الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كن كما أنت لا كما يريدون

فلورنس غزلان

2013 / 9 / 8
الادب والفن


الآن فقط...سمع الكون نحيبي، الآن فقط اكتشفوا سبب الحمى في جسدي المتشظي...والآن فقط وبالصدفة...انتعلت الحكمة رؤوس المراقبين، أما الموت فما زال يتسلل إلى كل بقعة من عشب حدائقي المهجورة، ويسيل الوقت بين أصابع التاريخ دون حساب لعمر الطفل كي يكبر ، ولا للشيخ كي يموت بشيخوخته...في أطراف حياة مريضة، وفي لب قلوب تتحجر وعقول تتصحر ..ومجتمع يشيخ وهو شاب ..لأنهم ابتسروا طفولته وقطعوا أوصاله ، لأنهم منعوا هواء الكتب ونورها عن عيون صغاري..
يابن الوطن قم...من مثواك المؤقت وارجع لنفسك ..لروح سوريا فيك..لملم جراحك واهجر عزلتك في الغربة المفروضة والمُختارة...عد لكهفك الأسطوري قبل التاريخ ..عد لقلبك الفطري ...قبل اختراق الشظايا لأجمل أحاسيسك الإنسانية، قبل حصار قذائف الكراهية لروابطك الأخوية...فأنت وحدك الحكيم في زمن مجنون بمخلوقاتِ ابتكر بحارتها سفنها المغامرة في محيطات الوهم والظلام..كنتَ أكثر صِدقاً في صمتك منه في بوحك الفاجر تارة والمداهن أخرى...لأطرافٍ تتصارع على نهش لحمك، وأنت غافل عن مواقدهم وقدورهم الجاهزة لسلخك..
اترك مسافة كافية للتأمل والتفكير بينك وبين مَن منحتهم ثقة التصرف بحلمك، فهل تمكنت ميكروسكوباتهم من قراءة حركة شمسك في النهار وقمرك في الليل؟
تهجى كأمي يبدأ القراءة حشرجاتك واختناقك..تهجى لحظات الرعب في مفاصلك ...قبل اختراق الأفيون السياسي والديني لقواك العقلية...تهجى كبواتك السابقة واللاحقة...واحذر فؤوساً تنتظر انحناء رأسك...فالهزيمة لاتكتبها الأجساد الجزعة من خيالها..ولا تُكتَبُ لمن يقرأ تاريخه ويسطر مصيره بيده، الهزيمة لاتعبُرك إلا حين تترك حبل المشنقة بأيدي مقلدين لاخبراء في القانون...بأيدي مداهنين للقوة لا منصفين للضعفاء، لأن مداهني البارحة وسارقي اللقمة...مفسدي الاقتصاد...تحولوا لثوار اليوم...فكيف يؤتمن الذئب على الخراف؟..وكيف يؤتمن السارق على مال الأيتام؟، وهل تعفيه هوية" ثائر"! من تاريخ ملطخ بالغش والخداع؟.
لاتثق إذن بمن نفض يديه من عجينة الاستبداد وأغرقها في عجينة المذاهب ثم سلمها للغيب كي يحكم ، فكل غيب هو تغييب لك ولقدراتك، تغييب لمكانتك وإنسانيتك لدورك في الوطن وحق الوطن فيك، فهل تُبنى الأوطان بأصابع تقتل أكثر مما تكتب..وتسرق أكثر مما تعطي...تحرم أكثر مما تسمح...تغوص بلحمك ..وتدعي عليك أنك الجاني على نفسه...؟!..كن كما أنت مواطن سوري لاأكثر ولا أقل.
ــ باريس 8/9/2013 مضى على اعتقال تغريد أربعة أشهر و23 يوماً دون خبر أو إفراج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة