الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في سبيل الله
عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)
2013 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية
في شريط "باتريوت" السينمائي الأميركي يتساءل المخرج رولاند إيمريش على لسان بطله ميل غيبسون عن الموت فيقول باستغراب: "لماذا يظنّ الناس دوماً أنّ باستطاعتهم تبرير الموت؟". وفي رواية الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو "كل الأسماء" كما ترجمها صالح علماني ورد التبرير والتعليل الأفضل على الإطلاق حين قال: "لا يحتاج المرء لكي يموت إلاّ أن يكون حيّا".
وبين هذا وذاك لا نملك إلا ّ أن نعزي أنفسنا دائما. فلأننا نهتم ونحب ونفتقد غيابهم نبحث في أسباب موتهم.. كل يوم يمرّ على هذا العالم يموت فيه مئات الآلاف ويولد مئات الآلاف.. لكن ما همّنا منهم جميعا!!!؟ كل من يعنينا أشخاص محددون.. أشخاص تربطنا بهم العلاقة على اختلاف أشكالها.. نعرف تماما أنهم طيبون ويعرف كل من يعرفهم ذلك..
لكن ما لم نعرفه يوما هل كان الله معهم في مقتلهم؟ وإذا كان معهم لماذا لم يوقف القتلة؟ وإذا لم يكن معهم فمع من كان يومها؟ هل كان مع القتلة؟ إذا اتكل القاتل على الله، وبرر ممارسته القتل بأنّه "في سبيل الله" هل يعينه الله على القتل؟ تساؤلات عديدة ربما نجد الإجابة لها.
في الحرب اللبنانية 1968- 1994 (التاريخ غير الرسمي) هنالك آلاف الصور لمقاتلين من أطراف مختلفة.. كل منهم يتكل على الله في قتل الآخر.. وكلّ منهم لديه إله مختلف عن الآخر يمارس له الشعائر والعبادات بطرق مختلفة.. ويرسم المقدسات فوق يديه أوشاما وفوق سلاحه وآلياته صورا لأشخاص مقدسين وآيات سماوية.. أيّهم كان الإله الطيب ذلك الحين!!؟ هل الذي سمح بقتل كثير من "الآخرين" هو الطيب؟؟ في منظور المتكل على الله في قتل الآخر، من يعتبر ذلك الآخر كي يساعده الله على قتله.. هل يعتبره مخلوقاً عبر إله آخر أم يعتبره مخلوقاً أدنى مستوى منه بالنسبة للإله يأخذ الأمر منه ويحقق مشيئته في قتله؟ هل الله عاجز عن قتل البشر حين يشاء كي يسمح لـ "معاونين" مفترضين له بذلك؛ ذلك يكفّر وذلك يبرر وذلك ينسب سيف جرائمه إلى الله على اختلاف الأديان والملل:
- جورج بوش اتكل على الله في القتل واعتبر حربه مقدسة.
- أسامة بن لادن اتكل على الله كذلك ولم يتورع عن قتل "أخوة" له في الإسلام.
- آية الله خلخالي كان يحقق "عدل الله" في محاكمه العرفية.
- تكفيريو المغرب العربي والعراق -من كافة المذاهب- يتكلون على الإله ويهبّون للـ "الجهاد في سبيل الله".
- الحملات الصليبية على الشرق كانت ممهورة بختم البابوات؛ وكلاء الله على الأرض ومصحوبة بصكوك الغفران.
- الفتوحات الإسلامية ابتداء من عصر الإسلام مرورا بالأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية وباقي الدويلات كلها كانت تحقق أوامر الله.
القائمة تطول، وتمتد بنا إلى ما يجري اليوم في سوريا من قتل "في سبيل الله" بين أطرافها المتنازعة من سوريين أصيلين نظاميين ومعارضين، ومن القوى التي استعان كلّ طرف بها؛ أقربين وأبعدين، حيث تثير شرائط الفيديو هناك من حلب وريفها إلى القصير وحمص وإدلب والرقة وسواها، أكبر اشمئزاز -في أضعف الإيمان. قائمة طويلة لا يمكننا أن نقول بعدها إلاّ إنّ الطيبين يموتون لأنّ الإنسانية بأكملها مبنيّة على قتل قابيل لهابيل دون أن يمنع الله القاتل يومها عن فعله.. ولن يمنع أبدا، فهو في سبيله وباسمه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة