالة.
لا شغل له سوى خياطة الدروب كما تخيط الإبرة الثوب,عندما تجود عليه الأيام بدريهمات قليلة يقصد مقهى للأنترنت بحثا عن أوربية ترمي إليه بحبالها لجلبه إلى ما وراء البحار و إخراجه من الظلمات إلى النور(ذاك كان حلمه و اعتقاده).
كان خير سند له في حلمه ذاك,أمه التي كانت تتضرع دائما إلى العلي القدير كلما سجدت أو ركعت له,أن يلاقيه مع أوربية تخرجه من وحل اليأس و الملل,خاصة عندما كانت ترى بعض أبناء حيه و قد أخذ أحدهم بيد "كاورية" شقراء أو يسوق بها سيارة لم يكن ليحلم بها لولاها.
لقد أصبح الزواج بالأوربيات موضة لذا البعض وعند البعض الآخر مخرجا لا مفر منه للهروب و النجاة من مخالب الفقر والفاقة.
-و ما العيب في الزواج بأوربية؟تتساءل أمه معاتبة النساء اللواتي يثرثرن و يلومن بدورهن المتزوجين بالأوربيات,لتردف قائلة:
-حتى هن فيهن بنات الناس,هل الأوربيات ليس لهن إله؟حتى هن يعرفن الله و يعرفهن الله,توكل على الله يا بني و إن لقاك الله بإحداهن فلن تجد مني سوى الرضا و القبول.
لم يكن يعرف ما العلاقة بين الله و الزواج من أوربية؟لماذا تكثر أمه من ذكر الله كلما تطرقت إلى هذا الموضوع؟
مرت سنة و سنتان و قيل ثلاث,فحصل ابنها على عمل بإحدى الشركات,كان قد ربط علاقة حميمية مع شابة كندية كادت تطير به إلى كيبيك لولا حصوله مؤخرا على وظيفة محاسب,ومع ذلك لم يقطع علاقته بها و بقيت تزوره كلما سنحت لها الفرصة بذلك.
نتيجة لتلك العلاقة الوطيدة التي لم تنفصم عراها رغم حصوله على عمل,فقد أصبحت أمه تغار من الكندية وتوبخه كلما دعاها لزيارته قائلة:
-ما لنا و مال هذه الكافرة الملعونة؟ الآن وقد حصلت على عمل مريح,يجب أن تقطع علاقتك بها وتبحث عن مسلمة,بنت البلاد تربي لك أبناءك وتجمع لك بيتك,"ها السخط,ها الرضا أوليدي".
هكذا لفى نفسه بين سندان حب جارف لشابة كندية شقراء تصر الناظرين,يكاد يلهث وراءها كل من يراها امتدت علاقته بها لأكثر من أربع سنوات وبين "نظرية السخط والرضا"لأمه التي كانت بالأمس تشجعه على الزواج بالمؤمنة و الآن توبخه على علاقته بالمؤمنة التي صارت كافرة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-