الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قَدرُ العراق أن يكونَ كشفي

حسام الحسني

2013 / 9 / 6
سيرة ذاتية


قدرُ العراق أن يكونَ كشفي
يتبادرُ الى ذهني الكثير من الافكارِ والمخططات والمشاريع التي لا تعدو أن تكونَ مُجردَ احلام وطموحات تاهت في زحمةِ نومي العميق وظرفي القاهر, تتعلقُ "بمستقبلي ووطني وعشقي الازلي".
مستقبلاً اطمحُ أن اكونَ رقماً تحليلي سياسي كتابي لا يُمكن الوصول اليه أو اللحاق به, فما زلت أنظرُ بشغفٍ كبير الى شاشاتِ التلفاز ومقاطع اليوتيوب أراقب واتصور نفسي بين ابطالي الحقيقيين أناقِشَهُم ويناقِشونَني أفحمهم بآرائي المنطقية المتحققة وكيف إن الشارعَ بات ينتظرُ وجبةَ التحليل التي أقدمها بجوعٍ شديد, عائلتي واصدقائي اصبحوا يفتخرون بي ويضعونني من بينِ الـ(VIP).
أحلمُ بأن أكونَ قلماً استراتيجي يقرأهُ الجميع باستمتاعٍ وتمعن كبير (كبريجنسكي وكيسنجر وهيكل وحميد الكفائي) ما أكتبهُ يصنفهُ الأكاديميين والعقلاء على انه معالجات لعلل حقيقية وروئ مستقبلية وخرائط طريق واضحة الحدود والمعالم.
أملي أن أرى وطني وهو ينمو ويكبرُ ويعيش ويتعايش مع بقيةِ الاوطان, يُحكم من أناسٍ أكفياء همهم تحقيق الاحلام المفقودة لذلك الشعب الجريح الذي عانى ما عاناه جراء الحقب السابقة, وخير دليل على ذلك الظلم قصتي.
ولدتُ بثمانينيات القرن المنصرم عندما كان وطني يُحارب جارهُ, فسُمينا نحن بجيلِ (حرب ايران), تأثرَ سلباً شكل كينونته ونشأته بسببِ الترسبات النفسية والبدنية التي عانى منها ابائنا واخواننا, الذين شاركوا في حربٍ لا يعرفون قضيتها او هدفها او حتى شرعيتها ومشروعيتها, اخيراً وليس اخراً في العامِ 2003 دخلَ الغُزاة الى بلدي وأسقطوا النظام, حينها دخلت القوى السياسية والجهادية المعارضة للنظامِ السابق, أستبشرنا بقدومِهم وتوقعتُ ان الوطنَ سيشهدُ انتقاله تأريخيه نحو الافضل, لكن احلامي البريئة تلاشت امام مشاريع داخلية واقليمية ودولية طامحةٌ طامعة في ثرواتِ هذا الوطن.
بعضِ تلك القوى التي تدعي الاسلام ولا تعمل به انتهزت فرصة حكم الوطن لأكثر من ثماني اعوام, لكنها عملت ومازالت تعمل على استعمارِ واستعباد البلد من خلالِ أقصاء شركائها قبل أعداءها متناسيةً أن الاجلَ قريبٌ والانتخابات قادمة ورياح التغيير تلوح في الافقِ.
يخطئُ من يظن بأن وطنناً كوطني يُحكم من لونٍ دون باقي الالوان والتجربة كما يقولون خير دليل والمجرب لا يجرب ثانيةً يُدعم أو يٌستبدل.
بلدٌ يملكُ تأريخاً كالعراق وتعدد ديني وقومي واثني يجبُ ان تمارسَ به "ديمقراطية وشراكة الاقوياء الاشداء" كلاً حسب حجمه وقوته وتأثيره يأخذُ مساحةً من السلطةِ والحكم, أي أن تُشكل تلك القوى فريقٌ نخبوي "كشفي" منسجم يضع (العراق اولاً) بعيداً عن كلِ المتبنيات والمصالح الفئوية قادر على القيامِ بثورةٍ اداريةً تنتشل الوطن من واقعهِ المرير (البيروقراطية المقيتة – الروتين – الفساد – الرشوة – المحسوبية – الارهاب- الطائفية ووو الخ) وكل الظواهر السلبية التي هتكت سكينة البلد ومزقت وحدة نفوسه قبل ارضه.
أين عشقي الازلي؟ ومن انا؟ سؤالين لطالما رددتهم في مخيلتي وصحوي ونومي أجَابتهم قصيدةٌ ألَفَتَها خلجاتُ عقلي الباطن وعُصارة ذكائي العاطفي مَطلعُها (كشفيُ انا لست أعاني وهموم أحبتي اوطاني).
حلمي الوحيد وعشقي الازلي هو (الكشاف), أن اكونَ قائداً كشفياً قادر على أن اعتمدَ على نفسي أحبُ الله وأحبُ الوطن وأؤمنُ بمساعدة الاخرين, مُدربٌ على أن أعيش في اصعب الظروف وأن اخلقَ الفرص وأغتنمها.
أصنعُ من قطعٍ ممزقة وادوات قديمة وكوم تراب وصور مفقودين وبعض الشموع والابخرة معرضاً كشفي يبكي الالاف المتتبعين ويحظى بأعجابِ كلُ من دخل اليه وتصور فيه, نعم حتى السياسيين شعروا بالذهولِ والضعف ازاء ذلك المعرض, حتى أنت أيها الخاص يا (بان كي مون) اذهلكَ روعةُ المنظر وطلبت مني أن أساهمَ في نقلِ ذلك المعرض الى ديارِكَ حيث تجتمعُ الامم, لكنني لستُ جائع شهرة أو طالب سلطة أو منصب, انا قائدٌ كشفي همه وطنه وشعبه, يشعرُ بأن هذا البلد لن يتخلص من عقدةِ المتسلطين الا بانتهاجِ منهج شراكة حقيقية بين قادته, وأن نصنعَ جيلاً جديد من القادةِ الكشفيين.
أعلموا أيها الساسة إن أبو الانبياء ابراهيم (ع) كان قائداً كشفي وقف بوجه أعتى الطغاة وأيهم (أبوه)!!!.
نشرَ قيم التوحيد والعدالة والانصاف وحب الاخرين والايمان باللهِ وضرورة إيجاد وطن يجمعُ البشرية ويوحد الصفوف, لم يكن همه أن يتسلطَ أو يستعبد الاخرين.
هل تعلمون يا محبي كرة القدم الاوربية إن (كريستيانو رونالدو وليو مسي وواين روني) قادة كشفيين!, هل تعلمون ايها المفكرين والعلماء إن (انشتاين وجابر بن حيان والخوارزمي ونيوتن والفارابي) ايضاً كانوا كشفيين!!, أصغوا ايها الصغار أن ابطالكم الكارتونيين (ساسوكي و سندباد وعدنان وعبسي وبين تين) كُلهم كشفيين!!!.
شعوب العالم المتحضر كما يسمونها, تحضرت وتألقت ووصلت لعلومِها من خلالِ مُمارسة الكشاف, بتلك المُمارسة تُزرع القيم وتبنى الشخصيات وتُأدلج العقول ويُحترم الوقت ويُعشق الانضباط, اذا ما اردنا بوطنِنا أن يكونَ مصاف المتحضرين يجب أن نجعل من قدرهِ كشفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف