الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سقط الإخوان أم أُسقِطوا؟

ريم ابو الفضل

2013 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



حلم المشروع الإسلامى...حمله الإسلاميون فى عدد من البلاد الإسلامية..تمحور حوله الإخوان ..وأصبح الحلم والهدف، وسعوا لتحقيقه بينما رفض الآخرون ما أسموه بالإسلام السياسى

تزداد حالة الاستقطاب يوما بعد يوم فى الشارع المصرى ..ومعها يزداد الانقسام وتصبح الفجوة واسعة

فتحول المصريون من حالة اتحاد وتلاحم ثورى لحالة استقطاب سياسى لصراع.. فانقسام ..فتناحر واحتراب

هل يمكن الجزم بفشل الإسلام السياسى فى إدارة الحكم ؟ ..

بالرغم من تجربة الإخوان القصيرة فى الحكم وبالرغم من فشل حزب الحرية والعدالة فى اختزال الدولة من خلاله

وبصرف النظر عن تجربة أردوغان التى اعتبرها الإخوان مثلهم الأعلى برغم اختلاف الشخص الذى كان رجلا للدولة وليس لشريحة من الدولة واختلاف الدستور الذى مازال يحمل ملمحا علمانيا

إلا أن تجارب الآخرين من خلال الإسلام السياسى لا تنبئنا أيضا بنجاح..
ففى إيران أغرقت مؤسسة الحكم البلد فى حصار دولى لأكثر من ثلاثة عقود مما أدى لعزلة يعيش فيها وتدهور حينذاك رغم اختلاف سيكولوجية الشعب الإيرانى المعروف بصبره وهدوئه

كما أن التجربة الأفغانية المتمثلة فى نظام طالبان قد أعادت أفغانستان للوراء فى تجربة شديدة القمعية

لسنا بصدد تحليل الإسلام السياسى فى بعض الدول ولا مناقشة محاولة تطبيق المشروع الإسلامى .ولكن فى من يحاولون التطبيق ويفشلون، فيتبعهم آخرون، ويتوالى الفشل فى وصمٍ للإسلام وليس للأشخاص
.وبعيدا عن التجارب الأخرى فى عدد من البلاد أتساءل لماذا فشل الإخوان بمصر فى وقت وجيز، وقد كان من قبل يحصدون المقاعد فى الانتخابات البرلمانية
ووجدت أن الإخوان أخفقوا فى إدارة البلاد..ولم تكن لديهم سياسة ممنهجة بالإضافة لوجود خطة اتضحت لنا اليوم تقوم على إفشالهم، ولفظهم من المجتمع

ظهرت العراقيل والمعوقات وزاد منها فشل الإخوان فى التعامل معها فلم يتمكنوا من السيطرة على مفاصل الدولة دون السيطرة على أدوات القوة من شرطة وجيش

حاول الإخوان أن يتغللوا داخل تلك المفاصل من ناحية ومن ناحية أخرى حاولوا حشد مؤيدين لهم مما أدى للريبة التى اجتاحت صدور المصريين والتي حاول الإعلام تأجيجها
كما زاد من ذلك سقطة الدستور.. وسد النهضة ..ومؤتمر نصرة سوريا الذى رفعت فيه إعلام القاعدة وعدم تحسن أحوال البلد من فوضى وارتفاع الأسعار وغياب الأمن وغيره

ساهم على سقوط الإخوان عوامل تكوينهم الأيدلوجي والسياسى والتنظيمى بالإضافة لتلك المكيدة التى أطاحت بهم من قِبل النظام القديم

لم ينجح الإخوان المسلمون فى القضاء على النظام القديم أو إقصائه بل حاولوا مسايرة قوى النظام القديم والمصالحة مع مؤسساته

شارك العسكر فى تخطيط المرحلة الانتقالية مع الإخوان.. بل وقاموا بنفس الدور الذى قام به العسكر نحوهم اليوم وهو شيطنة الحركات الاحتجاجية والقوى المعارضة التى هاجمت المجلس العسكرى ..بل ناصروا المجلس العسكرى فى قمعه للثوار محمد محمود، وماسيبرو، ومجلس الوزراء... وبين حليف الأمس وعدو اليوم كانت سقطتهم

لم يتقدم الإخوان أى خطوات فى مشاريع العدالة الانتقالية وهيكلة نظام الشرطة بل قاموا بمضاعفة ميزانيتها وتكريم القيادات والتصالح مع القوى الرأسمالية من عصر مبارك

دخل الإخوان فى صراع مع المؤسسة القضائية مما أدى لفقد السيطرة عليها أو التفاهم معها فخسر الإخوان مؤيد أو على الأقل محايد

فشل الإخوان فى إدارة دولاب العمل الحكومى وازدادت الاحتجاجات الفئوية وارتفعت الأسعار مع أسعار المحروقات بالإضافة لأزمات انقطاع الكهرباء والبنزين وغيرهما، وأدى ذلك لتشتت جهود حكومة ضعيفة برئاسة قنديل فى إحراز أى خطوات لامتصاص غضب الشعب

فشل الإخوان فى بناء التحالفات السياسية، واعتمدوا على الظهير الشعبى الذى سرعان ما تخلى عنهم حين انطفأت آماله فى تحسن سريع وملحوظ للوضع الاقتصادى

وكان معركة الدستور فاصلة للإطاحة بمرسى ..فى اعتراض وانتقاد من الأحزاب والقوى المدنية

بالغت القوى المدنية فى مخاوفها من الإخوان وساعد الإعلام على ذلك وتصيد السقطات التى قد تمر لولا وجود مبدأ الإفشال

لم يستطع الإخوان تطبيق أجندة الإصلاح والتطهير الحكومى ..ولم يستطيعوا اختراق المؤسسات وخلق هياكل موازية جديدة ،وعندما بدت لنا بعض المحاولات رأى الآخرون ذلك مجرد تمكين للإخوان ومحاولة فرض السيطرة على مفاصل الدولة بعيدا عن تطهيرها

قام الإعلام بدور خطير فى بث مشاعر الخوف من تجربة حكم الإخوان وفى بث بعض الأكاذيب، ومن ثم تحولت مشاعر الخوف لكراهية ونبذ


وكان المشهد الأخير

لم يبد مرسى أى مرونة فى الاستجابة لدعوة الانتخابات المبكرة التى طالب بها ملايين المصريين

وقعت مصر بين قوتين

الإخوان الذين كان يلزمهم مزيدا من الوقت والدعم للسيطرة على أدوات القوة ...وبين الجيش الذى أدرك أن الإخوان يلزمهم مزيدا من الوقت ليظهروا بعضا من الإنجاز والنجاح

فكان للقوة سيفاً قطع به الوقت و أطاح بمرسى فى تجربة قصيرة مريرة على الإخوان وعلى الشعب كان كلاهما فيها ظالم ومظلوم


ريم أبو الفضل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومن تعتبره نجح؟ الاسلاميون لو تعط لهم فرصة
عبد الله اغونان ( 2013 / 9 / 4 - 01:40 )

اذا اعتبرت أن الاسلاميين فشلوا فالنطرح السؤال
من من الأنظمة العربية ملكية أو جمهورية تعتبرها نجحت في تجربة الحكم؟
كلهم بأية طريقة حكموا؟ وراثة ملكية؟ انقلاب؟ منحة من الاستعمار؟ الفشل عام ونعرف التجارب منذ ووسط القرن20 ومايسمى باستقلال الدول الوطنية
المهم شارك الاسلاميون بكثافة في الثورات ولم يكن ممكنا اسقاط هؤلاء دون وجود الاسلاميين ودخلوا في تجارب الانتخابات وكسبوا ثقة الشعوب وتحملوا المسؤولية في وسط قل فيه من يؤمن بالديمقراطية مشحون بالكراهية والحقد من أركان النظام جيش شرطة وفلول وبورجوازية فاسدة ويسار هجين يطالب بالمستحيل واعلام مضلل فاسد
ومع ذلك فتسيير مجتم لايعني فقط الانقلاب اذ رد الفعل من جزء من الشعب المتعاطف مع الشرعية فقد الثقة في كل اللوبي الفاسد الذي ليس في امكانه أن يقدم حلا أكثر مما عرف عن الأنظمة المطاح بها
مايقع في سوريا ومصر ونسبيا تونس والمغرب وغيرها يدل على أن الثورة قد ضلت طريقها وأن الصراع والحتراب مازال مستمرا وأن هذه الأطراف التي اجتمعت فقط نزع الشرعية من التيار الاسلامي بدأت تتحارب بينها فقط على مناصب وهمية ولابد من تصحيح المسار ونتعلم احترام اختيارت الشعوب

اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو