الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار سياسي في مربع لغير السياسيين !

محمد سليم سواري

2013 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


كما هو في الكثير من الحالات الموجودة على صفحات عالم الفسبوك دخل علي صديق فسبوكي وبدأ بالكلام :
ـ استاذ ممكن سؤال ؟ هل تعتقد أن الأحزاب الدينية في كردستان أحزاب تؤمن بالحرية والثقافة وتتصور إنها تقدم شيئاً للشعب الكوردي .
وعندما فكرت في كلامه ومَن يكون هذا ؟ ومِن أية جهة هو ؟ وأنا متأكد إنه يعرف بأنني كوردي ولهذا وجه إلي هذا السؤال الذي لم أكن أتوقع مثله .
وقبل أن أبادره برد دبلوماسي بمستوى تواضعي وقناعتي ، شعر ضيفي بتأخيري في الرد ، فبادرني قائلاً :
ـ اوكي استاذ أتصور أنت مشغول بموضوع أهم .
فإعتبرت إنه يستفزني بإعتقاده بأنني أتهرب من الإجابة فقلت له :
ـ أنا موجود وسأكون صريحاً معك بأن كل الأحزاب الموجودة على كل ساحة الشرق الأوسط بصورة عامة وفي العراق وكوردستان بصورة خاصة عندما تكون خارج الحكم شيء وعندما تتسلم الحكم شيء آخر .. وأقرب مثل على ذلك ما فعله الإخوان ومرسي في مصر.
ـ ولكن أنا أعرف كما يعرفه الكثيرون ، ونلاحظ في الإعلام تدخل الأحزاب الدينية فقط بصورة مباشرة في سلب حريات وفكر الكثيرين من إخواننا في كردستان .
ـ لا بالعكس لحد الآن الأحزاب الدينية في كوردستان لم تعمل شيئاً مسيئاً ولكن بالعكس تماماً أكثر من مرتين تعرضت مقرات الإتحاد الإسلامي إلى أعمال الحرق والهجوم المسلح وقتل أنبل شخصية قيادية لهم في دهوك عندما هاجم أنصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني مقرهم هناك وجولات الحرب كانت قاسية بين مقاتلي الإتحاد الوطني الكوردستاني وأحزاب إسلامية أخرى .
ثم ذهب بي صديقي الفسبوكي إلى محور بعيد ومتصل عندما إقتنع بجوابي ليواصل معي قائلاً :
ـ وعن حركة التغيير ؟ إني أشوف شيروان مصطفى شخصية مقبولة ؟
فعرفت أن معلومات صاحبي سطحية عن مجمل الوضع الكوردي بدليل أنه يجهل الإسم الحقيقي لزعيم حركة التغيير فقلت له لأشعره بذلك :
ـ عزيزي حركة التغيير كما تعلم ليست حركة إسلامية وهذه الحركة ولدت في خضم الخلافات بين نوشيروان ومام جلال حول العديد من المسائل وفي مقدمتها كما كان يعتقد نوشيروان عدم شفافية مام جلال في الموضوع المالي وحسم بعض الامور فكان هذا الإنشقاق السبايروجي في صفوف الإتحاد الوطني الكوردستاني .
ـ نعم أنا أعرف هي حركة غير إسلامية .. ومن الممكن أن تقدم الكثير لخدمة كوردستان .
ـ نعم أنا معك هي إستطاعت أن تقدم أهم شيء هو أن يشعر الحزبان الحاكمان في كوردستان منذ عقود بأن الساحة لم تعد فقط لهما وهناك لاعبين آخرين.
ـ وألا تعتبر هذا إنجاز كبير ودرس بليغ للحزبين .. أنت تعرف هنا في بغداد والكثير من المدن العراقية بسبب ممارسات الأحزاب التي جاءت بإسم التدين والدين جعل الكثير من الناس لا يتوقعون الخير من الأحزاب الإسلامية والإنتخابات القادمة ستفرز الكثير من إرهاصات الشارع العراقي .
وهنا عرفت بأن صاحبي قد استوعب كلامي وإنه يريد أن يغادر كوردستان إلى بغداد حيث هو يسكن هناك كما تصورت فبادرته بالقول :
ـ أنا أعتقد الوضع في بغداد يختلف .. وليس هناك صراع ديمقراطي .. ولكنه صراع طائفي ومذهبي و 99% من الناس في بغداد والجنوب والمحافظات الأخرى بإستثناء كوردستان يصوتون على الهوية الشيعية والسنية فقط .
ـ نعم كان هذا في البداية ولكن الآن إختلف الوضع وهذه النظرة عند الناس.
ـ قلت لك الصراع قد يكون الصراع بين نفس المذهب سواء بقى المالكي أو جاء جماعة الحكيم أو الصدر وليس هناك وجود للتيار العلماني أو ما يسمى الوطني أو حتى الشيوعي .

ـ لا أستاذ الوضع تغير والدليل ما حدث في إنتخابات مجالس المحافظات .
ـ وكما قلت لك المعادلة لم تتغير في بغداد والمحافظات الجنوبية على أقل تقدير ولن تخرج على هذه القاعدة أبداً .. خذها مني .. هذا واقع شعبنا ومستوى وعيهم إلى العشر سنوات القادمة على أقل تقدير ، هي الأجنحة الثلاث فقط ولم يحدث أي تغير ، أين أصبح العلمانيون والشيوعيون ، لقد تبخر الجميع أمام الوعي الطائفي والمذهبي .
ـ ألا تعلم أن الشيوعيين حصلوا في كل محافظة على مقعد واحد وهذه بداية جيدة لتوجه الناس .
ـ هههههه .. وماذا يعني مقعد واحد إنتظرنا كل هذه السنين العجاف ومنذ سنة 1927 من تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ومجموعته الماركسية الأولى في البصرة وإنتظرنا أكثر من عشر سنوات بعد الدخول الأمريكي ليحصل الحزب الشيوعي على مقعد واحد ، وكم من السنين والقرون سنحتاج وننتظر حتى يحصل الشيوعيون على ربع مقاعد مجلس محافظة بغداد فقط .
ـ لا أبداً ليس هذا قصدي .
ـ وأنا بكل تواضعي أحترم رأيك وقصدك ولكن الرهان بين التيارات المذهبية والطائفية مع التيارات العلمانية هو رهان بين ركضة الغزال والسلحفاة ، متى يصل الغزال ومتى تصل السلحفاة.. أقول هي الطائفية وثم الطائفية والمذهبية .
ـ أخي أكثر من خمس وثلاثين سنة إضطهاد ودكتاتورية ستكون النتيجة هكذا ، ( مو زين الناس شافو الإنتخابات ) .
أبداً أنا لست مع هذا الطرح ، نعلق كل الفشل على الدكتاتورية والخمس ثلاثين سنة من حكم صدام .
ـ لا ليس قصدي بأن فشل هذه الحكومات يتحملها صدام حسين .
ـ عزيزي عندما جاء عبدالكريم قاسم على تراث ملكي عمره أكثر من ثمان وثلاثين سنة وميزانية العراق أقل من خمسة عشر مليوناً من الدنانير ولكنه خلال فترة أقل من خمس سنين غير وجه العراق .. إنظر إلى الشعب المصري ماذا فعل .. هز معادلة كل حكم ناصر والسادات ومبارك ومنذ سنة 1953 ثم جاء الإخوان ومرسي فكان الشعب المصري ليهزوا معادلة أقوى وأعرق حزب في تأريخ مصر .
ـ نعم أنا معك ولا غبار على كلامك ولكن شعبنا غير الشعب المصري .
ـ وأنا قلت ذلك منذ البداية الشعب المصري لم يراهن على الطائفية والمذهبية حتى القبطين حسموا أمرهم للوطن على حساب الأجندة الأخرى .
ـ ولكنني أنظر بعين التفاؤل إلى الديمقراطية ولي إيمان بالتغير وأنت ماذا ترى .
ـ أنا متفاؤل معك وإيماني بالديمقراطية ليس له حدود على المدى البعيد البعيد.
ـ ماذا تقصد .. والآن ؟؟
ـ والآن نحن بحاجة إلى دكتاتور عادل ونزيه ولو جاء هذا الدكتاتور الموعود حتى ولو كان ملكاً لكنت من الواقفين في صفه والدفاع عنه وعمري يناهز الستين سنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا