الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أي ميثاق شرف يتحدثون

عواطف عبداللطيف

2013 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


-
الناس فقدت الثقة بالقيادات السياسية،والعراقي لم يعد يصدق بشيء ففي هذا العصر الموغل في السباق المحموم نحو التسلح والدمار على حساب التنمية الإنسانية لا نملك إلا أن نتحسر على الواقع المرير الذي تعيشه بلداننا وعلى الأرواح التي تزهق كل يوم والدماء الزكية التي تسفك كل ثانية والجهل المتفشي والعدل المفقود بالرغم من وجود الأمكانيات الكبيرة والموارد والثروات قياساً ببقية بلدان العالم.

عن أي ميثاق شرف يتحدثون!!!

والشرف الوطني فوق كل شيء فأين الشرف من ميثاق الشرف ومشكلتنا السياسة كبيرة وخلاف الساسة هو السبب الرئيسي وخاصة في حالة التضليل التي يمارسونها في التعاطي مع الأزمات الخطيرة التي تهز البلد وتعصف بمستقبله ، وكلما كبر هذا الخلاف وتعثرت العملية السياسية نتيجة الخلافات المصلحية شمرَّ الإرهاب عن وجهه ,,ومنفذي الهجمات الإرهابية يعملون بكل سهولة وحرية ,,لذا فالمسؤولية كاملة تقع على عاتق المسؤولين فيما وصلنا إليه وفيما حدث ويحدث طيلة السنوات العشر العجاف وعليهم بمحاسبة أنفسهم أولاً وآخراً فأموال الشعب تتفرهد عندما يتفقون ونهر الدم يكبر عندما يختلفون.

ثم إننا لا نعلم هل سيلغي هذا الميثاق التهم التي وجهها واحدهم للثاني من على شاشات التلفاز والتي يندي لها الجبين بالإرهاب وسرقة أموال الشعب وتهريبها والصفقات المشبوهه والشهادات المزورة والعمالة مع الخارج ويتناسون كل ذلك وهم يهتفون ويعجنون ويخبزون لمصالحهم الشخصية والوطن والشعب غائب من حساباتهم مادام أهلهم وأقاربهم في آمان لن يطالهم شيء مما يحدث.

وهل سينهي هذا الميثاق استهداف واحدهم الآخر بعد اليوم وهل سيصبح القاتل بريء والسارق نزيهه وينتهي كل شيء وتنتهي معها لغة التهديد والوعيد بكشف المستخبي والمستور وهم ينامون على الحرير والملايين من اليتامى والأرامل يهدهم الجوع والعطش غير آبهين بشيء ,,متناسين إن التاريخ يسجل والحساب سيكون عاجلاً أو آجلاً عن كل روح زهقت وعن كل فلس حرام سرق وسوف يقبح الله وجوههم في الدنيا والآخرة.

يرفعون شعار الدين وليتهم يخبروننا
أي دين يقبل بالسرقة والغش والكذب
أي دين يقبل بالقتل
وأي دين يقبل بالظلم والإرهاب

متى يلتفتون لهذا الشعب الذي اختارهم وهو يموت على يد عناصر تدربت في الخارج وتعمل بكل حرية ويسر لتنفذ مخططات مرسومة ومعدة بشكل متقن في الداخل والاختراقات الأمنية الشماعة التي يتعكزون عليها والأموال تهدر في عقود فاسدة لم يطالها القانون ولم يحاسبهم أحداً عليها لتوفر لهم الحماية .

الكل أبناء هذا الوطن والكل ضحى من أجله وشارك في بنائه ودافع عنه ثم جاء المحتل ليزرع سياسة فَرِّقْ تَسُدْ التي تحقق مآربه في سرقة خيراتنا والتلاعب بمصائرنا والنيل منا واحداً تلو الآخر وما حدث ويحدث الغرض منه هو تفتيت وحدة الشعب وتهجير أبنائه وكفاءاته ضمن خطة سياسة محكمة الجوانب في عملية سياسية معقدة ليبقى العراق ضعيفاً يسهل السيطرة عليه وبحاجته إليهم ولأياديهم التي تعبث في الخفاء وتتدخل وتخطط لتنفيذ تلك الأجندة المعدة في الخارج فالطائفية هي سلاح المستعمر لنيل ما يريد بيسر .

فما ذنب المواطن وقد فقد أبسط حق من حقوق الإنسان وهو العيش بإمان,والعيش كإنسان له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ,إنسان محترم في بلده وخارجه ولا يستجدي على بوابات سفارات الدول سواء أكانت عربية أو أجنبية وصفة الإرهابي تلاحقه أينما حلَّ ,إنسان تتوفر له الخدمات ككل المواطنين في العالم,إنسان يتنعم بخيرات بلده هو لا غيره والتي نسبة 80% منها تذهب رواتب وحمايات ووظائف وهمية ومخصصات وإيفادات وسرقات ودعوات ومؤتمرات لا تقدم ولا تؤخر بشيء ,, متناسين الأرامل والفقراء والأطفال والمعوقيين والشيوخ والعجزة ومشاكل البيئة والطاقة والمجاري والبنية التحتية والأمطار والأمن يقابلها تصريحات جوفاء ومساومات وتنازلات وتستر على المطلوبين أو تهريبهم في ضل غياب السلطات من أجل الكرسي هذا الكرسي المصنوع من براميل نفط والمغلف بالدولارات الخضراء والمطلي بالخيرات في بلد أنعدمت فيه أبسط أسس الرقابة بلد غارقاً في فساد مالي وإداري من رأسه إلى أخمص قدميه.

متى ينام العراقي هانئاً في بيته ويعود مثقفية من الخارج
متى ينتهي مسلسل التهجيرالقسري والقتل على الهوية
متى سيعود الوطن لأهله
متى نعي حجم المأساة التي نعيش فيها
متى يعيش الإنسان العراقي بكرامة وقلوبنا تتقطع ونحن نلاحظ ما يحدث مخترقين كل الأنظمة والقوانين الوطنية والإقليمية والدولية وما يخطط ويدور من أجل بقائنا فيما نحن فيه.
متى يتم العمل من اجل العراق فقط بعيدا عن التحزب والطائفة والدين بكل أطره .
متى يشعرون إن هناك وطن يصرخ من أعماقه
متى يشبعون وهناك شعب يموت
متى تهتز الشوارب!!!!!
و يرتفع صوت الحق
وتعلو المصلحة الوطنية فوق كل شيء
طفح الكيل
-
عواطف عبداللطيف
22-9-2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة