الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور- العرب -في خراب - بيوت - العرب..فيما الكل يبحث عن- طوق نجاة -!!

محمود حمد

2013 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إشتكى طرفة بن العبد في معلقته ( لِخَولةَ أطْلالٌ بِبُرقَة ثَهمَدِ):
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد
قبل زمن ليس بالقصير من تسربل الغدر بجلباب التناحرالتكفيري الذي تَفَجَّرَ بسبب (الصراع على السلطة ) بين (ذوي القربى!) منذ وفاة محمد بن عبد الله ( ص) ..وقبل دفنه..في 8 يونيو سنة 632م!
ومازالت دماء الابرياء في شوارعنا وأسواقنا ومدارسنا تشتكي مفجوعة من سيوف ومفخخات (ذوي القربى) الممتدة من (سقيفة بني ساعدة) الخزرجية في مدينة يثرب ..الى (سوق مريدي) في مدينة الشهيد عبد الكريم قاسم!!
ويتساءل أهل الضحايا ـ اليوم ـ مثلما تساءل ( دعبل الخزاعي) في مجلس المأمون قبل الف ومائتي سنة:
لم يبق حي من الأحياء نعلمه من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر
قتلا وأسرا وتخويفا ومنهبة فعل الغزاة بأرض الروم والخزر
أرى أمية معذورين إن قتلوا ولا أرى لبني العباس من عذر
قوم قتلتم على الاسلام أولهم حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر
وعلى هذا الإرث التناحري الدموي ومن خلاله ، الذي يتوارثه (دعاة الاسلام السياسي!) والأعراب الممولين لهم.. يُنشئ (الغزاة الاجانب) وخدمهم (اللصوص المحليين) في بلداننا مشاريعهم الإستحواذية ، ويستخرجون أساليبهم من كهوف الكراهية المظلمة..لتحقيق (الغلبة!) على ( الشعوب المتدنية الوعي ) و( الدول الفاشلة )!!
واليوم ..
اذ تتنادى قوى السلام من مختلف شعوب الارض ..وتدعو الدول الحريصة على مصالحها الاستراتيجية ..الى وقف القتل العبثي في سوريا..خشية من تكرار سيناريو القتل اليومي المستمر في العراق منذ الغزو عام 2003 !
مازالت القوى المتنفذة في جامعة " الدول " العربية مصرة على تسعير الحرب على سوريا.. غير مكترثة بدماء اكثر من مئة الف ضحية وتدمير ثلث سوريا وتشريد اكثر من ربع سكانها بفعل " إستبداد سلطة البعث " و "الارهاب " الذي تموله وتسلحه وتبرره جامعة " الدول " العربية وتركيا ومن ورائهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا..بل ان ـ الجامعة! ـ غير مكترثة ( او غير مدركة ) بالتحولات الناشئة في المحيطين الدولي والاقليمي بل والمحلي في كل بلد عربي..بما فيها تحول اهتمام ومصالح الولايات المتحدة الحيوية عن تلك المعركة التي تخوضها جامعة " الدول " العربية في سوريا الى مشكلات اخرى واقاليم مختلفة تحسمها مع الأقوياء!..ودون تقدير واقعي منها لتداعيات الزلزال الذي أصاب مشروع " الاخوان " في مصر ..فالمنطقة.. المشروع الذي كان مخططا له ان يكون موطئ قدم ورأس حربة لتنفيذ مخطط فرناند لويس لتقسيم بلداننا(سايكس بيكو 2)!
• لقد حدد الرئيس الامريكي " باراك اوباما " في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة بتاريخ 24/سبتمبر/2013:
( على المدى القصير، فإن مساعي أميركا الدبلوماسية ستتركز على مسألتين محددتين: سعي إيران للحصول على الأسلحة النووية، والنزاع العربي-الإسرائيلي.)
ولم تكن " الازمة السورية" إحدى المسألتين ..
خلافا لجامعة " الدول " العربية التي جندت للعدوان على سوريا قرارات الحرب والتسليح والتمويل والتضليل ,و تغافلت عن فلسطين والنووي " الاسرائيلي " وتوعدت بخراب ايران مثلما خَرَّبَت العراق وليبيا وتخرب سوريا بإرادة صهيونيي امريكا والمنطقة وسلاحهما الفتاك..دون إدراك لإرتدادات الحرب الكارثية على جميع شعوب وبلدان المنطقة بما فيها البلدان المتورطة بالإرهاب!
• رغم ان الرئيس " اوباما " بدا مكبلا بالفيتو الاسرائيلي بشأن الخطوات المستقبلية للصراع العربي " الاسرائيلي " بفعل ضغوط ( نتنياهو ) وحوكمة اللوبي الصهيوني بالكونجرس (الايباك ) بالقرار الامريكي ..فيما كان واضحاً في كيفية معالجة الملف النووي الايراني..بل انه امسى يبرر للايرانيين موقفهم من الادارات الامريكية المتعاقبة!:
( كانت هناك حالة عزلة بين الولايات المتحدة وإيران، منذ اندلاع الثورة الإسلامية في 1979. وانعدام الثقة هذا له جذور عميقة. إذ طالما اشتكى الإيرانيون من التاريخ الطويل للتدخل الأميركي في شؤونهم ودور أميركا في الإطاحة بحكومة إيرانية خلال الحرب الباردة )!!
(وأنا لا أعتقد أن هذا التاريخ العسير يمكن تجاوزه بين ليلة وضحاها. فالشكوك عميقة جدًا، لكنني أؤمن بأننا إذا استطعنا حل قضية برنامج إيران النووي، فإن من شأن ذلك أن يشكل خطوة كبيرة في الطريق الطويل نحو علاقة مختلفة، علاقة ترتكز على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل)!!
( فنحن لا نسعى لتغيير النظام ونحن نحترم حق الشعب الإيراني في أن تكون لديه طاقة نووية لأغراض سلمية)!!
• وفجأة تذكر أوباما «فتوى!» (الزعيم الاعلى!) في إيران بتحريم استعمال أو إقتناء السلاح النووي، والصادرة قبل خطابه في العام الماضي امام الجمعية العامة للامم المتحدة :
( في غضون ذلك، أصدر الزعيم الأعلى فتوى ضد تطوير الأسلحة النووية فيما كرر الرئيس روحاني مؤخرًا أن الجمهورية الإسلامية لن تطور أبدًا سلاحًا نوويا.
لذا، فإن هذه البيانات التي صدرت عن حكومتينا يجب أن تشكل الأساس لاتفاقية ذات معنى. ويتعين علينا أن نكون قادرين على تحقيق تسوية تحترم حقوق الشعب الإيراني وفي الوقت ذاته تمنح العالم الثقة في أن البرنامج الإيراني ذو طبيعة سلمية)!!
(لكن في هذا السياق، أود أن أكون واضحًا. إننا متفائلون من أن الرئيس روحاني حاز على تفويض من الشعب الإيراني باتباع مسار أكثر إعتدالا. وفي ضوء التزام الرئيس روحاني المعلن بالوصول إلى اتفاق، فقد أصدرت توجيهاتي لجون كيري بأن يتابع هذا المسعى مع حكومة إيران بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي- بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا والصين)!
( فإن تعهد إيران الحقيقي باتخاذ مسار مختلف سيعود بالخير على المنطقة وعلى العالم وسيساعد الشعب الإيراني على تحقيق إمكاناته المدهشة- في مجالات التجارة والثقافة وفي العلوم والتعليم)!
وفي ليلة دون ضحاها..صار "اوباما"..
1. ينفي انتماء ايران لمضمون ومنطوق " محور الشر " الذي توارثته الإدارات الامريكية المتعاقبة منذ سقوط الشاه!
2. ويتبرأ من محاولات " تغيير النظام"!
3. ويقر بديمقراطية " النظام الديني الإستبدادي" ( أن الرئيس روحاني حاز على تفويض من الشعب الإيراني )!
4. ويصدر توجيهاته لفتح صفحة جديدة بناء على ( التزام روحاني المعلن!) بعد اربعة وثلاثين عاماً من الحرب السرية والعلنية لاسقاط النظام!
5. ويعتبرهم شريكا في حل القضايا الاقليمية المختلفة!
6. ويوعد بأن مصالحته للنظام الايراني ( ستعود بالخير على المنطقة والعالم )!!
7. وأفصحت امريكا عن ( مالا يعرفه الكثيرون من الرأي العام)..وهو:(ان المشروع النووي الايراني ..كان قراراً من إدارة الرئيس الامريكي الجنرال " دوايت ايزنهاور" عام 1956 بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر وبهدف مواجهة الاتحاد السوفييتي الذي وقف الى جانب مصر وللمشاركة في تأمين أمن اسرائيل ضمن استراتيجية ـ شرق السويس ـ لملء الفراغ الذي سيتركه انسحاب بريطانيا من المنطقة آنذاك، وكان المشروع النووي الايراني " الشانهنشاهي " بدعم مالي عربي وكجزء من برنامج "الذرة من أجل السلام" الذي اطلقه الرئيس ايزنهاور، وشاركت الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية في إنشائه ..وليس من صنيعة ـ الدولة الشيعية !ـ التي تُشهر العداء لاسرائيل)!
وإثر ذلك ..فإن جامعة " الدول العربية ومتنفذيها لايملكون سوى الإلتياذ بالصمت الموبوء بالذعر من " تبدل الاحوال !".. بإنتظار كلمة تطمئنهم على " صدق نوايا امريكا " تجاه من أخلص اليها على مدى عقود طويلة من الزمن!!
بدلا عن ادراك مغزى ( ـ الهدنة! ـ الامريكية تجاه ايران .. التي لم تفرط فيها امريكا بمصالحها الاستراتيجية ـ أمن اسرائيل . والتحكم بمصادر وخطوط الطاقة ـ)، وضرورة مراجعة تلك الانظمة العربية لمواقفها التي تتعارض مع مصالح الشعوب العربية الضامئة للسلم والاستقرار والتنمية الشاملة ..تلك المواقف التي زجَّتهم بها امريكا.. وحفَّزَتها وغذتها التناقضات ( الطائفية والسلطوية ) المتراكمة بين النظام الايراني والانظمة في الدول العربية ..وأججتها الخطابات الديماغوغية لرموز التطرف في النظام الايراني وإرتماء بعض العرب في المسالك " الاسرائيلية " والمشاريع الامريكية!
وفي الشأن السوري ..
وبمقاربة للهجة الخطابية التي استخدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ( الحائز على جائزة نوبل للسلام! ) تجاه سورية قبل انعقاد قمة العشرين في بطرسبورج وتوعده بالعدوان العسكري عليها بذريعة " الخط الكيمياوي الاحمر" !)..تلك اللهجة التي شبهها احد الباحثين الاوربيين باللهجة التي استخدمها الزعيم النازي أدولف هتلر، حيث استخدم فيها نفس القاموس النازي مثل « لن نتسامح ..وسنلقن درساً ..وسنعاقب ..وسنحمل المذنبين المسؤولية» ..تلك العبارات التي استخدمها هتلر عندما شن الاعتداء على بولونيا واحتلالها خلال الحرب العالمية الثانية بذريعة مهاجمة إذاعة مدينة غليوتشي!
بينما جاء خطابه مختلفا امام الجمعية العامة للامم المتحدة ..بعد ذلك بأيام قليلة ..وحدد فيه سياسته التي نسجها " سراً " مع الرئيس الروسي " بوتين " على مدى أكثر من سنة:
( كما ناقشت مع الرئيس بوتين على مدى أكثر من سنة، كان آخرها في سانت بطرسبرغ، فإنني أحبذ على الدوام إيجاد حل دبلوماسي لهذه المسألة)!
فيما كانت جامعة " الدول " العربية خلال تلك الفترة تصدر بلاغات الحرب وتعقد مؤتمرات (اصدقاء سوريا!!!) وتدعم اجتماع رؤساء اركان جيوشهم المحتشدة لغزوها!
وفي اعتراف معلن بفشل الحل او العدوان العسكري..وعدم شرعية فرض " نظام " او " قيادة " من قبل الدول الاخرى على سوريا ..قال "اوباما":
(إنني لا أعتقد أن العمل العسكري- من قبل الأشخاص الموجودين داخل سوريا، أو من قبل القوى الخارجية - يمكن أن يحقق السلام الدائم. كما أنني لا أعتقد أن أميركا أو أية دولة أخرى ينبغي أن تقرر من سيقود سوريا؛ فهذا أمر يقرره الشعب السوري).
بينما كانت جامعة " الدول " العربية قد قررت منذ 12 نوفمبر/2011 تعليق عضوية سوريا في الجامعة ، وتعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعاتها ، مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية والمطالبة بسحب السفراء العرب من دمشق!
وكان نبيل العربي قد عقد اللقاء الأول مع وفد من " المعارضة السورية " في مقر الجامعة بالقاهرة وأوضح في اول دعوة لتدويل الازمة ( أن الوضع في سوريا ليس شأنا داخليا فحسب، بل خارجيا أيضا) خلافاً لمبادي الجامعة التي جعل نبيل العربي " أميناً " لمبادئها!.
وخلال اجتماع قمة الدوحة جاء قرار مجلس القمة ( بالترحيب بشغل " الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية " مقعد سوريا في الجامعة، والعمل على الانتهاء من تشكيل الحكومة لتتولى مسؤولية السلطة في سوريا، وذلك باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الأساسي مع الجامعة العربية)!
وكانت " الجامعة " قد اصدرت.. 25 قرارا ، وعقدت 29 اجتماعا استثنائياً..خلال اقل من سنتين.. ( وهو مالم تصدره خلال ستين عاماً بشأن القضية الفلسطينية!) ..بدأً " بمنع سفر كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين إلى الدول العربية ، وتجميد أرصدتهم في هذه الدول، ووقف التعاملات مع البنك المركزي السوري، ووقف التبادلات التجارية مع سوريا وذلك في 27 يونيو 2011" وحتى تسليم مقعد سوريا لـ"معارضة الدوحة " دون غيرها من " المعارضات " الكبيرة والصغيرة..الوطنية او المُصَنَّعة في اروقة المخابرات الاجنبية.... وإصدار " إعلان الدوحة " الذي إستَوْلَد " الائتلاف السوري "!
في وقت يخوض اليوم مسلحو " الجيش الحر" و"جبهة النصرة " حرب تصفية دموية فيما بينهما ، ويخوض مسلحو "دولة العراق والشام الاسلامية " حرب إزالة مع كل منهما ، ويخوض مسلحو " دولة العراق والشام الاسلامية" و"جبهة النصرة" حرب إبادة ضد " وحدات حماية الشعب الكردي" المعارضة للنظام!
وهذه المعارك التي اندلعت في هذه الآونة بفعل عوامل خارجية ..اهمها ( الاتفاق الامريكي الروسي حول جنيف) وتداعياته على الجماعات المسلحة وعلى الدول العربية والاقليمية الممولة والداعمة لها ( التي كانت مؤجلة بفعل وعود الجامعة العربية ومن وراءها بسقوط النظام الوشيك!)..المعارك المعبرة عن التناقصات بين مصالح أطراف التمويل والرعاية العربية والتركية لـ(الاخوان المسلمين وأتباعهم) و( للسلفيين التكفيريين وأذرعتهم!) ، فيما إنزلقت بعض ( القوى العلمانية المناوئة للنظام ) الى دوامة الدم والخراب بوعود امريكية اوربية سائلة!!
هذه (المعارضة !) التي تريد لها امريكا و جامعة الدول العربية وتركيا ان تحضر مؤتمر جنيف (ممثلة للشعب السوري أزاء وفد النظام!!) لإقامة حكومة إنتقالية بصلاحيات كاملة تفرض على الشعب السوري بديلا للنظام البعثي المستبد..ليكون مصيره كشقيقه الشعب الليبي وأدهى!!..
فيما تُستَبعَد المعارضة الوطنية في الداخل والخارج التي رفضت مهادنة النظام أو الانزلاق بتنفيذ مشاريع أولئك الساعين لإقامة ( خلافة الموت والظلام ) ومن يقف خلفهم..الذي اوغلوا بتشتيت العباد وتمزيق البلاد من اجل مطامعهم..!
وفي تحذير صريح لـ(ممولي الحرب ومؤججيها ) العرب والاتراك والاوربيين..قال " اوباما ":
( يجب على الذين يواصلون دعم المعارضة المعتدلة، من بيننا، إقناعها بأن الشعب السوري لا يمكن أن يتحمل انهيار مؤسسات الدولة، وأنه لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية دون معالجة المخاوف المشروعة والعوامل المثيرة للقلق لدى العلويين والأقليات الأخرى)!
وفي تراجع واضح عن شرط رحيل الاسد قبل مؤتمر جنيف2 ..والتحذير من صعود الارهابيين للسلطة بعد جنيف 2..أكد "اوباما":
( نحن ملتزمون بالعمل على هذا المسار السياسي. وفي الوقت الذي نسعى فيه للتوصل إلى تسوية، دعونا نتذكر أن هذا المسعى ليس مسعى محصلته صفرية " أي طرف يفوز بكل شيء، وطرف آخر لا يفوز بأي شيء". إننا لم نعد في حقبة الحرب الباردة. لا توجد هناك لعبة كبيرة يجب الفوز فيها، ولا توجد مصلحة لأميركا في سوريا تتجاوز رفاهية شعبها، والاستقرار في الدول المجاورة لها، والقضاء على الأسلحة الكيميائية، وضمان ألا تصبح ملاذا آمنًا للإرهابيين )!!.
وفي دعوة صريحة لغير "حلفاء " امريكا ..وبخلاف اندفاع جامعة " الدول " العربية لاختطاف وإحتكار ادارة الازمة السورية وعسكرتها وتسعير الموت والخراب فيها..قال "اوباما":
(إنني أرحب بالعناصر المؤثرة من جميع الدول التي يمكن أن تساعد في التوصل إلى حل سلمي للحرب الأهلية في سوريا..)!
ودون ان يغفل " اوباما " في خطابه دعاة الحرب ومنهم متنفذي جامعة الدول العربية و"اسرائيل" الذين أُحبِطوا بقرار إرجاء العدوان على سوريا:
( أنا أعلم أن هناك أولئك الذين أصيبوا بالإحباط نتيجة لعدم رغبتنا في استخدام قوتنا العسكرية لإزاحة الأسد..)!!
وللمثال لا الحصر:
في مقابلة نشرتها صحيفة «لو باريزيان» في 30/اغسطس /2013 طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض " احمد عاصي الجربا " بـ( أن تتخذ الأسرة الدولية قرارا شجاعا للتدخل في سوريا وتوجيه ضربة قاضية للرئيس السوري من أجل أن يختفي هذا النظام)!.
وفي 1/سبتمبر/2013 : نقلت وكالة "فرانس برس" عن عضو " الائتلاف الوطني " سمير نشار، بعد ساعات من اعلان "اوباما " تأجيل ضرب سوريا عسكريا الى إشعار آخر :
( نشأ عندنا شعور بخيبة الأمل. كنا نتوقع أن تكون الأمور أسرع، وأن تكون الضربة مباشرة وفورية وبين ساعة وأخرى )!
وقال ( موقف الجامعة العربية سيؤمن غطاء قويا وتعاونا وسيكون مؤيدا لتوجيه ضربة عسكرية )..
مضيفا :
( الموقف التركي مهم أيضا وسيؤمن دعما لواشنطن تحتاج إليه)!
وفي 2/09/2013 : قال نبيل العربي ان ( المفتشين الدوليين ليس من صلاحياتهم ان يؤكدوا اي جهة استخدمت السلاح الكيماوي، فتقرير المفتشين لن يؤدي الى شيء..)!!.
ورغم عدم صدور اي تقرير دولي يُحَمِّلْ النظام السوري مسؤولية استخدام الاسلحة الكيمياوية ..الا ان "العربي" ًيؤكد على: ( ان قرار الجامعة العربية يطالب باتخاذ قرارات تعاقب سوريا على استعمال الكيميائي )!
واعتبرت جامعة الدول العربية، في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير حول الازمة السورية، ان ( النظام السوري يتحمل المسؤولية التامة عن جريمة استخدام الكيميائي ويجب تقديم المسؤولين عن الهجوم الى المحاكمة كمجرمي حرب)!.
ودعت الجامعة الامم المتحدة والمجتمع الدولي الى ( اتخاذ الاجراءات الرادعة ضد الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري ..)!.
وحضت الجامعة في بيانها ذاته المنظمات الدولية على ( الاعتراف بالائتلاف السوري كممثل شرعي عن الشعب السوري)!.
فيما( أعلنت 13 مجموعة مسلحة من المعارضة السورية رفضها الاعتراف بأي تشكيلات معارضة في الخارج بما فيها الائتلاف الوطني السوري المعارض، والحكومة المؤقتة برئاسة أحمد طعمة.
وقالت الجماعات في بيان مشترك إن الائتلاف لم يعد يمثل مصالحهم. ومن بين هذه المجموعات، جبهة النصرة ولواء التوحيد ولواء الاسلام!!!.
ويذكر أن نفوذ " الارهابيين" زاد منذ أن تحولت حركة الاحتجاج السلمية إلى العمل المسلح. وأصبحت الجماعات المرتبط بتنظيم القاعدة أقوى في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الدولة في سوريا).
وفي تحليل للصراع على سوريا " مختلف عن ذرائع العدوان العسكري ".يرى بعض مستشاري " اوباما " بأن:
(الصراع في سورية هو "حرب أهلية" قد تستمر لفترات زمنية طويلة، ما يتطلب عدم التورط المباشر فيها، وأنّ " المعارضة السوريّة " معارضة منقسمة ومشتتة ومتناحرة فيما بينها ، تضم في غالبيتها " قوى متطرفة ". ومن المستبعد أن تكون " المعارضة السوريّة " حليفًا إستراتيجيًا للولايات المتحدة في حال حسم الصراع وسقوط النظام)!!.
لهذا..
إلتقطت إدارة اوباما " طوق النجاة " الذي رماه لها الرئيس الروسي " بوتين " بتوقيت محسوب وتدبير الماني " خفي " خلال قمة العشرين..وجنحت الى (التنسيق مع روسيا لإيجاد حل سياسي وفق اتفاق جنيف، كخيار بديل للتدخل المباشر بأنواعه المختلفة في سوريا)!!
وبمؤشر لافت قال " اوباما "..
( علي أن أكون صريحًا وأمينًا. من الأرجح بكثير أننا سنستثمر طاقتنا في الدول التي تريد أن تعمل معنا، والتي تستثمر في أبناء شعبها بدلا من قلة فاسدة؛ الدول التي تعتنق رؤيا مجتمع يستطيع فيه كل إنسان أن يساهم- الرجال والنساء والشيعة وأهل السنّة... المسلمون والمسيحيون واليهود. لأنه من أوروبا إلى آسيا، ومن أفريقيا إلى دول الأميركتين، نرى أن الدول التي ثابرت على طريق الديمقراطية هي التي ازدهرت وأصبحت أكثر رخاءً واستثمارًا في صون أمننا المشترك وإنسانيتنا المشتركة. وفي اعتقادي أن ذلك سيصحّ أيضًا على العالم العربي )!!.
فماذا ستفعل ( جامعة الدول العربية ) ومتنفذوها الذين لاتنطبق عليهم مواصفات ( الدول التي تريد أن تعمل معنا )!؟
جامعة الدول العربية التي حشدت 131 دولة في المؤتمر الاول لـ(اصدقاء سوريا) في تونس ( الاخوانية) عام 2011 لتنفيذ مخطط فرنارد لويس لتقسيم المقسم ، تعجز الآن مع تركيا (المُسَوِّقة للإخوان) وامريكا واروبا (المتباكية على الإخوان) عام 2013 عن تجميع أكثر من 11 دولة لـ(اصدقاء سوريا) في آخر اجتماع لهم بالدوحة (المُمَوِّلة للاخوان)!
ولماذا كان ـ ومازال ـ الدور التخريبي لجامعة الدول العربية..بشكل لم يسبق له من هذه المنظمة الانجلو سكسونية المولد ، والبترولية الرضاعة ، والإذعانية الأداء..منذ إنشائها لمواجهة وإحتواء الحركة التحررية للشعوب العربية ، وإستدراجها وإستخدامها الى صف محتليها الانجليز؟!
..حيث كانت شعوبنا تعاني ـ آنذاك ـ من كارثتين متلازمتين قبل وخلال الحرب العالمية الثانية (تسلط الاستعمار الكولونيالي) و(شبح النازية)!..
ولليوم ..حتى وسط هذا " الحراك الدولي" و" التململ الاقليمي " الذي أعقب إطلالة الدب الروسي من غمرة الجليد الذي تلبد عليه منذ إعلان جورباتشوف وفاة الاتحاد السوفييتي عام 1990!
وبعد ان أدار الامريكان وجوههم لاولئك المتورطين بالمحرقة السورية من العرب والاتراك.. وراحوا يغازلون " العدو الفارسي المجوسي!! "..بل ان الامريكان أمسوا بـ " قدرة قادر" يستشهدون بما اغفلوه او انكروه بالامس! ..
فإن متنفذي جامعة " الدول" العربية يبحثون عن مخبئ يلوذون به من شواظ الغيظ المختزن في صدور ضحايا النظام العربي الرسمي وتداعياته التي قد تفاجئ الجميع!
ولتشريح جثة جامعة " الدول " العربية التي جاهرت وتفاخرت بدور الولد الضال ( دليل الوحوش لافتراس أهل البيت ) .. لابد من العودة الى الأوراق التأسيسية لها:
فعند احتدام المعارك بين "الحلفاء" و"المحور" في الحرب العالمية الثانية.. صرح انتوني إيدن في 24 فبراير 1943 بمجلس العموم البريطاني بـ(أن الحكومة البريطانية تنظر بعين "العطف" إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية)!
مما يؤكد ان الوليد الجديد ـ جامعة " الدول " العربية ـ .. نشأ من " النطفة " في لندن.. وضمت حكومات مصر والعراق ولبنان والسعودية وسوريا..ومن ثم شرق الأردن عام 1946 واليمن والسودان..فيما بعد!
تلك الحكومات التي كرست التقسيم وشرعنته برفضها لمقترحات:(الاتحاد) و (الفدرالية )او(الكونفدرالية) بين الدول العربية وإذعانها لمقترح الوفد المصري (الجامعة العربية) الذي جرى تعديله الى (جامعة ـ الدول ـ العربية ) ليكون معبرا عن تيار سايكس بيكو الحاكم في البلدان العربية..فاصبحت الجامعة لـ(الدول ) لتكون أداة بيد الحكام ..وليس لـ (الشعوب ) التي كانت تتحرك وتتطلع الى الاستقلال والتغيير في جميع تلك البلدان..و برفض حكام تلك الدول لاية صيغة وحدوية ..تجنبت حتى .. مانظر اليه (إيدن) بعين العطف ( تحقيق الوحدة الاقتصادية والثقافية والسياسية ) بين الدول الاعضاء منذ التأسيس عام 1945..فكان إيدن أكثر عروبة ووحدوية من اولئك الحكام!!!!!
وتأملوا لو ان هذه الدول (مصر والعراق ولبنان والسعودية وسوريا ) قد توحدت في كيان سياسي واقتصادي وثقافي واحد منذ عام 1943 وانظمت اليها (الاردن واليمن والسودان عام 1946)..كيف سيكون الحال اليوم في منطقتنا وكيف سيكون مآل شعوبنا.. ؟!!
وكأن التاريخ يعيد نفسه مرتين ..
ففي الوقت الذي دعت فيه جامعة الدول العربية الى العدوان على سوريا في اغسطس 2013..رفض مجلس العموم البريطاني الموافقة على طلب رئيس الوزراء (ديفيد كاميرون) شرعنة العدوان على سوريا..
وكما كان (انتوني ايدن ) أكثر عروبة من حكام العرب المؤسسين للجامعة العربية عام 1943!!!!!
كان.. ( مجلس العموم البريطاني اكثر عروبة من جامعة الدول العربية) عام 2013 ..كما قال السياسي المصري حمدين صباحي!!!!!
والملفت ان هذه الدول المؤَسِسة لجامعة "الدول" العربية..هي المستهدفة ـ اليوم ـ بالتدمير والتفتيت والتقسيم!!!!
فهل هذه صدفة أم مخطط مُسبق لتدمير الكتلة الصلبة للكيان العربي ..ابتداءً بتفكيك جيوشها ودولها لتمزيق شعوبها بالفتن الطائفية والإثنية؟!
وعلى تعاقب " أمنائها " العامون ..كانت جامعة " الدول " العربية غطاءا للكوارث التي ألَمَّت بالدول والشعوب العربية ..
•ففي عهد عبد الرحمن عزام 1945-1952( الاسلاموي المدعوم عثمانياً ) نشأت الدولة العبرية وتشرد الشعب الفلسطيني !!
•وفي (أمانة) محمد عبد الخالق حسونة 1952-1972..جرى العداون الثلاثي على مصر عام 1956 الذي شاركت فيه بريطانيا (مُؤسِسة جامعة الدول العربية) وبتسهيلات من دول اعضاء في الجامعة..وهزمت الجيوش العربية في 5 حزيران 1967 بتواطئ بعض دول الجامعة!!
•ولكن ..سَجَّل السيد محمود رياض 1972-1979 موقفا قوميا ووطنيا في حرب تشرين 1973 ..وكذلك حين (استقال في مارس/آذار 1979احتجاجا على كامب ديفيد)..دون ان تغير جامعة " الدول " العربية من جوهرها الإذعاني ..سوى جعجعتها كظاهرة صوتية جوفاء!
• وبعد تسلم الشاذلي القليبي "الأمانة العامة" 1979-1990 كان الغزو الاسرائيلي للبنان في 6/حزيران/1982 الذي استمر حتى تحرير المقاومة عام 2000 .. وكان للقليبي موقفاً قوميا شجاعا حين (استقال خلال الحشد الأمريكي على العراق 1990 - 1991 قبيل - حرب الخليج الثانية - لاعتراضه على الحرب الأجنبية على العراق)..والتي أدت الجامعة العربية خلالها وفي اعقابها بشكل علني – لاول مرة - دورها كـ(جسر لعبور الغزاة الى بلداننا)!
•وفي (أمانة)أحمد عصمت عبد المجيد 1990-2001، أستبيح العراق بغطاء عربي .. وفُرِضَ على شعبة ابشع حصار .. واعلن مساعد الأمين العام والمنسق للشئون الانسانية في العراق دنيس هيلدي في اكتوبر/تشرين الأول 1998 استقالته احتجاجا على تأثير العقوبات على السكان المدنيين معبرا: «أننا في عملية لتدمير مجتمع بالكامل. انه غير قانوني وغير أخلاقي»..فيما تواصل الى اليوم بعض دول الجامعة العربية الإبقاء على ذلك الحصار رغم الغاء الامم المتحدة له عام 2003 وخروج العراق من البند السابع مطلع العام الحالي!
وتورطت 290 شركة وشخصية " سياسية " و" ثقافية " عربية ودولية في نهب ماقيمته 64 مليار دولار من لقمة عيش العراقيين في تلك المرحلة العصيبة من تاريخ العراقيين كعمولات من كوبونات نفط بيعت خلال سنوات العقوبات!
•وعندما تسلم عمرو محمود أبو زيد موسى 2001-2011 الـ(الأمانة) وضعت مقدراتها بيد ممهدي غزو العراق2003 ، وهى من بين أسوأ الفترات التي مرت بها الجامعة العربية ، حيث أدت دور (لاارى ..لااسمع ..لااتكلم!!) وأدى (أمينها ) العام مهمة ( المهندس الخفي) لتمرير وتبرير دور بعض ـ العرب ـ في تخريب ـ بيت العرب ـ ..
خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ..التي أدارت فيها جامعة الدول العربية ظهرها للقمع "الاسرائيلي"!
وغزو واحتلال وتدمير العراق في 2003 الذي مازال ينزف بسيوف " الارهابيين " العرب ومفخخاتهم وصمت جامعة الدول العربية ..
والحرب الصهيونية على لبنان فى 2006 التي انتصرت فيها المقاومة وإندحرت فيها خطط " اسرائيل " ونوايا جامعة الدول العربية!
و ضرب وتدمير وحصار غزة فى 2008 الذي مازال يقطع انفاس اهلها ويحرمهم ابسط مستلزمات الحياة الانسانية..امام انظار جامعة الدول العربية!
•وحال اختطاف الناتو لانتفاضات الشعوب العربية ضد الاستبداد ..تسلم نبيل العربي " الأمانة " عام 2011 كمنفذ متحمس لـ( ربيع الناتو ) الذي تصدرت فيه ( جامعة العرب) بـ( شجاعة !) لاول مرة في تاريخها المختوم بالإذعان لمهمة ( تخريب بيت العرب ) بأكثر الاساليب والقوى وحشية ودموية ..كما جرى ويجري في ليبيا ، والعراق ، وسوريا ، واليمن ..ويؤَجج ـ اليوم ـ في مصر ، وتونس ، ولبنان..فيما أدارت الجامعة العربية ظهرها للصومال وسلمتها للفوضى الدموية والتجويع منذ سقوط حكومة زياد بري سنة 1991..!
ومنذ تأسيس (جامعة الدول العربية ) حرصت الحكومات المؤسسة لها على ان تكون جامعة لـ(الدول ) العربية وليست لـ( شعوبها )..خلافاً لمنطق التاريخ الذي أعقب الحرب العالمية الثانية .. وفرض على شعوب العالم بعد ان خرجت من دمار ودخان الحرب عام 1945 وضع رؤيتها المشتركة لحماية السلم العالمي عبر منظمة دولية (الامم المتحدة) ..أعلنت باسم " شعوبها " وليس "دولها":
( نحن شعوب الأمم المتحدة ..
قد آلينا على أنفسنا...
1.أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف.
2.وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية.
3.وأن نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي.
4.وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا:
أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معا في سلام وحسن جوار، وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي، وأن نكفل بقبولنا مبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة.. وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها، قد قررنا أن نوحد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض..)!
واليوم اذ تتعرض الامم المتحدة لابتزاز الاقوياء وصراعهم على النفوذ..واستخدامها اداة لمآربهم الاستحواذية..تواجه ( شعوب الامم المتحدة! )..تحديات تاريخية لاعادة تلك المنظمة الى دورها الوارد في ميثاقها!
مثلما تواجه الشعوب العربية تحالفا دوليا واقليميا يستهدف وجودها ..وتشكل جامعة " الدول " العربية أحد اطرافه التخريبية الرئيسية!
ورغم محاولات متنفذي جامعة " الدول " العربية جر العالم الى حرب عبثية تدميرية جديدة في منطقتنا بدعوى استخدام الاسلحة الكيمياوية في سوريا..ألاّ ان مجلس الأمن أصدر بتاريخ 27/09/2013 قرارا بشأن السلاح الكيمياوي السوري..عكس التحولات الدولية النوعية في اتجاهات الأزمة ومواقف وأدوار أطرافها.. والذي تضمن:
1.المطالبة بالحل السياسي للازمة السورية..في الوقت الذي وقفت جامعة الدول العربية وراء شعار (اسقاط النظام السوري بالقوة المسلحة) منذ الاشهر الاولى للازمة ..حال وصول أول دفعة من المال القطري واول شحنة من الاسلحة المنقولة قطريا من ليبيا عبر الاراضي التركية الى القرى السورية الحدودية.. واصدرت " الجامعة " قرارات ـ حربية ـ بتسليح المعارضة (فيما طالب الامين العام للامم المتحدة بالوقف الفوري لتوريد السلاح للطرفين)!
2.الاعتراف بشرعية الدولة السورية..في الوقت الذي لم يخلو خطاب من الجامعة العربية من التأكيد على ( عدم شرعية الحكومة السورية)..وتم طرد ممثليها من الجامعة!
3.إستبعاد الحل العسكري للازمة السورية..في وقت طالبت جامعة الدول العربية بالعدوان العسكري على سورية!
4.الاعتراف بدور الحكومة السورية في مستقبل الحل السياسي في سوريا..في وقت اصدرت الجامعة قرارا بنفي اي دور للحكومة السورية في مستقبل الحل السياسي!
5.عدم الاشارة الى تنحية بشار الاسد كشرط لانعقاد مؤتمر جنيف..في وقت اكدت جامعة الدول العربية عبر المتحكمين بها بان بقاء بشار الاسد خط احمر ولايمكن عقد مؤتمر جنيف الا بعد رحيله!
6.إستبعاد الاعتراف بمعارضة الدوحة (كممثل وحيد للمعارضة) وإغفال اسمها والاقرار بوجود معارضات اخرى..في وقت سارعت جامعة الدول العربية للاعتراف بتلك المعارضة كممثل وحيد ، ومنحتها مقعد الدولة السورية بالجامعة العربية!
7.الاقرار بأن حل الازمة بيد امريكا وروسيا..وإغفال دور جامعة الدول العربية ودولها المموِّلة والمُسَلِّحَة للمعارضة ومعها تركيا!
8.الإقرار بفشل كل الوعود القطرية وحليفتها تركيا باسقاط النظام السوري في توقيتات متتالية على مدى عامين ونصف ، وتورط الدول الرأسمالية المتخبطة بالازمة المالية في مستنقع ( الربيع العربي!) الذي اختطف فيه ( الاخوان ) المُمَوَّلون من قطر والمدعومون من تركيا انتفاضات الشعوب العربية..وإنكار تداعيات القرار الامريكي " المفاجئ " بتنحية امير قطر وسحب ملف الازمة السورية منها وتكليف بندر بن سلطان به!
9.إختفاء الدور العربي بعد إنفضاح دعمه للجماعات المسلحة (المتطرفة) من جهة ..وإحباط هجوم المعارضة على دمشق من الغوطتين في 24 اغسطس 2013 بوعد (اسقاط دمشق) الذي وعد به العرب امريكا واوربا.. نتيجة للهجوم الإستباقي للجيش السوري بتاريخ 18/ اغسطس /2013 ..ومن ثم إستخدام الكيمياوي في 21/اغسطس /2013 وما اعقبه من سيناريوهات الوعيد بضربة عسكرية محدودة!!
10.إنكار (جامعة الدول العربية ) للتغييرات الميدانية ، والاقليمية ، والدولية لصالح الحل السياسي التفاوضي بين " النظام " و" المعارضة المعتدلة " وتخندق الجامعة بخندق الكراهية الذي حفرته لها الدول العربية المتنفذة بها!
لاشك ..
ان إنهاء حرب الإبادة على سوريا بعد عقود طويلة من الاستبداد والفساد والتفرد البعثي بالسلطة ..وإقامة دولة ديمقراطية تنموية تعددية تداولية للحكم ..ضرورة تاريخية للشعب السوري ولشعوب المنطقة..
ولكن..
إختطاف قوى التطرف والارهاب للدولة والمجتمع السوري بديلا للنظام البعثي المستبد..كارثة تاريخية للشعب السوري وشعوب المنطقة!!!
وما يدعو الى بصيص من الأمل ..هو:
تَشَكُّل بيئة جديدة مشجعة تفرضها عوامل موضوعية ضاغطة ( رب ضارة نافعة !) جعلت جميع اطراف الصراع والجهات المساندة لها تبحث عن " طوق نجاة "..فـ:
1. امريكا..تبحث عن مخرج من الازمة الاقتصادية الرأسمالية العميقة التي امتدت ـ شللاً ـ الى جسد البيت الابيض!..ووصلت الى حد اللجوء الى الصين لمناقشة " أزمة الميزانية الامريكية" ..حيث عقد جون كيري بتاريخ 10/10/2013 اجتماعا مع الرئيس الصيني في مدينة " بالي " باندونيسيا لهذا الغرض!
وينصح بعض "عقلاء مستشاري اوباما" بإستبدال نهج " اشعال الحروب لإطفاء الازمات الاقتصادية"..بسياسة " إيقاد شموع التصالح الدولي والاقليمي " لتبديد ظلام الخلافات التي ساهمت في تعميق الأزمة الاقتصادية الرأسمالية وإستعصاء معالجتها!
2. روسيا..تطرق كل الابواب للنفاذ من العزلة والتقزيم التي فرضتها عليها تداعيات انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي!عام 1990..وتُسارع الخطى بتشكيل تكتلات اقتصادية وأمنية وسياسية في مختلف قارات العالم للعودة الى مناطق النفوذ السوفييتية السابقة وتكريسها وتوسيعها..عبر استراتيجية "الهجوم السلمي الناعم" التي وضعها " الرئيس الروسي بوتين " ويقودها وزير الخارجية "لافروف" وفريقه "السوفييتي الهوى"!
3. اوربا..تترنح تحت جدار " اليورو " المتصدع وترتعش من جلجلة الافلاس التي تهدد اكثر من بلد اوربي رأسمالي..وليس اليونان والبرتغال واسبانيا وايطاليا وحدها!..وبدى ذلك واضحا من رفض مجلس العموم البريطاني للعدوان على سوريا ، ونأي المانيا عن التورط فيه ، وإحجام معظم الدول الحليفة لامريكا عن الوعد بالإنزلاق الى هاوية الحرب التي لااحد يستطيع التعهد بانهائها عندما تنفجر اولى قذائفها..ومطالبة الجميع باللجوء الى مجلس الامن المردوع بـ"الفيتو" الروسي الصيني!
4. سوريا.. نظام مستبد فاسد تتقطع انفاسه يبحث عن خلاص من الحتمية التاريخية لزواله..و"معارضة" ارهابية صنعتها المخابرات الرأسمالية وتوابعها الاقليمية تتقاتل فيما بينها بذات الوحشية التي استباحت بها دماء السوريين والعراقيين واللبنانيين.. توهماً بالنفاذ من المآل الذي ينتظره كل قاتل ( وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين)!
5. العراق..انتهاء مبررات " دولة المحاصصة الطائفية والعرقية " رغم تشبث "المنتفعين منها " بالبقاء ، وتزايد عوامل نشوء ونمو ( دولة الوطن الحر الموحد والمواطن الواعي المنتج)..الى جانب ارهاب دولي واقليمي ومحلي يستميت لإعادة إنتاج الاستبداد الديني والسياسي الدكتاتوري المتوارث..بخلاف حتمية التطور التأريخي النابذة للإستبداد!
6. تركيا..المحاولة اليائسة للخروج من المأزق " الإخواني " الذي اقحم فيه العثمانيون الجدد ( اردوغان ـ اوغلو) الدولة التركية في المستنقعات الدموية العربية وسقوط شعار ( صفر مشاكل مع الجيران) وتحوله الى ( صفر تصالح مع الجيران).. ومحاولتهم إطفاء بشائر التغيير المدني في اطراف تركيا وشوارعها !
7. ايران..تعطش الشعب الايراني وعقلائه للخروج من العزلة الاقليمية والدولية التي أفقرت الانسان وشَلَّت الاسواق نتيجة غوغاء المتطرفين في السلطة..والذي جرى التعبير عنه بإختيار الرئيس " روحاني " لمجرد رفعه شعار "الاعتدال والأمل" بديلاً للشعارات الديماغوغية التي يرفعها "المحافظون "!!
8. السعودية.. تصدع قدرة " المال " المفرط في إسكات الصوت المطالب بالتغيير في الخارج ..وفشل نهج تأجيج الحرائق في الخارج لابعاد اللهيب عن الداخل ..وتراخي قبضة " الكبت " السلطوي في حياة الناس بفعل وعيهم..وتنامي إرادة التغيير المدني بين مختلف مكونات المجتمع..وتزايد شبح الازمة المالية الامريكية التي تهدد بإبتلاع مليارات الدولارات من الارصدة العربية السارحة في السوق الرأسمالية الامريكية!
9. قطر.. بعد تنحية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حاكم قطر نتيجة " الفوضى الدموية الإخوانية " التي مَوَّلتها وسلَّحتها وأججتها قطر .. وتعاظم الغضب الاقليمي عليها وعدم رضا امريكا واوربا منها..تعيش قطر مرحلة هشة وملتبسة بحثاً عن مخرج من المأزق التاريخي الذي اقحمته فيها سياسة (إنتفاخ الضفدع الذي أراد ان يصير بقرة!)..
في 11/10/2013 :(قالت مصادر فلسطينية في سوريا إن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي نقل إلى الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائهما في دمشق في 7/10/2013 ، رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تعبر عن رغبة بتلطيف الأجواء مع دمشق..
وتروي مصادر فلسطينية لـ«السفير»اللبنانية .. أن الشيخ تميم اتصل بالرئيس محمود عباس " أبي مازن" في احد أيام آب الماضي، ودعاه إلى مقابلته في الدوحة. وبالفعل زار أبو مازن الدوحة ليوم واحد، في 28 آب الماضي، وقابل الشيخ تميم، الذي طلب منه الاتصال بالأسد لتلطيف الأجواء مع السلطات السورية، وإعلام القيادة السورية بان قطر ستنتهج، بالتدريج، سياسة مختلفة عن السياسة الخارجية السابقة)!!
10. البحرين..بحث النظام عن جبل " يعصمه من الغرق " بعد انشغال الامريكان بسيناريو " الغزل " مع الايرانيين..وإخفاق حلول النظام الترقيعية لازمته الوجودية الموضوعية العميقة ، وفشل محاولاته لتنسيب التناقضات الداخلية الى العامل الخارجي..وإنحسار عدد الاطراف الدولية المبررة لنهجه او المتسترة عليه!
خلال اجتماعات «5 + 1»، اختلى " كيري " و" ظريف " في إحدى زوايا الغرفة 40 دقيقة، بحثوا شؤون المنطقة وشجونها من سوريا إلى العراق فالبحرين ..وإثر ذلك (حمل وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل رسالة أميركية إلى البحرين تفيد بوجوب أن يتنحّى رئيس الوزراء خليفة بن سلمان في موعد أقصاه نهاية كانون الأول الحالي، على أن يجري تعيين ولي العهد سلمان بن حمد مكانه في رئاسة الحكومة) كخطوة اولى في طريق الحل الواقعي للازمة!
11. اليمن..عجز السلطة التي جاءت بـ " توصية " امريكية و" مبادرة خليجية " و" رعاية الامم المتحدة " عن حل المشكلات الجذرية كـ " استقلال الجنوب " و " فدرالية صعدة " و" استفحال دور القاعدة " و" انعدام التنمية المتوازنة "..الى جانب بحث جميع القوى الوطنية اليمنية ذات الإرادة المستقلة المخلصة عن مخرج يُقيهم الإحتراب الداخلي والتبعية للخارج وينتشلهم من الإفقار المنهجي المتعمد !
12. تونس..تصدع حكومة " النهضة " الاخوانية..واصطخاب المدن المطالبة باسقاط الحكومة وتشكيل حكومة مستقلة لانقاذ البلاد من ازمتها التي خلقها نهج "اخونة " الدولة والمجتمع..وانغلاق السبل امام محاولات " حركة النهضة " التشبث بالسلطة رغم نبذ قطاعات واسعة من الشعب لها..وتفكك التنظيم الدولي للاخوان الذي يقف وراء "حركة النهضة"..وإنشطار وإحتراب جبهة ممولي ورعاة "الارهاب الاسلاموي" بين:
"داعمي الاخوان" و"داعمي السلفيين والقاعدة" في منطقتنا والعالم!!
13. مصر.. عجز الحكومة المؤقتة في معالجة الازمات التي خلفتها عقود من نظام مبارك وتداعيات " سنة الأخونة"..نتيجة الاعتماد على " أدوات مبارك وشخوصه " البعيدة عن تطلعات عمال وفلاحي ومبدعي مصر ومصالحهم ، وبالإرتهان لمعونات الخارج الملغومة بنوايا إستلاب إستقلال القرار المصري الحر..وتزايد اعمال الارهاب التي تنفذها "القاعدة" وتفرعاتها السلفية والاخوانية التي تشيع القتل والخراب في العراق وسوريا ولبنان وتونس والجزائر!
14. السودان..نظام مهترئ يحاول ان يفلت من الحريق الذي أشعله بسياساته الإقصائية في بنية الشعب والوطن الضامئ للحرية والتنمية ..بعد ان فرط بوحدة السودان نتيجة نهج الاستبداد الديني " الاخواني " وتنامي الحركة الشعبية السلمية للاطاحة بالنظام وإقامة الدولة المدنية ( دولة الوطن والمواطن)!!
15. المغرب..إستمرار بحث القطاعات الواسعة من الشعب عن مخرج للازمات الاقتصادية والاجتماعية العميقة ، بعد انفضاح وفشل سياسة احتواء الانتفاضة الشعبية ..بعقد " النكاح " الانتهازي بين " الملكية الفرانكفونية! " وحزب " الخلافة الاخوانية "!
16. الجزائر..تدافع القوى التقدمية نحو مستقبل يستجيب لإحتياجات طبقات الشعب المنتجة والمبدعة ..بوجه استماتة " عجائز سلطة دولة الاستقلال " لايقاف التاريخ عند رؤيتهم ومصالحهم التي تجاوزتها تطلعات الشعب ورؤيته منذ اكثر من نصف قرن!
17. ليبيا..تطلع الشعب لاستعادة السلم المجتمعي ووحدة التراب الوطني ..نتيجة ترنح " الدولة الفاشلة " التي انتجها غزو "الناتو " وإرث دولة الإستبداد القذافية، وبسبب اتساع عوامل تفكك الدولة والمجتمع في ظل غياب الامن ، وتعثر تصدير النفط ، وتنافر القوى السياسية والاثنية فيما بينها..وعجز السلطة عن حماية نفسها من الارهاب المستبد في قمة وهرم السلطة ..( بتاريخ 10/10/2013 جرى اختطاف رئيس الحكومة "علي زيدان " من قبل " ثوار طرابلس " الاسلامويين الذي يحكمون السيطرة على العاصمة منذ غزو الناتو ومقتل القذافي وسقوط نظامه)!..ويصرح اليوم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الامريكية تعقيبا على خبر الاختطاف ( من الصعب التفريق ..من هي الحكومة ؟ ومن هي المعارضة في ليبيا)!!!
18. الاردن..بحث الشعب و" وعقلاء السلطة " عن سبيل يجنبهم الخسائر الكارثية التي قد تنجم عن التورط بـ " الحروب بالنيابة " التي تدفع اليها البلاد بـ( العصا او الجزرة!)..في مرحلة تعصف الازمات المعيشية والاقتصادية والسياسية ببنية المجتمع والدولة..في بلد يتقاسمه الاردنيون والفلسطينيون وتتوعده "اسرائيل" ، ويفتقر للموارد الاستراتيجية التي تحافظ على وجوده!
19. لبنان..البحث عن خلاص وطني من ( نهج إقصاء الآخر عن السلطة ) الذي يراهن عليه بعض الساسة الطائفيين.. ودور ذلك النهج في إتساع دائرة الخوف من إنزلاق البلاد نحو فتنة طائفية دموية نتيجة التناقضات الداخلية التاريخية المتراكمة بين الطوائف والاثنيات ، وبفعل تغذية وتكريس وتمويل العوامل الخارجية لتلك التناقضات.. وبدء إمتداد نيران المحرقة السورية الى الاحراش اليابسة في المجتمعات الطائفية اللبنانية..وتراجع قدرة " المأجورين السياسيين " على توجيه الاحداث وفق مشيئة اسيادهم!
20. فلسطين..سعي القوى الديمقراطية والمدنية لإيجاد قاسم مشترك بين : بحث الشعب عن حق تقرير المصير على ترابه الوطني..وبحث "اخوان" غزة عن "دولة الخلافة الاسلامية" .. وبحث سلطة ـ رام الله ـ عن " دويلة قادرة على البقاء ".. وإختطاف "اسرائيل" المزيد من الارض والمصالح الفلسطينية الاستراتيجية المادية والروحية!
21. اسرائيل..محاولات متشنجة لاحتواء التحولات الدولية والاقليمية المتجهة نحو "التهدئة" والبحث عن الحلول السلمية للمشكلات..والميل النسبي لدى امريكا واوربا نحو حل المشاكل الداخلية التي تعصف بتلك الدول ، بتخفيف التوترات والتورطات الخارجية..وخشية" اسرائيل " من انعكاس ذلك بتخفيف الحماس المتماهي معها في سلطة القرار الامريكية والاوربية!
في نهاية عام 2007 اصدرت وزارة الخارجية الامريكية دراسة بعنوان " مستقبل اسرائيل في محيط متغير "..وضعت فيها عددا من السيناريوهات المحتملة لمستقبل "اسرائيل" يمكن ايجازها في نهجين:
( سياسة شن الحروب) أو(سياسة القبول بالسلام مع الفلسطينيين)..
وفي الحالة الاولى أشارت الى ان زمن الانتصار " الاسرئيلي " بالحروب قد ولى ..لاسباب داخلية "اسرائيلية" واقليمية ودولية ، وستكون أية حرب مقبلة بداية لنهاية " اسرائيل " لعدم قدرة امريكا على ضبط تداعياتها..
اما (السلام) فإن خطر التركيبة السكانية ونمو عدد الفلسطينيين الى جانب تناقص عدد الاسرائيليين نتيجة ـ توقف الهجرة الى اسرائيل وتراجع الولادات ـ سيؤدي في موعد اقصاه عام 2040 الى ان يكون اليهود 20% من عدد السكان العرب واليهود!
وفي هذه المرحلة التي يتزايد فيها الميل التاريخي لتشكيل التكتلات الاقتصادية والسياسية القارية الكبيرة في مختلف قارات العالم واقاليمه..تتفاقم محاولات استكمال بيئة تقسيم المقسم وتفتيت المفتت في منطقتنا..فقد نشرت ( جريدة نيويورك تايمز ) بمانشيتها الرئيسي بتاريخ 30/09/2013 خارطة تقسيم خمس دول عربية الى اربعة عشر دويلة طائفية وإثنية.. كخطوة اولى في مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي لم يستثنِ أية دولة عربية أو اقليمية من التقسيم.. وحسب ( جريدة نيويورك تايمز ) فإن هذا التقسيم ( سايكس بيكو 2) في هذه المرحلة يشمل:
( تقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات، وسوريا الى ثلاث دويلات ، والعراق الى ثلاث دويلات.أما اليمن فمرشح أن ينفصل مجددا إلى دويلتين ..لكن الملفت للانتباه هو أن السعودية التي تبدو أكثر الدول العربية استقرارا مرشحة ـ حسب نيويورك تايمزـ للانشطار إلى خمس دوليات على أساس مذهبي وقبلي)!
ورغم أن اتفاقية ”سايكس ـ بيكو 1916” التي تم الاتفاق عليها خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) تم تنفيذها على أيدي أكبر قوتين عسكريتين آنذاك(بريطانيا ـ فرنسا) ، إلا أن الخريطة الجديدة التي قدمتها الصحيفة الأمريكية تفترض أن العرب أنفسهم من سيشرف على التقسيم الذي سيكون نتاج ”الربيع العربي!” الذي أدخل عدة دول في حرب أهلية أو أزمات سياسية بسبب عدم الاتفاق حول حكامها الجدد وهشاشة مؤسساتهم المنتخبة..حسب نيويورك تايمز!!
ولاهمية وجود جهاز تنظيمي قادر على توحيد كافة القوى في البلدان العربية في هذا المنعطف التاريخي الخطير ولمواجهة المشاريع التي تهدد وجود البلدان ومصير الشعوب ..ولضمان حقوق الانسان والشروع بالتنمية الشاملة في جميع الدول واستثمار ثرواتها لصالح شعوبها ، ومواجهة الازمات الاقتصادية والسكانية والمناخية العالمية..فان شعوبنا بحاجة الى:
• تشكيل تحالف تقدمي تنموي..لـ " اتحاد ـ شعوب ـ بلدان جامعة الدول العربية " بديلاً ..لـ(جامعة ـ الدول ـ العربية) ..يتكون من جميع القوى والاحزاب المدنية في البلدان العربية " المعارضة " و" المشاركة بالحكومات" دون استثناء بمن فيهم ممثلي الشعوب غير العربية الشريكة في الوطن .. وكذلك من اعضاء برلمانات الدول العربية..من كل اولئك الذين يؤمنون ويلتزمون بالمبادئ الاساسية لـ:
1. الديمقراطية الدستورية في الدولة والمجتمع!
2. السلام في الداخل ومع الخارج!
3. حقوق الانسان الحر غير القابلة للإستقطاع!
4. العدالة القانونية للجميع وعلى الجميع دون استثناء!
5. التنمية الشاملة ..للمواطن والوطن دون تمييز!
6. السيادة الوطنية الخالية من شوائب التدخل الخارجي!
7. رفض كل اشكال الدولة الشوفينية ( العرقية او الدينية او الطائفية )!
8. تحقيق الوحدة الاقتصادية والثقافية والسياسية بين الشعوب الاعضاء بالاتحاد في اطار زمني محدد بخطوات واقعية ذات أثر تنموي على حياة الافراد والشعوب المنضوية بالاتحاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية