الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنتماء ...... لمن ؟؟

علي الصراف

2013 / 10 / 21
المجتمع المدني



قد يكون البعض قد طرح هذا السؤال في كل دول و الى اي شخص ( لمن يكون انتمائك ؟) كما اني اؤمن ان الانتماء هو للوطن بشكل مطلق و صريح و ان هذه هي الاجابه التي سوف يستمع او استمع اليها كل من طرح هذا السؤال على اي شخص ( اجنبي ) ، الا في بلادي فالانتماء في بلادي له ابعاد و اشكال مختلفة و ان حاولنا الغوص في اعماق هذه الانتمائات ( قد ) نصل في نهاية الطريق الى ان الانتماء يعود الى الوطن .
من الممكن ان يكون الكثير ممن تربوا على ان الانتماء الى الوطن و ان حب الوطن فوق كل شيء ، و لكني لم اعد اجد هذا الحب في قلوب الاغلبيه في بلادي و هنا تطرح التساؤلات ( هل من الممكن ان يكون هناك ما هو اهم من الوطن ؟ ) او قد يكول السؤال ( هل من الممكن ان يكون البعض لم يتربى على الانتماء الى الوطن ؟) و السؤال الاهم هو ( لماذا يظن البعض ان الوطن هو بيت مؤقت و بعد فترة وجيزه يجب الخروج منه الى بيت اكثر اتساعا ؟) .
وجدت الكثيرين منهم من يعاتب الوطن بكتاباته و منهم من يتغزل بالوطن بكتاباته و اشعاره و غيرهم ممن ينتقد الوطن ايضا و على سنين طويله استمر هذا الحال و لكني بعد الاطلاع بشكل بسيط لم اجد رد الوطن على من انتقده ولا ثناء الوطن على من امتدحه و ان هذا الشي حسب رأي لا يعني الا شيئا واحد و هو غياب صوت الوطن .
و اذا كان صوت الوطن هو غائب من سنين طويله اذن من الذي يتحدث بصوته اليوم ، هل يوجد للوطن مدير مكتب ينوب عنه ؟ او لديه سكرتيرة تقرا مشاكل المواطنين و عتبهم و غزلهم بالوطن و هي التي تقوم بالرد نيابة عنه ؟.
ان صوت الوطن هو الشعب نفسه و مثلما قلت في البدايه ان الشعب نفسه لا يشعر بانتمائه للوطن فلا اجد غير ان الوطن الذي لا يشعر شعبه بانتمائهم اليه و على مر سنين من الطبيعي جدا ان يغيب صوت الوطن و يغلب على صوت الوطن صوت كل من استغل غياب الوطن حتى يعلو صوته في ارجاء البلد ، و هذا هو الحال فلو احببت ان نبدا بالاثباتات من راس السلسله ستجد ذلك بداية من الحكومه و التي تتمثل برئيس الوزراء و حاول ان تشاهد بعض لقائاته و تصريحاته و اعدك انك ستجد غياب واضح للانتماء للوطن و لكني اعدك ايضا انك ستجد انتماء واضح للحزب او الكتله التي يقودها و هذا ليس بالشي العجيب ، فحاول ايضا ان تشاهد بعض اللقاءات التلفزيونه لبعض قيادات الجيش و كما تعلمت ان للجيش ولاء واحد هو للوطن ( رغم غيابه ) و لكنك ستجد ان القيادات متمثلة بتعليق صورة القائد العام للقوات المسلحه و لن تجد على الاقل الى جانبها خريطة الوطن و هذا هو اهم جزء من اساسيات الجيش في كل دول العالم ( الانتماء ) .
ستجد ان قيادات الشرطه و التي هدفها حماية الشعب الذي يسكن الوطن هي نفسها التي تتسبب في مقتل الشعب بصور مباشره او غير مباشره ، و لو طرحت سؤال ( لمن يكون انتمائك ؟) لاي شخص تصادفه في طريقك فان نسبة (50٪-;- ) سيحاول التفكير بالسؤال قليلا او يبادرك بسؤال ايضا ( من تقصد او ماذا تقصد ؟ ) و بعد توضيح بسيط ستكون اجابته لجهه دينيه او سياسيه او قبليه او عشائريه ولا تستغرب ان سمعت ان انتمائه يعود الى احدى المحافضات بل يجب الفرح لانه اصبح قريب على الاجابه و ان كان انتمائه لجزء من الوطن ، اما الجزء الثاني فستكون مقسومه بين جزئين جزء يؤمن بالوطن و الثاني هو الذي يؤمن بوجود الوطن و لكنه يتغزل به باروع الكلمات ( و العكس صحيح ) ,
هل من الممكن ان يختفي الانتماء العراقي و يكول بدلا عنه الانتماء الديني و السياسي و العرقي و ان لم اكن مخطئ فقد بدا فقدان الانتماء العراقي و استبدل بانتماءات اخرى عرقيه و اقليميه و طائفيه و بالطبع سوف يكون السبب ( مجهول ) مثلما يظن البعض الا ان السبب الحقيقي حسب راي هو غياب صوت الوطن و مثلما قلنا سابقا ان صوت الوطن هو الشعب و بما ان الشعب عاش و يعيش حروب التقسيم و الخوف و عدم الشعور بالمسؤوليه فضلا عن ضغوطات الحكومه قبل ضغوطات الإرهاب من المستحيل ان يكون للوطن صوت .
اذن يمكننا الاتفاق على ان الشعب هو لسان الوطن او من يشعر بالانتماء للوطن هو الناطق الوحيد بلسان الوطن ، و هنا تكون المفارق فان كل من لا يشعرون بالانتماء للوطن او من هم يذمون الوطن لمختلف الاسباب و على كل مستويات الاعذار مثل سوء الخدمات و انعدام الامن و تردي المعيشه و كبت الحريات و النظافه الشبه معدوه و سوء التعامل و الفساد و الرشوه و المحسوبيه كل هذه الاشياء سواء ان كانت ممن يشعرون بالانتماء للوطن او من ينتمون لاي فصيل سياسي او ديني او عرقي يكون ( المواطن ) هو من يتحمل المسؤولية و لا يجوز التذمر ، فان كانت هذه التصرفات تعود ممن لا يشعرون بالانتماء للوطن فهو واجب على المواطنين الانتفاض على من يقودون وطنهم و عدم السماح لهم بالتحكم بحياة المواطن و ان كانت هذه التصرفات تبدر من المواطن نفسه .
لا اعلم عن ماذا سنتخلى في الايام المقبلة فبعد ان تخلينا عن اغاني القديمة مثل ( وطني الاكبر ) و ( بلاد العرب اوطاني ) و اليوم نتخلى ايضا عن ( موطني ) و غدا نتخلى عن الدين و القوميه و العرق و المذهب و لا اعلم الى اين نهاية هذا الطريق و لكني اؤمن اننا سنتخلى في نهاية الطريق عن اخر ما نملك على الرغم من ان البعض قد تخلى عنها مسبقا و فقد ( انسانيته ) بعد ان فقد صفة المواطنه .

علي الصراف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا