الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيرة عبد الفتاح السيسي وحيرتنا معه

مجدي جورج

2013 / 10 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



لا يستطيع مكابر ان ينكر الشعبيه الجارفه التي يتمتع بها الجيش وقائده عبد الفتاح السيسي هذه الأيام ، فنحن نحب الجيش ونقدر دوره الهام جداً في الحفاظ علي مصر موحدة وغير مقسمه ، وبنموت في عبد الفتاح السيسي الجرئ الذي وضع حياته علي كفه وقرر مواجهة الاخوان وهم في عز قوتهم ، وهم في السلطة بل في قمة السلطة ، فمرسيهم كان قابع في القصر الجمهوري وقنديلهم كان يحتل مقعد رئيس الوزراء وأعضاء مكتب ارشادهم كانوا هم الوزراء والمحافظين وكبار المتنفذين في بر مصر ، ومرشدهم وشاطرهم كانوا يحركون الجميع من خلف الستار بإشارة من اصبعهما الصغير .
ومع كل هذا فان الفريق السيسي أخذ المبادرة وانحاز للشعب . انحاز للوطن . انحاز لمصر . في وقت ظن فيه الاخوان انه سيكون نصيرهم علي الشعب وحليفهم في مواجهته ، ولكن الرجل كان من الشجاعة بمكان بحيث انه تفرد علي كل من حكم مصر سابقا وتعرض لمحنة المواجهة مع الاخوان فمنهم من واجه ولكنه لم يواجه للنهايه ومنهم من تؤاطئ ومنهم من جبن علي المواجهة ومنهم سلم لهم البلد .
فطنطاوي وعنان قد خافا من تهديداتهم بحرق الوطن وسلما لهم الحكم برغم كل ما شاب العمليه الانتخابية من تزوير وتهديد وخداع ،
وإذا كان مبارك قد اعتقل بعضهم الا انه ترك لاغلبهم حرية العمل والحركة فسيطروا علي الشارع وزرعوا رجالهم كخلايا نائمة في كل المؤسسات حتي قضوا عليه .
وإذا كان السادات قد اختلف معهم في اخر عهده وسجن بعض رموزهم في سبتمبر 1981 إلا ان التاريخ لن ينسي له انه هو من أفرج عنهم من السجون وأعادهم من الشتات من دول الخليج وغيرها كي يستخدمهم كفزاعه لضرب الناصريين واليساريين في الجامعات وفي غيرها .
وإذا كان عبد الناصر حظر تنظيمهم وحاكم رموزهم واعدم بعضهم وسجن بعضهم الا ان ما فعله معهم لا يقارن بما فعله معهم عبد الفتاح السيسي فعبد الناصر فعل فيهم هذا وهم حركة محظورة ، عبد الناصر فعل فيهم ما فعله في الستينات حيث الوطنية وحق الدوله في مواجهة أعدائها داخليين وخارجيين تأتي قبل اي حديث عن حقوق الانسان ، واجههم حين لم تكن هناك لا عالمية لحقوق الانسان ولا حق للمجتمع الدولي في التدخل في شئون الدول بهذه الحجة . واجههم حين لم تكن هناك ثورة في الاتصالات والإنترنت تنقل كل صغيرة وكبيرة من اي قرية صغيرة للعالم اجمع وقت حدوثها او بعد حدوثها بلحظات .
الوحيد الذي قهر الاخوان وقاومهم وهم في عز مجدهم وسلطتهم هو عبد الفتاح السيسي .
الوحيد الذي قاومهم برغم ثورة حقوق الانسان وثورة الانترنت هو السيسي .
الوحيد الذي قاومهم وهو يعرف حجم التدخل الدولي في شئون الدول بحجة المحافظة علي الديمقراطية او بحجة حقوق الانسان هو الفريق عبد الفتاح السيسي .
عبد الفتاح السيسي واجه الاخوان ولإزال يواجههم فهو الوحيد القادر علي مواجهتهم لان المعركة معهم لم تنتهي ولن تنتهي بالسهولة التي يتصورها البعض فالجائزة التي نالوها بعد اكثر من ثمانين عاما لن يتركوها بسهولة وسيظل تنظيمهم الدولي يحاول استعادة حكم مصر حتي لو تكلف هذا الامر دماء آلاف المناصرين المخدوعون باسم الدين .
والتنظيم الدولي لا يهمه حكم السودان او الصومال أو باكستان أو أفغانستان او تونس او ليبيا أو غزة أو سوريا ولكن مايهمه مصر فهو مستعد لدفع كل غالي ونفيس من اجل استرجاعها فمصر هي الجائزة الكبري .
ولكن عبد الفتاح السيسي ونحن معه في حيرة هذه الأيام فالرجل لاغني عنه لإكمال المهمة واستئصال الفكر الإرهابي التكفيري من مصر ، ولكن هذا يتطلب ان يترشح لمنصب الرئاسة وان يصل فعلا لهذا المنصب وهذا ليس بالأمر الصعب هذه الأيام نظرا للشعبيه الجارفه التي يحوزها الرجل هذه الأيام ولكن هذا سيعطي بعض المصداقيه لكلام الاخوان عن ان ما حدث في 30 يونيو لم يكن ثورة شعبيه حماها الجيش ولكنها كانت انقلاب عسكري وهذا بدوره سيؤجج من ضغوط الغرب علي مصر .
ونحن في حيرة أيضاً لأننا لو ظننا ان عبد الفتاح السيسي في موقعه الحالي كنائب لرئيس الوزراء ووزيرا للدفاع كافي لمواجهة آفة الارهاب واستئصال هذا الفكر الدخيل فربما يأتي لسدة الحكم رئيس يتواطئ مع الاخوان أو يخافهم او يعقد صفقه معهم او حتي يخشي ويغار من شهرة السيسي وحب الناس له فيقوم بأبعاده كما قام مبارك بأبعاد ابو غزاله سابقا ، وهذه الحيره وهذه المخاوف لن تنتهي حتي لو تم وضع نص في الدستور علي أحقية القوات المسلحة وحدها في تسمية وزير الدفاع فربما يأتي لنا مجلس للشعب ذو أغلبية أخوانيه ويحاول تعديل هذا النص او ربما يأتي رئيس ويخرج لنا بإعلان دستوري ويعزل السيسي كما فعل مرسي سابقا وعزل النائب العام بإعلان دستوري .
نحن وعبد الفتاح السيسي مابين نارين نار الترشح للرئاسة ونار البقاء فقط موقعه في كوزير للدفاع وقد تكشف لنا الأحداث في الأيام القادمة أيهما نفضل وأيهما نختار .
مجدي جورج
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للسيسي وكل الوطنيين كل التقدير
يوحنا مالوم ( 2013 / 10 / 8 - 20:46 )
للمعلق الأول على الفيس بوك أقول : وماله !! أن يكون السيسي مثل حافظ الأسد فحافظ الأسد رفع رأس سوريا حرة مِن تسلط الأوغاد كما تراهم اليوم تحت أسماء وشعارات خبيثة لتخدير الشعوب العربية والتحكم بسياساتها ومواردها وإخضاعها . ولكن كما ترى سوريا الوحيدة من بين الدول العربية حرة من الديون ومعونات الذل المشروطة وبالتالي فهي حرة من الأوامر والتسلط الإرهابي الغربي الذي يتحكم برقاب الدول العربية بدءاً من حكامهم . كلهم أتباع ومأتمرون ولايستطيعون رفض الأوامر العليا إلا سوريا وكما تعرف كل من يرفض الرضوخ يتهمونه ويشوهون سمعته حتى يثيروا نقمة شعبه والعالم عليه . وكثيرون ينجرون لهذه الخدع المضللة وكثيرون اكتشفوا اللعبة ويثمنون الرئيس حافظ الأسد والرئيس بشار الأسد الذي لعب لعبة الذكي معهم. لم تنطلي عليه ألاعيبهم وغدرهم فلعب معهم على قياسهم وانتصر عليهم وعلى المعارضة السورية الرثة التي تأتمر بأوامر قطر والسعودية وتركيا الذي يأتمرون من الباب الأعلى. الشعب المصري أثبت ذكاءه بتقدير السيسي وشباب تمرد الذين أنقذوا مصرمن الإخوان أجراء الدول المأجورة ونتمنى لهم الوصول إلى بر الأمان والتخلص من الكابوس المرعب


2 - خمس سنوات بلا ديموقراطية
سامى غطاس ( 2013 / 10 / 9 - 00:02 )
الأستاذ الفاضل مجدى,
أتفق معك فى رغبتك المٌلِحة فى تولى السيسى المسؤلية الكاملة رئيساً لمصر خصوصاً فى هذا الوقت الحرِج الذى تمر به بلدنا الحبيب. . إسمح لى أن أضيف إن على للرجل أن لا يعِر أدنى إهتمام للقيل والقال , فهناك من يعطى الحجج الواهية لإثناء الرجل عن تولى المٌهِمة وحجج هذا البعض هى حق يراد به باطل .
لن يخرج مصر من هذا الوضع المٌزرى ويقضى على الإرهاب البغيض بها سوى رئيس قوى و صاحب كاريزما خاصة وهى صفات من الواضح تمتٌع الرجل بها . العالم قد يمارس ضعوطاً غير برئية على مصر لكن وقوف الشعب معه وحبه له سيجعل تلك الضغوط عديمة الأهمية و سيرضخوا فى النهاية.
نحتاج قرارات ثورية تبنى البلد وتعود له بالأمن والأمان ولتذهب الديموقراطية الى الجحيم على الاقل للسنوات الخمس القادمة ..
تحياتى القلبية أستاذ مجدى

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي