الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاربنا الظلم ... وها أصبحنا ظالمين !!!

نيشان آميدي

2013 / 9 / 2
كتابات ساخرة



في البداية أبدأ بالبيئة والطبيعة في كـوردســتان ( أي بلاد الحضارات ) فآثار بقية ســفينة ( نبي نـوح ) عليه الســلام خير دليل على ما أقول . ونحن من أقدم الحضارات في المنطقة ، حيث تأريخنا وتقويمنا أقدم من التقويم الميلادي والسـنة الهجرية ! وصولا الى آخر الحضارات ( الآشــورية – البابليــة والســومرية ) وهنالك أكثر من 75 مواقع أثرية فقط في كـوردســتان العـراق أي ( كـوردســتان الجنـوبي ) . ومن هنا أقول وفي داخلي بركان هـايج من الأسـى بما نحن الآن فيه ، كنا نعاتب ونحارب النظام البائد ومعنا العديد من المنظمات والقوى والحركات التحرر و الدول الصديقة والمعنيون بقضايا الإنســان والبيئة ضد إســتخدام النظام العفلقي والهمجي للأســلحة الكيمياوية ضد البشــر والشــجر والحجر وكل كائن حي ! فمنذ 1968 لغاية 1988 وفي هذه الأعوام العشــرون أي عقدين من الزمن تم تنفيذ العديد من جرائم القتل والتهجير وإحراق الأخضر واليابـس . وإسـتخدام النظام العفلقي كافة انواع الأســلحة الفتاكة والكيمياوية وعن طريق الطائرات الحربية لتنفيذ جرائمهم القذرة ضد البيئة والبشــر . ولذلك حاربنا الإســتبداد والنظـام الغاشــم كنظام البعـث الصدامي الذي لايختـلف الإثنـان على جرائمه وظلمـه ... الخ . ولكن ومع شــديد الأســف وأقول وفي داخلي غصة وألم وآهـات من خلال أعمال وتصرفات سـاسـاتنا و حكامنا وقادتنا الأشــاوس اللذين نســوا المآســي والمجازر وحلبجـة والأنفال والهجـرة المليونية الى ( جـلي ) و وصلـوا بنا الى أن أصبحنا نرحم ونترحم على أيام الطاغي والمســتبد ، وهذه جريمة بحد ذاته بحق حكوماتنا المتتالية وسـياسـاتهم الخاطئة للأقليم بحق المواطنون القرويون المرحلون والمهجرون قصراً ! وهذا خير دليل على ما أقول ، ولذلك كررت مرارا وتكرارا ومن خلال عدة مناســبات ولقاءآت مع الكثيرين من الأصدقاء والمعارف والمؤسـسـات المعنية ، بأننا حاربنا الظلم وبشــتى الوســائل المتاحة وبمسـاعدة ومسـاندة العديد من المتعاطفين وأصدقاء الشــعب الكـوردي كي نتخلص ونقضي على أكبـر طـاغية ودكتـاتورفي هذا العصـر !!! وها اليوم أصبحنا من الظـالمين بل و أزيَّـدْ ! فمثلاً ماذا فعلنا بحق إخواننا الفيلييـن واليزيديين والمسـيحيين المهجرين قصـراً وسـحب جنسـياتهم والإســتلاء على أموالهم وممتلكاتهم من قبل النظام البائد ومنهم من هجروا قصراً وحرقوا ودمروا قراهم وفجروا الينابيع وجففوا الأنهر وحرقوا الغابات والبسـاتين تحت ذريعة مناطق عســكرية أو أمنية . وها نحنوا الآن نزيد من الطين بَـلّـة ولم نعمل قيد أنملة لإعادة وإســترجاع أهالي القرى الى أماكنهم ولم نقدم أي خطوة لإعادة الحياة الكريمة وتوفير الخدمات لتشــجيع أهالي القرى المهجرة للرجوع الى قراهم معززين ومكرمين مع توفير كافة المسـتلزمات والتسـهيلات الحياتية كي يشـعروا المرحلون بأن نضالهم قد أثمروا وأســترجعوا ما سـلبوا منهـا قصراً . ولكن ومع شـديد الأسـف سـياسـة حكومات المتتالية للأقليم مارسـوا نفـس الموال ونفـس الطريقة وحَوَّلوا أهالي القرى من شـعبٍ منتج الى شـعبٍ مســتهلك ويعيشـون في المدن الكونكريتية وفي ضجيجٍ وأجواءٍ غير أجوائهم ، وهذا أكبر خطيئة من قبل الحكومات في الأقليم بحقهم ! ولذلك أنا شـخصياً لاأفارق بين النظام البائد وسـياسـة الأقليم بحق هؤلاء القرويين ، رغم معرفـتنا وشـهادتنا وشـهادة كل قاص ودان على فضلهم وتضحياتهم وحتى أســتطيع القول بأنهم هم من أسَّـسـوا وصنَّعوا النضال وحافظوا على إسـتعاب المناضلين وأسـتمرارهم حتى وصلتم الى ما أنتم فيها من النعيمٍ وهم جَّـدوا وأنتم وجدتـم وإسـتثمرتوا من نضالهم وتضحياتهم وصبرهم وآوائهم لكم ولأمثالكم أفلا يســتحقون الإسـتحسـان والرأفة والتكريم ! فللكرم والعطاء هـم المثل الأعلى ، وللنضـال والتضحياة فهم السّــباقون واللاحقون فلا أحـداً يســتطيع المزايدة عليهـم قيد أنملـة ، أما بخصوص المكتســبات فهم المنســييون والمهمشــون وبجدارة . فأمثال المناضل والبيشــمركه الخلوق والشــجاع والملتزم وصديق البيئة وكل من يعيـش فيهـا من البشــر الى الحجـر ( المناضل والبطل .. فهيل آمـيدي – سـيد أحمد سـيد مصطفى ) ، وأتحدى كل العالم بأنه قـد زعل أحـداً أو ســبب بإزعاج لأحـد ! وهو من الأوائل الملتحقين بالنضال ضمن الصفوف الثورة الكورديّـة ( أي بعد إتفاقيـة آذار المشــؤوم ) ولا يزال يداوم دوامين كي يؤمن لقمة عيـش كريمة لأفراد أسـرته ، فيعمل 15 يوم في المصيف ( أي مصيف صلاح الدين ) و 15 في العمادية ودون أي غيـاب أو سـفرة أو إيجازة مرضية ! ولا يزال هو سـاكن في منزلٍ بإيجار !!! وهو معروف ومحبوب لدى الجميع وهو في نفـس الوقت معروف من قبل جميع القيادات الكوردية !!! وأسـتطيع القول بأن جل القيادات الكوردية إلتحقوا به ! وأمثالـه الكثيرون مع شـديد الأسـف . ومنهم المناضل ( ســيد أكـرم ) فحارب النظـام البائـد مع كافة أسـرته وهو اليوم خلف قضبان السـجن في مدينـة دهـوك ! لأنه مناضل وحاول أن يحارب الظلم والفسـاد والمحسـوبية لا أكثر ! ولكن اليوم هو قابع بين قضبان السـجن ! . ومن هنـا أســتطيع القول بأننـا حاربنـا الظـلم ... وها أصبحنا ظالميـن ! ومن هنا سـؤالي الى كل القرويين والمناضلين والفقراء والمهمشـين . هل تسـتمروا بإدلاء أصواتكم الى نفس الأشـخاص والأحزاب ؟ فإذا الإيجابة بنعـم ! فينطبق عليكم المقولة ، بأن الطغاة لم يكن طغاةً لو لم تركعـوا لهـم !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع