الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين ديكتاتورية الأسد و ثورة اللاديمقراطية نختار حق -اللاختيار- ..

لمى الأتاسي

2013 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الشرخ الحضاري بين الشرق و الغرب يكبر و الفجوة تستقر.
بينما يعد بن لادن مجرم و عدو قومي و ارهابي للغرب و مشوه صورة الاسلام لانه فجر و قتل غربيين ابرياء ، لدى الكثير في العالم العربي يعد بطل بل قدوة من سلالة الانبياء و لقد كثر عدد مؤيديه في الثورة نتيجة شعور عام بان الغرب لم ينقذهم من اجرام الاسد.
في نفس السياق يعد صدام حسين بنظر ليس فقط الغرب لكن جزء من العالم العربي و كل الكورد و الخليجيين مجرم و ديكتاتور و سفاح ، لانه حكم باسم البعث الشمولي و كان سفاح حين اعدم اقرب الناس له و اباد بالغاز الكيميائي 5000 عراقي بغض النظر عن كونهم كورد ، انه عمليا زرع فتنة ادت الى تقسيم العراق و اضاف اليه جنونه باجتياح الكويت دون ان ننسا حربه على يران و كأن العلاقات مع الأخرين بنظره لا تمر الا عبر الحروب و العنف.
انه اثار فتن في المنطقة اجرامية بحق الانسان فهو اول من اثار فتنة سنية شيعية و كوردية عربية وبينما كان بلده من اغنى الدول لم يكن يتمتع المواطن العراقي بماله و لم يبني دولة مؤسسات.
مع كل هذا هناك من السوريين من يعتبره بطل عروبي و يشيد به...
هنا نقف عند نقطة خلاف بين انصار الفكر الديمقراطي و انصار الاستبداد و روافض الحرية
بالنسبة للثورة السورية فهي لن تاخذ شرعية عالمية على غرار الثورة التي قامت ضد الابارتيد مع مانديلا مثلا و لا كالقضية الفلسطينية مع ياسر عرفات الذي انجز عمل جبار لاقناع الغرب و لا كاي قضية انسانية اخذت صدى حقيقي في العالم
و السبب هو ان الثوار و قيادات المعارضة لحد الان رافضين ان يتبنوا قيم عالمية واضحة كمعيار و سلم تقييم مشترك بينهم و بين من يريدوا ان يساندوهم.
لماذا تريدوا للمواطن الغربي ان يضغط على حكومته ان تساند ديكتاتور جديد ليزيح ديكتاتور اخر ؟
و ما الذي يؤكد ان هذا القادم ممكن ان يكون احسن او اسوأ؟
ان مطالب الحرية مقدسة و يقف كل العالم مع الحق عندما يكون هناك منطق انساني يحكمه و قيم تنص على الحرية و العدالة و المساواة.
الثورة الفرنسية و الاميركية و بعدها ثورات طرد الاستعمار باسم الحرية و بعدها ثورات الدول السوفيتية على السوفييت كلها لم يحكمها نظام اقتصادي بل قيم انسانية مشتركة هدفها في الأونة الأخيرة رفض تقييد الحريات بالتعبير و اعطاء حقوق جديدة للمواطن.
اذكر قبل الثورة حينما كنا نتحدث كدعاة ديمقراطية و معارضين عن الوضع الديكتاتوري للاسد و البعث في سوريا كان الغرب يتعاطف بصدق و الدليل الاستقبال الحافل الذي حصل لبعض المعارضين القدماء و السجناء السياسيين الكبار.
لذا حينما يتسائل السوريين لماذا لا يساندنا العالم الغربي الذي بيده مفتاح مخازن سلاح تلغي الاسد من على وجه الكون و كل نظامه الفاسد ؟ الجواب هو انكم لم تقنعوه بعدالة ثورتكم رغم ظلم الاسد.
و حينما يقف الخليجي ليشتري القرار الاميركي قائلا بكام تزيحون الاسد مثلما دفعنا لازاحة صدام، فهذا لا يعد ثورة بنظر الهالم بل انقلاب.
الخليج مشكور لتضامنه العربي الأصيل لكن مشكلتنا في سوريا معقدة و علينا نحن حلها.
ارجوكم راجعوا مفاهيمكم بصدق،
و بصدق سيجيب جزء متحكم بالقرار الثوري نحن مسلمين و نريد حكم اسلامي ، و لا نعرف بعد كيف لونه و شكله و لكن هو حتما ليس ديمقراطي ،
وتضيفون نحن أحرار فالنموذج الغربي لا ينفع لدينا حيث نحن لن نسمح لبناتنا بنفس الحقوق التي تتمتع بها المرأة في الغرب و لا نريد للملحد ان يعيش براحته و مفهوم المساواة محظور على رجال المسلين فقط
و نحن اغلبية و من لا يعجبه ليرحل نحن لا نكره أحد نطبق ما نراه نحن حق.
الحجة الاولى الت سمعناها كثيرا هي ان من حملوا السلاح هم المسلمين المتدينين و ليس العلمانيين هكذا قال ممثل الاخوان المسلمين جهرا في احد القنوات
فالثورة بهذا هي فتوحات اسلامية لسوريا كلها و ان كان عدد الذين قاموا بالثورة اقل من عدد المتخاذلين.
السلاح هو الذي يعطي الشرعية و حق الحكم، هكذا فسر لنا الموضوع في الاعلام و اجابتا على مسالة الاقليات و العلمانيين و حرياتهم فما كان لهم الا ان يستشهدوا لكي يكون لهم الحق بالقرار.
اذا فالقرار سلب من كل سوري لم يشارك بالعمل العسكري مسبقا ، بالتالي فهو سلب من النساء و الاطفال و نسبة كبيرة من الشعب.
و في مرحلة تلي ما جرى بمصر سمعناهم يقولوا نحن مستعدين ان ندخل بالاستفتاء المصري : الطاغية مبارك و الفلول او الاسلام و ستجدون بان الشعب سيختار الاقل سوئا اي الاخوان .. ما بين شفيق او مبارك و الاخوان فالشعب المصري اختار الاخوان و لكن هل هذا يسمى اختيار ؟
و ما هي الطروحات و مجال التعبير و بعدما تربعوا الاخوان اعتبروا ان الديمقراطية كانت كلينيكس يرمى في سلة اقمامة و يجب تثبيت حكم اسلامي.
و انتم في سوريا لا تخفوها ابدا بل انتم صادقين.
و لكن و للحق ما بين الاجرام و الديكتاتورية قد نعلن نحن دعاة الحرية باننا لسنا ملزمين بالاختيار.
يجب رفض الاثنين و العمل على توعية عامة الى اهمية مكتسبات الديمقراطية على الفرد و خطورة رفضها و دوره بالفساد
حيث انه لا احد يمنع احد من مارسة دينه في بلد حر ديمقراطي ..
و كل الخطورة قد تاتي من الغربيين الاميركان بالتحديد الذين قد يوافقون على اعادة الكرة المصرية ، فنحن بنظرهم شعوب لم تنضج و ما زالت متخلفة و لا نستاهل حرية
و بزيادة علينا خوميني سني و بزيادة علينا الاخوان و يعتبر بعضهم باننا يجب ان نمر بمراحل تطور اطول لاننا بنظرهم انسان من مستوى درجة ثانية عنهم و لسنا بمستواهم لنكون ديمقراطيين و هم يقولوها بان مجتمعاتنا ليست جاهزة بعد و هي بحاجة لديكتاتورية يراقبوها كما كان بن علي و الاسد و مبارك ؟ اذا لماذا قامت الثورة ؟
انها العنصرية بعينها بالاضافة الا انه لا يوجد عادل الا الله او الرسل فلنتفق على ان البشر لا يعدلوا بدون مراقبة الشعب و ارادته اي تلك الديمقراطية التي تعطينا حرية النقد و المحاسبة.
لتعلموا يا من تريدون نصر لا نعرف لمن و لماذا لن تنتصر ثورة سورية وطنية لا يشعر كل ابناء الوطن فيها بانهم معنيين. و بان هناك الان جزء كبير قرر الا يختار.. و بدونه لن تقنعوا احد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات