الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سباب تراجع الرئيس الامريكي باراك اوباما عن ضرب سوريا !؟

محيي المسعودي

2013 / 9 / 2
الارهاب, الحرب والسلام



وجَّه الرئيس الامريكي باراك اوباما ضربة موجعة لاسرائيل ونظام الحكم في السعودية ومن معهم في محور "دعاة الحرب على سوريا" وكان ذلك عندما قرر اوباما تأجيل قصف سوريا واحالة امر الضربة الى الكونكرس , ولم يكن قرار التأجيل, ضربة موجعة الى محور الحرب على سوريا فقط, بل كان القرار ضربة اكثر قسوة , اتجاه هيبة امريكا في العالم .
اذن لماذا اتخذ الرئيس الامريكي هذا القرار وهو يعلم بكل تداعياته على مصداقية امريكا وحلفائها في العالم وقبل كل ذلك على امن اسرائيل !؟
لا احد يمكنه الاجابة عن هذا السؤال الا الرئيس الامريكي نفسه او بعض افراد الدائرة العسكرية والسياسية التي يعمل فيها, ولكن هناك بعض القراءات التي ينحصر فيها سبب تراجع اوباما عن قراره بضرب سوريا ومن هذه القرءات :
كلفة الحرب ..
ادرك اوباما ان كلفة الحرب ستكون باهضة على الولايات المتحدة وان تراجعه اقل ثمنا من القيام بهذه الحرب . والخسارة هنا ليست خسارة مادية وحسب "اي مليارات الدولارات التي ستنفق ثمنا لهذه الحرب " بل الخسارة العسكرية والسياسية والدبلوماسية والمعنوية لامريكا . وربما وبعد التدقيق فيما لدى سوريا وحلفائها من اسلحة والتأكد من مواقفهم الثابتة في مواجهة حربه, ادرك اوباما ان سوريا وحلفاءها سوف يكبدون الولايات المتحدة خسارة عسكرية لا تستطيع تحملها, آخذا بنظر الاعتبار الترسانة الصاروخية لسوريا وايران وحزب الله وما قد زودتهم او تزودهم به روسيا والصين اثناء الحرب . خاصة بعد فشل ما يسمى الصواريخ الاعتراضية او القبة الحديدية في اسرائيل . قد تكون امريكا متفوقة في هذا الجانب وتستطيع تحمل او استيعاب صورايخ سوريا وحلفائها ولكن ليس بالحد الذي تتحمله امريكا ستراتيجيا اذا استمرت الحرب , الامر الذي قد يذهب بامريكا الى استخدام كافة اسلحتها وكل قوتها ما يعني سقوط النظام العالمي الحالي , وهو امر كارثي ومن المؤكد انه لن يخدم امريكا ابدا خاصة وهي الان سيدة العالم .
انفراط عقد التحالف الدولي .
بعد قرار مجلس النواب البريطاني عدم الدخول في الحرب, التحقت بريطانيا بمجموعة الدول الاوروبية المعارضة للحرب على سوريا مثل المانيا وبلجيكا وايطاليا وغيرها الامر الذي جعل اوباما يقف وحيدا الا مع بعض الانظمة العربية التي يعرف اوباما والعالم كله انها انظمة لا تساوي شيئا حتى مع مليارات الدولارات التي تدفعها مثل السعودية وقطر , ويدرك اوباما ان امريكا بدون اوروبا - في البحر المتوسط - تبدو اقل قدرة على المناورة والحرب وهي اكثر ضعفا في الساحة الدولية السياسية بدون اوروبا ايضا , اضف الى ذلك حضور ند قوي في المتوسط والساحة الدولية يحالف سوريا ويرفض ضربها وهي روسيا وقد تتبعها الصين ودول كبيرة اخرى في امريكا الجنوبية والعالم . اذن ربما رأى اوباما انه امسى وحيدا في المعركة وانه سيفقد حتى فرنسا التي تتأرجح ما بين المواقف بشكل جعل الاعلام يسخر من رئيسها هولاند .
الهلع الاسرائيلي ..
في غضون الايام التي سبقت قرار اوباما الاخير وتزامنا مع التحضيرات الامريكية لضرب سوريا اصاب المستوطنين الاسرائيلين هلعٌ شديد , ظهر جليا حُمى بحثهم عن الاقنعة الواقية والملاجيء وخوفهم الشديد من الحرب, وعجز الحكومة الاسرائيلية عن ضبط ايقاع الخوف والهلع في الشارع , كل هذه العوامل دفعت الشارع الاسرائيلي الى الضغط على حكومته وعلى الامريكيين بضرورة وقف هذه الحرب, ما دامت الحكومة الاسرائيلية والامريكية لا تضمنان للاسرائليين سلامتهم ولا تستطيعان تحديد نتائج هذه الحرب عليهم . ولا شك ان التصريحات الايرانية القائلة بان ضرب سوريا من قبل امريكا سيكون الرد عليه هو قصف اسرئيل من قبل سوريا وحلفائها, هذه التهديدات الايرانية قد عززت مخاوف الشارع الاسرائيلي الذي يدرك ومن خلال تجربته في حرب تموز عام 2006 مع حزب الله ان حكومته ومهما قالت لا تستطيع حمايته وضمان سلامته اذا اشتعلت الحرب , ومن المؤكد, لدى الجميع ان سبب هذه الحرب الامريكية على سوريا لا يتعدى امن ومصلحة اسرائيل حصرا . وعليه يرى البعض ان الاسرائليين الخائفين من الحرب وخاصة من تهديدات ايران وحزب الله هم الذين ضغطوا على اوباما للتريث في اتخاذ قرار الحرب الى حين ضمان أمن اسرائيل , وبعكسه فلا حرب امريكية على سوريا .
المخابرات الامريكية ضللت اوباما ..
قد لا يبدو هذا الكلام غيرمنطقي . ولكن التجارب السابقة للمخابرات الامريكية في الكذب, ونفوذ اسرائيل فيها, دفع ببعض المحللين السياسيين المتخصصين الى القول ان المخابرات الامريكية او على الاقل بعض عناصرها الموالية لاسرائيل وبالتعاون مع المخابرات الاسرائيلية قاموا بمؤامرة على اوباما حين قدموا له معلومات مُضلِلة وغير صحيحة تشير الى ان الجيش السوري استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة بدمشق . وهو امر خططت له المخابرات الاسرائلية وبنت نتائجه على تعهد سابق لاوباما مفاده ان السلاح الكيميائي خط احمر في سوريا , الامر الذي يجبر اوباما على دخول هذه الحرب حين تقع ضربة كيميائية . وهنا تبرز تقارير صريحة وواضحة وفيها ان: كل المعلومات حول الضربة الكيميائية قُدمت من المخابرات الاسرائيلية الى المخابرات الامريكية وهي تُشير الى مسؤولية الجيش السوري . وفي المقابل تقول بعض التقاريرالاستحباراتية والصحفية الاستقصائية ان السلاح الكيميائي كان لدى المعارضة السورية المسلحة التي لم تُحسن استخدامه مما ادى الى انفجاره ووقوع تلك الكارثة وهذا ما اكدته مراسلة امريكية من خلال تقرير صحفي استقصائي حمّل فيه بعض المعارضين المسلحين وغير المسلجين في سوريا المسؤولية لمدير المخابرات السعودية بندر بن سلطان متهمين اياه بانه اعطاهم السلاح ولم يسعى الى تعليمهم كيفية استخدامه بل ولم يخبرهم عنه شيئا . ولا شك ان المخابرات الاسرائيلية والامريكية استغلت هذه الحال وعبّرت معلومات مغلوطة ومضلِلة للرئيس الامريكي الذي لم يعلم بعدم صحتها الا بعدما قرر الاسرائيليون اعلامه بذلك كي يتراجع عن قراره بضرب سوريا .
الخدعة ..
يعتقد البعض ووفقا لمعطيات مادية ان الرئيس الامريكي لم يكن قد قرر الحرب الفعلية " حقاً" على سوريا وان اعلانه عنها قُبيل تراجعه كان حربا نفسية من نوع جديد على سوريا وحلفائها, استثمر فيه مصداقية امريكا في تنفيذ ما تقول , فمارس ضغطا مختلفا على سوريا املا في تراجع حلفائها او سقوطها دون معركة . اضافة الى ذلك السعي الى رفع معنويات المعارضة السورية المسلحة . وتنتقل الخدعة الى مكان آخر برأي محللين وهذا المكان يشير له وقت التنفيذ الذي وضعه اوباما بقوله : غدا او بعد اسبوع او بعد شهر , وهو موعد يمكن لاوباما ان يمارس فيه ضغطا متصاعدا ولاطول فترة ممكنة على سوريا من جهة, ومن جهة اخرى قد يختار وقتا - خلال هذه الفترة - تكون فيه ضربة امريكية مدمرة لسوريا وقدراتها العسكرية واللوجستية والمعنوية , طبعا بعد التنسيق الضروري مع المسلحين المعارضين للحكومة .
اطرف ما قيل عن تأجيل الضربة !
اطرف ما قيل عن تأجيل اوباما لموعد ضرب سوريا تلك الاخبار التي تقول ان الطالع او الحظ او البخت لم يكن في هذا الوقت لصالح امريكا او اوباما على وجه الخصوص, وان حركة التأريخ ستكون اسرع في تلاشي امريكا اذا قدمت على ضرب سوريا في هذا الوقت . مما دفع باوباما الى العمل بنصيحة المنجمين فاجل الضربة , على ان يحدد له المنجمون الوقت المناسب لهذه الضربة مستقبلا .
ويبقى القول ان ضرب سوريا ليس سهلا ابدا, لانه, ووفق كل المعطيات المادية واللامادية يشكل الحلقة الاخيرة في صيرورة جديدة للمنطقة والعالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان