الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الهلع الاخلاقي رؤية في تحليل القتل الجماعي للإرهابيين في العراق

علي عبد الرحيم صالح

2013 / 9 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بعد أن يأس العراقيون من حكومتهم في القضاء على الارهاب في العراق ، ووعوا أن هذه الحكومة لا تقدم شيئا ولا يمكنها السيطرة او حتى تطبيق القانون بحق الارهابيين المعتقلين في السجون العراقية بل وهروبهم من القصاص كما في الحادثة الاخيرة التي هرب فيها أكثر من 600 ارهابيا من سجن أبو غريب ، وصل الناس الى حالة من التوتر والتهديد الامني لحياتهم الشخصية والاجتماعية والدينية مما دفعتهم الى التجمهر والقيام بسلوكيات عقابية جماعية عنيفة قد تخرج عن المعقول ولا تنسجم مع مبادئهم وقيمهم الدينية او ما عرف عن الشريعة الاسلامية ، فبعض هذه الحوادث حملت صور خرجت عن اطارنا وافعالنا وقيمنا ووصلت الى حد التمثيل بالآخر علما أن التمثيل لدينا محرم وفعل فضيع : عن الامام علي بن أبي طالب (ع) بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحرب، فقد روي أنَّ رسول الله (ص)، كان إذا بعث جيشاً أو سرية، أوصى صاحبها بتقوى الله في خاصة نفسه، ومن معه من المسلمين خيراً، وقال: اغزوا بسم الله وفي سبيل الله ـ إلى أن قال ـ ولا تقتلوا وليداً، ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة ولا تمثلوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا. الطبرسي (باب آداب أمراء السرايا وأصحابهم( .
انا لا اعترض في هذا المقال على اعدام هؤلاء القتلة ، ولكن ينبغي استجوابهم ومعرفة من ورائهم واذا كان هناك تنظيم يضبطهم ويوجههم ومن ثم تطبيق الاعدام بصورة عقلانية وواقعية ، وكذلك أن لهذه الحادثة تأثير عكسي من حيث أثارتها للسخط من قبل الجهات التي تتربص بنا وأيضا تحفز عناد الطرف المخالف لنا مما يزيد من انتقامهم وهجماتهم بدرجة كبيرة . في احد المقاطع من ثلاث حالات أحدها في منطقة الكسرة في بغداد ، قام الناس بمعاقبة أحد القتلة في الشارع بقتله من خلال ضربه على رأسه وتكسير عظامه ، ومن ثم ضربه بحجر كبير على رأسه وخلع ملابسه ، ومن ثم حرقه .
وعلى الرغم من أن ما اعرضه قد يثير المعارضة لدى الكثير من القراء ولكن سوف اقوم بتحليل هذه الظاهرة من وجهة نظر علم النفس بوصفنا باحثين في هذا المجال . تعرف هذه الظاهرة بـ (الهلع الاخلاقي) والتي يقوم فيها مجموعة كبيرة من الناس في البحث عن الجماعة او الاشخاص الذين يعتقدون بأنهم يهددون حياتهم الاجتماعية وقيمهم الدينية فينزلون بهم أشد اشكال العقاب وقد تخرج هذه السلوكيات عن حالات الوعي والعقل . وتظهر هذه الحوادث بسبب ذعر الناس وخوفهم ، وشعورهم بالتهديد من الجماعة المعادية ، مما يعطيهم هذا الخوف مع غياب حالات التفكير المنطقي الحجة والمبررات للقيام بتلك السلوكيات العنيفة .
ويرى Jones . (1999)& Jones. أن هذه الحالات تثيرها مجموعة من العمليات مثل:
- القلق : ويتمثل في رؤية الناس او الجمهور بأن هذه الفئة او الجماعة تشكل عاملا مهددا لهم.
- العداء : ويتمثل في رؤية ووعي الجماعة بأن هذه الفئة هم قوم من الشياطين .
- الاجماع : ويتمثل باتفاق الناس بأن هذه الجماعة تستحق أشد أنواع العقاب والقتل ويجب القضاء عليها .
- الشرعية : ان اتفاق الناس مع بعضها البعض حول هذه السلوكيات يجعلها شرعية بالنسبة إليهم ، فالجماعة هي التي تشرع لنفسها ، وهي من تعطي الحق لمثل هذه السلوكيات .
وفضلا عن هذه العمليات السابقة فإن الخبرات المؤلمة السابقة التي تركها الارهاب لدى الناس ومشاعر الغضب والانتقام من قتل ابنائهم واحبابهم ، وكذلك لعملية التجمهر التي ينساق فيها الناس من صغير وكبير كقطيع واحد دورا فاعلا في أثارتهم نحو القيام بسلوكيات عنيفة قد لا تنسجم مع المعقول أو مع ما يؤمنون به من طبيعة خيرة أو مع دينهم الحنيف فيصبح الراي والمنطق السلوكي للقتل واحد ، مما نشاهد الناس تقوم بأفعال قاسية قد لا يصدقها العقل البشري احيانا أو لا يصدق بأننا قد نصل الى هذه الدرجة من الألم والفعل. إن هذه الجرائم تتحملها الحكومة الحالية فبعد ضعفها في ضبط النظام وحماية الناس اصبحوا يحمون أنفسهم بأيدييهم ، ليصبح كل ما يحدث من ظواهر وافعال سلوكية مبررة تسند الى الحجة والبرهان.
http://www.youtube.com/watch?v=I8HZYO0eqpQ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو