الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألم تتعبوا

سميرة الوردي

2013 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ألم تتعبوا سميرة الوردي
ألم تتعبوا لقد انهكتم الشعب العراقي وسرقتم أفراحه وأمواله ولم تمنحوه سوى الموت الزؤام أي وطنية هذه والى اليوم لم يعرف الشعب عن قاتليه الا الشي اليسير والنزر القليل ، ولم يفضح سراقه وقتلته الدافئين المطمئنين وكل مخططاتهم ، تدور حول الدعاية الإنتخابية وليس لهم أي برامج جدية لبناء الوطن وتنميته ،
أين الأمن وأين الضمان الإجتماعي الذي ينقذ آلاف الشباب من هاوية السقوط النفسي ! والأخلاقي ! ويحفظ كرامة المجتمع ! ويرتقي به من حافة السعير الذي يعيش فيه !
أين الكهرباء الذي لا ترتقي الأمم الا به وأين الإعمار والشوارع المبلطة النظيفة التي لاتصلح لإيواء المجرمين .
لينظر كل المسؤولين الى مافعلت أياديهم خلال السنوات العشرة المشؤومات والتي لم يكسب منها العراقيين الا مقابرا علنية غطت وجه التاريخ وفاقت ما فعله النازيون بشعوب العالم ومافعله صدام يشعبه .
بالأمس عطفت على نفسي وأشفقت عليها بعد مرور كم يوم وأنا أشعر أن ضغطي قد ارتفع عن المستوى المسموح به ، تذكرت أهلي في العراق والتذكر ليس كحياة معاشة في ظل ظروف الخوف والإستلاب والتهديد المباشر على الحياة ولقمة العيش ، دخلت الى مستشفى مدينتي الجديدة ، والتي بدأت أحبها منذ أول لحظة نزلت فيها هاربة من عبودية الدكتاتورية أملة بالرجوع سريعا الى عاصمتي التي احبها بجنون ، آملة بتغير حالة الموت الصامت التي رافقتنا منذ أن وعيت على الحياة وازدادت عنفا منذ شباط الأسود ، خرجت تاركة خلفي كل تاريخي وداري وكل ما أملك من أجل أن أحافظ على حياة أولادي الذين لاذنب لهم الا كونهم ولدوا في بلد كتب عليه الألم والضيم ، بلد كل مافيه خير وعمار وكل من يتولاه لأيأتي له الا بالدمار .
دخلت الى مستشفى المدينة وكلي أمل أن أجد الرعاية التي أحتاجها محاولة نسيان ما يستفز ضغطي على الإرتفاع ، فاجئني التغيير الذي شمل المستشفى، فبالرغم من أنني لا أملك البطاقة التي تسمح لي بالمعالجة فيها الا أنهم استقبلوني باهتمام وأجروا لي مايلزم .
لم تكن المدينة ومبانيها بهذه السعة كما كانت منذ ثلاث عشرة عاما كانت أشبه بقرية عصرية يتوفر فيها مايلزم لحياة بسيطة هادئة ، أما اليوم فتحولت بفضل ما حصل عليها من اعمار في الطرقات والجسوروالعمارات لتصبح بين ليلة وضحاها من مدينة صغيرة أشبه بالقرية الى مدينة عامرة يتسابق المتسابقون للحصول على موطئ قدم فيها ، تذكرت بغداد الحبيبة التي لم تذق مثل هذه الحمية الوطنية الافي زمن الشهيد ( رغم أنف العملاء ) عبد الكريم قاسم عندما أنجز العديد من المشاريع ومن ضمنها الشوارع الواسعة كقناة الجيش ودار الأوبرا ونصب الجندي المجهول وبنى مدينة الثورة التي كان سكانها في بيوت من القصب والجينكو خلف السدة والتي أصبحت بقدرة العزيز الجبار مدينة صدام في زمن صدام ومدينة الصدر في زمن الأحتلال ،وغُبن وطمس اسم بانيها الحقيقي وعادوا ثانية ليحرموه آلهة الحكم الجديد من الشهادة ، وحرر العراق من شركات النفط الأجنبيه (بقانون رقم 80 ) ووزعت الأراضي في زمنه على الفلاحين وموظفي الدولة وغيرها ، كان ثوريا حقيقيا وكان لابد أن يتحمل حقد فئة المُبطنين من قوت الشعب .
في كل دائرة حكومية تدخلها هنا ، هناك غرفة إستقبال متوفرفيها أحدث أجهزة خدمة المتعاملين ، تأخذ رقمك من ماكنة خاصة بالأرقام او يقدمه لك موظف الإستقبال، وتجلس على كرسي مريح الى أن يأتي دورك ومن النادر والنادر جدا أن يتأخر اكثر من عشرة دقائق ، بالإضافة لهذه الخدمة هناك مكتب خدمة المتعاملين تستطيع اللجوء اليهم إذا ما احتجت شيئا أو تعرقلت معاملتك ، وليس هذه الخدمة مقتصرة على مكان واحد بل هي سلوك عام في كل دوائر الدولة بأصنافها المتعددة في البنوك والمستشفيات وعند دفع الفواتير وغيرها كثير، هنا يكمن نمو الدول وتفوقها الحضاري ، بالأضافة للخدمات التي تقدم لك الكترونيا وانت في بيتك وهي دولة ليست أوفر ثروة من العراق .
فمليارات الدولارات لم تحجز ببطون البرلمانين العجزة وخلال عشر سنوات لم يتقدموا خطوة واحدة واضحة في سبيل خدمة الناس بل جل اهتمامهم ركوب المصفحات وسرقة أموال الشعب .
السؤال الذي يطرح نفسه

ماهو دور الحكومة برئاساتها الثلاث في لم الصفوف وتوحيد الجهود في لملمة الوضع ونشر الأمن والأمان .
أي منجز حقيقي قدمته الدولة في الصناعة والزراعة والتجارة ؟؟
كل ماقُدم من مشاريع لا يعدو عن كونه ( جعجعة ولا أرى طحينة ) فأما أن تكون مشاريع في طور الجنينية او خُدعت الحكومة بالشركات الوهمية أو مازالت حبرا على ورق وبعد عشر سنوات .
عشر سنوات غلفت بالقهر والموت مجتمعاتنا ، التي وضعها قدرها اللئيم بين فكي الإرهاب
انتهت هذه الدورة البرلمانية المشؤومة وستأتي الدورة القادمة ولكني على ثقة بأنها لن تكون أفضل مما مر به الوطن خلال سنواته العشرة ، فالكهرباء سيتعثر بفاسدين ومفسدين جدد والمشاريع ستتلكأ الى أن تقترب الإنتخابات الجديدة الأخرى وستعلوا أصوات الطامعين بفبركاتهم ودعاياتهم الإنتخابية ، وسيخرج المظلومين في تظاهرات وسترميهم حكومتنا الديمقراطية المنتخبة بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع وستزهق أرواح بعضا منهم كي تبقى في الحكم وسينشغل البرلمانيون بالقوانين الثانوية وبمناكداتهم التي لن تنته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن