الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية حينما تعزف اللاءات

علي العبادي

2013 / 9 / 29
الادب والفن


مسرحية
حينما تعزف اللاءات
تأليف: علي العبادي

شخصيات المسرحية:
1-الجسد
2-العقل
تفتح الستارة .. الفضاء المسرحي يتدلى من فوقه ساعات مختلفة متوقفة لا تعمل موزعة على حجم الفضاء.
(مشهد استهلالي)
يبتدئ المشهد بموسيقى ملائمة له وتنسجم مع حيثياته، بعد نوم عميق يستيقظ العقل ومن ثم الجسد وكأنهما تذكرا شيئا ما، ينظر كل منهما الى ساعتيهما اليدوية يكتشفان ان الساعتين متوقفتان عن العمل يركضان في ارجاء المسرح باتجاه الساعات المتدلية لعلىهم يعثرون على واحدة منهما تعمل لكي يتمكنا من معرفة الوقت، بعد ان اتعبهما البحث يجلسان، يبدأ احدهم يلوم الاخر، يتصارعان ايمائياً ومن ثم يخفت الصراع الى ان تنتهي الموسيقى.
العقل: انت من كان السبب وراء غفوتنا.
الجسد: ولماذا لا تكون انت.
العقل: لأنك انت من قادني الى هنا... ومن ثم تتهمني بالتقصير.
الجسد: انت تقف وراء تاريخ متخم بأبجدية الاقنعة، كم مرة نسجت من وجعك الها يتخبط في التيه.
العقل: ان للأقنعة سحر الجمال، لا يدركه إلا من يرتديها.
الجسد: ماهي قيمتك وأنت ترتدي كل هذه الاقنعة.
العقل: كل واحد اجني منه فائدة هو قيمتي.
الجسد: كلب، عديم الوفاء.
العقل: تذكر انك جسدي.
الجسد: وأنت عقلي الذي تقيأ ذلك الجسد المتهرئ.
العقل: لك عقل مثلي وجسدك متهرئ.
الجسد: لأنه غير حقيقي، زائف وحقير.
العقل: كيف تجرؤ على ان تنعتني بهذه المسميات.
الجسد: مازلت تنبح، نباحك يمزق جسد النقاء.
العقل: (بهستريا) كفى تطاولا، كفى عواء.
الجسد: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.
العقل: و أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.
الجسد: هراء ... هراء ... هراء.
العقل: لا غنى كالعقل.
الجسد: ولا فقر كالجهل.
العقل: (بهستريا) أصمت ... كفى عواء ... كفى هذيان.
الجسد: إذا تم العقل نقص الكلام،(يضحك) هههههههه، الحرية والديمقراطية، كلمتين على رف الحلم امتلأتا بالغبار.
العقل: التمرد افه تأكل كل شيء، ربما حتى الذات.
الجسد: الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النفاق، الوجع لغة لا يفقهها إلا الراسخون في الوجع.
(صمت قصير... موسيقى هادئة)
العقل: (بهدوء) هذيانك يقلقني.
الجسد: (بهدوء) ونباحك يزعجني.
العقل: لماذا كل هذا التمرد، ايها الجسد... انا سلسلة من الماضي.
الجسد: لابد ان تقطع تلك السلسلة التي عكرت صفاء جسدي.
العقل: لا تستطيع هذا قدرك.
الجسد: انا من يرسم ذلك القدر بعد اليوم حتى لو بأنامل الوجع.
العقل: أ تستطيع.
الجسد: أجل.
العقل: الطريق وعر... لذلك اختبأت في جسدك... انت اين ستختبئ.
الجسد: سأختبئ بالحلم.
العقل: وأنا.
الجسد: جسدي مقدس أخرج منه.
(صراع ايهامي بين الشخصيتين حيث يتم التحول بين فيما بينهما العقل يسلك سلوك الجسد، والجسد يسلك سلوك العقل)
العقل: لماذا، ارتديت كل هذه الاقنعة الشفافة.
الجسد: للجمال لغة، انت لا تفقهها.
العقل: تذكر أن ... (يقطعه الجسد)
الجسد: سوف يكون منبسط بأقنعتي.
العقل: فإن الشر لا يدفعه إلا الشر.
الجسد: أقنع به ذاتك.
العقل: القناعة كنز لا يفنى، ما رأيك ان تختار قناعا واحداً.
الجسد: انت تغرد خارج السرب، انت من قال الطريق وعر، وهل يكفي قناعا واحدا ليكون الطريق منبسط؟
العقل: اذا قراراتك ملونة، وجودك زائف، تقول ما لا تفعل، أصبحت ركاماً من السكون إلا من الفوضى.
الجسد: لكل بيئة طبيعتها الخاصة، وهذا ما تتطلبه طبيعتنا الجميلة.
العقل: (بصوت عال) تمرد ... تمرد مرة أخرى ... كالمرة الاولى.
الجسد: تمردت من أجل جسدي فقط، ولا يهمني شيئا أخر... اذا تمردت مرة اخرى سوف أخسر تمردي الاول.
العقل: كلب و عديم ... (يقاطعه الجسد).
الجسد: وفي لجسدي وذاكرتي فقط.
العقل: وفي لعفونة أرث بليد وعقيم.
الجسد: (بهستريا) كفى .
العقل: اعلم، ان المرايا ثابتة و العواء متغير.
الجسد: بل عاكسة.
العقل: في كلا الحالتين، المرايا مرايا والعواء عواء. (يصمت لحظة) أ تعلم أن التاريخ (يقاطعه الجسد).
الجسد: كائن ميت، يسير على كرسي متحرك، يدفعه في الافق من يره فيه بصيص امل.
العقل: رجالاته (يقاطعه الجسد).
الجسد: أناس نحبهم ونكرههم، حسب توافقهم مع مصالحنا وتطلعاتنا.
العقل: لكن أنا لا أشبهك، ارى بعين الحكمة، أما انت ترى بعين الشهوة.
الجسد: تاريخك سجلنا حضور هنا، اذا هو شاهد.
العقل: (بصوت عال) مزيف .. مزيف، عندما تكون انت لغته. (يصمت لحظة) ما رأيك (يقاطعه الجسد).
الجسد: لا أوافقك الرأي.
العقل: أذن (يقاطعه الجسد).
الجسد: لا.
العقل: اليوم (يقاطعه الجسد).
الجسد: البارحة.
العقل: حقا انت مثلما قلت، انت جسد متهرئ، متفسخ، عقيم.
الجسد: أ نسيت انك عقل زائف وحقير؟
العقل: لكن لم انس انك كلب عقور.
الجسد: ما رأيك (يقاطعه العقل).
العقل: لا أوفقك الرأي.
الجسد: أذن (يقاطعه العقل).
العقل: لا.
الجسد: اليوم (يقاطعه العقل).
العقل: البارحة.
(صمت قصير مع موسيقى هادئة)
الجسد: انت دائما تخالفني الرأي، مَنْ يتبع مَنْ.
العقل: كل ما بعد (منْ) يتبع (من).
الجسد: الى متى؟
العقل: كم الوقت الان؟
الجسد: لا اعرف.
العقل: نحن ننظر جيدا الى الة الزمن(الساعات)، لكن مدى بصرنا يعيقنا عن رؤية انفسنا.
الجسد: كفى بالمرء جهلا إلا يعرف قدر.
العقل: هل من سبيل للإنعتاق من جسدك المتهرئ.
الجسد: امش بدائك ما مشى بك .
العقل: لا ... لن يحدث هذا ابداً... ليس بوسعي ان احمل على كتفي بؤسك.
الجسد: لماذا، تتنكر لي... أ نسيت اني صورتك ... والتي لم تكن يوما صورتي؟... انا المقدس... وأنت المدنس.
العقل: وطريقنا كان واحد، منذ الف و أربعمائة سنة ، أ تذكر ماذا فعلنا؟
الجسد: كلي توقا للإنعتاق منك.
العقل: أنا من يقرر ذلك.
الجسد: (بغضب)هذا إقصاء.
العقل: داووا الغضب بالصمت والشهوة بالعقل.
الجسد: اذا كلك شهوات، فأي جسد يحتملك؟
العقل: انت.
الجسد: سوف اتجرد منك.
العقل: لك ما تريد.
الجسد: ارفض ان اكون دمية.
العقل: جسدك تحول الى سوط عنيف ،خدش اوردة الحلم.
الجسد: أجل هو جسدك، أنا مرآتك التي لا تقف امامها، هذا صراعنا منذ الف وأربعمائة عام، وأنت تعرف من ضحايانا.
العقل: (يركض في ارجاء المسرح) سأتحرر ... سأتحرر... سأتحرر(الجسد يضحك بقوة).
(صمت قصير مع موسيقى هادئة)
الجسد: ما رأيك أن نتحرر سوية.
العقل: (يومئ الى الجسد كأنه يريد ان يقول له أنت)
الجسد: أجل.
العقل: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.
الجسد: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.
العقل: و أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.
الجسد: و أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.
العقل: الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النفاق.
الجسد: الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النفاق.
(يهتفان سوية)
الجسد+ العقل: الجسد مدنس، القعل مقدس.
الجسد+ العقل: العقل مدنس، والجسد مقدس.
(صمت قصير)
العقل: بعد ان انتهى العواء، والتغريد خارج السرب، المرايا اصبحت شاحبة.
الجسد: هذا مصير الوجود.
العقل: أ ترى سوف نذبل يوما؟
الجسد: كم الوقت الان؟
العقل: وما علاقتنا به!!
الجسد: هذه آلات الزمن تعاني من انخفاض في بطارياتها.
العقل: لذلك نراها شاحبة.
الجسد: ما رأيك ان نضع لهن بطاريات، من اجل ان تورد خدودهن.
العقل: اذا وردت خدودهن، من سوف يكون(أنا) ومن سوف يكون (انت)؟
(يتثاءبان ومن ثم يخلدان الى النوم كما كانا في بداية المسرحية)

ستار
علي العبادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: ورد في النص العديد من الحكم والأقوال للإمام علي عليه السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو


.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا




.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية