الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدوامة الخبيثة سيكولوجية في العقلية القيادية المتسلطة

علي عبد الرحيم صالح

2013 / 10 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يتعرض أي مجتمع من المجتمعات في العالم وحتى القوية والغنية منها الى موجات وفترات من الازمات الكبيرة ، وتبقى عملية حل الازمة مرهونة بالقيادة التي تتولها ، وبالخبرات والامكانات العملية والمهارية لإدارة دف المجتمع نحو بر الأمان ، والتخلص من عاصفة الأزمة المدمرة ، ولم وحدات المجتمع او المؤسسة الحكومية للخروج من المأزق الذي تواجهه . لذا تمارس هنا رؤية وعقلية القيادة في تفسير سبب الازمة وتراكماتها أثرا كبيرا في حل الازمة بسرعة وحكمة في حين أن العمى المعرفي والتخبط في رؤية الاسباب الحقيقة او تجاهل المحركات المحفزة لظهور هذه الازمة ينذر بحدوث كوارث قد لا يحمد عقباها .
ونظرا لأهمية وضخامة هذا الموضوع توجه الباحثون نحو اقامة الدراسات التجريبية لمعرفة لماذا يتوجه بعض القادة في الحكومات او الدوائر والمصانع نحو زيادة الازمة بدلا من حلها بطريقة سلمية وتفاوضية فعالة؟ ، ونتيجة لذلك ظهرت نظرية الدوامة الخبيثة . ترى هذه النظرية ان هناك بعض القادة يتجاهلون الظروف السيئة ونقص الحاجات والمتطلبات التي يحتاجها الاتباع او العاملين في المجتمع مما يؤدي الى تمردهم وتذمرهم ، وكثرة شكواهم وظهور المشكلات والاعتصامات ، ومن ثم تدهور طاقاتهم الانتاجية والابداعية ، وبدلا من أن يحل هؤلاء القادة هذه المشكلات وتوفير مناخ اجتماعي وصناعي صحي ، نجدهم يتبعون اساليب تسلطية وقهرية في حل المشكلات التي تواجههم مثل الطرد وقطع الاجور وكتب التوبيخ.
وترجع نظرية الدوامة الخبيثة سبب اتباع القادة لهذه الاساليب التسلطية الى الاعتقاد والايمان أن أي ازمة تظهر في المجتمع او المؤسسة سببه تراخي وتكاسل الاتباع وليس نتيجة الظروف السيئة التي مروا بها ، لذلك يجب استعمال الحزم والقوة معهم لضبط سلوكهم ولزيادة القدرة والطاقة ، ولكن بدلا من أن تؤدي هذه الوسائل الى حل الامور الراهنة تتزايد شكوى الجماعة ويتدهور الانتاج بدرجة اكبر وتتصاعد عمليات الاضراب واحيانا التخريب المقصود ، مما يظن هؤلاء القادة ان الاتباع يحتاجون الى المزيد من الضبط والقوة وزيادة العقوبات ، فيتبعون المزيد من اساليب الاكراه ، فترد الجماعة بالمثل ، وهكذا تستمر هذه الدوامة الخبيثة ، بين زيادة الضبط وقلة الانتاج الى ان تصل الحالة الى تفكك الجماعة وخسارة مواردها وطاقاتها .
إن هذه النظرية كثيرا ما تنطبق علينا لأننا نعيش اليوم في هذه الدوامة الخبيثة ، فبدلا من ان يحل القياديون أزماتهم التي خلقوها بأنفسهم أو يرمموا تأكل النظام السياسي الفاسد ، ويواجهوا معاقل الارهاب ومواطن الفتنة الطائفية ، فضلا عن توفير الامان ، والعيش الكريم ، ومتطلبات الراحة او حتى مشاعر الاحترام ، نجدهم يحولوا اسباب هذه الازمة إلى الشعب ، ويوجهوا إليه اقصى درجات الضبط والقسوة والاهمال والاحتقار من قبل قوات الجيش والامن ، حتى بات المواطن العراقي عالة كبيرة على كاهل البرلماني أو من يشغل سلطات الرئاسة الثلاثة ، وسنبقى في هذه الدوامة مادام السياسي يعتقد أننا سبب ما يحدث ، وان القوة والعنف السلاح الوحيد للسيطرة على العراقي بدلا من اشباع حاجاته وتقليل تذمره وسخطه عليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد علي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 10 / 6 - 05:04 )
تحية و سلام و محبة و احترام
لقطة جميله تلك التي عرضتها علينا
اتمنى التوسع بهذا الاتجاه
اعتقد ان جزء من الدوامة او صورة من صورها هي ان تقوم السلطات بجعل المواطن يدور في دوامة الازمات و صعوبة توفير ابسط الاحتياجات و ليس فقط تسليط الضغط علية
يعني يخلوه دايخ حته ما يفكر غير بالعيشه و الامان يعني يركض و العشه خباز
اكرر التحية

اخر الافلام

.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..


.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية




.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها


.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة




.. بأيادٍ عارية.. انتشال طفلة حية من تحت الأنقاض وسط غزة