الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عطش

صفوت فوزى

2013 / 9 / 4
الادب والفن


صغيراً كنت حين مالت عليّ ...نخلة عفية مثقلة بثمارها تضربها الريح ... بأنفاس دافئة تهمس في أذني ... يد حانية تعالج أكرة باب روحي ... وجهها كحبة فول مكمورة ... منقبضة ومعتمة ... علي ملامحها مسحة من الأسي والحيرة والتساؤل , وبقايا صبر يوشك علي النفاد ... تسحبني من يدي ... ممر معتم طويل يفوح برائحة غامضة , وأنا – مأخوذاً – أتعثر في مشيتي , تاركاً نفسي لها تقودني إلي حيث تشاء ، وآلاف من أسئلة مضنية مربكة تمسك بتلابيبي ، فيما تتخلل أصابعها البضة شعري فتنتصب منابته وتشملني ارتعاشة واجفة .
ادخلتني خدرها ... ضوء شفيف دافئ يحتويني ... ثمرات من فاكهة شهية ... عصائر مختلفة الألوان ، وفي الركن قلة ماء منداة تجلس مرتاحة فوق مائدة صغيرة , فتبدو كحورية خرجت تواً من الحمام دون أن تجفف ماءها .
أطلقت شعرها من عقاله ... حقل قمح لوحته الشمس وأنضجته علي مهل ... أمام المرآة تعرت ... بدا جسدها ناعماً براقاً يضوي تحت ضوء المصباح ... مُهرة برية أصيلة لا اهل لها ولا صاحب ... تجري وترمح كما تشاء ... تحسست نهديها النافران ... تضغطهما برفق , فيما اكتسي الوجه المدور – الذي صار وردياً الأن – بارتعاشات نشوانة .
راحت بنعومة تتحسس جسدها قطعة قطعة ... استدارة الكتفين عندما يهمان بالنزول إلي الذراعين ... الساقان الملفوفان الصاعدان تدريجياً باللحم الوردي الممتلئ دون ترهل ... تطوح شعرها إلي اليمين وتميل بجذعها النافر ... ثم تعود فتطوحه إلي الشمال وتنظر بافتتان في المرآة ... أحدق في جسدها الشاهق مأخوذاً .
تستدير لتواجهني ... مفتوح العينين علي إتساعهما أتأمل بروز مؤخرتها في المرآة اللامعة ... شرعت يدها تجوس في جغرافية جسدي صعوداً وهبوطاً ... تمرر إصبعاً متمهلة علي خدي ، وبطني ، وسرتي ... تدغدغني ... وتبحث ، من فوق ملابسي ، عن شئ بين فخذيّ ... وأنا أروغ منها ، غير راغب في أن أبتعد عن يديها ... تتسارع أنفاسها مرتعشة ، تلمس شفتاها وجهي فتقتحمني أمواج الإحساس بروعتها ... خدر لذيذ يتسلل إلي جسدي ... نمل يتمشي ... يلمس بخطواتة الرقيقة منابت العصب ... ارتجافة جياشة تضربني , فيقشعر جلدي وتنبت علي سطحه المحموم نداءات تبلغ كل أعضائي .
هجمت عليّ بغتة والتهمت شفتيّ اللتان كانتا في إنتظارها ... عانقتني بقوة لذيذة ... تدخلني في أحضانها ... تعتصرني بقوة حانية ... كانت خمر حنوها عتيقة وجديدة عليّ ... تنتقل إلي صدري نبضات قلبها ، فيما كانت يداها الناعمتان تدلكان عظامي المنسحقة بملاسة حنون .
واصلت التهامي وهي تقلب في شفتيّ بحثاً عن لذاذات خفية ويداها تعملان بمهارة في عجن عظامي ، وجسدي يتلظي بهذي النار اللاذعة الجميلة ، وعرامة شهوتها المحرقة لا تخبو . كل الأغاني الحلوة التي وعتها ذاكرتي تحتشد الآن برأسي ... تحملها أعطاف الريح ... أرقص علي إيقاعها الفرح ... تحملني نغماتها إلي شواطئ لا حدود لها مغسولة باشعة شمس صباحية وبهية .
بقيت في أحضاني ، تستحلب لحظات الفرحة ... متشبثة بصدري وذراعاها تلتفان حول ظهري ... تتندي عيناها بفيض حنان يغمرهما الأن ويسيل علي وجنتيها ... تبكي وينتفض جسمها من شوق عارم ... تبتسم وتمسح بطرف اصبعها دمعة تحدرت علي الوجه .
وددت لو ابكي ... اضمها ... أقبل رأسها ... واعتذر عن أشياء لا اعرفها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا