الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اثريات ( فهم الدين ) نقض احتكار الراسمال الرمزي او الهيمنة على تأويل الخطاب (حوارا ت في جهود المفكر الديني الاصلاحي يحيى محمد الفلسفية والمنهاجية ) 18

يوسف محسن

2013 / 9 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اثريات
نقض احتكار الراسمال الرمزي او الهيمنة على تأويل الخطاب
(حوارا ت في جهود المفكر الديني الاصلاحي يحيى محمد الفلسفية والمنهاجية )
18

-;- يوسف محسن
[email protected]

(فهم ) مقتضيات الخطاب الديني تتطلب الجمع بين سياقات النص
الدلالية والواقعية
18


قال يحيى محمد : من وجهة نظر المفكر محمد باقر الصدر ان النص لا يتخصص مفاده بلحظة تاريخية معينة، فهو لا يختلف في تصوره حول هذه النقطة عن التصور التقليدي العام، وهو ان للنص معان ومعارف تغطي جميع الظروف الزمانية والمكانية، لكن الميزة التي امتاز بها هذا المشروع هو انه اعتبر اظهار الاجابات المتضمنة في النص تتوقف في كثير من الحالات على طبيعة الاسئلة المتشربة بثقافة الواقع. فهذا هو ما يتميز به مشروع الصدر عن التصور التقليدي لسائر العلماء والمفسرين ويرى ان الطريقة المناسبة التي تتفق مع مقتضيات الخطاب الديني لتحليل الواقع لا بد ان تأخذ بعين الاعتبار جميع سياقات النص الدلالية والواقعية. فالاخذ بالواقع الظرفي الخاص بالتنزيل هو من صلب مقتضيات الخطاب، اذ كان يستجيب لهذا الواقع لا سيما عندما يتعلق الامر بنسخ الاحكام وتغييرها. وهناك مراتب اخرى للواقع ليس لها علاقة بالسياق المذكور ليس الحديث هنا عن النص الديني ذاته، بل عن فهمه وعلاقة هذا الفهم بتحولات الواقع. اي علاقة تصورات العلماء الدينية بتجددات الاخير، فهل تتغير هذه التصورات وفق تلك التحولات ، جاءة ذلك في حوار فكري طويل ينشر اجزاء منه في جريدة الصباح

النهضة المعاقة
-;- انطلقت مع عصر النهضة المعاقة في العالم الاسلامي ثلاث مشاريع كبرى ( الاحياء ، التجديد ، الاصلاح ) اتسأل عن ماهية تلك المشاريع ومن هم روادها وين موقع يحيى محمد من هذه المشاريع ؟

- تختلف هذه المشاريع كما نشاهدها اليوم في وظائفها وغاياتها. فمشروع الاحياء يهتم باعادة ابراز مدارس معينة من تراثنا معتبراً اياها النموذج المثالي للإتباع او الاسقاط على واقعنا المعاصر. وهو مشروع يشهد انتشاراً واسعاً في العالم الاسلامي رغم عجزه عن تقديم الحلول المناسبة لقضايا العصر المتراكمة يوماً بعد اخر باضطراد. ومن ابرز شواهده ما يعرف بالاتجاه السلفي المهتم باحياء تراث مدرسة ابن تيمية وتطبيقها على ارض الواقع، احياناً بشيء من التخفيف، واخرى بشيء من المبالغة والتصعيد؛ الى درجة يكون فيها الأتباع تيميين اكثر من ابن تيمية نفسه. كما من هذه الاتجاهات من يسعى لاحياء الفكر الفلسفي متمثلاً بابن رشد او صدر المتألهين الشيرازي، او الفكر الصوفي متمثلاً بالغزالي او ابن عربي..
اما التجديد فهو لا يكتفي باحياء نماذج من التراث بل له سعي حثيث في اظهار التوفيق بين طريقة هذه النماذج وقضايا العصر وفقاً لذات الجهاز المعرفي التقليدي. فالجديد الفكري التوفيقي الذي يقدمه محكوم بجهاز المعرفة التراثي. وهذه هي خصوصيته، اي انه يقدم جديداً مناسباً لقضايا العصر في الوقت الذي يتكئ فيه على الجهاز المعرفي التقليدي. لكن احياناً يستخدم التجديد بمعنى الاحياء، وكثيراً ما يستخدمه السلفيون وحتى القدماء على خلفية الحديث النبوي القائل: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)، بل هناك كتب عناوينها تشير الى التجديد، ويقصد بها الاحياء ذاته. كما قد يستخدم العلمانيون هذا الاصطلاح ايضاً. ومن وجهة نظري انه مادام الامر متعلقاً بالفكر الاسلامي والفهم الديني فان ما يليق بهذا الاصطلاح هو كل فكر جديد يناسب العصر ويعتمد في الوقت ذاته على الاجهزة المعرفية التقليدية. فهو حالة متطورة من التفكير التقليدي. او هو نوع من الاجتهاد الجديد في الطرح الفكري. وقد يهتم بالشكليات المعرفية، كإن يجدد في الامور اللغوية وطريقة صياغة المباحث العلمية المتداولة لدى التراث، ويدخل ضمن هذا الاعتبار الكتب التي تتضمن عناوينها عبارة: (في ثوبه الجديد)، ككتاب الفقه الاسلامي في ثوبه الجديد للزرقا، والفقه الحنفي في ثوبه الجديد لطهماز، والفقه المالكي في ثوبه الجديد للشقفة، وعلم اصول الفقه في ثوبه الجديد لمغنية. ومن امثلة التجديد على صعيد المضمون ما قدمه المفكر محمد باقر الصدر في اطروحته حول النظرية الاقتصادية، ومثل ذلك التفسير الموضوعي للقرآن، فهو لا يتجاوز في هذه الطروحات ذات الجهاز المتوارث من التفكير. واحياناً ان بعض التجديدات الفقهية تحاول ان تظهر بانها لا تختلف عن المتبنيات المذهبية او بعض نماذجه، ومن ذلك ان الامام الخميني اعتبر طريقته المستجدة لا تختلف عن طريقة (جواهر الكلام) للشيخ محمد حسن النجفي رغم انها تأتي بنتائج مغايرة. فتجديداته مستندة في رأيه وفق ذات الجهاز المعرفي التقليدي كما لدى (الجواهر).
يبقى الاصلاح، ونقصد به اصلاح الجهاز المعرفي التقليدي او تغييره، باعتبار ان الخطأ مرتكز فيه، ولا بد من التغيير، وهو الذي كثفنا البحث حوله لاهميته. فقد حددنا موضع الخطأ الاساس في هذا الجهاز التراثي ومن ثم حاولنا علاجه، او تغييره ضمن جهاز معرفي بديل يتلائم مع الواقع والنص معاً. فمن الواضح ان الجهاز المعرفي التقليدي يمارس ظاهرة الاسقاط والعمل وفق المنهج الماهوي، وهو بهذا لا يتلاءم مع الواقع. ومع التدقيق نلاحظ انه لا يتلاءم مع النص ايضاً، وذلك باعتباره لا يأخذ بحيثيات النص ودلالاته السياقية والظرفية عادة.

تحليل الواقع
-;- ماهي الطريقة المناسبة التي تتفق مع مقتضيات الخطاب الديني لتحليل الواقع ؟

- نعتقد ان الطريقة المناسبة التي تتفق مع مقتضيات الخطاب الديني لا بد ان تأخذ بعين الاعتبار جميع سياقات النص الدلالية والواقعية. فالاخذ بالواقع الظرفي الخاص بالتنزيل هو من صلب مقتضيات الخطاب، اذ كان يستجيب لهذا الواقع لا سيما عندما يتعلق الامر بنسخ الاحكام وتغييرها. وهناك مراتب اخرى للواقع ليس لها علاقة بالسياق المذكور.

الواقع حاكم فهم التص الديني
-;- في متن الكتاب تقول سوف نبرز دور الواقع في فهمنا للقضايا الاسلامية على نحوين مختلفين يتمثل احدهما بالحقيقة الموضوعية الدالة على ان لتحولات الواقع وتجداداته تأثيرا كبيرا على تغير فهم النص الديني ، هل تعني ان حاكمية فهم النص الديني هو الواقع اما النص الديني هو متقلب ومرن مع حركة الواقع ؟

- ليس الحديث هنا عن النص الديني ذاته، بل عن فهمه وعلاقة هذا الفهم بتحولات الواقع. اي علاقة تصورات العلماء الدينية بتجددات الاخير، فهل تتغير هذه التصورات وفق تلك التحولات ام لا؟ هذا هو محور البحث. ونعتقد ان شواهد هذا التغيير كثيرة الى درجة انه يمكن تقرير سنة عامة تنص على ان تغيرات الواقع تؤثر في الفهم وتعمل على تغييره بشكل او بآخر، فهي وإن لم تكن حتمية لكنها احصائية. وشاهد قضايا النص المتعلقة بعلوم الطبيعة حاضر للتأكيد على هذا المعنى الوصفي. وينطبق الحال ذاته على الاحكام، اذ لم يعد استصحاب جملة من الاحكام المتوارثة مقبولاً حالياً، كالرق وغنائم الحرب ورباط الخيل والصور المحددة للرهان في السبق، وما الى ذلك مما له علاقة بتأثير الواقع على تغير الفهم ومن بعده الحكم. وهو ما اعتبرناه في (منطق فهم النص) من السنن الطبيعية للفهم، فبحسب هذه السنة تتقرر العلاقة التالية: »كلما تغير الواقع؛ كلما دعا ذلك الى تغير الفهم معه باضطراد« . وعلى هذه الوتيرة كلما اشتد تغير الأول كلما افضى ذلك الى زيادة تغير الثاني بالتبع.

قاعدة الفهم تقوم على الواقع
-;- الدور الاخر يتمثل بتوظيف حركة الواقع ومضامينه باتجاه فهم النص ، ذلك الاخذ بنظر الاعتبار العلاقة التي تشدهما ببعض منذ ان التقيا في عصر الرسالة ( تنزيل الخطاب الديني ) مامعنى تلك العبارة ؟

- مثلما ان لحركة الواقع تأثيراً على فهم النص كما ابرزناه في الجواب على السؤال السابق، فكذلك انه يمكن توظيف هذه الحقيقة الوصفية بانتزاع بعض القواعد المفيدة للفهم الديني. فنحن نواجه هنا قضية تتعلق بما ينبغي ان يكون، وهي الصيغة المعيارية، وليس مجرد وصف الحال كما في التقرير الاول من علاقة حركة الواقع بالفهم. فالسؤال الحاضر هو كالتالي: كيف نفهم النص انطلاقاً من الحقيقة الوصفية للتقرير الاول؟ اي كيف نستثمر هذه العلاقة لنستنتج منها قاعدة للفهم تقوم على الواقع؟ وبطبيعة الحال لا بد من الأخذ بعين الاعتبار حالة الجدل والتلازم بين الخطاب والواقع خلال عصر التنزيل. فمن كل ذلك نستنتج قاعدة للفهم تنص على ان الخطاب الديني يدعم فكرة ترجيح المصالح العامة للواقع على ما يعارضها من احكام النص الجزئية. وحقيقة ان الفقهاء قد اضطروا احياناً الى مثل هذا الترجيح عملياً، وعلى الاقل انهم اضطروا الى ترجيح المصالح العامة على الفتاوى الموروثة التي صُورت بانها دائمة وابدية. وحتى ظهر منهم من يقول بصواب تأثير الزمان والمكان في تغير الفتاوى الاجتهادية، وهناك عنوان لابن القيم الجوزية لأحد فصول كتابه (اعلام الموقعين) يفي بهذا الغرض وصيغته كالتالي: (في تغيّر الفتوى وإختلافها بحسب تغيّر الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد).

الاطروحة العلمانية
-;- ماهي الفواصل الدقيقة بين مشروعكم في (جدلية النص والواقع) والاطروحات العلمانية ؟

- لعل اهم فاصل بين طرحنا والطرح العلماني هو ان الاخير يلغي الاحتكام الى مرجعية النص الديني في اصلاح الواقع الاجتماعي بمختلف ابعاده. فهو يحتكم الى سلطة العقل والواقع من دون وصاية لمرجعية اخرى غيبية او خارقة للطبيعة او نصية او شخص محدد، بل يعول على حكم العقل وجدله مع الواقع فحسب، فهو ملتزم بالعقل الذي وصفه المفكر العروبي قسطنطين زريق بانه الممتحن المنضبط المولّد في قبال الذاكرة الساردة المرددة المقلدة. في حين اننا نقف موقفاً وسطاً بين هذه الاطروحة والطروحات التراثية التي تلغي الواقع من الاعتبار عادة. اذ نؤمن بأثر الغيب في عالم الشهادة ونعول على مرجعية النص، كما نحتكم الى سلطة العقل والواقع. ولا يفهم من كلامنا هذا ان تعويلنا على النص يراد منه في الاساس الجانب الفقهي، بل نقصد الموجهات والمقاصد العامة التي بالغ النص في التأكيد على اهميتها لبناء المجتمع الصالح. فبحسب هذه الاطروحة نحن نتبنى المشروع الديني بغية تطبيقه على العلاقات الانسانية خلافاً للتوجه العلماني الذي ليس له علاقة بهذا المشروع.


اقتباس الافكار من الحضارة الاوروبية
-;- مشروع خير الدين التونسي ومحمد عبده في اقتباس الافكار والمؤسسات من الحضارة الاوروبية بوصف ذلك غير مخالف للشريعة ، الم يكن هذا المشروع الذي يربط بين النص والواقع المتغير جدير بالدرس لحد الان ؟ ماهي مأخذك على هذا المشروع ؟

- لقد ظهرت هذه المشاريع وهي تحمل هذا الاحساس من الشعور بالنقص. لذلك كان طرحها ايديولوجياً ولم يكن ابستيمياً. فمشروع محمد عبده الذي هو اكمل من مشروع خير الدين التونسي كان مصاباً بذات الداء المتعلق بالتوظيف العلمي للخطاب، او بتأويل الخطاب ليطابق مع ما عليه مفرزات العلم الحديث.


مشروع محمد اقبال
-;- مشروع محمد اقبال في الواقع والتخصيص الظرفي ، من وجهت نظري اكثر عقلانية حيث ان نصوص الاحكام جاءت وفقا لما علية طبيعة الظروف في شبه الجزيرة العربية ؟ ماهي مأخذكم بصدد هذا المشروع ؟

- لا شك ان في مشروع محمد اقبال بعض الجدة، فهو يعترف بوجود مصادر معرفية مهمة غير تلك المتعلقة بالنص، ومن ذلك مصدر التجربة والانفس والافاق، رغم انه استدل على مرجعيتها من خلال النص ذاته، فهي بنظره مصادر معرفية بحسب القرآن الكريم. وهو بهذا يعد الواقع مصدراً هاماً من مصادر المعرفة التي دعا اليها الاسلام. لكن هذا المشروع لم يطرح الاشكالية المتعلقة بحالات التعارض بين الواقع ودلالات النص، وكيف يمكن تبريرها ومعالجتها. فهو لم يعالج علاقة الواقع بالنص حسب ابعادها المختلفة، ولم ينشغل باشكالية فهم النص وعلاقته بالواقع.


الواقع وثقافة التسأل
-;- مشروع محمد باقر الصدر في الواقع وثقافة التسأل حيث يجعل الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يطرح اسئلة على النص ؟ ولكن كيف يجب النص على اسئلة حديثة وهو انتاج لحظة تاريخية ؟ ماهو الحل عندما لا يستطيع النص الاجابة على الاسئلة ؟

- من وجهة نظر المفكر محمد باقر الصدر ان النص لا يتخصص مفاده بلحظة تاريخية معينة، فهو لا يختلف في تصوره حول هذه النقطة عن التصور التقليدي العام، وهو ان للنص معان ومعارف تغطي جميع الظروف الزمانية والمكانية، لكن الميزة التي امتاز بها هذا المشروع هو انه اعتبر اظهار الاجابات المتضمنة في النص تتوقف في كثير من الحالات على طبيعة الاسئلة المتشربة بثقافة الواقع. فهذا هو ما يتميز به مشروع الصدر عن التصور التقليدي لسائر العلماء والمفسرين.

الواقع منتج للنص
-;- مشروع نصر حامد ابو زيد كون الواقع منتج للنص ، اي ان النص منتج ثقافي للواقع الاجتماعي لمجتمعات شبة الجزيرة العربية ، وهو لا ينكر مصدرة الالهي ، فهو يحاول درس الواقع الذي ساهم في تشكيل النص ( الابنية الفكرية والاجتماعية والثقافية والتيارات الفكرية والدينية ) ماهي تصوراتكم بصدد هذا المشروع ؟

- لست اختلف مع المرحوم نصر حامد ابو زيد حول العلاقة المتبادلة في الفهم بين النص وسياق الواقع الذي اقترن به، وان البدء في فهم النص يعتمد على معرفتنا بذلك الواقع وما يتضمنه من بنى تحتية وفوقية. فالنص هو لغة، واللغة تحمل الثقافة، وبالتالي يصبح النص وليد ثقافة المجتمع الذي تأسس فيه. لكن اشكالي هو ان من غير الصحيح التوقف عند حدود هذا التضييق في العلاقة التي تربط النص بالثقافة التي ظهر فيها، والا لما كان بالامكان تبرير اي تطور للثقافة والفكر والنصوص. وهنا نحن نتحدث عن اي نص في علاقته بالثقافة. فحتى مع النصوص البشرية هناك تطور في المعاني والثقافة تأتي من خلال النصوص. لذلك فالعنصر الغائب في نظرية حامد ابو زيد هو عنصر (الامكان العقلي المتعالي) على الثقافة السائدة، فمن خلاله فقط يمكن تجاوز هذه الثقافة وطرح البدائل بعد استيعابها او الاعتماد عليها. وهو ما يفسر لنا حالة التطور الحاصلة في الثقافة والنصوص ومجالات التفكير. بمعنى ان في العقل البشري مساحة للخيارات المتخيلة داخل الوسط الثقافي لينتج منها شيئاً جديداً او بديلاً، فلا اقل من الخيار الرافض للثقافة السائدة واستبدالها باضدادها او بصور اخرى متخيلة. وهنا تأتي اهمية ما طرحه لالاند في التمييز بين العقل المكوَّن والعقل المكوِّن. على ذلك لم يكن حامد ابو زيد موفقاً في معالجته لعلاقة الوحي بالكاهن والشاعر، فبحسب وجهة نظره انه لولا الثقافة المبنية على الكهانة والشعر لكان من المستحيل على العربي استيعاب ظاهرة الوحي انذاك. او كما صرح بان وجود الكاهن والشاعر هو الأساس الثقافي لظاهرة الوحي الديني ذاتها. في حين نحن نعلم بان اعتراض اهل مكة على الوحي المحمدي جاء عبر رده الى الكهانة والشعر كما حكى عنهم القرآن الكريم. وبالتالي لم تكن الكهانة والشعر عامل جذب لتقبل الوحي، بل على العكس انهما كانا عامل استبعاد له. ومن ثم فان تقبل ظاهرة الوحي لدى المؤمنين لم يكن بسبب هاتين الثقافتين الانثروبيتين، بل لحاجة انسانية عامة، وما زالت تظهر هذه الحاجة لدى البشر كلما وجدوا امامهم انسداداً كبيراً لمعرفة المجهول الذي يخصهم. فقضية الوحي ليست ثقافية انثروبية بقدر ما هي انسانية عامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س