الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلغاء وزارة الإعلام أو إصلاح مئة ألف فاسد ؟!

فراس سعد

2005 / 5 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الفوضى الخلاّقة و الإعلام فاضح الظلمات
- إعلام حقيقي لا رقابة عليه سوى رقابة الضمير حقاً و ليس قولاً
- هذا يعني ألغاء وزارة الإعلام العزيزة فلا يمكن تجسيد الضمير بمؤسسة إلاّ إذا كانت هذه المؤسسة هي القدرة الإلهية ذاتها
- كل شيء له علاقة بالنشر أو القول أو الكتابة أو الرأي سواء كان مطبوعا أم مسموعا أم مرئيا يحتاج في سورية إلى موافقة أمنية أو موافقة رسمية و رسمية ليست فتاة أو سيدة سورية مع أن للكثير من " رسميات" السادة المسؤولين و الضباط و رجال المخابرات سواء كنّ رسميات أم مما ملكت أيمانهم الكثير من أولئك الرسميات لهن القول الفصل في كل أو معظم موافقات الدولة الأمنية أو غيرها فأكبر شنب رسمي يرضخ لأصغر كس في هذا الوطن المعطاء سواء كان هذا الكس رسمي حلال أم برّاني و عذراً من النساء الفاضلات ومن العذراوات و كذلك عذراً من جمعيات حقوق المرأة لكن الحق يجب أن يقال بوضوح تام و الخجل يجب أن يكون من الصمت عن الحق و الحقيقة أو من قول الحق مواربةً
- وزارة الإعلام في سورية كما في أي دولة تحكمها المخابرات و حزب المخابرات القائد للدولة و المجتمع و الرئيس خادم المخابرات و الطائفة التي جاء ثلاثة أرباع المخابرات منها وزارة إعلام في هكذا نظام "لانظام" هي وزارة علاك و ليس إعلام وزارة لنحر الإعلام باختصار وزارة تديرها المخابرات لترويج مخطط المخابرات و رؤيتها و رغباتها و أفكارها و رجال إعلامها و أذنابها و لتدمير و منع و تجاهل كل من لا ترضى عنه المخابرات و لتزوير الحقائق و التدجيل
- هكذا نصبح في دولة و وزارة لا رقابة فيها سوى رقابة المخابرات فالمخابرات احتلت ضمير السوريين و صادرته لحسابها الذي لا يعرف الله كم يبلغ و كم عدد السجون و المعتقلات التي بنيت لاعتقال الضمير الضمير الكلّي للشعب السوري , صحيح أن الشعب السوري كله لم يزج في السجون لكن السوريين بمعظمهم زجّوا ضمائرهم في معتقل صمتهم الطويل خوفاً من سجون و معتقلات و جلّادين و مسؤولين أولاد كلب لا ضمير فيهم
- بالرغم من كل ذلك مازالوا يكتبون فوق أبواب المراكز الثقافية " لا رقابة على الفكر إلاّ رقابة الضمير" , أما المراكز الثقافية فقصتها قصة و أقل ما يقال فيها " من برّا رخام من جوّا سخام " و هذه المراكز التي يقال أنها ثقافية يقودها أيضاً عملاء رخاص للمخابرات العسكرية خصوصاً ومن شتى ضروب الأسلحة الأمنية و ما يجري في أروقتها أقرب إلى السخافة و العهر مما هو للثقافة و ليس حالها بأفضل من حال غيرها من مؤسسات البلاد التي هي على ذمّة التربية و التعليم و الثقافة والإعلام التي عاهدت بالدم الرئيس الخالد و الحزب القائد أن تكون منابر للجهل و التضليل و غسيل الدماغ و تدمير الأبداع و محاربة التفوق و العلم و كذلك و هو الأهم منابر للسخافة و العهر و التآمر على أخلاق و قيم الشعب السوري حتى تدميرها و استبدالها بقيم جديدة تبرق برقاً و تلمع لمعاناً تنفيذاً لبروتوكلات حكماء صهيون الوهمية و للتلمود الوهمي بدوره و لمخططات الدولة الأسرائيلية المجاورة
- ثم يأتيك الخطيب المفوّه و الوزير صاحب الشأن و الوزيرة النحريرة و المذيع الذي خدم في المخابرات العسكرية لسنوات قبل ان ينتقل إلى فرع الإذاعة و التلفزيون ليحدثك صادقاً أو كاذباً عن المؤامرة الأمبريالية الأمريكية التي تقوم بها الفضائيات العربية و الأجنبية على شعبنا العربي و أخلاقه و قيمه و تراثه و ما لا أعرف ..ز ربما لا يعرف المذيع الغشيم أو يعرف المنافق ان أسياده قد سبقوا تلك الفضائيات و الأرضيات و لم يتركوا في الشعب السوري أخلاقا و قيما و وجداناً لم يدمروه أو يشوهوه فهم أسياد التخريب النفسي و الوجداني و أسياد قتل الضمير و أساتذة التضليل و لهم في ذلك مدرسة قديمة تتلمذ فيها كل صاحب سلطة و كرسي في بلاد العرب حيث صارت الشام مركزاً لتعليم التضليل الإعلامي و التخريب الوجداني بجداره و هي بذلك تمارس ما كانت تمارسه موسكو و عواصم الحلف الأشتراكي فهي الشام وريثتها و هم البعث خلفاء ....
- يكتب منافقوا البعث و محترفي مسح أحذية السلطة بأيديهم و ألسنتهم يكتبوا و يكتب وطنيون مخلصون لكن جهلة عن أصلاح الإعلام السوري كأنهم لا يعلموا أن أصلاح الفاسد لا يكون إلا إذا آمن بإصلاح نفسه لكن بعد أن يتوب فإذا لم يتب فسوف يعود إلى الفساد عند أول فسحة له , صلاح الفاسد يكون بأن يهديه الله و طالما وصل الأمر إلى الله هذا يعني أن الأمر يحتاج إلى تدخل رباني , لكننا أمام دولة و نظام فاسد برمته فإذا تدخل الله لأصلاح فاسد واحد أو اثنين فهل من المعقول أن يتدخل لإصلاح مئة ألف فاسد ؟!
- في اعتقادي أن أصلاح مئة ألف فاسد و هو رقم تقريبي مفترض , غير ممكنة إلاّ بوسيلتين : الأولى أن نطرد هؤلاء المئة ألف و نجلب مئة ألف لم يعرف عنهم الفساد , و الثانية أن نشنق في ساحات سوريا مئة فاسد فيكون كل فاسد مشنوق عبرة لألف فاسد و يكون المئة عبرة للمئة ألف
- يبدو الحل الأول ساذجاً فما الذي يضمن لنا أن هؤلاء الجدد الذين لم يعرف عنهم الفساد لن يفسدوا بعد حين و نحن نعرف أن السلطة مفسدة ( بفتح الميم و ضمّها أيضاً ) , من سيردعهم من سيمنعهم ضميرهم أم غياب القانون المانع المخيف المعاقب بشدّة أم غياب الإعلام الفاضح للفساد , و الجميع مطمئن في السلطة و النظام و الحزب القائد و الجبهة الناطقة باسم الحزب القائد أنهم محميون من الإعلام طالما هم مطيعون للقيادة يرتعون في مجالس و منابر و دوائر و مناصب الفساد و على كراسيه التي لا تخشى الله نفسه .. و أن أحداً في هذا الإعلام لن يذكرهم بسوء اللهم إلا إذا صحى ضمير أحدهم فعندها سينبري له (عنصر مخابرات صحفي) لينبش له قضية فيحرقه على مبدأ كبش الفدا و هكذا يكون الأصلاح و محاربة الفساد في دولة البعث دولة " كل من أيدو ألو" .
- الحل الثاني قد يكون أكثر صعوبة في سورية , فهنا لا يمكنك أن تشنق مسؤولاً واحداً حتى لو ثبت أنه سرق البنك المركزي أو هرّب نفط الجزيرة السورية إلى اسرائيل على ذمة نزار نيوف أفندي أو قتل أطفالاً في معتقلات حمص و حماه أيضاً على ذمة الأخير , لأن كل مسؤول دخل إلى الدولة هو مسؤول مدعوم بل هو الدولة بشكل أو آخر فليس هناك مسؤول صغير أو مسؤول كبير في سورية هناك مسؤول كبير أو مسؤول صغير مدعوم من مسؤول أكبر منه أو مدعوم من مسؤول كبير, هكذا يكون كل المسؤولين السوريين الصغار مدعومين في النهاية من مسؤولين كبار, و كل شيء في دولة الفساد محسوب و مدروس بعناية تضمن للجميع الأستمرار في النهب و الفساد بطمأنينة لا مثيل لها في أي دولة في العالم حتى العالم الأشتراكي سابقاً .
- هكذا إذاً : لا نستطيع طرد الفاسدين كما لا نستطيع شنق أحداً منهم , ( من الآن أقول لكم إن شنق أي مسؤول سوري بتهمة الفساد سيكون سببه أن الجميع تخلى عنه لحماية أنفسهم و هو بالتأكيد سيكون أقل المسؤولين فساداً )
- الحل إذاً يكون بحل وزارة الإعلام و إلغاء كل أنواع الرقابه و السماح بنشر كل شيء باستثناء كتب التكفير و كتب الفتن أي على عكس ما يحصل اليوم في سورية , فليصدر كل مسؤول سوري كل متمول كل رأسمالي صحيفة أو مجلة أو فليؤسس إذاعة أو تلفزيوناً و ليهاجم الجميع جميعهم و ليفضح الجميع خصومهم و ليفضح الخصوم الجميع , بغير ذلك لن نعرف حقيقة الفساد و الفاسدين بغير ذلك لن يتوقف الفساد بغير ذلك لن يكون لنا إعلام
- إنها حرية الإعلام , إذا شئتم قولوا انها الفوضى الخلاّقة , بعد ذلك يأتي القانون , أجل القانون القضاء الحر النزيه العادل هو ابن الإعلام الحر فاضح الظلمات
- كم من ظلام تحت هذه البلاد أكثر من مياهها, أكثر من بترولها أيضاً بكثير, بكثير ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد