الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحزاب الأسلام السياسي طريق الى الخراب الوطني

عودة وهيب

2013 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1-
قبل ( الربيع العربي ) كان ربيع العراق ..
انواء الربيع كانت تبشر بالخضرة والنماء ، وكان الفرح يشرّع بواباته لضوء الدولة المدنية الحديثة.. وبدون مقدمات ، او بمقدمات دموية ، غادرنا الربيع ولف سماءنا ظلام شتاء يحمل عفونة القبور..حل الخراب محل الامل، وحل الموت المجاني محل الفرح، وكان عنوان هذا الطاعون الاسود هو ( احزاب الأسلام السياسي ) بما يحمله من عناوين فرعية تدعي الانتساب الى مذاهب اسلامية يفترض انها تمثل حيوية الاسلام وقابليته على التكيف مع حوادث الزمان ..
احزاب الاسلام السياسي هي الطاعون الاسود الذي ذبح امال الناس بعيش كريم بعد ان اوهمها بانه هو من يوفر ذلك العيش ( هل ينبعث من انفاس الطاعون النتنة عطر الياسمين ؟)
كل مأساة دول الربيع العربي ،وقبلها دولة الربيع الاول ( العراق ) سببها احزاب الاسلام السياسي، فهم مابين سارق ومفسد وقاتل ومخاتل محتال، وبعضهم كل هؤلاء جميعا.
2-
بعد سقوط نظام صدام حسين لم يكن ثمة عائق امام انطلاق العراق نحو رحاب الدولة المدنية الحديثة سوى هيمنة احزاب الاسلام السياسي ( السني والشيعي ) على ساحتي السلطة والمعارضة حيث عاثوا في ارض العراق فسادا وارهابا ..ولولا نفوذ احزاب الاسلام السياسي في العراق لتحولت مليارات الدولارات المسروقة او المصروفة على ( ألأمن ) الى خير عميم يرفل به ابناء العراق .
تلك حكاية طويلة مغمسة بالدم والدموع لايستطيع انكارها من صفيت سريرته الوطنية .
3 -
بعد سقوط انظمة مبارك وزين العابدين والقذافي لم يكن ثمة عائق امام انطلاق مصر وتونس وليبيا الى فضاءات الدولة المدنية الحديثة سوى اختطاف قوى الاسلام السياسي مقود الثورة لدفع تلك البلدان الى كهوف الماضي ( السعيد ).
وتلك حكاية اخرى لانزال نقرأ في فصلها الأول المرير
4 -
في سوريا كانت ثورة الشعب ضد تعسف (البعث الأسدي ) تحمل امالا عريضة لسوريا وتحضى بدعم احرار العالم ، ولكن دخول احزاب الاسلام السياسي على خط كفاحها حولها الى مستنقع آسن تتصارع فيه كل قذارات الطائفية ..لقد تحولت الثورة السورية من حركة تحررية تسعى الى اقامة دولة الحريات الى بعبع يرعب الجميع ، ويكفيك رعبا ان تتصور سوريا يحكمها( الاخوان ) وجبهة ( النصرة ) بعد سقوط نظام الاسد ..
5-
اغمض عينيك وتخيل صورة العراق بعد ازاحة نظام صدام حسين مفترضا عدم وجود حزب الدعوة والتيار الصدري والفضيلة واحزاب الله والمجلس وبدر والاخوان والقاعدة ودولة العراق الاسلامية والنقشيندية ..الخ .. تصور ان العراق خال من احزاب الاسلام السياسي ( الشيعية والسنية ) او ان نفوذها ضعيف ، هل تتخيل اي خير سنكون فيه الان ، واي جنة نعيش فيها ؟
هل تتفق معي أن :
الارهاب، بعناوين الانتحاريين، والمفخخات ،والقتل المجاني ،والاختطاف ، وانعدام الامن، وراءه اسلام سياسي.
سرقة مليارات الدولارات من اموال العراق وراءها الاسلام السياسي .
الفساد السياسي من محاصصة و ( مشايلة ) ومشاحنات وعدم استقرار سياسي وراءه الاسلام السياسي .
التمييز بين المواطنين في الحصول على الوظائف وفرص العيش وراءه الاسلام السياسي .
الخ .. مما يضيق به المقام .
لولا سيطرة الاحزاب والحركات الاسلاموية على ساحتي السلطة والمعارضة في العراق لنشأت وبالضرورة احزاب مدنية عابرة للطائفية ينتخبها الناس بناء على برامجها لابناء على ادعائهاالقدسية وتمثيل مصلحة طائفة ما ..
احزاب الاسلام السياسي قادت العراق الى حرب طائفية في عامي 2006 - 2007 وهي تضع العراق الان على حافة حرب طائفية جديدة ، ولولاها لماتحدث اي حرب طائفية في العراق ، لان الحرب الطائفية لاتحدث دون وجود نخب طائفية ..
احزاب الاسلام السياسي خطر على مستقبل كل البلدان الاسلامية لانها احزاب ماضوية تقف عثرة امام السير في دروب الحداثة ،غير ان خطرها على العراق يحمل طابعا خاصا كون العراق يتميز بتنوعه الديني والمذهبي ولابد ان تكون تلك الاحزاب عامل تفتت وتجزئة ، ولايمكن لها ان تكون عامل استقطاب وطني، بل وبالعكس من ذلك، تحاول ان تجعل من الطوائف التي تمثلها ضعيفة الولاء لأوطانها من خلال جعل ولائها عابرا للحدود الوطنية ، ولعل ازمة صور القادة الدينيين الايرانيين (الذين هم في الواقع قادة سياسيون ) كشفت بوضوح سعي بعض احزاب الاسلام السياسي الى تكريس فكرة الولاء لدول اخرى بحجة التماثل المذهبي .
6-
مصر، بما توفر لها من اسباب (منها تطورها الحضاري، وامتلاكها قوات مسلحة وطنية ) أدركت الخطر الذي يمثله الاسلام السياسي على مستقبلها فثارت على ( الاخوان ) لتضع نفسها على طريق المستقبل، وسيكون لفعلتها الشجاعة تأثير على الوعي الجمعي لباقي الشعوب العربية بما يؤدي مستقبلا الى تحلل احزاب الاسلام السياسي في العالم العربي وضمورها وموتها ، غير ان سرعة حصول هذا الامر سيختلف من بلد الى اخر تبعا لدرجة التطور الحضاري لكل بلد ،وعليه فان تونس ستكون اسبق من ليبيا في هذا المضمار بينما سيحتاج العراقيون الى وقت طويل كي يغلّبوا مشاعرهم الوطنية على مشاعرهم الطائفية ، لذا فان الشعب العراقي سيكرر تمسكه باحزابه الاسلاموية في عدة انتخابات قادمة نظرا لشدة تمركز الوعي الطائفي عند اغلبية العراقيين ولكن في النهاية ستشرق شمس الحرية وتختفي خفافيش الظلام وسيعود الدين كما كان دائما علاقة فردية بين الانسان وخالقة حيث (لاتزر وازرة وزر اخرى).
وعيش وشوف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأحزاب الإسلامية هى الوجه الآخر للأحزاب العسكرية
Amir Baky ( 2013 / 9 / 11 - 06:26 )
تعريف الفساد هو الإحتماء بالقوة العسكرية أو بالمليشيات المسلحة و سلاح التكفير لنهب الشعوب دون إعتراض من أحد. فالفاسد يتاجر بالوطنية و الخوف على البلد من عدو خارجى لنهب الشعوب (الحكم العسكرى). أو يتاجر بالدين و الخوف على الدين من الكفر و المدنية لنهب الشعوب أيضا (حكم احزاب الإسلام السياسي). ومن المضحك أن الإدارات الأمريكية تدعم هذه النظم العسكرية الدكتاتورية و الفاشية الدينية لتحريك مجريات اللعبة السياسية لمصلحتها. وكأن الشعوب يجب أن تكون مخيرة بين السيئ و الأسوء فقط. الأحزاب الدينية هى نبت شيطانى من منظومة فساد سياسي بالمنطقة. فاصحاب مدرسة الحكم العسكرى يريدون هذه الأحزاب على الساحة للترويج لأنفسهم بسلبيات أحزاب الإسلام السياسي. فالحلقة المفرغة و المفزعة هو ظلم حكم عسكرى يقابلة ترويج دينى لسلبيات هذا الحكم فينحاز الشعب للتيارات الدينية التى تصل للحكم و تظهر فاشيتها على الشعب فيصرخ الشعب نحو من يمتلك القوة العسكرية لإنقاذهم من الفاشية الدينية وهكذا. إنها حلقة شيطانية لتظل هذه البلاد متخلفة.

اخر الافلام

.. بعد 40 عاماً من تقديم الطعام والشراب لزوار المسجد النبوي بال


.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..




.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام


.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-




.. #shorts - 14-Al-Baqarah