الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الخامسة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 تموز 1958

وصفي أحمد

2013 / 10 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


المعارضة ومطالبها
إن المعارضة هي أشبه بكتلة الجليد الطافية , وذلك الذي يظهر فوق السطح منها ليس كبيراً . إنها تضم بضعة شخصيات قيادية وليس قادة فاعلين وأبرزهم محمد صديق شنشل وفائق السامرائي ومحمد مهدي كبة , بالإضافة إلى كامل الجادرجي الذي لا يزال في السجن . هؤلاء يمثلون (( زمرة متهرئة )) فهم ينعمون برخاء مادي ملحوظ , انهم ينتمون إلى الطبقة الوسطى المدينية وهم في الغالب محامون ورجال أعمال وأساتذة جامعات ومدرسون . وكانوا سابقاً أعضاء في حزب الاستقلال و الوطني الديمقراطي , المنحلين في الوقت الحالي , لكن بالرغم من عدم امتلاكهم آلية حزبية كي يطرحوا وجهات نظرهم وكونهم في العادة , كما هو الحال في الوقت الحاضر , يقاطعون الانتخابات إلى مجلس النواب , فإنهم ليسوا صامتين أو متوارين عن الأنظار . فقد لا يعقدون اجتماعات عامة أو يعبرون عن معارضة للنظام ذاته في الصحافة , لكنهم يتحدثون بحرية في تجمعات خاصة وتمكنوا في العادة حتى الآن , تجاه أي مسألة معينة , من العثور على نواب يحملون وجهات نظر قريبة إلى حد كبير من وجهات نظرهم للتحدث في البرلمان حيث لا توجد تضييقات على حرية الكلام باستثناء العصيان ( لا يرجح أن يكون هذا هو الحال في البرلمان الذي سيجري انتخابه في 5 أيار لأن الحكومة , غذ يلوم انشاء الإتحاد العربي قريباً , قررت أنه يجب عدم المخاطرة بسماع أية أصوات معارضة , وهم بالتالي حتى اكثر انتقائية من المعتاد في منح الدعم للمرشحين ) . وحقيقة أن المعارضة , على صعيد الكثير جداً من القضايا , تصرّح بآراء يؤيدها أناس كثيرون خصوصاً من جيل الشباب , والتي تكتسب جاذبية عاطفية بالنسبة لمعظم الناس , تمنح المعارضين ثقة وقوة معينة بالرغم من أنهم لا يتمكنون من جعل أنفسهم فاعلين سياسياً . فبإمكانهم أن يستثمروا الاتجاهات المختلفة التي تشكل النزعة القومية المتطرفة , والتوق إلى الوحدة , والمعارضة القوية لإسرائيل , و الحماسة الثورية .... ضد الأنظمة المحافظة , وكره الأجانب .
إن النقاط الرئيسية التي تطرحها المعارضة هي الليبرالية والإصلاح في الداخل و الحياد في الخارج . بشان المسألة الأولى يطالبون بحرية الكلام والتنظيم والانتخابات , ويجادلون بأنه ينبغي للعراق أن يملك الصيغة نفسها التي توجد لدينا في المملكة المتحدة . وهم يقولون أنه إذا جرى السماح بحرية سياسية أكبر فإنه ستكون هناك انفعالات في البداية لكنها ستهدأ بسرعة , وهم يدّعون ( على الأرجح ليس بصدق في كل الحالات ) بأنهم لا يعارضون الملكية بل فقط احتفاظها بسلطة مفرطة . ويقولون أنهم يرغبون بالإبقاء على ملكية دستورية , ولكن في الوقت نفسه يعبرون عن شكوك فيما إذا البلاط سيوافق اطلاقاً على خفض كهذا في نفوذه . والأكثر عقلانية بينهم مستعدون للاعتراف بأن إلغاء مفاجئاً لكل القيود سيكون غير حكيم وأن مقارنة النمط البريطاني للديمقراطية يجب أن يكون تدريجياً . ومن بين الخطوات الفورية التي يدعون إليها أنه ينبغي السماح بتشكيل الأحزاب والسماح لمعارضة بأن تعمل في مجلس النواب . وبخلاف ذلك فإنهم يطالبون بتحديث أسرع للنظام الإقطاعي القائم على ملكية الأراضي في المناطق العشائرية ولبنية الضرائب بعد إصلاح الإدارة . وهم بشأن هذه القضايا لا يختلفون عن بعض سياسيّ الحكومة الأكثر تقدمية مثل وزير المالية عبد الكريم الأزري , ولكنهم يعبرون عن وجهات نظرهم بعنف أكثر . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري