الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يصعب عليه ضرب سوريه عليه تقبيل يد ايران

محمد باني أل فالح

2013 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


عقدت في نيويورك جلسة مشتركة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والسيد محمد حسين ظريف وزير الخارجية الإيرانية على خلفية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة هناك وجاء اللقاء بين ساسة الطرفين بعد جفاء لفترة طويلة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود وجملة من العقوبات الاقتصادية ضد إيران والمباحثات المتكررة حول ملف ايران النووي الذي أثار عدة شكوك في نوايا طهران حول استخدام البرنامج النووي للأغراض السلمية وتكرر تدخل الجانب الإيراني في شؤون الدول الإقليمية في المنطقة ومنها لبنان وسوريا والبحرين وعدة ملفات منها دعم حركة حماس وحزب الله وقد جاء ذلك الاجتماع المشترك بعد اللغة المعتدلة التي تحدث بها الرئيس روحاني بعد توليه رئاسة الجمهورية الإيرانية عكس لغة خلفه محمود نجاد المتشددة الأمر الذي مهد للطرفين في الدخول في مفاوضات مشتركة والتقارب في وجهات النظر بعد اتصال الرئيس أوباما بالرئيس الإيراني حسن روحاني والذي يعد الاتصال الأول منذ الثورة الإيرانية عام 1979 حيث تم النقاش حول التوصل الى أيجاد حل حول أزمة الملف النووي الإيراني ويمكن ملاحظة عدة نقاط تتقاطع في أصل الحوار بين الطرفين حسب وجهة النظر الأمريكية منها التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة ومنها سوريا والبحرين وإمكانية الحد من تدخل الحرس الثوري وفيلق القدس في الصراع السوري وإقناع حسن نصر الله وحزب الله العراقي من الاشتراك في الصراع الدائر في سورية رغم عدم قدرة السيد حسن روحاني من السيطرة على الحرس الثوري وفيلق القدس ذلك ما يعني بقاء تلك الأزمة متفاعلة في جميع جوانبها ناهيك عن السلطة الحقيقية في أدارة الحكومة الإيرانية التي يتقمصها أية الله علي أكبر ولايتي وسلطة ولاية الفقيه في أدارة شؤون البلاد الأمر الذي يقلص من صلاحيات الرئيس روحاني في أدارة المباحثات مع الجانب الأمريكي ويضاعف من فرص إسرائيل وبعض دول الخليج في زعزعة ثوابت القناعة الهشة التي تتبناها الحكومة الأمريكية تجاه حكومة روحاني والتي ترى في التقارب الأمريكي والإيراني خرق لمبادئ العمل المشترك بين تل أبيب والبيت الأبيض وكذلك الأمر بالنسبة لدول الخليج التي ترى في إيران عدوا حقيقيا يجب كبح جماحه والتصدي له وبذلك فأن معوقات ذلك التقارب تبدو شائكة بالقياس لأدوات التنافر التي يرتسم إطارها وفق السياسة الدولية والإقليمية وانتهاء أسباب العداوة الممتدة لفترة طويلة بين الطرفين بلقاء جرى على عجالة في أودية الأمم المتحدة .
لذلك فأن صعوبة أعادة العلاقات الأمريكية والإيرانية الى سابق عهدها كما كانت في زمن شاه إيران أمر يبدو صعب المنال وفق معطيات عدة منها سلمية البرنامج النووي الإيراني الذي يشكك الغرب بمصداقيته الى جانب التوسع الكبير من قبل حكومة طهران في بناء المفاعلات النووية وتوفر الغطاء الروسي لتلك المفاعلات هناك وامتلاك إيران لترسانة ضخمة من السلاح المتطور في مجال الغواصات البحرية والصواريخ بعيدة المدى وسلاح الجو والطائرات المسيرة بدون طيار إضافة الى التهديدات الإيرانية المستمرة للوجود الإسرائيلي في المنطقة الأمر الذي يثير الرأي الأمريكي بسبب الاتفاقيات المشتركة بين تل أبيب وواشنطن التي تتبنى من خلالها الحكومة الأمريكية ضمان أمن إسرائيل وتأتي العقوبات الأمريكية والحصار الذي تفرضه على إيران منذ القرن الماضي أولى العقبات التي تريد الحكومة الإيرانية التخلص منها بسبب المشاكل الاقتصادية العديدة التي خلفها ذلك الحصار وما يعانيه الشعب الإيراني من أزمات اقتصادية ومعيشية أدت الى تدهور الوضع المالي للمجتمع الإيراني بعد تقلص صادرات النفط الإيراني الى الخارج ولذلك جاء تفويض الشعب الإيراني للرئيس روحاني أثناء الانتخابات بعد أن تبنى روحاني سياسة الاعتدال والحوار بشأن الملف النووي وفك الحصار الأمريكي وانتعاش الوضع الاقتصاد الإيراني المتدهور وبذلك فأن من موجبات التقارب الإيراني الأمريكي تبرز في مجال الحد من التوجه العدواني للسياسة الإيرانية تجاه إسرائيل والحد من نشاط حزب الله المعادي لها في لبنان وتلك تعد محور الخلاف الرئيسي بين البلدين والتي على أساسها يمكن بناء روابط مشتركة بينهما وتحديد سلمية المفاعل النووي الإيراني أو تبني سياسة الاعتدال تجاه الوجود الإسرائيلي في المنطقة ومن خلال ذلك وذلك فقط يمكن قيام علاقات مشتركة بين الطرفين والاعتراف بالوجود الإيراني كقوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط التي ليس هناك شك في وجودها برغم العداء الأمريكي والحصار المفروض على إيران منذ ثمانينيات القرن الماضي وحرب الخليج الأولى التي استمرت أكثر من ثماني سنوات التي أدارتها الولايات المتحدة وأنابها العراق في القيام بها ورغم كل ذلك جاءت الأمور بما يخالف نهج السياسة الأمريكية في الحد من تطور إيران وامتلاكها للسلاح النووي الذي لعبت أحداث التسعينات من القرن الماضي بين روسيا وأمريكا في امتلاك إيران لذلك السلاح أبان تفكك الاتحاد السوفيتي على يد غورباتشوف وانتقال الكثير من قطع السلاح والتكنولوجيا العسكرية الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتواجد الكثير من الخبراء الروس في معامل أنتاج الأسلحة العسكرية المتطورة ومن الواقع المنظور لدول منطقة الشرق الأوسط بعد قيام الحرب في سورية واحتدام الصراع هناك بين طرفي الصراع الدولي المتمثل بوقوف روسيا الى جانب الحكومة السورية واصطفاف الحكومة الأمريكية الى جانب دعاة الثورة من عصابات الجيش الحر وزمر القاعدة التي قامت بشن هجماتها وقتل الأبرياء من الشعب السوري وتهديم المبان السكنية وتدمير البنى التحتية بتمويل من بعض الأنظمة العربية التي تعزف على وتر الطائفية في محاولة منها لفك محور إيران سوريا ولبنان وقد باءت تلك المحاولات بالفشل رغم الأموال الضخمة التي قدمت لدعم تلك العصابات الإجرامية في حربها ضد الشعب السوري التي جاءت مؤخرا بجريمة غوطة دمشق وضربها بالكيمياوي من قبل عناصر الجيش الحر الأمر الذي حرك الرأي العام ضد سوريا بمعونة الدول الغربية وأعلام بعض الدول العربية المغرضه التي حاولت إدانة الحكومة السورية من خلال ذلك ولكن جاءت الأمور بخلاف كل التوقعات بعد الفيتو الروسي والصيني المشترك لجميع القرارات التي تنص على توجيه الاتهام الى حكومة بشار الأسد لينتهي الأمر بقرار مجلس الأمن بتفكيك السلاح الكيمياوي وموافقة الحكومة السورية ومن خلال ذلك الواقع المنظور فأن من يعجز على القيام بمعاقبة النظام السوري أو توجيه ضربة عسكرية له عليه أن ينحني لتقبيل يد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أذا ما أراد معادلة ميزان القوى في المنطقة وحماية مصالحة ومصالح بقية الدول الحليفة وجعل منطقة الشرق الأوسط تنعم بالسلام بعد فشل نظام العقوبات الاقتصادية المفروض على الشعب الايراني طيلة ثلاثون عاما وتنامي قدرات القوات العسكرية الإيرانية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة