الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات المصرية الروسية

على حسن السعدنى

2013 / 10 / 18
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ويرتبط البلدان بعلاقات قديمة على مستويات متعددة ..ولاتنسى ذاكرة التاريخ أن البلدين خاضا معاً عدة تحديات ومواجهات فرضتها الظروف التاريخية عليهما..
فقد كانت مصر في منتصف القرن الماضى البوتقة التي صهرت فيها حركات التحرر والثوراث في البلاد الافريقية والعربية بل وفي كافة دول العالم الثالث ،في الوقت الذي دعم فيه وساند الاتحاد السوفيتي " سابقآ" بوصفه احد القطبين والقوتين الاعظم وقتذاك حركات التحرر ونسمات الحرية من ويلات الاستعمار الغربي. .
وتعود جذورالعلاقات المصرية الروسية إلى عام 1748 عندما عينت روسيا قنصلاً في الإسكندرية كممثل لها في مصر .
- وفي عام 1939 اتخذت الحكومة المصرية برئاسة علي ماهر قرار إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي السابق .. والتي بدأت بالفعل في 26 أغسطس 1943 .
- في 22 مارس 1954 تم رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي بين مصر والاتحاد السوفيتي السابق إلى مستوى السفارة .
- أيدت الحكومة السوفيتية تأميم مصر لشركة قناة السويس في يوليو 1956.
- عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، أعلن الاتحاد السوفيتي في 10 نوفمبر 1956 أنه إذا لم يبادر المعتدون بسحب قواتهم ، فإن الاتحاد السوفيتي لن يمنع المتطوعين السوفيت
الراغبين في الاشتراك مع شعب مصر في نضاله من أجل الاستقلال ،وهو الموقف الذي أسهم مع الموقف الأمريكي في إنهاء العدوان الثلاثي .
- كما قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المعونة الفنية والمالية لبناء السد العالي الذي أصبح رمزاً للصداقة المصرية السوفيتية .
- في سبتمبر 1964 ، وأثناء زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتي ، تم التفاهم على تعاون الاتحاد السوفيتي ومصر في إقامة مجموعة من مشروعات الصناعات المعدنية
والهندسية وتوليد القوة الكهربية .
- عندما تعرضت مصر للعدوان الإسرائيلي عام 1967 ، أصدرت الحكومة السوفيتية بياناً نددت فيه بالعدوان الإسرائيلي . وقدم الاتحاد السوفيتي التأييد السياسي الدولي لمصر في كافة المحافل الدولية
- اتخذ الرئيس الروسى حينئذ ليونيد بريجنيف قراراً بإرسال ما يقرب من عشرة آلاف خبير ومستشار عسكري إلى مصر بعد نكسة يونيه عام 1967.
- مساندة موسكو لمصر عسكرياً خلال فترة حرب الاستنزاف وبناء شبكة من الدفاع الجوى في منتصف عام 1970.
-وخلال حرب أكتوبر 1973، وقف الاتحاد السوفيتي السابق موقفاً مؤيداً لصالح العرب، ففي أعقاب صدور قرار وقف إطلاق النارالأول يوم 22 أكتوبر 1973، ومع استمرار انتهاك إسرائيل
للقرار، أرسل بريجنيف رسالة إلى واشنطن في23 أكتوبر 1973، وصف فيها السلوك الإسرائيلي: "بأنه أمر غير مقبول وأنه يشكل من جانب الإسرائيليين عملية خداع صارخة يصعب السكوت عليها، ولا بد أن يدينها مجلس الأمن، وأن يطالب بوقفها"، وفي اليوم التالي مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، استمر التصعيد السوفيتي، فأصدرت موسكو بياناً وقع عليه "بريجنيف" أكد فيه أن استمرار العدوان الإسرائيلي سوف يسفر عن عواقب وخيمة، وأن الاتحاد السوفيتي سوف يقرر بنفسه الخطوات الضرورية والعاجلة لتأكيد احترام وقف إطلاق النار، ورافق ذلك رفع الاتحاد السوفيتي درجة استعداد عدد من فرقه المحمولة، علاوة على تحركات عسكرية سوفيتية أخرى.
وبعد حرب أكتوبر 1973، بدأت التحركات من أجل تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، فكان اجتماع يوم 2 أكتوبر 1977، بين وزيري الخارجية الأمريكية والسوفيتية وأسفر عن الاتفاق على عقد مؤتمر جنيف للسلام وفي إطار مبادئ أساسية من أجل سرعة التوصل إلي تسوية عادلة ودائمة للنزاع بالشرق الأوسط واتفق على عقد المؤتمر في ديسمبر 1977، إلا أن ذلك المؤتمر واجه العديد من العقبات وأصبح من العسير عقده.
- تعرضت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين للفتورعلى نحو ملحوظ ،وتم إلغاء معاهدة الصداقة والتعاون عام 1972 ، ثم قطعت العلاقات الدبلوماسية حتى عام 1981
- في عام 1981 بدأ التحسن التدريجي في العلاقات المصرية السوفيتية ، وكانت بداية هذا التحسن في نوفمبر 1982 عندما أرسل الرئيس السابق مبارك وفداً رفيع المستوى لتشييع جنازة الرئيس السوفيتي "برجينيف" .
- في 18 سبتمبر 1984 استؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، وتطورت العلاقات بينهما على نحو ملحوظ في كافة المجالات .
- في 26 ديسمبر 1991 ، أعلنت مصر الاعتراف بروسيا الاتحادية كوريثة شرعية للاتحاد السوفيتي السابق، وشهدت التسعينيات عدة زيارات دبلوماسية لموسكو .
- مع وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة في مارس 2000 حدثت تغيرات كبرى في موسكو. فقد استطاع بوتين تحقيق درجات متزايدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي، كما أبرز تأكيدًا واضحًا على ضرورة استعادة روسيا لمكانتها في مصاف القوى الكبرى. وأبدى درجة عالية من الاستقلالية في صنع القرار الروسي على الصعيد الخارجي؛ خاصة في مواجهة الضغوط
الأمريكية. وقد برز ذلك في عدد من المواقف - منها التعاون العسكري مع إيران.
وقد هيأ ذلك المناخ لدفع العلاقات المصرية - الروسية إلى المستوى الذي تتيحه مقومات هذه العلاقة، والإمكانات المتاحة لكلا البلدين، والخبرة التاريخية السابقة للتعاون بينهما.
- الحدث التالى الهام فى مسيرة العلاقات الثنائية عام 2001 هو إنعقاد الدورة الثالثة للجنة المصرية – الروسية المشتركة للتعاون فى المجالات التجارية والإقتصادية والعلمية والتكنولوجية فى الفترة من 19 – 25 أبريل قبيل زيارة الرئيس السابق مبارك والتى أسفرت عن التوقيع على إتفاقيات عديدة فى مجال الإستخدام السلمى للطاقة النووية والإتصالات والأقمار الصناعية والتعاون فى المجالات الطبية والدوائية .
- يعتبر الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع دول الكومنولث، آلية فعالة وناجحة فى تطوير أشكال التعاون الفنى والعلمى والتكنولوجى بين مصر وروسيا،ونقل التكنولوجيا إلى مصر من خلال إيفاد الخبراء إلى مراكز الأبحاث المصرية ونشر اللغة العربية فى روسيا ودول رابطة الكومنولث .
- خلال الفترة من 21 – 23 مارس 2006 ،زار وفد من وزارة البترول موسكو للمشاركة فى مؤتمر " الأسبوع الدولى الرابع للمعادن " حيث إلتقى مع مسئولى وزارة الطاقة والصناعة لبحث إمكانيات إقامة مشروعات مشتركة فى مجالات الطاقة والتعدين والإستفادة من الخبرة والتكنولوجيا الروسية فى مجالات البحث وتقييم الإحتياطيات التعدينبة وتطوير معدات البحث والإستكشاف والإنتاج فى مصر .
- شارك وفد روسى من وزارة الصناعة والطاقة وممثلى الشركات الخاصة والعامة المعنية بالتعاون مع مصر فى أعمال المؤتمر الدولى للتعدين الذى نظمته وزارة البترول بالقاهرة خلال الفترة من 27- 30 مايو 2006
- و فى 12 يونيو 2006 عقد الإجتماع الأول لمجموعة العمل المعنية بالتفاوض على إتفاق التجارة الحرة مع روسيا بالقاهرة .
وروسيا اليوم..تغيرت الى حد كبير عن روسيا الشيوعية فى الماضى ،فهى الآن دولة تجارية كبري، تحررت عملتها، ولها أسواقها واحتكاراتها الضخمة خصوصا في مجال البتروكيماويات والغاز والبترول ..
ولقد تميزت دوما العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد السوفييتي ،ومن بعدها روسيا الاتحادية، بالخصوصية وارتقاء وتنوع مجالات التعاون.
ولقد شهدت العلاقات المصرية الروسية أزهى فتراتها خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وعادت لتزدهر مرة أخرى منذ منتصف التسعينات، لتصل إلى مستوى الشراكة
الاستراتيجية وفق الاتفاق الموقع بين الرئيس السابق مبارك والرئيس ديمتري ميدفيديف خلال زيارة الأخير إلى القاهرة في يونيو 2009.
و ترتبط مصر وروسيا الاتحادية بعلاقات سياسية متميزة يعكسها المستوى الرفيع من التنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والتبادل المكثف لزيارات مسئولى الجانبين،
كان أبرزها زيارات أربع للرئيس السابق مبارك لموسكو منذ عام 2000، آخرها فى مارس 2008.
كما زار الرئيس فلاديمير بوتين القاهرة فى أبريل 2005 فضلاً عن الزيارة التى قام بها الرئيس الروسى ميدفيديف للقاهرة يومى 23 و 24 يونيو 2009 التى شهدت التوقيع على اتفاق المشاركة الاستراتيجية بين البلدين.

ويرتبط البلدان حاليا بآلية حوار استراتيجي تعقد على مستوى وزيري الخارجية سنويا، بالتبادل بين العاصمتين منذ عام 2004.
كما يحرص الجانبان على انتظام عقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني والتي عقدت 8 جولات برئاسة وزيري التجارة والصناعة في البلدين كان آخرها في القاهرة
في مارس 2010.
العلاقات الاقتصادية
رحبت مصر فى 27 أغسطس 2012 بانضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية بعد مفاوضات استمرت 18 عاما لتصبح العضو رقم 156 بالمنظمة. وكانت مصر قد أعلنت موافقتها علي انضمام روسيا قبل عامين، وتأمل من خلال هذا الانضمام إزالة الكثير من العوائق أمام الصادرات المصرية لأسواق روسيا وتنشيط حركة التجارة معها.
• وأكدت وزارة الصناعة و التجارة الخارجية المصرية ان هناك مفاوضات بين مصر وروسيا منذ عامين لإبرام اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين تخللها بعض التباطؤ نتيجة انشغال روسيا بإعداد الملف الخاص بها للانضمام الي منظمة التجارة العالمية .
• ان ما تسعي مصر إليه هو الإسراع في الانتهاء من إجراءات التفاوض علي اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الروسي ، وسوف تزيل هذه الاتفاقية جميع العقبات والرسوم الجمركية أمام حركة التجارة.

• يذكر ان إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا حوالي 2.3 مليار دولار خلال عام 2011، حيث بلغت الصادرات المصرية الي روسيا 332 مليون دولار في حين بلغت الواردات المصرية من روسيا 1.949 مليار دولار.
• بلغت حجم الصادرات المصرية إلى روسيا الاتحادية خلال الفترة 2007-2009 ، حيث ارتفعت الصادرات المصرية إلى روسيا الاتحادية بنسبة 9.7% خلال عام 2008 مقارنة بعام 2007
وكذا بنسبة 9.5% خلال عام 2009 مقارنة بعام 2008 وبنسبة 20% مقارنة بعام 2007.
• انخفض حجم الواردات المصرية من روسيا الاتحادية بنسبة 5.4% خلال عام 2008 مقارنة بعام 2007، وكذا انخفضت الواردات المصرية عام 2009 بنسبة 1.7% مقارنة بعام 2008
وبنسبة 7% مقارنة بعام 2007.
• بلغ حجم التجارة بين مصر وروسيا خلال عام 2009 نحو 2036.3 مليون دولار بانخفاض بلغت نسبته نحو 0.6% مقارنة بعام 2008 و بنسبة 4.8% مقارنة بعام 2007 ، علما بان انخفاض حجم التجارة بين البلدين يرجع إلى انخفاض حجم الواردات المصرية من روسيا الاتحادية.
• انخفض حجم عجز الميزان التجاري بين مصر وروسيا الاتحادية ليسجل نحو 1611.5 مليون دولار خلال عام 2009 مقارنة بنحو 1661.2 مليون دولار في عام 2008 بنسبة انخفاض بلغت نحو 3%.
•ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى روسيا الاتحادية خلال الفترة يناير- ابريل 2010 مقارنة بنفس الفترة من عام 2009 ، حيث بلغت نسبة الزيادة نحو 36%.

• هذا وقد ارتفعت قيمة الواردات المصرية من روسيا خلال فترة الدراسة من عام 2010 بنسبة 49.4% مقارنة بنفس الفترة من عام 2009.

• ارتفع حجم التجارة بين البلدين خلال عام 2010 بنسبة 47% مقارنة بعام 2009 كما ارتفع حجم عجز الميزان التجاري بين البلدين بنسبة 53.2%، حيث ترجع تلك الزيادة لزيادة الواردات المصرية من روسيا خلال تلك الفترة.
واتسمت العلاقات التجارية بين مصر وروسيا الإتحادية بالإعتماد المتبادل بين البلدين فى تلبية الإحتياجات الإستيرادية لكل منهما من الأخرى ..حيث تتميزروسيا أنها سوق ملائم ومناسب للصادرات المصرية والمنتجات الزراعية ،وتمثل الصادرات الزراعية الجزء الأكبر من الصادرات المصرية لروسيا.
ويعتبر انشاء منطقة الصناعات الهندسية الروسية فى مصر والتى تم الاتفاق عليها عام 2006 اسهاما ايجابيا فى زيادة معدلات التبادل التجارى بين البلدين.
وتعي مصرأهمية السوق الروسية التي تستوعب كميات كبيرة ومتزايدة من السلع الاستهلاكية التي يماثل الكثير منها بنود الصادرات المصرية؛ هذا فضلاً عن تفاوت القدرات الشرائية في هذه السوق، مما يتيح المجال كشريحة كبيرة من المستهلكين، تتناسب دخولهم مع مستوى تصديرالسلع المصرية.
- كما أن هناك تعاوناً مصرياً روسياً في مجال البنوك، اضافة الى حسابات مشتركة بالنسبة للصادرات الزراعية، ومقايضة لبعض السلع بين الدولتين، وخصم ذلك من الأرصدة الموجودة بالبنوك.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون الفني فهناك عدد من الاتفاقيات في مجالات تشجيع وحماية الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي والصحة والتصنيع الدوائي والسياحة والتعليم والفضاء والاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وكان التعاون الاقتصادي النشيط بين مصر وروسيا قد بدأ في عام 1948 بعد توقيع الاتفاقية الاقتصادية الأولى حول توريد القطن من مصر مقابل الحبوب والأخشاب والمنتجات الأخرى من الاتحاد السوفيتي سابقا.
- وقعت في القاهرة في عام 1958 اتفاقية حول تقديم مساعدة اقتصادية وتقنية لمصر في بناء المرحلة الأولى من سد أسوان العالي ،وأنجز الاتحاد السوفيتي البناء في عام 1971.
بل قدم الاتحاد السوفيتي لمصر خلال الفترة من الخمسينيات حتى السبعينيات من القرن الماضي معونة كبيرة ، أنشأت مصر خلالها 97 مشروعًا صناعيًّا بمساعدة الاتحاد السوفييتي منها: السد العالي، ومجمع الحديد والصلب، ومجمع الألومنيوم. وما زالت هذه المؤسسات تلعب دورا من الدرجة الأولى في الاقتصاد المصري. ويعتبر تحديث مثل هذه المؤسسات اتجاها هاما للشراكة العملية بين البلدين.
وقد استمر التعاون في هذا المجال عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث قامت روسيا بالمشاركة في عدد من المشروعات في مجال توليد الطاقة: ومنها ثلاث محطات كان قد تم التعاقد بشأنها في يناير 1989 بين الاتحاد السوفييتي ومصر؛ إحداها في عيون موسى، والثانية في نجع حمادي، وأما الثالثة ،فهي محطة جبل الجلالة في العين السخنة. كما شاركت روسيا في إنشاء وتحديث عدد من المشروعات الصناعية، منها: مصنع الحديد والصلب بحلوان،ومشروع فوسفات أبو طرطور، ومصنع التعدين، ومصنع فحم الكوك الكيماوي في حلوان،هذا إلى جانب التعاون القائم بين البلدين في عدد من المشروعات الزراعية .
- سجل التبادل التجارى بين مصر وروسيا الإتحادية أعلى معدلاته فى أيام العهد السوفيتى القديم حيث كانت المبادلات التجارية من كلا الجانبين تتم من خلال المؤسسات الحكومية فى إطار إتفاق التجارة وإبرام الصفقات المتكافئة وتبادل قوائم السلع إستيراداً وتصديراً بين البلدين.
ومنذ إنهيار الإتحاد السوفيتى فى بداية التسعينيات وظهور روسيا الإتحادية على الساحة الدولية ككيان مستقل ، وإنتهاجها لنظام الإقتصاد الحر تقلص دور المؤسسات الحكومية الروسية وظهرت
كيانات تجارية جديدة من القطاع الخاص تتبع آليات السوق وتسعى لتحقيق الربحية .
وأثرت الأزمة الإقتصادية التى لحقت بروسيا فى أغسطس عام 1998 على العلاقات التجارية بينها وبين مصر بشكل كبير ، ونتج عن ذلك إنحسار الشركات المصرية عن التعامل مع السوق الروسى، وكان ذلك أحد العوامل التى أدت إلى إنخفاض الصادرات المصرية بنسبة كبيرة تصل إلى أكثر من 50 % فى عام 1998 والذى بلغت فيه صادرات مصر نحو 16 مليون دولار مقابل نحو 34 مليون دولار فى عام 1997 ، وبلغت نحو2.9 مليون دولار فى عام 1999 . وبدأت بعض الشركات المصرية مع الألفية الجديدة تبدى بعض الإهتمام بالسوق الروسى الأمر الذى عاودت معه الصادرات المصرية إرتفاعها من عام لآخر لتصل فى عام 2005 إلى نحو 77.4 مليون دولار .
- في 21 فبراير 2006 ،إتفق الجانبان من حيث المبدأ على الدخول فى مفاوضات حول إنشاء منطقة صناعية خاصة فى مصر( للصناعات الهندسية ) تتعامل مع التكنولوجيا الروسية فى هذا المجال
.
أهمية روسيا فى السياسة الخارجية ..
تلعب روسيا دورا بارزا في رسم السياسة الخارجية العالمية،وبالرغم من تراجع روسيا كقوة عظمي، إلا أنها تؤلف مع الصين ثنائية قطبية جديدة، تهدف إلي مناخ أكثر عدلاً ودعما للقضايا
النزاعية وأهمها قضية الشرق الأوسط.
ولعل من أهم أسباب التنسيق المصري الروسي في العلاقات الخارجية، هو عضوية روسيا في اللجنة الرباعية المعنية بحل أزمة الشرق الأوسط، ومتابعة تنفيذ "خريطة الطريق" وإحيائها، بل إن
موسكو تبذل من خلال خارجيتها ومعها الخارجية المصرية جهوداً لرفع الحصار عن الفلسطينيين والسعي لعدم تقسيم العراق، ومحاصرة انتشار الأسلحة النووية، وغير ذلك من الأشياء الهامة
التي تعد ركائز أساسية في السياسة الخارجية للدولتين.
العلاقات الثقافية ..
تكتسب علاقات التعاون الثقافى بين مصر وروسيا الإتحادية أهمية خاصة وفى هذا الإطار يحرص كل من الجانبين على تقديم منح دراسية لأبناء الجانب الآخر . .فعلى سبيل المثال تقوم مصر
بتخصيص ( 80 ) منحة دراسية بالأزهر الشريف و7 منح للدراسة بالجامعات المصرية للجمهوريات الروسية .
ويقدم الجانب الروسى ( 50 ) منحة سنوياً لدراسات عليا ومهمات علمية ، كما أوفدت مصر خمسة مبعوثين من الأزهر الشريف لأحد المعاهد الدينية بجمهورية باشكورتستان الروسية .
و فى مارس 2006 تم توقيع إتفاق التعاون العلمى والتكنولوجى بين أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا وأكاديمية العلوم الروسية خلال الزيارة التى قام بها نائب رئيس الأكاديمية الروسية للقاهرة .
كما تم فى أغسطس 2006 توقيع بروتوكول بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى المصرية ووزارة التعليم والعلوم فى روسيا الإتحادية للتعاون فى مجال التعليم .
هذا بخلاف أوجه التعاون المختلفة ومنها:
- الترتيب والإعداد لمشاركة الدولتين مصر وروسيا فى مهرجان السينما الخاص بهما حيث تساهم روسيا بمجموعة أفلام فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وكذلك تساهم مصر بمجموعة من الأفلام فى مهرجان موسكو السينمائى الدولى .
- تشجيع وتسهيل تبادل الفرق الفنية بين مصر وروسيا مما أدى إلى دفعة كبيرة فى هذا المجال مثل زيارة فرقة بالية الأطفال بالمعهد العالى للبالية التابع لأكاديمة الفنون المصرية للإشتراك فى مهرجان الأطفال الدولى للرقص الشعبى بموسكو .
- مشاركة الفرق الروسية فى المهرجانات الفنية بمصر مثل مشاركة الفرق الروسية المسرحية فى مهرجان المسرح التجريبى وكذلك مشاركة عدة فرق روسية فى مهرجان الإسماعيلية الدولى .
- إقامة معارض فنية بالمركز الثقافى المصرى بموسكو لعدد من الفنانين .
- إقامة حفلات موسيقية وفنية تحييها كبار الفرق والفنانين الروس .
- المشاركة فى الفعاليات الثقافية المختلفة التى يدعى إليها المكتب الثقافى المصرى بموسكو.
التعاون السياحى ..
يعد التعاون السياحى المصري - الروسى من الخدمات السياحية المتميزة التى تقدمها مصر للسائحين الروس والتى انعكست فى تزايد الحركة السياحية الروسية الى مصر .
وكانت معدلات السياحة الروسية الى مصرقد زادت بنسبة 52 % وبلغ عدد السياح الروس الزائرين لمصر
5ر1 مليون سائح عام 2007.

الإتفاقات بين البلدين ..
فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر وروسيا‏,يوجد اتفاق للتعاون والحوار الاستراتيجي‏,‏ يحرص الجانبان علي تنفيذه‏.
أما العلاقات التجارية والإقتصادية بين الجانبين تعتمد على مجموعة من الإتفاقيات الهامة ،من بينها : -
1- إتفاق التجارة والتعاون الإقتصادى والعلمى والفنى وبروتوكول ملحق بالإتفاق السابق ينص على تبادل شرط الدولة الأولى بالرعاية عام 1993 .
2- إتفاق تسوية الديون المتبادلة عام 1994
3- إتفاق التعاون الإقتصادى والعلمى والفنى عام 1994
4- إتفاق تشجيع وحماية الإستثمارات عام 1997
5- إتفاق تجنب الإزدواج الضريبى عام 1997
6- إتفاق النقل البحرى عام 1997
7- إتفاق التعاون فى مجال البحث العلمى والتكنولوجيا عام 1997
8- مذكرة تفاهم فى مجال الإستخدام السلمى للطاقة الذرية عام 2001
9- برنامج التعاون طويل الأجل لتنمية التعاون الإقتصادى والتجارى والعلمى والفنى عام 2001
10- مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الإستخدام السلمى للفضاء عام 2003
11- إتفاقية الأوفست بين وزارة التجارة الداخلية والتموين ووزارة الزراعة عام 2003
12- إتفاقية للتعاون فى مجال الحجر الزراعى، تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى فى عام 2003
13- إتفاق للتعاون فى مجال صحة الحيوان عام 2004
14- إتفاق بشأن إنتهاج روسيا لإقتصاديات السوق عام 2004
15- خطاب بشأن منح بعض المنتجات المصرية تخفيض قدره 50 % فور إنضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية عام 2005.
16- مذكرة تفاهم بشأن التعاون فى مجال الصحة العامة والصناعات الدوائية عام 2005 .
17- الاتفاقية الخاصة بإنشاء منطقة للصناعات الهندسية الروسية ببرج العرب، والتي تم توقيع بروتوكول التفاهم الخاص بها في أبريل 2007أثناء زيارة وزير الصناعة الروسي للقاهرة، والتي
تقضي بقيام الجانب الروسي بإنشاء عدد كبير من المصانع في برج العرب.
18- اتفقت مصر وروسيا علي تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وأنشطة البحث والتطوير في مجالات إنشاء محطات انتاج الكهرباء من الطاقة الذرية والأمان النووي والتكنولوجيات
الاشعاعية وتطبيقاتها وتناول المعلومات والبيانات والتدريب وتحرير أسواق الكهرباء بينهما‏,‏ وتفعيل اتفاقيات التعاون العلمي والتكنولوجي المتوقعة بين الحكومتين تحت مظلة الوكالة الدولية
للطاقة الذرية‏.‏
الإتفاقات بين الهيئات وتجمعات رجال الأعمال :
1- إتفاق التعاون بين الإتحاد العام للغرف التجارية وغرفة التجارة والصناعة الفيدرالية عام 1994 .
2- إتفاق التعاون بين إتحاد الصناعات المصرية وإتحاد الصناعات الروسية عام 1997 .
3- إتفاق التعاون بين غرفة تجارة الأسكندرية وغرفة صناعة تجارة وصناعة إقليم موسكو عام 1997 .
4- إتفاق تأسيس مجلس رجال الأعمال المصرى – الروسى المشترك عام 1999 .
5- إتفاق تعاون بين الهيئة العامة لشئون المعارض والأسواق الدولية ومركز موسكو لنقل التكنولوجيا عام 1999 .
6 - مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين البنكين المركزيين فى مصر وروسيا عام 2002 .
معلومات عن روسيا الإتحادية ..
تمتد أراضى الجمهورية فى كل من قارتى آسيا وأوروبا، فى القسم الشرقى من أوروبا والقسم الشمالى من آسيا يحدها من الشرق : اليابان - الولايات المتحدة ، ومن الجنوب : أوكرانيا وجورجيا
وأذربيجان وكازاخستان والصين ومنغوليا وكوريا الشمالية ، ومن الغرب : النرويج وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وبيلاروسيا ، ومن الشمال المحيط المتجمد الشمالى .
كما يوجد بجمهورية روسيا إقليم يقع شمال بولندا وغرب ليتوانيا ويطل على بحر البلطيق يطلق عليه كالينينجراد .
ويحيط به من الغرب بحر البلطيق ومن الجنوب البحر الأسود وبحر قزوين ومن الشرق المحيط الهادى ومن الشمال المحيط المتجمد الشمالى .
اما أهم الأنهار وأطولها هو نهر الفولجا الذى يصب فى بحر قزوين وتوجد فى شرق سيبيريا بحيرة بيكال ،وتعد من أكبر بحيرات المياه العذبة فى العالم .
وتبلغ مساحة روسيا الإتحادية 17 مليون و 75400 كم مربع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟