الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام السوري
يوسف بوقرة
2013 / 9 / 14السياسة والعلاقات الدولية
تشهد الساحة السورية في الآونة الأخيرة عدة أحداث لعل أبرزها ما حدث يوم 21 أوت أو ما بات يُعرف بالمجزرة التي استعمل فيها السلاح الكيمياوي. أولا لابد من التعامل مع هذا الحدث بكل حذر ذلك أنه لم يثبت إلى حدّ الآن نوعية السلاح الذي تم استعماله وما بثته القنوات التلفزيونية من مشاهد لعشرات الجثث العارية وشبة العارية أغلبهم من الأطفال ليس بالدليل الكافي لإدانة هذا الطرف أو ذاك. كما أن التقرير الفرنسي الصادر مؤخرا يشير إلى أن عدد الضحايا كان في حدود الثلاثمائة. وهو رقم أقل بكثير من الرقم المعلن خلال الساعات الأولى من العملية و الذي تجاوز الألف وثلاثمائة.
الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سارعت إلى إدانة النظام السوري وبدأت في الاستعداد سياسيا وعسكريا للتحرك ضد سوريا. عسكريا تحركت البوارج الحربية الأمريكية والفرنسية والطائرات البريطانية في اتجاه شرق المتوسط. أما سياسيا فقد بدأت هذه الدول في البحث عن تفويض محلي وآخر دولي، فمحليا خسر رئيس الوزراء البريطاني جولة التصويت لضرب سوريا في مجلس العموم في انتظار قرار الكونغرس الأمريكي. أما دوليا فمازالت هذه الدول تبذل قصارى جهدها لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين النظام السوري.
عربيا، ومن مفارقات هذا الزمن، لم يبحث بعض زعماء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية عن أي تفويض بل كانوا من أكبر الداعين إلى الخيار العسكري ضد سوريا ولحسن الحظ لم تنعقد قمة عربية طارئة كما حدث صيف 1990 بل اقتصر التحرك العربي على اجتماع لوزراء الخارجية صوّت أغلب الحاضرين فيه على بيان يدين استعمال النظام السوري لأسلحة محرّمة دوليا في وقت كان فيه المحققون الدوليون مازالوا يجمعون الأدلة قصد تحليلها وهي عملية تحتاج إلى ثلاثة أسابيع على الأقل لإثبات استعمال السلاح الكيميائي.
ثم جاءت قمة سان «بترسبورغ» وظهر للعيان أن التحالف الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله بات أمرا صعب المنال خاصة مع وضوح الموقف الروسي حيث أعلن الرئيس الروسي صراحة وقوفه ضد أي عمل عسكري ضد سوريا عندما قال «إن استخدام القوة العسكرية ضد دولة ذات سيادة ممنوع» وإن روسيا «ستساعد سوريا إذا تعرضت لضربة عسكرية كما تساعدها الآن من خلال إعطائها مساعدات عسكرية وإنسانية واقتصادية».
هذا الوضوح في الموقف الروسي إضافة إلى التطورات الحاصلة على الميدان داخل سوريا والنجاحات العديدة للقوات النظامية ساهمت في تغيير مجرى الأمور بشكل واضح. فالنظام الذي اختار الحل الأمني منذ بداية الأزمة لم يزده الموقف الروسي ونجاحه في عدة معارك أهمها القصير ومطار مانغ إلا إصرارا على المضي قدما في نفس النهج. صحيح أنه فقد السيطرة على عدة أجزاء من البلاد ولكنه في الآن ذاته يعدّ نفسه لحرب استنزاف طويلة وما الضربة العسكرية المحتملة إلا جزء من منها.
بشار الأسد ليس كل النظام السوري كما أن النظام السوري ليس كل سوريا. النظام قتل الآلاف ولكن العدوان الآتي لا محالة إن عاجلا أم آجلا سيقتل أضعاف هذا العدد كما أن عواقبه ستلقي بظلالها على المنطقة لعقود طويلة يكون العرب فيها الخاسر الأكبر والوحيد.
إلى كل العرب الذين يدعون إلى ضرب سوريا نقول: تذكروا ما حدث في الجارة العراق، تذكروا أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، تذكروا بول بريمر، تذكروا ملايين الضحايا والمشوهين، تذكروا الحروب الطائفية، تذكروا تقسيم العراق إلى أقاليم ومحافظات كل منها يغني على ليلاه.
سوريا الأمس ليست بأيّ حال من الأحوال سوريا اليوم، كما أن سوريا الموحدة لن تعود سواء بقي نظام الأسد أم سقط.
ساعة الصفر لضرب سوريا قد تكون خلال ساعات أو أيام أو أشهر، قد تكون في شكل ضربات صاروخية أو غارات جوية أو غيرهما من السيناريوهات، قد يسقط النظام وقد لا يسقط لكن عاصمة الأمويين هي حتما الهدف الأكبر تماما كما كانت عاصمة العباسيين منذ عشر سنوات...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - كلام سليم، سوريا أكبر من النظام
أمل مشرق
(
2013 / 9 / 15 - 17:50
)
صدق لسانك
بشار الأسد ليس كل النظام السوري كما أن النظام السوري ليس كل سوريا
والشعب السوري بكل مكوناته أكبر من بشار الأسد وعائلته ومن حزبه ونظامه وأكبر من الإسلاميين الإرهابيينو أنظمة الخيانة والرجعية التتي تتآمر على الشعب السوري
لا نريد التخلص من دكتاتورية البعث البغيض لنسقط في دكتاتورية المذهب الوهابي الإرهابي فالأثنان وجهان لنفس العملة. نريد دولة علمانية مدنية حديثة ودستور حديث يفصل الدين عن الدولة ويضمن التساوي أمام القانون لكل مكونات الشعب السوري الطائفية والإثنية
سوريا لن تسقط بأكذوبة سلاح الدمار الشامل التي كانت الحجة لحرق العراق العظيم، لا مكان لنجس الوهابية على أرض سوريا الطاهرة. سوريا سوف تنهض من تحت الرماد أقوى مما كانت وسوف يعيد كل أبنائها بكل دياناتهم مسلمين ومسيحيين ويهود وملحدين بناءها أجمل مما كانت
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة