الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن يكون صوتكَ في إنتخابات برلمان كوردستان ؟؟

محمد سليم سواري

2013 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لم يبق على عملية إجراء الإنتخابات في إقليم كوردستان إلا الأيام والساعات حيث شهدت وتشهد الحملة الإنتخابية في هذه الدورة نشاطات وفعاليات ومهرجات بلغت أوجها وأعلى المستويات ولم تشهدها دورة برلمانية سابقة لأن الوضع الإقليمي والعراقي بصورة عامة ووضع كوردستان بصورة خاصة أصبح الآن على المحك أكثر من أي وقت مضى ولإعتبارات ومواقف خاصة تشهد التغيير والتذبذب والتردد بين يوم وآخر .
وهنا ليس من المنطق أن نثبت كلاماً جزافاً ونُقييم فيها طرفاً أو حزباً أو جهة كوردية ونفضله على حساب طرف أو حزب أو جهة أُخرى ونَغبن هذا على حساب ذاك ، ولكن المتابع للتجربة الإنتخابية والمسيرة الديمقراطية في كوردستان وخلال فترة الإحدى والعشرين سنة الماضية من عمرها لابد وأن يدرك أولاً على أهمية هذه العملية ، حيث أن النظام السابق في حينه عمل الكثير وراهن على الكثير لإفشال تلك الممارسة وهي تعاني آلام المخاض الأول في بداياتها بل وبذل المستحيل لفتح أكثر من قناة ومع أكثر من طرف في كوردستان وبالوعد تارة والوعيد تارة أخرى لإجهاض تلك التجربة الديمقراطية ولكن الرهان فشل وذهب أدراج الرياح أمام صمود القادة الكورد والشعب الكوردستاني وإصرارهم على خوض تلك التجربة ومهما كان الثمن ، لأن النظام البائد كان يعلم علم اليقين بأن هذه الممارسة الديمقراطية يعني الكثير وسيكلفه الأكثر .
واليوم وبعد هذه التجربة الناهضة في كوردستان وبعد كل الذي جرى وقيل ليس من باب التزكية أو المزايدة ، بل من باب الشيء بالشيء يذكر ومن الوفاء أن نؤكد بأن حكومة الإقليم وشعبه حققوا الكثير خلال هذه المرحلة ويكفي ان نقول شيئاً واحداً هو أن الإقليم وشعبه يتمتعون بالقسط الكبير من الأمن والأمان والمستوى المقبول من الخدمات في مجال الكهرباء والماء والصحة والتربية والتعليم لا تتمتع بها كل المحافظات الاخرى في العراق بالرغم من الميزانية الضخمة والخيالية ، بل وحتى أن دولاً كثيرة أخرى في المنطقة لا يتمتعون بهذا القدر من الأمان والخدمات ، ولكن علينا أن لا ننسى بأن الطريق مازال طويلاً وشائكاً وهناك الكثير يجب تحقيقه بل وأن هناك الكثير كان يمكن تحقيقه لولا إنشغال الأحزاب الموجودة على الساحة بامور الكسب الحزبي وتفضيل المصلحة الحزبية أو حتى العشائرية والعائلية على مصالح الشعب فكان الحرب والإقتتال الداخلي وأنهار من دماء الاخوة وضياع ووأد الكثير من الفرص أو تأجيلها وتأخيرها .
وما أحوجنا اليوم جميعاً بأن نشخص مواضع الخلل ونقاط الضعف ومرتع الهفوات وما على كل المعنيين بالشأن الكوردي والقضية الكوردية من القادة والأحزاب والشخصيات السياسية والثقافية إلا المزيد من الحذر واليقظة والعمل بروح المسوؤلية وليس المطلوب فوز الشخص الفلاني أو الحزب الفلاني إلى عتبة البرلمان ولكن الأهم أن يمثل هؤلاء بحق التجربة الكوردستانية وعلى هذا يتوقف الكثير لكي تكون لتجربة الأقليم الرصيد الوافر من النضوج والتطور وحفظ الحقوق وتطبيق القانون ومغادرة المحسوبية والفساد المالي والإحتكام إلى صوت القانون والحق ، لكي تنال تقدير وإحترام الأعداء قبل الأصدقاء ولدى كل المحافل الدولية لكي يقتنع هؤلاء بعظمة هذا الشعب وتجربته الرائدة ليفكروا بالخطوة الاخرى على المسار الصحيح وهو إستحقاقهم في تقرير المصير !!
وليس من الصعب أن نشخص كل الإيجابيات والسلبيات في هذا المحور وذلك بتوجيه أكثر من سؤال وسؤال حيث يفرض نفسه وبإلحاح الآن ونحن أمام هذه التجربة الديمقراطية ، هل أن الإنتخابات ستفرز أشخاصاً وكوادرَ مهنيين بخدمة الشعب للسير بمركب الإقليم نحو شواطئ الأمن والسلام ؟ هل ستستفيد الأحزاب المتنفذة في الأقليم من تجاربها السابقة لتحقيق وعودها للمواطنين ؟؟ حتى أن المواطن قد ملَ من تلك الوعود ، والقسم منهم قرر في قرارة نفسه عدم المشاركة في هذه الإنتخابات لقناعته بأنها عديمة الجدوى في مسار التغيير والتقدم !! هل إستفاد المواطن من التجارب السابقة ونال قسطاً من الوعي والثقافة ليمنح صوته للذين يعملون له لا للذين يوعدونه ويعرفون قدره وثقله فقط عند الإنتخابات حيث المجاملات والزيارات والمسح على الأكتاف ؟ وهل أن هؤلاء المنتخبون كأقرانهم السابقين سيكونون بيادقَ شطرنج يتلقون الأوامر والإيعازات من أحزابهم وأسيادهم حتى ولو كانت عكس كل قناعاتهم وعلى حساب المصالح الوطنية والقومية ؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة والعشرات من الأسئلة الاخرى ليس بالأمر السهل ، لأن كل هذا يتوقف على وعي المواطن بل قناعته التي تتحكم فيها العديد من العوامل الخارجية والنفسية وحتى المعاشية ، وعلى المواطن أن يعرف جلياً بأنه بصوته يستطيع أن يفعل الكثير وأن كل البلدان التي شهدت وتشهد المراحل المتطورة من التقدم وإحترام العدالة والإنسان قد وصلت إلى ما هي عليها الأن لأن مواطنيها يحملون قدراً من الجرأة والصدق مع أنفسهم ومع الحياة ولا يتسمون بالمذاجية والإزدواجية والأنانية ، وعليه أن لا يمنح صوته إلى مَن هو من العائلة الفلانية أو العشيرة الفلانية أو حتى الحزب الفلاني بل يمنحه للإنسان الفاعل بعمله وإخلاصه وتفانيه ، وعليه أن لا يمنح صوته إلا للذي يستحقه ويرفض كل الإملاءات التي لا تنسجم والمسيرة الديمقراطية وعلى حساب خدمة الشعب ، عليه أن يمنح صوته لكل من يترفع ولو على الجزء البسيط من نوازعه وأنانيته ومصالحه الذاتية ، يمنح صوته لمن له الإرادة على تغير خارطة التنمية والبناء والإعمار في كوردستان وفي مقدمتها إعمار وبناء الأربع آلاف وخمسمائة قرية دمرت من على خارطة كوردستان ، يمنح صوته لمن له القابلية والجرأة والكارزما على تغير الخارطة الزراعية والسياحية في كوردستان والتي وصلت في السنوات الاخيرة إلى الدرك الأسفل ، يمنح صوته لكل من يؤمن بحق المواطن في الحياة الحرة الكريمة وإبداء الرأي وتطبيق القانون على الكل ويكون القانون من أجل تحقيق العدالة وأن لا يتصور أي إنسان بأنه فوق القانون وأن كوردستان ضيعة وثرواتها ورث له وله فضل ومنة على الآخرين ، أن يمنحوا أصواتهم لأشخاص ذو نفوس نزيهة وقامات شامخة بالحق حيث يدخلون قاعة البرلمان وينسون بأنهم من الجهة الفلانية أو الحزب الفلاني ويؤمنوا إيماناً راسخاً بأن كوردستان أرضاً وشعباً فوق الكل وأن أدائهم لعملهم هو شرف المسؤولية والإلتزام الأخلاقي لإرضاء الشعب قبل أرضاء أي حزب أو شخص لأن الشعب هو الخالد والآخرون زائلون وراحلون (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية