الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرصاصة السحرية

عبدالله الدمياطى

2013 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أصبح الإعلام السمة المميزة للعصر، وأضحى تأثيره في حياتنا طاغيًا لا يستطيع معه أي فرد في أي مكان أن يتجنبه، إنه يصنع العقول ويحركها، يغير اتجاهات الأفراد ويوجههم إلى حيث يشاء، بل هو يصنع الأحداث، بل ويصنع الأخبار، فللإعلام دوراً رئيسياً في تكوين أفكار الشعوب و التحكم في سلوكياتها وأصبح مؤثرًا ومحركا بل ومتحكما للجماهير ويوجهها بالاتجاه الذي يخدم هدف النظام في الوصول الى هدفه عبر وسائل شتى وبأساليب تختلف حسب طبيعة المهمة الموكلة للأعلام ان يقودها او يتبناها .
لم يعد خافيا أن الإعلام منذ تطوره تحول إلى أداة دعائية كبيرة في الصراعات بين الدول والجماعات السياسية المختلفة، ومع كل هذه الصراعات التي يقوم بدور البطولة فيها الاعلام اطلقت نظرية الرصاصة السحرية او الطلقة السحرية وقد ركزت هذه النظرية على كيفية تحويل وسائل الأعلام الى وسـائل دعــاية، وتحويل الخـبر الصـحافي أو الإذاعي أو المصور الى صـدمة نفسية، الى طلـقة سحرية، او الى إبـرة مخـدرة تزرق تحت الجـلــد وهى تعنى ان الرسالة الاعلامية لها تأثير قوى وفعال في المجتمعات فهذه الرسالة اذا صوبت لا تخطأ الهدف مهما كان له قوة دفاعية فهي كالرصاصة لا يمكن الهروب منها، واصحاب هذه النظرية يروا ان جمهور المتلقين وهم أفراد معزولون ومجهولون عن بعض، يعيشون في المجتمع كذرات وحيدة ويتلقون الرسائل الإعلامية وهم في أماكنهم، من وسائل الاعلام المختلفة المسموعة منها والمقروءة وقد يكون العامل المرتبط بانعزال الإنسان عن الآخر وخضوعه لتأثير وسائل الإعلام؛ وفر بيئة ملائمة لوسائل الاعلام لتلاعب بعقول الرأي العام، بعد أن تحول كل فرد إلى ذرة معزولة تستجيب وحدها لأوامر وسائل الإعلام، فالمتلقي يتأثر تلقائيا بما يراه ويسمعه ويقرئه وهذا التأثير قوى وفعال يبلغ حد الهيمنة عليه ،هذا التأثير لا يظهر مباشرة على الفرد ولكن بعد فترة من خلال تراكم المتابعة الاعلامية فالعرض الهائل للأفكار والرسائل المبثوثة عبر وسائل الاعلام المختلفة تؤثر بشكل ملحوظ على المتلقي في فترة قصيرة، وتترك هذه الافكار والرسائل اثرا عميقا في حياة الفرد والمجتمع فهذه الرسائل لا تقوم ببث افكار ايجابية تفيد المجتمع او تساهم في افهام الناس، بل تبث الينا افكار مسمومة تستهدفنا وتؤثر على قيمنا
تعتبر وسائل الإعلام سلاحًا إيديولوجيا قويًا للسيطرة على الجماهير، وجعلهم يخضعون خضوعًا إراديًا طوعيًا للنظام المتحكم، ويسيرون وفق مقتضياته وتصوراته، ولذلك فنحن نرى ان النظام المتحكم في وسائل الاعلام ينتج لنا أفكارًا وقيمًا معينة في وقت معين، وتصبح هذه الأفكار هي الأفكار المهيمنة والمؤثرة على المجتمع بأسره، فهو يقوم في بعض الاوقات بتحويل اهتمام الجماهير إلى مسائل أخرى فرعية مثل مباريات كرة القدم وبذلك فإنه يلهي الجماهير عن همومهم ويشغلهم عما يعانون منه في حياتهم من مشكلات، ويؤدى ذلك إلى الإحساس بشيء من السلبية واللامبالاة، وذلك كله يخدم الطبقة الحاكمة في الحفاظ على الوضع الراهن.
ان نظرية "الرصاصة السحرية" ومفعولها العجيب الذى يؤدى الى تحريك وتأجيج وتفتيت المجتمعات العربية، فقط غرفة مظلمة قد تدمر وطنا وتقوم بتحويلنا إلى شعوب متناحرة، من هنا يتعين علينا أن نكون أكثر وعياً بالإعلام وبإبره التخديرية ورصاصاته السحرية المخترقة للعقول والأفئدة!.
والان ومع وصول الطغاة الى الحكم .. تزداد الرسالة الاعلامية شراسة ووقاحة..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح