الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس .. تحديات مصيرية

نجيب الخنيزي

2013 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


حماس .. تحديات مصيرية
تعيش حركة حماس في الأونة الأخيرة وضعا لا تحسد عليه ، حيث باتت تواجه أزمة داخلية متصاعدة ، و تحديات واستحقاقات مصيرية ، هي الأخطر منذ تأسيسها ، وسيتحدد وفقا لنتائجها إلى حد كبير مستقبل الحركة لسنوات قادمة. تلك التحديات ليست إسرائيلية في المقام الأول ، خصوصا بعد اتفاق التهدئة المبرم بين الحركة وإسرائيل و الذي رعته حكومة الرئيس ( الإخواني ) المخلوع محمد مرسي في نوفمبر 2012 في أعقاب العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة ، والذي تضمن وقف اطلاق الصواريخ والهجمات من غزة صوب إسرائيل في مقابل انهاء الاغتيالات والتوغلات الإسرائيلية في القطاع ، وهو ما عد انتصارا من قبل الحركة , وانجازا من قبل الرئيس السابق الذي وظف دالته ونفوذ جماعة الإخوان المسلمين ( الحركة الأم ) في مصر . التحديات القديمة / الجديدة التي تواجهها حماس تتمثل في الوضع الفلسطيني الداخلي ، و كذلك الوضع العربي / الإقليمي المتداخل والمتشابك معه ،إذ تعيش في الوقت الراهن أسوأ أوقاتها على الإطلاق ، فعزلتها تتفاقم في ظل خسارتها لحلفائها القدامى في ما سمي " معسكر الممانعة " ولحلفاءها الجدد، وخصوصا بعد التغييرات الأخيرة في مصر التي اسقطت حكم الإخوان المسلمين. السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل أزمة حماس مردها سوء الحظ ؟ أم سوء التقدير ؟ أم هما الإثنان معا ؟ حركة المقاومة الإسلامية التي تختصر بحماس أعلنت عن قيامها في 15 ديسمبر 1987 و تشكلت من قبل قيادات وكوادر تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وتحديدا في قطاع غزة و التي كانت لأمد طويل تعمل كفرع للجماعة الأم في مصر ، قبل استقلاليتها التظيمية ، وقد جاء في بيان التأسيس بأن الحركة تستند في استراتيجيتها على قاعدة الكفاح المسلح من أجل تحرير كل فلسطين، وقد امتد النشاط السياسي والعسكري لحركة حماس ليشمل عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة . وفي مواجهة ما تعتبره حماس تفريطا بالقضية والحقوق الفلسطينية ، عمدت حماس إلى تقوية روابطها وصلاتها السياسية والعسكرية والمالية مع ما يسمى " بمعسكر الممانعة " والذي يضم إيران وسوريا وحزب الله إلى جانب بعض المنظمات الفلسطينية وأبرزها حركة الجهاد الإسلامي ، كما اصبحت سوريا مركزا و محطة رئيسية لقيادة حماس في الخارج . اللافت ان حماس التي قاطعت الانتخابات التشريعية الفلسطينية المتتالية تحت حجة انها تكرس اتفاقات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل والتي تتضمن خيار الدولتين والاعتراف بالدولة العبرية ونبذ الكفاح المسلح واللجوء إلى المفاوضات السياسية ، غير انها عادت و قررت فجأة المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي في يناير 2006 و التي حققت فيها فوزا كاسحا ما أهلها لتشكيل الحكومة بمشاركة حركة فتح ، غير أن المناكفات و الصراعات ما بين حركتي حماس بدأت تتصاعد حدة ، وخصوصا بعد قرار إسرائيل الإنسحاب العسكري من قطاع غزة ، وهو ما عدته حركة حماس انتصارا خالصا لها . وعلى اثر إقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للحكومة التي يترأسها اسماعيل هنية ( حركة حماس ) عمدت حماس إلى بسط سيطرتها على كامل قطاع غزة. كما هو معروف فأن ثورات ما يعرف " بالربيع العربي " اندلعت تحت شعارات مدنية / وطنية، كالحرية والكرامة والمواطنة والعدالة الاجتماعية ، وكان حضور القضية الفلسطينية في تلك التحركات شبه غائب ، غير انه نجم عنها تصدر جماعات الإسلام السياسي ( شقيقات حماس ) للمشهد العربي العام ، وخصوصا بعد وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في تونس ومصر وتعزيز نفوذهم في ليبيا واليمن ، وتسلمهم لرئاسة الحكومة في المغرب . والأمر ذاته ينطبق على الثورة السورية حيث كان الرهان على دور قيادي وبارز للإخوانفي مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد ، وهو الأمر الذي عولت عليه كثيرا حركة حماس ، علما بأن جماعات الإسلام السياسي التي وصلت إلى السلطة لم يشف منها أي موقف نظري أو عملي في انتهاج سياسة جديدة أو مغايرة إزاء القضية الفلسطينية مقارنة بأنظمة الحكم المنهارة ، بل انها عمدت إلى نيل ثقة الولايات المتحدة و الغرب عموما باعتبارها الأكثر قدرة على تمثل مصالحه ، وبما في ذلك احترام اتفاقيات السلام والتطبيع مع إسرائيل ، وهو ما ينطبق بشكل محدد على مصر حيث تفرد الإسلام السياسي بالسلطة السياسية والتشريعية الكاملة . إزاء تلك المتغيرات السريعة كان يتعين على الشعب الفلسطيني ، والمنظمات والفصائل الفلسطينية باعتبارها حركة تحرر وطني لها أولوياتها الوطنية وتكافح ضد الإحتلال ، و من اجل نيل الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني وهو ما يستدعي النأي عن التورط في الصراعات الداخلية في البلدان العربية الأخرى ، خصوصا وأن هناك تجارب فلسطينية مريرة سابقة كما هو الحال قي الأردن ولبنان ، وتأييد احتلال صدام حسين لدولة الكويت في اغسطس 1990 . على هذا الصعيد هناك اتهامات لحركة حماس بالتورط بشكل مباشر في ما جرى ويجري في مصر وسوريا وتونس ولبنان وغيرها .. وهو ما جعلها طرفا في معادلة الصراع الداخلي في تلك البلدان وفقا لمتبنياتها العقائدية ( الأيدلوجية ) وممارساتها النفعية والانتهازية ، وهو ما أفقدها ثقة الأطراف الأخرى . خرجت حماس بإرادتها من سوريا على أساس انها وجدت تعويضا لها في مصر الإخوانية ، وعلى خلفية المواقف المتناقضة إزاء الصراع في سوريا ساءت علاقاتها مع إيران وحزب الله . غير أنه مع سقوط حكم الإخوان في مصر ، طالب الحكم الجديد واجهزة الإعلام المصرية حركة حماس بعدم التدخل في الشئون الداخلية لمصر وجرى توجيه الإتهام لحركة حماس بتدريب ودعم المليشيات التابعة للإخوان وكذلك للمجموعات المسلحة الإرهابية العاملة في سيناء . إزاء خسارة النظام الإخواني في مصر ، تسعى حركة حماس من جديد إلى اعادة ترميم علاقتها المتصدعة مع إيران وحزب الله ، وربما مع النظام السوري في حال بقائه ، وقد تنجح في هذا المسعى ما دامت هناك مصالح مشتركة تجمعهم . أخيرا كيف ستواجه حماس استحقاق المصالحة الوطنية ، و حال التبرم والانقسام في داخل صفوفها و تنامي السخط و الغضب بين سكان غزة إزاء سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ، ونهج الإستفراد في حكم القطاع ، وهو ما أفرز حركة تمرد الفلسطينية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حماس والهدنة - تكتيك أم استراتيجية
رمضان عيسى ( 2013 / 9 / 23 - 23:45 )

حرب الرصاص المصبوب جاء بمبادرة اسرائيلية على التوسع في الهجمات الصاروخية من غزة باتجاه اسرائيل ، وتصريح مشعل بأنه ليس لدينا النية لتمديد هدنة في غزة ، وعلى أثر هذا هاجمت اسرائيل غزة ، أما الحرب الثانية فكانت غير مخطط لها إلا باغتيال الجعبري ، فردة فعل المقاومة آنذاك جعلت اسرائيل في موقف الرد فهي تريد أن تغتال وتسكن فترة ثم تغتال وهكذا ، ولكن حساباتها لم تقف عند هذا الحد فقد اشتعلت الحدود ووصلت الصواريخ الى تل أبيب ، فكان لها تأثير على الداخل أكثر من حجمها . وجاءت هدنة - مرسي - وتلقفتها حماس واسرائيل ، كل له أسبابه وتكتيكاته ، فاسرائيل تريد رعاية مصر ولجمها لغزة كما ترعى اتفاقية كامب ديفيد وحماس تريد غزة هادئة لكي تتوطد أكثر في غزة ولوجود سيناء وأنفاقها تحت اليد وامكانية توتير الحدود فيها كبديل عن حدود غزة ، من هنا أصبحت الهدنة في غزة استراتيجية ، يجب المحافظة عليها ومنع أي توتير مع اسرائيل فيها ، أما في سيناء فليكن ما يكون لكن بأسماء مختلفة غير حماس ، ولكن 30يونية قلبت مرسي وكل المخطط والأنفاق ، فاشعارات الربيع العربي لا تخص فلسطين ، بل الخبز والحرية . وهذا يتطلب حسابات جديدة .

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير