الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرياضة العراقية تضيع بين الفساد والسياسة

حميد حبيب المالكي

2013 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن قرار الاتحادات الخليجية الذي عقد في المنامة يوم 8/10/2013 مفاجئا ولا صادما بل كان متوقعا جدا,فكل الدلائل والمؤشرات كانت تشير الى ذلك لكن الفاسدون في الأتحاد العراقي لكرة القدم حاولوا أن يستغفلونا ويوحوا بعكس ذلك.نعم الأتحاد العراقي إلا من رحم ربي مجموعة من الفاسدين والمنتفعين والمفغلين يريدون أن يستغفلوا الناس فهم على علم تام بما يجول في خلد القائمين على بطولة الخليج العربي وحتى المتابع البسيط يعلم أن موانع أقامة بطولة الخليج العربي في البصرة كثيرة ومتنوعة فمنها السياسي ومنها الديني المذهبي ومنها الفني ومنها الأمني:فمعظم دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية علاقاتها متوترة وسلبية مع العراق وتنظر للنظام السياسي فيه ما بعد 2003 على انه نظام معادي يجب التربص له وتوجيه الضربات ما أمكن ذلك ونفس الأمر ينطبق على النظام السياسي في العراق فهو ينظر بعين العداء للملكة ويحتفظ كلا الطرفين بضغائن دفينة للطرف الآخر يسرُها تارة ويبديها تارات وأقامة بطولة الخليج في البصرة لو أقيمت ستكون نوع من التطبيع مع النظام السياسي العراقي اولا وأعتراف به كامل الشرعية ثانيا وأعتراف له بنجاحه في اقامة هذه البطولة وتوفير كل احتياجاتها ثالثا وليس بعيد عنا أذهاننا ما حصل في القمة العربية في بغداد عام 2012 حيث أرسلت السعودية وقطر لهذه القمة تمثيلا متدنيا جدا تمثل في ممثليهما في جامعة الدول العربية ومفاد تلك الرسالة كان واضحا جدا.ودينيا فلا يخفى عين الخيفة والتوجس التي أصبح العرب ينظرون بها للعراق بأعتبارها دولة يحكمها الشيعة ويكونون أغلبية سكانها وهذا الأمر لا يروقهم بتاتا ففي نظر معظمهم أن كل شيعي هو صفوي وموالي لأيران وأيران قد غدت العدو الأول لكثير من الأنظمة العربية بعدما كانت اسرائيل تحتل هذا المركز,فعراق "شيعي" أن صح التعبير هو عدو ايضا والشيعة في العراق لهم أمتدادهم مع شيعة الخليج وسوريا ولبنان والشيعة في تلك الدول قووا وتعالت اصواتهم بمطالبات شتى بعدما تولى الشيعة حكم العراق,وهنا نلاحظ بوضوح أن العامل الديني المذهبي يدور ايضا في فلك السياسي,أما الجانب الثالث فهو الجانب الفني كعدم استيفاء مطار البصرة للشروط وهم محقون بذلك فمطار البصرة مطار غير مستوفي للشروط الدولية وواضح للعيان سوء الخدمة والأدارة فيه اضافة الى قدم مرافقة ومبانيه,وبخصوص الفنادق فهم محقون ايضا كون البصرة تفتقر لكل مقومات السياحة وبضمنها الفندقة ولا تضم سوى عدد ضئيل جدا من الفنادق التي تصلح لأقامة السواح ناهيك عن باقي الأمور الفنية من الطرق والجسور والبنى التحتية ومنظومات الأعلام والبث والصحافة وغيرها,وأخيرا الجانب الأمني فهم محقون الى حد ما بذلك كون العراق حاليا غير مستقر أمنيا والحكومة فاقدة للسيطرة على زمام الأمور والمبادرة بيد الأرهابيين فهم يختارون الزمان والمكان لتنفيذ هجماتهم ورغم كون البصرة اكثر استقرارا أمنيا من بغداد أو نينوى والانبار لكنها تشهد خروقات أمنية كثيرة أما مايطرح من حجج من الجانب العراقي على أن هناك دول غير مستقرة أمنيا وتقام على ارضها مباريات دولية كمصر أو جنوب أفريقيا أو ليبيا فيجب أن نقولها بصراحة أن اي من هذه الدول لو قورنت بالعراق أمنيا فأنها افضل بكثير منه وبالأمكان التحقق من السجلات حول عدد الضحايا الذين يسقطون نتيجة اعمال مسلحة وسيتبين لنا بوضوح الفارق الكبير.
غير أن العراق ايضا قد ضيق على الخليجيين حينما طرح مقترح أقامة البطولة في كردستان العراق لو لم يوافقوا على أقامتها في البصرة كون أربيل تدحض كل حججهم فهي مستقرة أمنيا حتى أكثر من بعض دول الخليج والجوانب الفنية فيها ممتازة كونها تحوي بنى تحتية سياحية من أفضل ما يكون لكن هذا يعود بنا الى الجانب الأول من الجوانب التي طرحناها,اشقائنا لا يريدونها أن تقام في العراق وهذا النظام السياسي يحكمه مع أن حكومة أقليم كردستان تحتفظ بعلاقات جيدة مع الحكومات الخليجية وتشترك معهم مذهبيا.
أن سحب تنظيم البطولة من البصرة يجب أن يجعلنا نحاسب المقصرين بدءا بالأتحاد العراقي المركزي لكرة القدم واللجنة الأولمبية العراقية ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الخارجية وحكومة البصرة المحلية ووزارة النقل ووزارة البلديات وغيرها,فالأتحاد العراقي هو المقصر الأكبر فهذا الأتحاد فاشل وغير مهني اطلاقا ويضم مجموعة من اللصوص "إلا قلة من الشرفاء" الذين يبحثون عن منافعهم الخاصة ومصالحهم الشخصية والسيد رئيس الأتحاد يكلف ميزانية الأتحاد مبالغ أكثر مما يكلفها المنتخب الوطني لكرة القدم لكثرة سفراته وإيفاداته ومصاريفه وأقامته في فنادق الخمس نجوم وسفره في درجة رجال الأعمال,ونستغرب كيف لم تفتح هيئة النزاهة والقضاء العراقي لليوم تحقيقا معه ومن معه بخصوص تهم الفساد المالي الهائلة وعقود المدربين التي تشوبها الشبهات؟أليست أموال الأتحاد هي أموال عامة تخص الشعب العراقي فوضه بصرفها بالوجه الصحيح؟وكيف يعطي صوته في أنتخابات رئاسة الأتحاد الأسيوي لممثل البحرين دون ممثل الأمارات ليقوم بعدها بأيام قلائل ممثل البحرين بالتصويت ضد رفع الحظر عن الملاعب العراقية؟
يعلم الكثيرون أن الأتحاد الدولي لكرة القدم فيفا واحدة من أكبر مؤسسات العالم فسادا وأنها تضع قيود على الحكومات وشروط تمنعها من التدخل بعمل الأتحادات لكن هل يبرر ذلك أن تهان كرامة الفرد العراقي؟نعم ما جرى كان اهانة لا يجب السكوت عليها ويجب أن تحاسب رئاسة الأتحاد عليها وعلى الفساد المالي الكبير في هذه المؤسسة ولتكن النتيجة أيا كانت حتى لو أوقف العراق عن المشاركات الدولية ويجب أن تعاد هيكلة مؤسسات الرياضة العراقية وأعادة بناءها أو تقويم الخلل فيها خير من أن تبقى الرياضة العراقية تنزل للحضيض بقيادة هذه الاتحادات الفاشلة وتساء لكرامة العراق وأذا كان السيد رئيس أتحاد الكرة قد أستفغل حينما اعطى صوته لممثل البحرين"ولم يتقاضى ثمن ذلك" فعليه أن يملك الشجاعة ليعترف بذلك ويستقيل فالرياضة العراقية اكبر بكثير من أن يقودها مغفلون أومنتفعون.
نحن نعلم أن السياسة وراء ما يحصل للرياضة العراقية وما يصيبها من غبن وما تتعرض له من أساءات وطالما الأمور تقاد بالحيلة والمكر فنحن نحتاج لقيادات تقود المسيرة الرياضية من ذوي الدهاء السياسي ولا يشترط أن يكونوا من الوسط الرياضي وهذا ليس أمرا جديدا فرئيس الفيفا السيد جوزيف سيب بلاتر ليس من أهل الرياضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن